فيما يتم إعلان سقوط ما يدعى بـ «دولة الخلافة الإسلامية» (داعش) في الموصل ولربما خروجها الكامل من العراق، حدثتني هذه الشابة عن مخاوفها المتأججة، عن والدها الذي لا تود هي أن تؤذيه ولكنها غير قادرة على تخطي تأييده لـ «داعش» وحديثه المستتر بين جدران بيته حول صحة، ولربما بسالة، ما يقومون به. طمأنتها أن ضرراً ما لن يصيب والدها بسبب ما يفكر به، ولم أخبرها أن الضرر قد وقع مقدماً ومنذ سنوات طويلة حين إقتنع هو شاباً يافعاً بفكرة الحق الأوحد، وهدأت من نفسها بأن والدها ليس وحيداً ولا فريداً في تأييده لهذه المنظمة المروعة، ولم أخبرها أن الخطر كل الخطر هو في الأعداد الكبيرة الخفية المؤيدة لـ «داعش» من حيث سعيها لتحقيق الحلم الإسلامي الأخير، كما يعتقدونه، بسيادة هذا الدين على الأرض عن طريق «دولة الخلافة» التي ستمتد سيطرتها على كل البشر وتنتهي بوجودها الحياة وتقوم باستتبابها القيامة الأخيرة.
ولطالما حيرتني هذه الفكرة، سعي حثيث لهدف «سام» أخير تباد له الأرواح وتراق خلاله الدماء وتقتل على طريقه الأطفال، ثم ما أن يتحقق هذا الهدف وتقوم دولة الدين الأوحد الموعودة، حتى ينتهي العالم وتقوم القيامة، فما الحكمة ها هنا، ولأي غرض كل هذا الهوان والعذاب وإراقة الدماء إذا كان كل شيء سينتهي لحظة الانتصار أو بعدها بقليل؟ قصة غريبة هي قصة البشر، والأغرب منها هي وحدة رؤيتهم، تطابق آمالهم وتطلعاتهم حتى في عنفها، فلا نجد قراءة دينية تخلو، تقريباً، من حلم سيادة دينها على الأرض في النهاية، مُبَرِرة كل ثمن يدفع وكل جريمة ترتكب بنبل هذا الهدف. مخلوقات غريبة نحن، صنعنا لأنفسنا هدفاً سيادياً على الأرض سيتحقق متبوعاً مباشرة بنهاية هذه الأرض وقيام الساعة، فأي شبكة أسلاك كهربائية تتحكم في عقولنا؟
وددت أن أطمئن الصغيرة، ولكنها ربما سمعت كذبي في رنة صوتي، لربما شعرت بتردد كلماتي، سمعت لسان ضميري يقول نحن لسنا فقط في وسط الخطر بل نحن صانعيه، مهما حاولنا تبرير المنظومات الإرهابية بالتدخلات الخارجية والسياسيات العظمى، إنهم في النهاية نحن، نحن من خصب التربة وحفر الحفرة وبذر البذرة. أما أن تأتي دولة خارجية لتستفيد من الثمار، فهذا هو عين عقل السياسة كما نعرفها نحن البشر، والتي تعتمد على الاستغلال القذر للبذرة الفاسدة، فلا نلومن اليوم الحاصد، إنما اللوم، كل اللوم، على الزارع، هذا الذي أصر على بذر بذرة قديمة، انتهت صلاحيتها، حصدها هو موت وحصدها أعداؤه فراولة مغموسة بدمائه.
