الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: للمرة الرابعة في أقل من عام قام رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة روسيا ولقاء مسؤوليها بحثا عن طرق لتقويض مؤتمر باريس، مما يدلل على تطور العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وبخلاف المرات السابقة ستستمر الزيارة التي بدأت أمس يومين ونصف اليوم يلتقي خلالها مع الرئيس بوتين للاحتفاء بالذكرى الـ 25 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، وبحث تطبيق التفاهمات التي تم التوصل لها في الزيارة السابقة في أبريل/نيسان الماضي علاوة على قضايا إقليمية من بينها مكافحة الإرهاب العالمي، الوضع في سوريا وأفق المسيرة السياسية بين إسرائيل وبين الفلسطينيين.
وتعكس هذه الزيارات المتتالية لنتنياهو الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل لروسيا ودورها المتزايد في المنطقة وللتنسيق الوثيق معها.
يشار أن روسيا عضو في اللجنة الرباعية التي تستعد لإصدار تقرير رسمي حول الجمود السياسي في الشرق الأوسط، وهذا يثير قلق إسرائيل لأنه من المتوقع أن يتضمن نقدا حادا لها ولسياساتها الاستيطانية وتحميلها جزءا كبيرا من مسؤولية فشل إحياء المفاوضات وهذا طبعا لم يرد في بيان نتنياهو حول دوافع وأهداف زيارته.
ولا يخفي نتنياهو العلاقات الحميمية بين إسرائيل وبين روسيا، ففي كلمة ألقاها في إطار مراسم إحياء الذكرى الـ49 للاحتلال ولتوحيد شطري القدس أول أمس قال «إسرائيل تريد السلام.
انا أريد السلام.
إنني معني باستئناف العملية السياسية التي تسعى إلى تحقيق السلام.
ولكن السلام إذا ما تم تحقيقه سيقام من خلال التفاوض المباشر بيننا وبين جيراننا وفي ختامه هم سيعترفون بحق إسرائيل بالوجود كالدولة القومية للشعب اليهودي».
بالإضافة لتكرار شروطه التعجيزية والصياغات الافتراضية طعن نتنياهو بالمبادرة الفرنسية مجددا زاعما أن السلام لن يتحقق من خلال الإملاءات الدولية.
وتابع محرضا على ضحية الاحتلال «أي إملاء دولي فقط يبعد السلام ويعزز التعنت الفلسطيني ويجعل مواقفهم أكثر تشددا. ومن يرفض الاعتراف بإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي ومن ينكر صلتنا بأورشليم ويمارس التحريض الديني حول جبل الهيكل ومن لا ينبذ الإرهاب فأمامه شوط طويل لقطعه بغية التوصل إلى السلام».
كما تطرق لزيارته لروسيا وقال إنها دولة عظمى عالميا والعلاقات بيننا وبينها تصبح أكثر توطيدا، منبها إلى أنه يعمل جاهدا على توطيد هذه العلاقات التي تخدمنا وتخدم أمننا القومي في هذه الأيام وهي ما منع اصطدامات خطيرة لا حاجة لها على حدودنا الشمالية».
من غير المتوقع أن يطرح نتنياهو موضوع الجولان السوري المحتل وسبق أن اعترف بوجود موقف مغاير لبوتين الذي أبدى تحفظا من دعواته للعالم للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
لكن نتنياهو كما يتوقع مراقبون إسرائيليون مقربون من حكومة الاحتلال سيبحث نتنياهو مع بوتين مخاوف إسرائيل من نقل أسلحة روسية متطورة لإيران وحزب الله. كما ستتضمن الزيارة توقيع اتفاق حول مخصصات التقاعد للمهاجرين الروس ولذا يشارك في الزيارة وزير الاستيعاب الخاص بالمهاجرين.
كما يشارك في الزيارة وزير الزراعة المستوطن المتطرف أوري أرئيل من أجل التباحث في تطوير التعاون الروسي الإسرائيلي بمجال الزراعة.
وسيزور نتنياهو وزوجته متحف المدرعات الروسية ومعاينة الدبابة الإسرائيلية التي وقعت بالأسر السوري خلال اجتياح لبنان عام 1982 وتم تسليمها ليد روسيا قبل سنوات، وأعلن مؤخرا أنها ستقدمها هدية لإسرائيل بناء على طلبها.