«صداع» الانتخابات الأردنية يتواصل وإخفاق ملموس في تشكيل قوائم انتخابية حقيقية بين الأقطاب ومحاولة «يتيمة» ولدت في البلقاء

عمان ـ «القدس العربي»: تقترب الانتخابات البرلمانية في الأردن وينمو في الوقت نفسه شعور بالارتباك بعد سلسلة الإخفاق الملموسة في تشكيل قوائم وتحالفات انتخابية يمكن ان تمنح الانتخابات المنتظرة والتي توصف بأنها مهمة جداً وأساسية الطابع السياسي والوطني خصوصاً في الجزء الذي افترضه صاحب القرار عندما يتعلق الأمر بالاندماج والتحالفات العابرة للهويات المناطقية.
حتى قبل ستة اسابيع فقط من التسجيل الرسمي لقوائم الانتخاب لم يتم الإعلان مبكراً وخلافاً للعادة والمألوف عن أي قائمة انتخابية واحدة متكاملة فيما تتباعد أقطاب عملية الترشيح عن بعضها البعض بصورة ملموسة.
والقائمة الوحيدة التي تم الإعلان عنها في مدينة الزرقاء تضم عدداً من المرشحين عادت وخضعت لعملية إعادة تركيب. إعادة التركيب وتغيير التحالفات سيكون طابعاً أساسياً كلما إقتربت البوصلة الزمنية.
وهوية الإعلان المستقل عن قائمة حقيقية برزت فقط عندما أعلن قطبان بارزان في محافظة البلقاء قبل الجميع هما المحامي مبارك ابو يامين والدكتور فوزي الطعيمة نيتهما التشارك معاً في قائمة انتخابية واحدة ستخوض الاستحقاق متعهدين باستكمال بناء قائمة انتخابية ببعد وطني كما قال أبو يامين لـ «القدس العربي».
وبعيداً عما حصل في البلقاء بين الطعيمة وأبو يامين لا توجد حالات جريئة مماثلة تعلن مبكراً عن فكرتها وجوهرها في القوائم الانتخابية.
ويرى مراقبون ومرشحون أن الفرصة ما زالت متاحة لإعادة إنتاج وتركيب العديد من القوائم بناء على اعتبارات لحظية ومتسرعة ومتغيرات قد تحصل في أي وقت بطبيعة التحالفات لأن التشاركات على اساس برامجي وحزبي غير متاحة بكل الأحوال رغم إعلان خمسة أحزاب أغلبها إسلامي الطابع عن مشاركتها في الانتخابات المقبلة بدون التجرؤ ومع اقتراب الوقت للإعلان عن تسمية مرشحي القوائم.
الحزب الوحيد القادرة بحكم العديد من الاعتبارات على تشكيل قائمة او قوائم عدة متكاملة هو حزب جبهة العمل الإسلامي التابع للإخوان المسلمين الذي يطهو طبخته الانتخابية في سياق من السرية والكتمان.
وحتى حزب الجبهة بدأ يتواصل مع مرشحين آخرين اقوياء على أمل الانضمام لهم في بعض الدوائر الانتخابية التي لا يستطيع فيها تدبير قائمة واحدة متكاملة.
البعد العشائري لا زال حاضراً بقوة ومصادر التيار الإسلامي ترجح ان يسعى مرشحون بإسم التيار الإسلامي لاستثماره وتوظيفه خصوصاً في ظل تزايد الطلب على مرشحين محتملين يمثلون مقاعد الأقليات و»الكوتا» النسائية.
والضغط شديد في المساحة المخصصة للكوتا والأقليات وجميع القوائم وفي كل الدوائر تبحث عن شركاء من فئات الشركس والمسيحيين والمرأة على أمل تعزيز قوائمهم الانتخابية فيما تبقى دوماً الاعتبار الجهوي والعشائري والمناطقي عندما يتعلق الأمر بمرشحين معاونين مهمتهم خوض الانتخابات لصالح قائمة محددة بدون آمال حقيقية في النجاح.
البحث عن مرشحي الصف الثاني يبدو المهمة الأكثر تعقيداً مع نمو واستقرار القناعة بأن غالبية القوائم الساحقة ستخفق في تجاوز الانتخابات باتجاه الحصول على أكثر من مقعد لأي قائمة وفي أفضل الأحوال وأحسنها مقعد واحد مع آخر مخصص للأقليات.
والتعقيد يتواصل ايضاً مع التفكير المركزي الراغب في تحييد عنصر المال السياسي فعلاً عبر سلسلة إجراءات اقترحتها الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات.
لكن التمكن فعلياً من النجاح في ذلك قد يكون صعباً للغاية لأن وجود رأس لكل قائمة يعني تماماً بان يتحرك المال من المرشح الرئيسي لاستقطاب مرشحين إضافيين من النوع الذي تنحصر وظيفته في جمع الأصوات فقط وهو واقع يعني أن المال السياسي له دور أساسي في تشكيل التحالفات والقوائم لأن كل قائمة ببساطة سينفق عليها حصرياً صاحب الحظ الأوفر.
المرشحون الأقوياء يبتعدون تماماً عن الأقوياء الآخرين في الدائرة الانتخابية نفسها والتشارك يحصل فقط بين مرشح قوي وآخر قوي سيترشح على أساس مقاعد الأقليات والكوتات.
والعديد من المرشحين بدلوا وغيروا في دوائرهم الانتخابية في مظهر جديد على الارتباك وسط شكوى الجميع من الصداع الذي تتسبب به العملية «الترشيحية» حتى اللحظة.

«صداع» الانتخابات الأردنية يتواصل وإخفاق ملموس في تشكيل قوائم انتخابية حقيقية بين الأقطاب ومحاولة «يتيمة» ولدت في البلقاء

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    العشائرية لن تنتهي بالبلاد العربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهي أساس تخلفنا
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية