صعود القمر لا يمكن أن يتم عبر الإستيقاظ في الخامسة صباحا… و«الصلاة على النبي» تسبب الإرباك للحكومة

حجم الخط
2

القاهرة ـ «القدس العربي» لا يحفظ المصريون عن بكرة ابيهم مثلاً شعبياً هو موضع تقدير الكبير منهم قبل الصغير اكثر من وعيهم بالمثل الدارج: النوم سلطان، غير ان الرئيس الجديد يريد ان يهدد شعبه ويزيل «سلطانهم» بدعوتهم للاستيقاظ في الخامسه صباحا للذهاب للعمل، وفيما يرى كثيرون ان الطريق نحو الفضاء واللحاق بركب العالم المتحضر لا يمكن ان يتم عبر ركوب دراجة او الاستيقاظ فجراً، يتعهد ملايين العاطلين للضيف الذي حل مؤخراً على القصر الرئاسي بأن يستجيبوا لدعوته:
«من العين دي للعين دي».. شغلنا يا سيسي واحنا مستعدين للذهاب للعمل في نص الليل، غير انه ليس كل ما يشتهيه الشعب يدركه، كما ان الحديث عن ان مصر استردت هيبتها ونفوذها وسالف مجدها، وان العالم يتهيب منها فور وصول المشير عبد الفتاح السيسي، امر بات مدعاة للدهشة اكثر من كونه انجازا تم بالفعل.
فالحقائق على الأرض تقول عكس ذلك تماما فلا توجد دولة تدعي النفوذ والسلطة والتأثير في العالم بينما حكومتها تستنفر الجيوش خوفا من منشور يعلقه المواطنون يذكرون بعضهم بعضا بالصلاة على محمد «صلى الله عليه وسلم» خير الأنام.. ولا توجد دولة تزعم ان البلدان الكبرى ترتعد فرائصها خوفاً منها، بينما هي لازالت تغلق محطة المترو منذ قرابة عام، خوفاً من تنظيم بات السواد الأعظم من قياداته يرزحون خلف السجون مع رئيسهم، غير ان شتات ذلك التنظيم نجح مؤخراً في ارباك الدولة عن بكرة ابيها، من خلال اطلاق منشور «هل صليت على سيدنا محمد اليوم»، ذلك المنشور الذي قال عنه الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن «الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ذكر لله وهو ما لا يرفض في أي مكان أو زمان»، مؤكدًا أن «الصلاة على النبي دعوة للخير وهي أمر واجب»، مشيرا إلى أن «الناس لديها (فوبيا) من خلط الدين بالسياسة بعد حكم الإخوان».
وأضاف الجندي أن «هناك 3 احتمالات وراء الورقة المنتشرة للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من بينها الإخوان»، لافتا إلى أنه يتوقع وجود جهات خارجية تريد «جس النبض» بمدى تدين الشارع المصري. وأشار إلى أن «الشعب المصري ثار في 30 يونيو/حزيران بعد أن حاول الإخوان فرض أفكارهم على الناس»، مشيرا إلى أن «حب النبي عليه الصلاة والسلام مسألة لا تقبل الشك في قلوب المصريين». وقد اهتمت صحف امس على نطاق واسع بتلك الظاهرة، وان كانت عناوينها الرئيسية كانت حول احكام الاعدام التي قضت بها احدى المحاكم على قيادات من الاخوان ومكتب الارشاد والى التفاصيل:

دية الإخوان يرفضها الله ورسوله

تلوح في الأفق تسريبات عن معاهدة يتصدى لها رئيس الازهر من اجل التوصل لاتفاق بين القوى الوطنية، وهو ما يندد به وصفي عاشور أبو زيد في «الحرية والعدالة»: «بعد أن اعتلى عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة اغتصابا، وجلس على جماجم الآلاف من الشعب المصري يريد أن يستقر له الأمر، ويستتب له الاغتصاب، وتسلس له السلطة وكأنه لم ينقلب على رئيس منتخب، ولم يبدد إرادة أمة، ولم يهدر مليارات من أموال الشعب أنفقت في استحقاقات انتخابية واستفتائية متنوعة، فضلا عن قتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف وتشريد أمثالهم! ها هو يستخدم رجال السلطة الدينية في مصر ليمرروا فكرة لم تنجح من قبل ولن تنجح الآن ولا في المستقبل، تقضي بأن يقبل أهالي الشهداء الدية وينقضي الأمر وتسير العجلة إلى الأمام». ويتساءل الكاتب: «لا أدري كيف تتبنى مؤسسات مصر الدينية أو من هم على رأسها مثل هذا الحل من الناحية الواقعية والنفسية؛ فضلا عن الشرعية!». ويشير وصفي الى انه «من المعلوم أن الدية تدفع في القتل الخطأ، وغالبا في القتل الفردي، الذي قال الله فيه «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ…». [سورة النساء: 92]. ويتساءل الكاتب: «هل ما حدث منذ 3 يوليو/تموز 2013 هو قتل فردي يا شيخ العسكر ويا مفتي الانقلاب؟ وهل هو قتل خطأ؟ أم قتل عمد مع سبق الإصرار والتعمد؟ قتل بالطائرات والدبابات وعربات الشرطة والقناصة من فوق سطوح مؤسسات العسكر والبلطجية على أزقة الشوارع وأفواه الطرق.. والقتل كان ولا يزال في الرأس أو القلب.. بما ينطبق عليه قوله تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» [سورة النساء: 93]. وحكمه القصاص «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ» [سورة البقرة: 179]. مؤكداً ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أفتى بقتل الجماعة بالواحد، بل نفذ هذا بالفعل حين قتل نفرا خمسة أو سبعة برجل واحد قتلوه قتل غيلة، وقال عمر: «لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا».

جرائم أمريكا لن ينساها التاريخ

ونتحول نحو جريدة «الشروق» حيث يتهم رئيس تحريرها عماد الدين حسين الادارة الامريكية باستمرار التآمر على العراق: «إدارة جورج بوش الابن ومعها تابعها البريطاني توني بلير ارتكبت جريمة مروعة بحق العراق حين غزته فى 19 مارس/اذار 2003، ولا تريد واشنطن ان تعترف بجريمتها حتى الآن، رغم رحيل الجمهوريين ومجيء الديمقراطيين. الادارة الامريكية بانها تفكر في مساعدة الحكومة الطائفية البغيضة لنوري المالكي بدلا من النظر إلى جوهر المشكلة الحقيقي، وهو الكارثة الناتجة عن الغزو». يضيف الكاتب: «طبعا العراق قبل الغزو لم يكن جنة الله في الارض، بل كان يعاني من ديكتاتورية صدام حسين، ومن حصار أمريكي رهيب منذ عام 1990 حينما تهور صدام وارتكب خطأه القاتل بغزو الكويت في أغسطس/اب من العام نفسه. بعض العراقيين والعرب شكر أمريكا لأنها خلصتهم من نظام صدام، ولكن بدلا من مساعدتهم على إقامة دولة عادلة لكل مواطنيها، كان أول وأخطر قراراتها حل الجيش العراقي، الأمر الذي أعطى دلالة واضحة بأن الهدف الأمريكي الحقيقي كان تدمير العراق بصورة كاملة وليس إصلاح ما أفسده صدام. غير ان كثيرين يقولون ان صدام كان بطلا وكان قوميا ــ ربما كان كذلك في عيونهم ــ لكنه الوحيد المسؤول عن جريمة الغزو، لأنه لو لم يتهور ويدخل الكويت، ولو أقام حدا أدنى من العدالة والتنمية والحريات في بلاده ما تجرأت أمريكا على غزو بلاده، مستغلة تواطؤ العديد من النخب السياسية السنية والشيعية والكردية، إضافة إلى الدور الإيراني المشبوه الذي كان يلقب أمريكا بـ«الشيطان الأكبر» نهارا في أجهزة الإعلام، وينام في أحضانها ليلا في العراق». ويرى الكاتب انه ما كان يمكن لأمريكا أو إيران تدمير العراق لولا ان السوس كان ينخر فيه من الداخل، وما كانت المأساة السورية لتحدث لولا دموية نظام بشار الأسد».