خرجت «داعش» من الموصل ولكن هل خرجت من العقول والضمائر؟ هل انتهى الحلم الشرير بسيادة العالم؟ هل استبدلت فكرة الدين الأوحد المسيطر بفكرة التعايش والرحمة وقبول الاختلاف؟ هل سيضع قياصرة الدين صولجانتهم أرضاً حقناً للدماء؟ هل سيتوقفون عن تهديد الناس في حيواتهم الدنيوية والأخروية تعزيزاً لقواهم وتحقيقاً لمصالحهم؟ هل سيتوقف الخوف عن الدق في قلوبنا، الخوف من الدنيا، الخوف من الآخرة، الخوف من القبر وعذابه، الخوف من النار، الخوف من العذاب الأبدي، الخوف من رجالات الدين، الخوف من حكم الآخرين علينا، الخوف من الحرية والتفكير المنطقي من قيادتنا إلى خارج الصف، الخوف من كل ما يمكن أن يحيد بنا عن طريق الجنة التي ستتحقق فيها كل الشهوات الجسدية المتواضعة، هذا الخوف الذي يغلف كل شيء حتى حجب عنا ضياء العقل وهواء المنطق؟ لربما نحن غير قادرين على الحياة بلا خوف، لربما نحن نستشعر الحياة فقط من خلال هذا الخوف، نتلمس طريقنا من خلال التهديد والوعيد، نقرر قراراتنا من خلال مؤشر العذاب، هذا العذاب الموعود في الدنيا والآخرة والذي وصل حد فزعنا منه أننا مَنطَقَنا «داعش» وتفهمنا غايتهم التي تبرر وسائلهم.
ليست المصيبة في وجود «داعش» على الأرض، فعلى مر التاريخ الإنساني كان لكل مجتمع دواعشه ولكل حضارة متطرفوها ومخربوها، المصيبة الحقيقية هي في وجود «داعش» المواصل إلى الألفية الثالثة في أعماق نفوسنا، وجود أسس له خوف عميق وألم سحيق وحرمان مرير، وجود زرعت بذرته ونما عوده وضربت جذوره عميقاً في تربة النفس حتى أصبح جزء منها. الخلاص لن يكون سوى باقتلاع هذه النبتة السامة، وسيكون ذلك اقتلاع مؤلم حارق لا يجد معه مخدرا أو مهدئا، اقتلاع سيحتاج لفترة طويلة من النقاهة وإعادة تأهيل للتربة المسممة.
الطريق طويل ومؤلم ولكنه ممكن، يبدأ بإعادة قراءة النصوص، وبتكييفها التاريخي وبالرفض التام لكل تفسير عنيف أو سلطوي، وبالاعتراف الأخير بأنه لن يكون هناك مخلص أوحد أو مسيطر أوحد أو حق أوحد، فعالمنا عالم التنوع، بهذا التنوع نستمر ودونه نقضي بأمراض «التشابه» الوراثية. ستنتهي «داعش» يوم تنتهي فكرة الحقيقة المطلقة، فلينظر كل منا الى داخل نفسه، وليواجهها، هل فيها شوق لحقيقة مطلقة؟ هل فيها شيء من «داعش»؟
د. ابتهال الخطيب
الكل موجود في النص فعودوا له وتجدون ما يكفيكم.
مهما فعل الحكام العرب واصحابهم الدواعش بنا ، فسيظل الاسلام هو المنارة التي نلتقي عندها جميعا ، والغرب يعي تماما بنور الاسلام لان من شعوبهم من يعيشون في دولنا العربية والاسلامية ، لكنهم يكابرون ويتامرون على الاسلام بيْد أنهم يساعدون في نشره أكثر من ذي قبل ، من دون أن يشعروا .
