القاهرة ـ «القدس العربي»: احتلت زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ومحادثاته مع الرئيس السيسي والاتفاقيات الموقع عليها بين البلدين، والمؤتمر الصحافي الذي عقده وزيرا خارجية البلدين، الاهتمام الأبرز في كل ما نشرته صحف أمس الأربعاء 27 أبريل/نيسان.
وقد هاجم وزير الخارجية المصرية سامح شكري إيران علنا لتدخلها في شؤون البحرين الداخلية بقوله: «إن مصر تقف دائما بجوار مملكة البحرين، لدعم وحدتها واستقرارها إزاء أي محاولة لانتقاص الوحدة في هذه الدولة، وإن العلاقات مع إيران ما زالت مقطوعة، وإن مصر تدعو باستمرار إلى أن تتخذ إيران سياسات إزاء مصر والحيز العربي ودول الخليج، تتسم بالاحترام المتبادل والاعتراف بسيادة الدول واستقرارها، والامتناع عن أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية وعدم التأثير على الأمن العربي».
وهو بذلك يشير بطريق غير مباشر إلى محاولات إيران إثارة الشقاق بين أبناء البحرين السنة والشيعة، ومحاولاتها اجتذاب الشيعة إليها. ومن المعروف أن شاه إيران كان يعتبر البحرين جزءا من بلاده ويخصص لها مقعدا في المجلس النيابي، حتى عندما كانت بريطانيا تحتلها، ولما أرادت الجلاء عن منطقة الخليج اتفقت مع الشاه على إجراء استفتاء في البحرين يختار فيه البحرانيون، إما الانضمام لإيران، أو الاستقلال واعتبارهم دولة عربية واختار الشيعة قبل السنة عروبتهم.
ونشبت أزمة عنيفة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية قالت عنها صحيفة «الأخبار» الحكومية في صفحتها الرابعة في تغطية زميلتنا الجميلة رجاء النمر وإبراهيم عودة. كما أصدر مجلس النقابة بيانا جاء فيه أنه: «لم ولن يسمح أبداً لأي جماعة أو فصيل سياسي بأن يزج بالنقابة ويجرها إلى معركته الخاصة». وأكد المجلس في هذا الصدد أن نقابة الصحافيين ستظل حصناً للحريات العامة، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير لكل أبناء الشعب المصري، لكنها تتحرك وفق رؤيتها الخاصة بها، وبمصالح جميع أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، كما قدم المجلس بلاغا عاجلا إلى النائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة بصفتيهما، بعد أحداث يوم 25 أبريل وما جرى من محاولات اقتحام مقر النقابة ومنع الصحافيين من دخول المقر، والقبض على عدد كبير منهم (46 صحافيا) واحتجاز آخرين، وقرر مجلس النقابة عقد مؤتمر صحافي ظهر اليوم غد الخميس، لعرض شهادات الصحافيين الذين تم الاعتداء عليهم وتوقيفهم من قبل رجال أمن وبلطجية. ويعقب المؤتمر توجه مجلس النقابة إلى مكتب المستشار النائب العام لتقديم البلاغ. وطالب مجلس النقابة بالإفراج عن الصحافيين المحبوسين الذين تم القبض عليهم أثناء ممارستهم لعملهم، ووقف قرار الضبط والإحضار الصادر بحق عدد من الصحافيين. كما قرر المجلس توقيع عقوبة لفت النظر لكل من عضوي النقابة أحمد موسى وأحمد الخطيب لتحريضهما عبر وسائل الإعلام على زملائهم الصحافيين بالمخالفة لقانون النقابة وميثاق الشرف الصحافي. من ناحية أخرى طالبت نقابة الأطباء اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بالإفراج عن الطبيبين إبراهيم عابد الديب ومصطفى خيري، وهما طبيبا امتياز يقضيان فترة امتيازهما في مستشفى قصر العيني تم القبض عليهما بالقرب من مسكنهما بجوار معهد التعاون قبل أيام، أثناء تناولهما إفطارهما في مقهى أسفل منزليهما قبل التوجه للعمل.
وأشارت الصحف كذلك إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي مع وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، ليبحث معه خطة الوزارة في توفير الكهرباء خلال شهر رمضان، حتى لا يحدث انقطاع لها، وهو النجاح الذي حققته الوزارة وتوفيرها كذلك للمصانع وهذا هو الاجتماع الثاني للرئيس مع الوزير خلال أسبوعين فقط، ما يكشف عن اهتمامه بتوفير الكهرباء في رمضان.