الرئيس الجديد فارغ أصلاً لانه لا يملك الأفكار

ونتحول نحو الهجوم على اسلوب عمل الحكومة التي بدت خلال الأيام الماضية مستأسدة تسعى لأن تحول افكار الرئيس الجديد لحقائق على الأرض، وهو ما يتعرض له بالنقد في جريدة «التحرير» وائل عبد الفتاح بسبب عدم تدبر الامر جيداً: «في الحرب على الفراغ بدت الحكومة الجديدة كأنها عملية ترميم «مومياء»..أو العودة إلى اختيارات الدولة في مراحل سابقة من عمر مبارك.. انها اختيارات أثبتت فشلها.. «مثل حكومة رجال الأعمال.. أو كتائب المثقفين للتنوير وتلميع النظام وأشياء أخرى». كما يشير عبد الفتاح الى «العودة إلى مربعات الفشل ليست بحثا عن خبرة أو حنكة المجربين، ولكن عدم وجود كوادر لدى الدولة التي تتصدى للفراغ وتريد ابتلاعه وحدها كما كان أيام مبارك.. أي أن الفتوة القادم لابتلاع الفراغ هو فارغ أساسا، ليست لديه تصورات ولا عقل ولا كوادر جديدة.. والأهم ليس لديه خطة عبور اللحظة الحالية.. ليس لدى هذا الفتوة «الدولة» إلا اعتزاز الجنرال «السيسي» بأفكاره الشخصية.. وهنا الخطر ذاته، لأنه سيحول عمل الحكومة أو النظام الذي تعمل لديه إلى مسرح استعراضي يقدم كل يوم فكرة جديدة.. اليوم نحارب الورقة الغامضة «هل صليت على النبي اليوم؟» وغدا تُشكَّل لجان أزهرية وفقهية لإصلاح التشريع والتعليم والإعلام، وبعدها تُسرَّب أخبار عن خطة مكافحة الإلحاد.. وفي استعراض يوجه الرئيس إلى الحكومة توجيها برصد انتهاكات حقوق الإنسان، وبعدها وقبلها تستمر الانتهاكات ويستمر التعالى عليها..».

مصر بحاجة لأحزاب تعبر عن الفقراء

لازالت الساحة تشهد جدلاً واسعا بسبب قانون الانتخابات البرلمانية الجديد، وهو القانون الذي يشعر كثيرون بخطورته على مستقبل العمل السياسي، ومن هؤلاء ناصر عراق في «اليوم السابع»: «في مولد الاستعداد للانتخابات البرلمانية تزداد نغمة الحديث عن تحالفات بين أحزاب قائمة، أو الإعلان عن تأسيس أحزاب جديدة، وتعلو النغمة كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات، وها نحن نقترب خطوات من هذا الإجراء، لذا تصدح سماء القاهرة بمعزوفات متنوعة عن التحالفات والتربيطات والخلافات بين الأحزاب والتكتلات السياسية المختلفة، لكن يبدو لي أحيانًا أن كثيرًا منا لا يعي جيدًا معنى كلمة حزب في المجال السياسي، كذلك يصح دومًا العودة إلى البديهيات كلما اختلطت الأمور وتداخلت.. يقول علماء السياسة والاجتماع إن الحزب – باختصار – هو أرقى تنظيم سياسي وصل إليه الإنسان حتى يتمكن من الدفاع والتعبير عن مصالح الشريحة، أو الطبقة الاجتماعية التي يمثلها هذا الحزب، ثم يضيفون شريطة أن يتم هذا التعبير بشكل سلمي، لا يستخدم فيه العنف المسلح، علمًا بأن مصالح الطبقات الاجتماعية ليست واحدة أو متطابقة، بل متعارضة أغلب الوقت، وإلا ما كان الإنسان توصل إلى ابتكار فكرة الحزب السياسي للدفاع عن مصالحه.
إذا اتفقت معي على صحة هذا التعريف يصبح من الطبيعي أن تكون لدينا أحزاب تعبر عن مصالح الفلاحين الفقراء، لأنهم يمثلون طبقة اجتماعية عريضة أهدرت حقوقها كثيرًا، وكذلك سيسعى الفلاحون الأثرياء إلى تكوين حزب يدافع عن مصالحهم، وبالمثل ينبغي أن يكون للعمال حزب سياسي يدافع عن طموحاتهم وأحلامهم المهدرة، وعليه سيغدو لأصحاب الشركات ورجال الأعمال حزب يمثلهم، كذلك سيهتم الموظفون الصغار والشباب الحائر والمهمشون بتكوين أحزاب تعبر عن همومهم، وتسعى لانتشالهم من مستنقع الفقر والحاجة».