السلام عليكم..لقد مضى على غيابنا ما يقارب السنة أو أكثر لم نعلق في هذه الصحيفة الغراء و ذلك لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها ، نذكر منها سببا واحدا نراه جديرا بالذكر و هو أن كثيرا من الإخوة لا يعيرون لتعاليقنا أي أهمية رغم أن ما كتبنا فيما مضى قد تحقق جله( و من شك في قولنا هذا فأرشيف القدس العربي موجود ”المواضيع السياسية خاصة ”)..نعود لموضوع اليوم،الأخت الكاتبة تكلمت عن أمور كثيرة،تكلمت عن داعش،عن الفكر المتشدد الذي يعشش في عقول و قلوب كثير من المسلمين متأثرين بثراث لم يسلم من التحريف و التخريف،و مما زاد الطين بلة إستغلال أعداء الإسلام لتناقضات بين الفرق الإسلامية (شيعة،سلفية،صوفية مزيفة،إخوان، إلخ..) مع أنظمة شمولية تنعدم فيها حرية الرأي و الفكر و التمثيل الحزبي الحقيقي،منظومات تربوية مترهلة كلها أسباب أثرت في شعوب هذه الأمة المنكوبة،فتاهت بها السبل فأصبحت لقمة سائغة تتقاسمها ضباع لا ترحم..أيها الأخت الكريمة إن الإسلام دين السلام و حاشا لله أن يكون فيه ذرة من نقص أو عيب لكن العيب فيمن يتكلم بإسمه و يتشدق بإنتماءه لهذا الدين العظيم و هو يؤمن بقتل المرتد،و يكفر من يخالفه الرأي أو الفكر(الجماعة الإسلامية الأحمدية)..إن أعظم مصيبة إبتلي بها هذا الدين هم العلماء (إلا من رحم الله) الذين أفتوا فضلوا وأضلوا كثيرا من خلق الله،فمنهم من أفتى بالإستعانة بغير المسلمين لقتال المسلمين،و أفتوا بقتل رؤساء دول و حكومات،و منهم من لم ينبس ببنت شفة فيما تقوم به بعض الجماعات المسلحة(داعش،حالش،النصرة،جيش الإسلام،إستقم كما أمرت،و هلم جرا..بل الأدهى أن منهم من نذر نفسه لإعانتهم في جهادهم المزعوم!(و إسرائيل على مرمى حجر!!! ) فخدم أجندة الصهاينة سواء بعلم أو بدون علم..اللهم إنا نبرأ منك و نعوذ بك من أشباه العلماء و علماء السوء و علماء البلاط،ألم يقل فيهم رسول الله (..علماءهم شر من تحت أديم السماء منهم تخرج الفتنة و فيهم تعود..)..يتبع..
تتمة التعليق..فيما يخص غلبة الإسلام عن الأديان الأخرى فهذا قد تحقق بالفعل و ما الهجمات التي يتعرض لها الإسلام و التشويه المقصود إلا نتيجة لهذه الغلبة،فكيف لمن ختم الله على سمعه و قلبه أن يرى الحق؟،ليس لأن الله ظلمه و لكنه ظالم لنفسه،مشمرا ساعده ليحارب دينا إرتضاه الله لعباده..أما فيما يخص يوم القيامة أو إنتهاء هذا العالم(السفلي) فعلمه عند الله و قد ظهرت أشراطه و ذلك في كثير من آيات الذكر الحكيم و منها على سبيل المثال (” .. وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17) فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)..”) صدق الله العظيم..و السلام على من إتبع الهدى …
أخي إلياس, أتابع تعليقاتك وأحترمها, وأزعم أنه موقف الأغلبية لأن معظمنا هنا أصحاب أخلاق و مربى.
ليس شرطاً أن نتفق وأحيانا يصعب جدا أن يحصل الأتفاق.
أنا مثلٌا لا أتفق مع فكرة “غلبة الإسلام عن الأديان الأخرى”
مبدأ الغلبة ينافي التعايش قي إطار المساواة. ثم على أي أساس منطقي تحققت هده الغلبة وأين تحققت ؟
بعدنا في إشكالية الحقيقة الواحدة , أنا فقط أمتلكها دون غيري, هدا “المختوم” على قلبه.
صعبا جداً الحوار في ظل هده الجزمية, خصوصا عندما نستخدم مفاهيما خاصة بدين ما ونلزم بها الجميع.
الأفضل أن نتحاور بالمشترك الأساني علماُ بأن الأيمانيات لا تُحسم بالعقل ولا حاجة لحسمها إبتداءاً, “لكم دينكم ولي دين” حكمة قرآنية رائعة تغنينا عن مفهوم الغلبة..
وطبعا لا أتفق مع بخصوص “الحرب على الأسلام”. هناك ظلم واقع على المسلمين كما على غيرهم لأسباب يختلط فيها الأقتصاد والسياسة, وليس الدن إلّا قناعاً ثانويا على هامش حرب المصالح.
نعم بداخلنا داعش صغير يسكن بنية الأستبداد فينا, يعتاش منها ويغديها.
زد على دلك إرتباكا واضحا في حضرة الحداثة وتلعثما مزمنا في تهجي مفرداتها ما يدفعنا للنزوح إلى منطقة أمان حيث المألوف والمعروف وكل ما “صلُحت” به أحوال السلف قبلنا.