وتواصلت الشكاوى من ارتفاع الأسعار وأزمة الدولار، التي وصلت إلى درجة أن زميلنا الرسام في «الوفد» عمرو عكاشة توجه إلى عربة الفول التي اعتاد الإفطار عندها فوجد صاحبها يعلق إعلانا جاء فيه، إن غلى الفول الدولار هو المسؤول.
وهو تغيير في شعار معروف هو «إن غلى سعر الفول أنا مش مسؤول».
أما الاهتمام الأوسع بجانب الأسعار فكان عن امتحانات الثانوية العامة ونهاية السنة في الجامعات وبيان رئاسة الجمهورية بإدانة مقتل وحرق المواطن المصري شريف عادل حبيب ميخائيل في العاصمة البريطانية لندن، وحادثة اختطاف رجل أعمال سعودي بينما بدا الاهتمام يتراجع بقضية تيران وصنافير.. وإلى بعض مما عندنا…
البرلمان يمنح الثقة للحكومة
ونبدأ بالمعارك والردود المتنوعة التي لا رابط بينها، وإن كانت تعكس مشاكل متعددة يهتم بها الناس، وسنبدأها من يوم السبت مع زميلنا في «أخبار اليوم» محمد عمر ودهشته من عدم قيام مجلس النواب من سحب الثقة من حكومة المهندس شريف إسماعيل فقال:
«من اللحظة الأولى لدخول رئيس الوزراء بخطى ثابتة إلى قاعة البرلمان لم نكن بحاجة لنباهة أو معلومات لنتأكد من أنه سيحصل وبسهولة جدا على الثقة في حكومته وسياساتها، لكن كان التساؤل بأي منطق يمنح البرلمان بأغلبيته ثقته للحكومة في اليوم نفسه الذي تجاوز فيه سعر صرف الدولار حاجز العشرة جنيهات، ألا يعد ذلك «فضلا» للحكومة أو على أقل تقدير عدم قدرة منها على اتخاذ قرارات سليمة، بل وبعد مبررا واجبا لسحب الثقة منها».
علاقة ضباط شرطة بمافيا المخدرات
وفي اليوم التالي الأحد أثار زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «اليوم السابع» أكرم القصاص واحدة من أخطر القضايا، وهي تعاون ضباط شرطة مع تجار مخدرات لقتل زملائهم فقال: «ربما يكون الكشف عن ضلوع ضباط في القليوبية في اغتيال زملائهم الضباط بالتعاون مع تجار المخدرات، هو أخطر حدث في الفترة الأخيرة، ولو تم فتح الملف لأقصاه يمكن أن يكشف الستار عن علاقات وتشابكات مافيا المخدرات، ليس فقط في الداخلية، لكن في مؤسسات أخرى خطيرة، ويمكن أن يجيب عن الكثير من الأسئلة المحيرة التي لا تزال بلا إجابات، لكن الملف معقد ويحتاج إلى شجاعة لكشف الخيط حتى أقصاه. أن يكون هناك ضابطان كانا يبلغان عصابات المخدرات بقيادة «كوريا» و«الدوكش» بمواعيد الحملات وتحركات القيادات، وهناك تحقيقات مع 15 ضابطا، ومن بينهم رتب كبيرة ناهيك عن أمناء ومخبرين وغيرهم وهناك رتبة كبيرة تسعى التحقيقات لكشف مدى علاقته وتلقيه ملايين من العصابة وبالطبع هناك عصابات أخرى ومتورطون آخرون في القليوبية وغيرها».