حكم قضائي بحبس وزير مات من عشرين سنة

ومن الاخبار الطريفة التي اهتمت بها الصحف 3 أحكام قضائيه ضد رجل الأعمال والسياسي الراحل، المهندس عثمان أحمد عثمان، الشهير بـ«المعلم»، تقضي بحبسه غيابياً 3 أشهر، وكفالة 300 جنيه وإلزامه بالمصاريف، عن 3 قضايا جنح بتهمة إتلاف كابلات كهربائية. «فوجئت أسرة وأصدقاء «المعلم»، بجانب عدد من القضاة أيضا، بالأحكام الثلاثة الصادرة من محكمة جنح ثان السلام، ضد عثمان باعتباره لايزال على قيد الحياة، رغم وفاته منذ أكثر من 15 عاما، بعد قيام شركة كهرباء العبور برفع 3 قضايا ضده، بسبب إتلاف كابلات كهربائية. وقالت مصادر قضائية إن القاضي الذي نظر القضية لم يعلم بوفاة عثمان أو الجهة المفترض الحكم عليها، وكانت أسباب الحكم أنه أحد مشاهير مصر الأثرياء بحسب «المصرى اليوم». وجاء الحكم الأول للقضية رقم 5788 لسنة 2013 جنح ثان السلام، بقيمة إتلاف 6 آلاف جنيه، والحكم الثاني للقضية رقم 5798 لسنة 2013 جنح ثان السلام، بقيمة إتلاف 18 ألف جنيه، والحكم الثالث للقضية رقم 5808 لسنة 2013 بقيمة إتلاف 12 ألف جنيه، وجاءت الجلسات يوم 22 مايو/ايار الماضي وقضت بحبس المهندس عثمان غيابيا لمدة شهر في كل قضية على حدة، مع كفالة 100 جنيه، لكل منها وإلزامه بالمصاريف. من المعروف أن «المعلم» عثمان توفي في الأول من مايو 1999، وكان قد ساهم في بناء السد العالي، ومؤسس شركة المقاولون العرب، أكبر شركة مقاولات عربية في الستينيات، وكان صهر الرئيس الراحل أنور السادات، وكانت مجلة «فوربس» الأمريكية تضع اسمه ضمن أكبر 400 ثري في العالم».

السعودية منزعجة من السيسي

اهتمت معظم وسائل الاعلام بزيارة مرتقبة للعاهل السعودي لمصر، وهو ما جعل الكثيرين يختلفون حول اسبابها، لكن جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» له رأي مختلف: «هل يمكن أن يتصور عاقل أن القيادة السعودية تترك هذه المخاطر والاتصالات المتعلقة بها والمتابعات المتوترة لأحداثها، لكي تذهب إلى القاهرة لتهنئة السيسي على فوزه بالانتخابات التي نسيها المصريون أنفسهم الآن، أو لكي تقول للرئيس الجديد نحن معك وندعمك، تصور مثل هذا الكلام هو هزل في موضع الجد، وقولا واحدا، فإن الزيارة متعلقة بالحريق الخطير الذي أصبح على حدود المملكة، والذي يمثل مفصلا تاريخيا ومصيريا لها، والحقيقة أن مواقف عديدة صدرت من الرئيس المصري الجديد مثلت قلقا للمملكة، لأنه بدا منها أنه يصطف مع خصومها في العراق، خاصة بعد استقباله لنائب المالكي في القاهرة ليعلن له دعم بلاده لحكومته الطائفية في مواجهة الإرهاب، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية بوضوح أن ما يحدث في العراق ثورة شعبية وليس إرهابا، وأن وجود بعض التنظيمات الإرهابية في المشهد لا يعني أن الحدث إرهابي، تماما كما حدث في سوريا، ثورة شعبية تستغلها بعض التنظيمات الإرهابية، وقد قامت السلطات المصرية الجديدة بحملة محاصرة للثورة العراقية وداعمة للمالكي، عندما قررت فجأة وقف البث عن عدة قنوات سنية تدعم الثورة العراقية وتعارض المالكي على رأسها قناة «الرافدين» وهو ما أثار استياء واسعا وتساؤلات عن الجهة التي طلبت من مصر ذلك، خاصة أن النايل سات تبث عشرات القنوات الشيعية المتطرفة». ويرى سلطان ان «السعودية قلقة من رؤية السيسي لما يحدث في العراق وسوريا، والقيادة السعودية تريد أن تطمئن من الرئيس الجديد عن حقيقة موقفه مما يحدث وخططه وولاءاته، بوضوح أكثر، أنت معنا أم مع المالكي، أنت معنا أم مع بشار؟».