هكدا, نظل نحمل المركب فوق سعته فقط لأنه المركب الوحيد بمرفأ الأمان, ونجعل منه القائد بدل أن يكون الوسيلة, فنحرم أنفسنا من الأبحار الطلق كما يليق بأحفاد الشريف الأدريسي وإبن بطوطة.
ما أوسع مرافئ الفكر وما أضيق مراكب الأيدولوجيا
لكن الخوف يقتل روح البحث والأبداع.
مع الخوف يضيق العقل بحلول ممكنة ويضيق “الخلق” برأي مخالف قد يكون له نصيب من الصحة.
للأخوة دعاة الحاكمية والخلافة الأسلامية أقول:
1- إن فترة الحكم العثماني بالمنطقة العربية كان خلافة إسلامية في ظل الشريعة, والحصيلة كارثية للغاية. القوم منعوا دخول المطبعة – قال خشية أن تُستعمل في تزوير المصحف !!- ومصائب أخرى عديدة ليست بالضرورة بسبب الدين لكن مجرد وقوعها يتبث أن “الحكم الأسلامي” ليس نظاماً مثالياً.
2- نظام الخلافة في القرن الأول إعتمد الأغتيال كمبدأ تناوب على السلطة ولا تعليق لدي فالأحداث ناطقة بما يكفي
3- في كتابه ” الأسلام وأصول الحكم” فند الأزهري علي عبد الرازق بالعقل والنص أسطورة الحاكمية وبدل أن يُواجه بالبرهان حوكم وصودر كتابه, ولازلنا ننتظر رداَ معقلنا على هدا الكتاب من طرف الأخوة المحافظين.
الاخ ايدي من سويسرا مساء الخير لك اولا واسمح لي ان اقول انك تذكرني بصديقي اللدود عبد الكريم البيضاوي الكازابلانكي لدرجة تجعلني اتخيلكما دائما شخصا واحدا وسواء كنتما شخصين او شخصا واحدا فالمهم ما يطرح من افكار :
اولا مع وافر تقديري لرأيك الا انني رأيت انه مؤدلج ! ومسيس ايضا !!مع انك انتقدت ضيق الادلجة ومدحت سعة افق الفكر الحر ولدي على ما طرحته الملاحظات التالية :
*حضرتك حاكمت التجربة العثمانية وحكمت عليها بانها شر مطلق بجرة قلم للحقيقة احبطتني كشخص يحترم البحث الحر والقراءة المحيطية قبل اصدار اراء اراها معلبة جاهزة للتصدير محشورة في ضيق الايديولوجيا العلمانية التي طبعا ستحكم وبجرة قلم على حكم (اسلامي ) بانه فاشل وكارثي مع ان تقييم اي تجربة حضارية من الطبيعي ان يعدد السلبيات والايجابيات ليكون موضوعيا لا ان يختصر حضارة 4 قرون هي حكم العثمانيين في حادثة المطبعة هذا اولا ولا ان يختصر التاريخ الاسلامي وتجارب الحكم فيه فقط بالعثمانيين وكان هناك عقدة تذكرني بمخاوف الايرانيين من قوة اقليمية ذات جذور حضارية وازنة منافسة يجب شيطنتها لمنع تفشي الحنين اليها بوصفه مرضا ق
يقضي على الطموحات الفارسية وهذا ما قصدته بمسيس !
1- كان للاتراك مناقبهم الحضارية وكان لهم مثالبهم فقد كانوا قوة عسكرية وازنة تمتعت باخطر سلاح مدفعية واقوى بحرية وهذا يدخل في التقييم الحضاري لاي تجربة انسانية
2 استطاع الاتراك ان يقوموا بتجارب طيران ناجحة في وقت مبكر ويكتشفوا امريكاالشمالية والقطبين ويحسبوا محيط الارض وبنشؤوا اول كلية للطب في العالم ويؤسسوا لعلاج المجانين ويخترعوا مقدمة للتوربين البخاري والصاروخ !! طبعا حضرتك تريد الصاق التخلف العلمي والحضاري لانك تقرا هذه التجربة بعين مؤدلجة علمانية تسعى لاثبات فشل الناجح ونجاح الفاشل ! فهل كان المسلمون او العرب حتى كامة في مرحلة تمدد عسكري وحضاري كوني زمن حكم الاستبداد العلماني ام زمن الدولة العلية !
