غزة ـ «القدس العربي»: أكد الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي لـ «القدس العربي»، عدم صحة التقارير التي تحدثت عن طلب إيران من الحركة، إعادة دمج عناصر حركة الصابرين، بالحركة، وأكد أن مسؤول هذه الحركة وكافة عناصرها مفصولون من الجهاد بقرار معتمد من الأمين العام، كذلك أكد أن الحركة تجاوزت الأزمة المالية الخانقة التي كانت تعيشها العام الماضي، لكنها تعاني كما يعاني الشعب الفلسطيني من سوء الوضع بشكل عام.
وقال داوود شهاب لـ «القدس العربي» التي سألته عما ورد في تقارير حول طلب السلطات الإيرانية من الحركة إعادة دمج عناصر حركة «الصابرين» ضمن صفوف الحركة، وإعطاء موقع قيادي لأمين الحركة هشام سالم، إن هذه التقارير «كاذبة وغير صحيحة، ولا أساس لها من الصحة». وأشار إلى أن قادة وعناصر حركة الصابرين، لم ينشقوا عن حركة الجهاد، وأنهم جميعا بمن فيهم الأمين العام هشام سالم، فصلوا بقرار معتمد من الأمين العام للجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح.
وتطرقت «القدس العربي» إلى ملف الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها حركة الجهاد منذ عدة أشهر، وحول ما أشيع من تقارير عن ربط إيران دعمها للحركة بالحصول على ذلك من خلال حركة «الصابرين»، وفي هذا السياق نفى شهاب صحة ما يتردد، وقال إن الأمين العام أعلن قبل فترة أن الجهاد «تجاوزت هذه الأزمة».
لكنه قال إن تجاوز الأزمة «لا يعني أن الجهاد لديها وفرة مالية»، مشيرا إلى أن الحركة تعد «حركة فقيرة، وتعاني كما يعاني الشعب الفلسطيني من سوء الأوضاع المالية». وقال إن مصادر الحركة المالية محدودة، وانه لا يوجد لديها مصادر تمويل، وعاد وقال في رده على التقارير التي تحدثت عن الدعم الإيراني بأنها «كاذبة».
وأكد شهاب أن حركة الجهاد تعد حركة مستقلة في تمويلها وقرارها، وأن مواقفها لم تتغير تجاه الملفات الفلسطينية أو العربية أو الإقليمية، التي تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وأنها «لا تقف مع هذا الطرف، أو مع ذلك الطرف»، وكان يقصد النزاعات التي تشهدها المنطقة بين العديد من الدول العربية والإقليمية.
وكان موقع «المصدر» الإسرائيلي قد ذكر في تقرير له أن إيران تدخلت مؤخرا لإعادة دمج حركة «الصابرين»، في إطار حركة الجهاد الإسلامي، بعد انشقاق حركة الصابرين عنها، على أثر خلافات كبيرة وصلت إلى إصدار قرارات بشكل مباشر من أمين عام الجهاد، رمضان شلح، بفصل هشام سالم، أمين عام «الصابرين» وقيادات أخرى كانوا يحالفونه.
ونقل الموقع عن مصادر خاصة أن اجتماعات عقدت في غزة بين مسؤولين من الجانبين بعد تدخل إيراني، وأن بعض القضايا تم حلها وأنه يجري العمل على حل الخلافات الأخرى كافة لإعادة دمج حركة «الصابرين» مع حركة الجهاد الإسلامي، وإلغاء اسم «الصابرين» باعتبارها ستعود مجددا لتبقى جزءا من حركة الجهاد، التي تعمل منذ سنوات على إنهاء الخلافات داخلها وتوحيد كل الفروع التي كانت تعمل تحت مظلتها.
وحسب الموقع فقد نقل عن مصادر مقربة من حركة «الصابرين» أن الحركة ستبدأ بتسليم سلاحها قريبا للمسؤولين في حركة الجهاد، وأن قرارا سيصدر بتعيين سالم وقيادات مقربة منه في مناصب مهمة داخل الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.
وبينت المصادر أن إيران طلبت ذلك من سالم بشكل مباشر بعد طلب من حركة الجهاد الإسلامي لحل الخلافات وإعادتهم في منظومة الحركة الناشطة في غزة، وأن سالم لم يمانع كما كان في مرات سابقة بسبب تشديد الخناق عليه وعلى عناصره من قبل حركة حماس، التي عملت منذ أشهر على إغلاق كامل لجمعية «الباقيات الصالحات» التابعة للصابرين التي من خلالها قالت حماس إنه ينفذ «نشاطات سياسية» وهو الأمر الذي يمنعه القانون الفلسطيني.
وبينت المصادر أنه لا يعرف حتى الآن ما إذا كانت ستنجح الاتصالات في التوصل لاتفاق شامل لكن المؤشرات حتى الآن إيجابية جدا وأن الجهات معنية بإيجاد حلول لكل القضايا الخلافية.
وقبل أسابيع أبلغت وزارة الداخلية في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس، جمعية خيرية تسمى «الباقيات الصالحات» وتتلقى تمويلا من إيران، ويرأسها رئيس حركة الصابرين هشام سالم، بأمر يقضي بإغلاق هذه الجمعية الخيرية، لـ «ممارستها العمل السياسي»، رغم نفي الجمعية التهمة التي وجهت إليها.
وندد وقتها سالم بقرار الحل، ووصفه بـ «التعسفي»، وقال «ما جرى مع جمعية الباقيات الصالحات، التي أرأس مجلس إدارتها، جعلنا نقرر الخروج عن صمتنا ونتحدث بصوت عالٍ، خاصة أن الإجراءات التي اتخذت بحقنا تعسفية».
وسالم متهم بالتقرب من إيران ونشر المذهب الشيعي، وتعرض لمحاولة اغتيال بطعنه بسكين من قبل مجهولين خلال إجرائه مقابلة تلفزيونية قبل أشهر، وتلاها تفجير مجهولين عبوة ناسفة أمام منزل عائلته شمال غزة، ووقتها تحدثت تقارير عن هجمات نفذها متشددون يناوئون سياسة إيران في المنطقة.
غير أن الرجل نفى في مقابلة سابقة مع «القدس العربي» العمل مع إيران، ورفض الهجوم على حركته بوصفها «حركة شيعية»، وقال إنها «حركة فلسطينية مقاومة».
أشرف الهور