وزراء السيسي بينهم هارب من التجنيد

والى قضية ملاحقة وتجميد ثروات الاخوان والتحفظ عليها، التي اعتبرها البعض تمثل انتكاسة لاقتصاد مصر المنهك، غير ان محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «المصريون» يرى القرار مرتبكا يتسق مع الرئيس الجديد الذي وصل لسدة الحكم من غير ان يقدم برنامجاً للشعب: «غياب البرنامج أظهر الارتجالية في الأداء السياسي، وفي الملفات الخطرة والحساسة، ولا ادري ما إذا كان السيسي طالب رأي الرقابة الإدارية في الوزراء الجدد؟ فأحدهم متهم بالهروب من أداء الخدمة العسكرية.. والرئيس ـ الجنرال المستقيل من الجيش ـ يعلم أنها تهمة مخلة بالشرف.. وآخر نشرت الصحف ـ قبل ثورة يناير/كانون الثاني ـ فاصلا من وقائع فساد منسوبة إليه، فضلا عن أنه كان أشهر أعضاء هيئة التدريس بالجامعة التي يعمل بها «تحرشا» بطالبات الدراسات العليا».

تغور المعونة الأمريكية واللي وراها

اثارت تصريحات مسؤولين في الادارة الامريكية بشأن المعونة التي تمنح لمصر غضب كتاب عديدين، خاصة بعد ان قال السيناتور ليندسي غراهام: «أرى أنه يجب تذكير الحكومة في مصر بأننا نتوقع منها المضي قدماً نحو الديمقراطية.. فنحن نريد أن نساعدها، ولكن يتعين عليها مساعدة نفسها، وهو ما دفع حمدي رزق في «المصري اليوم» للهجوم عليه: «قطع لسانك سيناتور أمريكي صفيق، هذا متطاول جديد، خلصنا من وقاحة «ماكين»، طلع لنا في المقدر «غراهام»، من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين يشكك فى إرادة شعب، ويتجاوز في وصف الانتخابات الرئاسية المعتبرة، من هذا الذي يعلمنا كيف نمشي ورئيسه يحبو على أربع في العراق، يا هذا إذا كانت المعونة الأمريكية تخصكم فلا تلزمنا، ملعون أبو المعونة الأمريكية، خدنا من المعونة الأمريكية إيه، غير البهدلة وقلة القيمة وكسر الرقبة، بلاها المعونة الأمريكية، منذ متى والحدأة تلقي بالكتاكيت، واشنطن لا تلقي بالمعونات هباء، معونة يتبعها أذى». وينصح حمدي الرئيس الجديد: «ارفع رأسك يا سيسي مضى عهد الاستعباد الأمريكي، نفسي ومنى عيني السيسي يعلن في القاهرة رفض المعونة كلية، تغور المعونة من وش أوباما، وشه يقطع الخميرة من البيت، خميرة أوباما متخمرش عيش، ماذا تبقى من المعونة الأمريكية لنبكى عليه. في الميزانية الأمريكية الجديدة، مجلس الشيوخ يخفض المساعدات العسكرية إلى مليار دولار، أي اقتطع منها 300 مليون، في حين حدد 150 مليون دولار للمساعدات الاقتصادية، أي اقتطع منها 100 مليون دولار». ويواصل رزق هجومه: «قطع رقبتكم، ولا تساوي ثمن العيش الحاف، ولا تسوى، كرامة مصر بالدنيا، مليار دولار يدفعه خمسة من مليارديرات مصر الوطنيين المحترمين في ليلة في حب مصر، مصر الحرة لا تقبل المعونات المشروطة، المغموسة في الذل والهوان، تجوع الحرة الكريمة مصر ولا تأكل من أيدى الأمريكان. فلتذهبوا بمعوناتكم إلى الجحيم».