* هذا لا يعني ان هذه الدولة كانت خلية عن المظالم فمجرد ان يكون نظام الحكم عائليا محصورا في عوائل هو مخالفة جسيمة لكلمة الخلافة بمفهومها التام التقدمي الذي اسس للانتخاب بعيدا عن الاساس القبلي او العائلي في دولة المدينة وهي مثلبة بدات منذ الحكم الاموي وامتدت حتى العثماني
* ناهيك عن مظالم داخلية وخارجية ..يتبع
*اما عن كتاب الاسلام واضول الحكم فاتذكر انني اطلعت عليه وعلى مكتبة الشهيد سيد قطب وعلى كتاب الحكومة الاسلامية للخميني عندما كنت طالبة في السنة الاولى في كلية الشريعة وكان عمري يومها 18 عاما ولم ار ان كتاب الاسلام واصول الحكم لعلي عبد الرازق فند بالدليل الشامل القوي وخاض نقاشه في بسالة باحث موضوعي ليثبت (اسطورية فكرة الحاكمية )! هذا رأيك لانني ارى ان حضرتك مع وافر الاحترام مؤدلج وتحمل عداءا لفكرة تطبيق الشريعة وتنادي بفصلها تماما عن الحكم فلماذا ذكرت كتاب الاسلام واصول الحكم ولم تذكر المؤلفات التي ناقش اصحابها برصانة واقتدار صاحب الكتاب الذي لا ارى انه كان موضوعيا بل لقد جهز فكرة فصل الدين عن القانون السياسي والاخلاقي والاقتصدي وعن الدولة وحاول ان ياتي فقط بما يدعم فكرته وحلل ليصل الى هذه النتيجة فلماذا لم تذكر بحث د محمد عمارة والسنهوري والطاهر عاشور في مناقشة الكتاب فهل الاستاذ علي عبد الرازق باحث وغيره ليسو كذلك ام انه ضرب من الادلجة التي تريد اثبات تقبل العلمانية وفصل الشريعة عن السياسة اعتقد انك متاثر بميولك الايديولوجية رغم ان هناك من قال ان الاستاذ علي عبد الرازق نفسه عاد عن ارائه بعد ان استكمل البحث الموضوعي
* بالطبع لا اوافق ولا يمكنني ان اوافق على محاكمة الاستاذ علي عبد الرازق بدلا من فتح حوار موضوعي وتقليب الاراء والنظر فيما طرحه ولست مع تجريمه ولا شيطنته بل على العكس ليتبادل الناس اجتهاداتهم وهذا سيمحص حقيقة ما تنتج من هذه التبادلية الحرة وهذا ما حدث للباحث نفسه حتى محاكمة علي عبد الرازق فعلى الاغلب كان لها خلفية سياسية تحججت بارائه الفكرية انها سلطة الملوك وبعض من حراسها وهذه الفئة ليست في الازهر فقط بل في الصحافة والاعلام والسياسة وحتى ما يسمى بالفن والممثلين (الثورات ضد الاستبداد عكست ان مؤسسة الاستبداد منظمة ومتغلغلة في الفن والعسكر وعلماء الدين والصحفيين والسياسيين ورجال الاعمال والمفكرين ..الخ فليس هذا مرض موجود عند فئة الدارسين للشريعة بل ان عدد من دفعوا حياتهم واستشهدوا من اجل افكارهم من فئة طلاب وعلماء الشريعة ومفكريها اكبر بكثير من عدد الفريق الاخر فلماذا حولت علي عبد الرازق الى بطل فكرة وتجاهلت مؤسس مصطلج الحاكمية الشهيد المفكر سيد قطب رحمه الله الذي شنق في محاكم التفتيش العلمانية من اجل بسالة فكرته انها الادلجة مسيو ايدي اليس كذلك !
