تعكف هذه الدراسة المنهجية على بحث ظاهرة شغب الملاعب، فتتفحص سوابق اضطرابات الحشود بصفة عامة، ثمّ في روابط كرة القدم البريطانية بصفة خاصة؛ كما تناقش تفسيرات شعبية شائعة، وأخرى أكاديمية مختصة، للمشكلة في أبعادها الأوسع. فصول الكتاب، الذي صدر مؤخراً تحت عنوان «جذور الشغب في كرة القدم: دراسة تاريخية وسوسيولوجية»، بتوقيع ثلاثة مؤلفين، تبدأ من سنوات 1880، حين اتخذت كرة القدم الإحترافية صيغتها الحديثة؛ وتمرّ بفترات ما قبل، وما بعد، الحربين العالميتين؛ وتتوقف، خاصة، عند نجاح بريطانيا في الفوز بكأس العالم سنة 1966، كمرحلة فاصلة في تنامي ظاهرة الشغب، بمعنى الإنحياز الوطني الذي سينقلب إلى عصبيات محلية.
وتلتفت فصول الكتاب إلى التحولات التي طرأت على تركيبة جماهير كرة القدم، وتغيّر البنية الطبقية للمجتمع البريطاني، بحيث يُتاح ردّ ظواهر الشغب الحديثة إلى شروط ثقافية وطبقية، وكذلك إلى شروط أخرى تسري على ذكور الطبقة العاملة تحديداً، فتعيد لديهم إنتاج نزوعات ذكورية عدوانية واستعلائية، ذات صفة جَمْعية. ولا يوفّر المؤلفون وسائل الإعلام وأشكال الميديا المختلفة من مسؤولية استفحال شغب الملاعب؛ سواء عن طريق التعامل مع حوادثها من باب «الأخبار المثيرة» التي تقتضي الإبراز في عناوين الصفحات الأولى؛ أو عن طريق تضخيم تلك الحوادث، تحت ستار فضحها وتوعية المجتمع على أخطارها.
وبعد مدخل ومقدّمة وتسعة فصول، أطرفها السابع الذي يحمل عنوان: «كرة القدم تذهب إلى الحرب»، يبلغ الكتاب خلاصة تركيبية تقترح تطوير نظرية متكاملة حول شغب الملاعب، تستجمع معظم عناصر الظاهرة وجوانبها الإشكالية.
The Roots of Football Hooliganism: An Historical and Sociological Study
by Eric Dunning, Patrick J. Murphy, John Williams
Routledge, New York 2014
286 pages.