داعش تنمو في أحضان انصار السيسي

قليلون هم الكتاب الذين يحذرون من ان تسفر حالة التنكيل بشباب الثورة الى تفاقم العنف، وهو ما يحذر منه محمد هاني في «المصري اليوم»: «ملة المنّ التي يقودها أنصار السيسي، وتتغذى على مخاوف أمنية موضوعية لدى غالبية المصريين، تتجاهل أن بشائر سياسات الرئيس الجديد تزيد فرص استنساخ نموذج «داعش» في مصر، عبر تكرار خطايا سابقيه، وعلى رأسها تفريغ الساحة من البدائل. فقمع الحركات الشبابية والناشطين بأحكام مشددة للتظاهر، ومحاولة هندسة البرلمان على مقاس الحلفاء لضمان خلوه من المعارضة، مؤشران على توجه لإنتاج نظام مغلق رافض للاعتراف بالتعدد ومعادٍ للسياسة وأدواتها. وهذه تماماً المعادلة المطلوبة لنمو مشاريع «داعش» وأخواتها». يضيف هاني: «يجب تجنب الوقوع في فخ استسهال إسقاط ما يجري في العراق على الحالة المصرية، خصوصاً أن هذا يعد اختزالاً لصورة معقدة تتداخل فيها خلافات مذهبية وحرب إقليمية يتورط فيها بعض رعاة النظام، إلا أن ما يعنينا في الحالة العراقية هنا هو الدور الذي لعبته محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي للتفرد بالحكم، وتشكيل البلاد على صورته، وهي المحاولات التي فاقمت مظالم السنّة ومنحت «داعش» الحاضنة الاجتماعية التي سهلت مغامرتها الأخيرة». ويؤكد الكاتب ان «مشاريع الحواضن الاجتماعية ليست بعيدة عن مصر. يكفي النظر إلى نسب المشاركة في الانتخابات الرئاسية وقبلها الاستفتاء على الدستور، لملاحظة عزوف كبير في محافظات غالبيتها حدودية، لا تشعر بأنها ممثلة في النظام الجديد. وفي هذا غاية مشاريع «الدواعش» التي تلعب على التهميش وتقتات على مشاعر الإقصاء. إجهاض أحلام «داعش» وأخواتها بإعلان «إمارة مصر»، لن يكون بالمنّ بالإنجازات الوهمية أو صراخ ضيوف البرامج الحوارية من «الخبراء الاستراتيجيين» أو ترديد التهديدات الرنانة، أو بالحل الأمني البحت الذي يستعيد صيغة القمع ويقتل السياسة، بل بفتح النظام لتمثيل مصالح القوى الاجتماعية المختلفة، وحرمان «داعش» من خزانات التجنيد ومشاريع الانتحاريين».

حزب مبارك
يريد عودة مصر للوراء

ونستأنف المعارك الصحافية ويقودها هذه المرة وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوفد»: «الحزب الوطني المنحل ورجال نظام مبارك يقومون حالياً بتسليط أذنابهم وأتباعهم على الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، ويستخدمونهم في التطاول والهجوم وبث السموم ضد كل وطني ومن يعمل لصالح البلد. «اللوبي» الذي تحدثت عنه بالأمس بدأ معركة السطو على مقاعد البرلمان، من خلال حملة شعواء ضد كل القوى السياسية والوطنية في مصر. رجال الأعمال الفاسدون من الحزب الوطني الذين نهبوا ثروات هذا الشعب العظيم، بدأوا في الإنفاق ببذخ على أتباعهم الذين يقومون بدور التطاول والهجوم على الأحزاب السياسية والقوى الوطنية. لقد جن جنون الحزب الوطني عندما وجد أن هناك تحالفات سياسية بين الأحزاب، للتنسيق في ما بينها للدخول إلى البرلمان، وخاب ظن رجالات الحزب الوطني الذين تصوروا بخيالهم المريض أن الأحزاب ستترك الساحة السياسية للحزب الوطني مرة أخرى، وكأن هؤلاء العميان لم يعرفوا أن المصريين قاموا بثورتين من أجل التخلص من الحزب الوطني في 25 يناير والإخوان في 30 يونيو.. رجال الحزب الوطني الذين كان يجب عزلهم تماماً عن الساحة السياسية، نسوا أنفسهم ولديهم إصرار شاذ وغريب على الحرب على المصريين من خلال التطاول والهجوم على القوى الوطنية والأحزاب.. و»اللوبي» الخطير الذي أنشأوه مؤخراً لن ينال أبداً من الوطنيين في مصر».