تحياتي لك وللاستاذة غادة الشاويش بعد غياب طويل ،ياعزيزتي الفاضلة في اعماق انفسنا كمسلمين يجب علينا ان نطبق عملياً ماورد في كتاب اللة وهو القرآن في كل اوجهة الحياة وهذة فريضة ، لكننا ليس دواعيش ..اجمل شئ في تطبيق المبادي الاولية للاسلام هو ان كل مخلوق ينال حقة كاملاً وبالاخص اليهود والنصاري ، فإنهم في نظر الدستور الاسلامي مساكين ويجب ان يعيشوا في سلام …هذا البرنامج خاص بمنطقة العالم الاسلامي والشرق الاوسط….
تخية لك اخي سيف كرار
ان يعتقد المرأ ان دينه وشريعته هو الحق ليس فيه اي عيب. تماما كما يعتقد الملحد ان لاوجود لخالق لهذا الكون وان معتقده هو الاصلح. فكل صاحب فكرة او رأي ان لم يدافع عنها فسيكون اول مقبر لها. يقول البعض انه لانقبل ان تناقش النصوص بدعوى انها مقدسة. فنقول ان نقاش النص ومحاولة فهمه او شرحه لمن يستشكل عليه امر واجب. اما المرفوض فهو محاولة البعض ابطال العمل بالنص بدعوى انها مجرد افكار ظهرت منذ حوالي 14 قرنا. في حين ان القوم يتناسون ان مايطالبون به من علمانية هو ايضا افكار ظهرت في القرن 17م.
وبخصوص الامور المشينة التي فعلها بعض المسلمين المتطرفين فالكل ادانها ولا يوافق عليها. ولكن هل ادان القوم فرنسا لاحتفاظها بجماجم مقاومين جزائريين في المتحف الانساني بباريس؟ وهل انتقدوها لعرضها رفات سليمان الحلبي الذي قاوم الحملة الفرنسية لاحتلال مصر؟
تاريخنا العربي والاسلامي الذي تعلمناه من مدارسنا او الذي كنا نسمعه من اعلامنا هو بالاساس مبني على العنعنة وهو امر لا يمكن ان يقبل علميا فلو نقل خبر من قبل ثلاثة اشخاص بعد يومين وليس سنين او قرون لاختلف وفسر على اكثر من وجه اما الشواهد العينية فلا احد يريد ان يعتمدها او يفسر لنا الامر فيوجد لدينا عملة من زمن معاوية بن ابي سفياان الوجه الاخر للعملة مختومة بصورة وكتابه للدولة الفارسية والاوجه الثاني كتابه عربية وتاريخ هجري وليس فيها اي اشارات دينية كالبسملة يفترض من قرأ تاريخنا بدون اي جهد ان يتساءل ما علاقة معاوية بالفرس الذين يجب ان تكون انتهت دولتهم رغم معرفتنا بان الشام تابع للروم هذه المقدمة لتوضيع ان الدواعش من جهة هم اناس حفظوا التاريخ الاسلامي من خلال الاحاديث التي في كتب الصحيح واسلامهم هو اسلام البخاري والرواة الاخرين وهم لا يعرفون من القران الا الصلاة وهو حال الكثيرين وهم فعلوا كل الامور قياسا لما فعل من اقتدوا بهم من خلال التاريخ المعنعن فلا غرابة بالامر
اخ سلام عادل مع وافر ااحترام وحفظ الالقاب هناك فرق كبير بين نقل الاحاديث ونقل التاريخ لقد درست هذا الامر بانتباه فكل من الطبري وابن كثير على سبيل المثال هو مؤرخون اختصوا بنقل الاحداث وليس برواية اقوال وافعال فتاوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتميز الرجلان بانهما لم يوردا رواية للاحداث الا نسبا الرواية لمن اخبرهما بهما بسند طويل وللعلم لا يوجد امة من الامم وثقت تاريخها بهذه الطريقة ومع ذلك يقول ابن كثير انه اورد روايات عديدة للحادثة الواحدة ونسب كل رواية لقائلها وهذا لا يعني انه يصححها جميعا فقد مارس النقد على الرواة مثلا الحروب الاهلية كصفين والجمل والاي ساهمت في الانقسام الاسلامي هناك روايات متعددة للحادثة الواحدة استوعبت توجهات الرواة للواقدي لسيف بن عمر ولوط بن يحيى مثلا اتت جهود البحاثة المسلمين فتناولت اسانيد التاريخ الاسلامي والتي تختلف جملة وتفصيلا عن اسانيد الحديث الشريف ودرست تواريخ وفاة وميلاد الرواة وتوجهاتهم العقائدية والسياسية ونقدت التاريخ الاسلامي نقدا يتعلق بالحوادث ويتعلق بالاسانيد
*اما الحديث الشريف فقد تميز المسلمون على العالم اجمع في نقل دينهم فاين تجد دينا نقل كتابه حفظا بالسند عن رسول الله واين تجد مقولة لعظيم في التاريخ او نبي سلسلت بمن رواها وتم دراسة تواريخ ميلاد الرواة ووفاتهم وبحث ما اذا التقى الراوي فعلا من روى عنه ونقل اراء نقاد زمانه ان كانومتهمين بالكذب او ضعف الحفظ واجراء مقاطعة للروايات اخ سلام عادل اتمنى عليك ان لا تضرب امثلة مجتزأة وتتناسى الجهد العلمي الجبار والذي ازعم ان مدرسة في التاريخ ونقله وفي نقل الحديث لم تتميز به لم اكون هذا الراي لانني مسلمة وهكذا اريد للامور ان تكون بل لانني اطلعت على كوكبة كبيرة من الجهود العلمية في نقد التاريخ الاسلامي ورواته واحوالهم ودوافعهم وتوجهاتهم واطلعت كذلك على علم رجال الحديث الذي يمضي به الدارسون عمرا في التنقيح ودراسة الرواة انا مصدوومة للحقيقة بمن يكيل مثل هذه الاتهامات للتاريخ الاسلامي والحديث الشريف متجاهلا قرونا من الجهد العلمي بل تخصصا كاملا اسمه علم نقد الحديث الشريف نتخصص به كطلاب في كلية الشريعة ..يتبع
كلام سليم أختي غادة, أنا فعلاً لا أنتمي لما يسمى الإسلام السياسي لكن عندما نتحدث عن التاريخ الإسلامي علينا أن نكون منصفين وأن نعتمد منهج الإنصاف قبل كل شيء ومنهج الإنصاف لانجده حقيقة إلا عند القليل من المؤرخين للأسف.
اتمنى والله يا اخي اسامة من كل قلبي ان يمضي الاخ سلام والدكتور ابتهال 4 سنوات فقط من اعمارهم (ان كفت ) ليتخصصوا في علم نقد الرواية الحديثية متنا وسندا ويطلعوا بعيدا عن السجال الايديولوجي وشيطنة كل ما هو اسلامي وانا اجزم انهم سيتبنون وجهات نظر مغايرة اتمنى ان نكون امناء على الحق فنحن امام مشكلة دوافع وادلجة لا يجوز ان تدخل بحال في تقييم علمي البعض يريد شيطنة التاريخ الاسلامي برمته بدوافع عداء ايديولوجي او حضاري والبعض الاخر يريد الدفاع الاعمى عنه بكل ما فيه من اخطاء التجربة الانسانية .. ان الامناء علميا هم كنز الحقيقة واصبحوا فعلا كالتبر النادر اقول هذا مع وافر التقدير والامل للدكتور ابتهال ولاخي سلام ولكل من يختلف معي ان يستكمل بحثه ولا يقع ضحية الضجيج والدعاية هناك والله يا اخوتي اراء شوارعية ليست اكثر من اعادة لاشاعات وهناك اراء علمية لكنها لا تمتاز بالتجرد والامانة وبسبب ذلك نجدنا حاقدين على تجربة ما مجرمين لها بدون بحث موضوعي مهما كانت النتيجة اخي سلام والسيدة ابتهال في كل مرة اتمنى ان اطير حيث انتم واجلب مكتبتي ونقرؤها معا لنعرف حجم النقد الهائل والممنهج علميا للتراث التاريخي والحديثي كل المحبة والتقدير لموضوعيتك اخي اسامة
أختي غادة, هذا هو بالضبط ما أقصده أو بالأحرى ما أعنيه (انت تعبّرين عنه بشكل ممتاز وأنا ليس هذه القدرة التعبيرية حقاً) عندما أقول الإنصاف أي الدقة العلمية في التقييم بعيدا عن الأدلجة. أو المحاولات الكثيرة والمتعددة لشيطنة التاريخ الإسلامي برمته بدوافع عداء أيديولوجي أو حضاري!