هل صليت على النبي «النهاردة»؟

هو السؤال نفسه الذي يتردد على ألسنة الملايين في مصر ويتعرض له مصطفى عبد الرازق في جريدة «الوفد»: «يمكن لأي إنسان يسير في شوارع القاهرة أن يلحظ أن تلك هي العبارة «الأكليشيه » التي أصبحت تزين زجاج مختلف السيارات خاصة الميكروباص وأحيانا الخاصة وحوائط نواصي الشوارع الرئيسية؟ أعرف أن البعض قد يستنكر تناول هذا الموضوع من قبيل: وهل فرغنا من كل قضايانا حتى نناقش أمرا كهذا؟ بينما سيسارع آخرون لمحاولة التلميح لوجود من يستنكر ظاهرة إيجابية وهي الدعوة للصلاة على الرسول، في الوقت ذاته الذي يتغاضى فيه عن الكثير من الظواهر السلبية في حياتنا؟.. فيما سيكون رد فعل آخرين: وماذا في الصلاة على النبي؟.. أليست أفضل ألف مرة من التلفظ بلفظ خارج أو توجيه الانتباه لما قد يبدو تافها». ومع تقديرعبد الرازق لمثل هذه الطروحات إلا أنه لا يراها كافية للحيلولة دون التساؤل حول مدلول هذه الظاهرة أو التقليعة التي انتشرت سريعا من دون أن يعني ذلك إنكارا أو تأييدا لها. «السؤال الذي جال في ذهني: هل هي حملة منظمة تقوم وراءها جهة ما أم هي عفوية في إطار سمة التدين التي تغلب على المصريين؟ وإذا كانت الإجابة هي الأولى فما هي تلك الجهة وما هو هدفها من وراء ذلك؟ هل هو عبادي محض أم ماذا؟ وإذا كان عباديا فهل أصابت الهدف؟».

السيسي سيهدم المعبد على من فيه

هذا التنبؤ يطلقه في جريدة «الشعب» محمد اسعد التميمي تجاه الرئيس الجديد: «إن الذي يستقرئ شخصية (الفرعون السي سي) جيداً من خلال كل ما صدرعنه من أقوال وأفعال منذ ظهوره المفاجئ على مسرح الأحداث في مصر، سيكتشف بسهولة ويُسر أنه أمام شخصية غريبة الأطوار وتعاني من اضطراب ونقص حاد في المقومات والصفات القيادية، فهو انسان ليست لديه رؤية واضحة لأي شيء، فهو جاهل في السياسة وفي الاقتصاد وفي التاريخ وفي الاجتماع وحتى في العسكرية التي ينتمي اليها، وسيكتشف أنه أمام شخص مُكلف بمهمة لا تنفذ إلا بالقوة والقمع والبطش والقتل والظلم والعدوان، من دون أن يكترث بأبعادها، وغير مُعتبر من مصير الطواغيت الذين سبقوه في الخيانة والإجرام.. إن الفرعون الاصغر السي سي، كما هو واضح، يريد فقط أن يُثبت لأسياده الذين جاؤوا به أنه قادرعلى تنفيذ هذه المهمة الشيطانية مهما كلف الثمن من دماء الشعب المصري، وهذه المهمة هي إنهاء ثورة 25 يناير بالإنقلاب عليها، بإعادة ثقافة الرعب والخوف والذعر والخنوع التي زرعها العسكر في قلوبهم ومما يؤكد على هذه المهمة تسمية انقلابه بثورة 3 يوليو/تموز 2013، وهو اليوم الذي قام به بانقلابه وإلغاء ذكر 25 يناير/كانون الثاني، بل مهاجمتها في الإعلام الموالي له بعنف….».

حسام عبدالبصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    مقال جيد ياأستاذ حسام
    خصوصا ماكان بين الملك عبدالله والسيسي
    أنت معنا أو مع المالكي – أنت معنا أو مع بشار

    وأنا أقول أن السيسي مع بشار والمالكي لسبب وحيد وهو : هكذا تفكير العسكر

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول monther:

    مقالاتك اصبحت متوازنة بين مويدي السيسي وبين معارضيه

إشترك في قائمتنا البريدية