ولأن شهادتي في ترجيح كفة ميثاقية النقل التاريخي للتاريخ الاسلامي وميثاقية النقل الديني مجروحة بالنسبة لك اخ سلام ربما لانني مسلمة (مع انني راجعت الاسلام ورفضت ان ارثه ومكثت سنتين اطلع على كل عقائد وفلسفات وديانات محتملة بما فيها الالحاد فأنا سانقل اراء مؤرخين ومستشرقين محسوبين على المدرسة المعادية جدا للاسلام
*يقول برنارد لويس واعتقد انه اشهر من ان يعرف :
(أدرك علماء الاسلام خطر الشهادات الكاذبة والمذاهب الفاسدة فوضعوا علما لانتقاد الأحاديث والتراث وهو علم الحديث وهو علم الحديث كما كان يسمى .وهو يختلف لاعتبارات كثيرة عن علم النقد التاريخي الحديث ففي حين اثبتت الدراسات الحديثة اختلافا دائما في تقييم صحة الرواية التاريخية ودقتها في غير التاريخ الاسلامي نجد فحصا دقيقا للرواية الدينية في الاسلام حيث يعتني علم الحديث بسلاسل السند (سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث عن بعضهم عن رسول الله ) ونجد ان المسلمين جمعو الاسانيد للرواية الواحدة ومن نقلها وينقلونها بحفظ دقيق ويقارنون الفاظ كل رواية باخرى ان هذه الدقة تعطي التاريخ العربي في القرون الوسطى احترافا وتطورا لم يسبق له مثيل في الغرب في عصوره الوسطى ولدى مقارنة اسس نقل الحديث وحتى التاريخ عند المسلمين في القرون الوسطى ومقارنته بالتاريخ اللاتيني المسيحي يبدو الأخير هزيلا فقيرا وحتى طرق النقل التاريخي الاشد تقدما وتعقيدا في العالم المسيحي اليوناني فلا تزال اقل من المؤلفات الاسلامية التاريخية من حيث المجموع ودقة النقل وعمق النقدوالتحليل
*اما القس والمستشرق المعروف مرجليوث واحد اعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق والمعروف بنظريات طعن كثيرا فيها وانتقد الاسلام يقول معلقا على على مقدمة العلامة اليماني التي ذكر فيها علم نقد رجال الرواية (علم الجرح والتعديل ) ليفتخر المسلمون ما شاؤو بعلم حديثهم (علم نقل احاديث رسول الله والتوثق منها
*اما العالم الالماني اشبرة نكر فيقول (ان الدنيا لم تر ولن ترى امة مثل المسلمين فقد.درس بفضل علم الرجال (علم شرعي من علوم الحديث الشريف يعنى باحوال الرواة وفاة وميلادا وتوجها وحفظا وامانة لتقييمهم ) الذي اوجدوه احوال نصف مليون رجل !
*وادعوك اخي الى قراءة كتاب روبسون (الاسناد في التراث الاسلامي )
وكتاب الدكتور اكرم ضياء العمري (نقد النص التاريخي )وكتاب اسد رستم( مصطلح التاريخ ) ستغير رأيك حتما !
ادركنا داعش اليوم و كنا عاصرنا دواعش كثيرة بمعنى حركات عنيفة تقوم على الوعد بتحقيق الاحلام والتشدد في الدعوة و التطبيق و لكننا ننسى. اليس هذا ما رأيناه بداية من الحركة الوهابية السعودية في اوائل القرن العشرين الى القومية الناصرية الى البعثية الى الشيوعية الى القذافية في نفس القرن؟؟ و كلها تأسست على اوضاع داخلية غير مرضية او بالاحرى فاسدة ووعدت بما تفتقد الشعوب اليه و هو الحق و العدل و الكرامة في دولة قوية موحدة او بمعنى عصري الحرية و الديموقراطية في دولة حرة
اعني ان المشكلة هي الفساد الذي يؤدي الى الانفجار