المثلث الذهبي مركز لتجارة المخدرات
وعن هذه المنطقة الإجرامية قال زميلنا في «الأهرام» عطية أبو زيد يوم الثلاثاء عن ما حدث من خيانة بعض الضباط لزملائهم: «يضم المثلث الذهبي في محافظة القليوبية قرى كوم السمن والجعافرة وأبو الغيط، بالإضافة إلى مركز الخانكة، وكانت هذه المنطقة في الماضي تجمعا رئيسيا لإنتاج البرتقال واليوسفي والدواجن والبيض، وتدريجيا تحولت إلى مركز لتجارة المخدرات بجميع أنواعها، ومرتع لكل الخارجين على القانون في ربوع مصر. وبعد 25 يناير/كانون الثاني كانت المخزن الرئيسي للسيارات المسروقة، وذاعت شهرتها الإجرامية لدرجة أننا كنا نظن أنها منطقة مستعصية على أجهزة الأمن، وتعددت كل صور الإجرام، حتى جاء مقتل النقيب إيهاب جورج وبعض أفراد الشرطة وبعدها بأيام قتل الرائد مصطفى لطفي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، ومن هنا كان لابد من الخلاص والقضاء على هذه البؤرة وكسر أضلاع هذا المثلث. أجريت تغييرات في قيادات مديرية أمن القليوبية وجيء بمدير جديد لمباحث المديرية، ورئيس جديد لفرع البحث الجنائي في الخانكة، وكذلك شبرا الخيمة. أعد هؤلاء الرجال عدتهم وأخذوا حيطتهم لأنه لا يمكن أن تستمر هذه البؤرة كل هذه السنون بدون وجود شبهات فساد. كانت لحظة الخلاص واشترك الجميع في التنفيذ حتى ذابت هذه البقعة وتلاشى إجرامها. تحية إلى هؤلاء الرجال الشرفاء اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية واللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث والعميد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي في الخانكة والويل كل الويل للفاسدين الذين تولوا حماية هذه البؤرة فلن يرحمهم زملاؤهم أو تاريخهم الشرطي فيكفى أن نجومهم ونسورهم سقطت على الأرض ملطخة بالخزي العار».
مركز مجدي يعقوب لجراحات القلب
وفي «البوابة» اليومية المستقلة خاض زميلنا وصديقنا المفكر السيد ياسين معركة أخرى في يوم الثلاثاء أيضا، ضد رئيس جامعة أسوان بسبب سعيه لضم مركز الدكتور مجدي يعقوب للجامعة فقال: «لو كان هناك سجل عالمي يرصد أغرب القرارات الحكومية التي تصدرها الحكومات حول العالم لحصلت حكومة مصر المحروسة على المرتبة الأولى. أقول قولي هذا بمناسبة القرار الغبي الذي سعى إلى إصداره بقوة وحماس رئيس جامعة أسوان، لكي يضم إلى الجامعة مركز «مجدي يعقوب» لجراحات القلب، هذا المركز الفريد الذي أقامه بتبرعات خاصة واحد من أعظم جراحي القلب عبر العصور، المصري النابغة ابن مصر العظيمة الدكتور مجدي يعقوب، الذي حصل على أوسمة عالمية وتكريمات لا حدود لها، ومع كل شهرته العالمية ذهب إلى أقصى حدود مصر في أسوان ليقيم مركزا يعالج أبناء مصر بالمجان، ويجيء هذا الأستاذ الجامعي الذي أصبح رئيسا لجامعة أسوان والذي لا يهمني على وجه الإطلاق معرفة اسمه يحارب لكي يلحق مركز «مجدي يعقوب» بالجامعة، حتى ترتفع – كما قال لا فض فوه – مرتبة الجامعة في التقييمات العالمية كيف أصف هذا السلوك البذيء؟».
نقابة الصحافيين في عهدي مبارك والسيسي
وعن قضية اعتقال الصحافيين ومهاجمة نقابة الصحافيين يكتب لنا محمود سلطان رئيس تحرير «المصريون» التنفيذي قائلا: «في مسألة الحقوق المدنية والسياسية، فإن نقابة الصحافيين ليس على رأسها ريشة، ولكنها دون غيرها من النقابات المهنية الأخرى، لها دلالة ورمزية خاصة.. يفهمها رجال الدولة المحترفون.. فهى رمز لحرية الرأي والتعبير.. وهذه الرمزية وفرت لها حصانة من الاعتداءات الأمنية، وحماقة «الغشومية» السلطوية.. ليس انتصارا لحرية الرأي، فالطغاة يكرهون حرية الرأي ككراهيتهم للموت.. ولكن خوفًا من رد فعل المجتمع الدولي، وعواصم القوة في العالم، التي تقدر حرية الرأي وتعتبر ما يتمتع به الصحافيون – بحكم طبيعة عملهم وليس امتيازا كما قلت- من حرية وحماية من الاعتداءات الأمنية، مؤشرا على درجة «الديمقراطية» في أي بلد في العالم. مبارك – ومن بعده مرسي- لم يجرؤ على أن يتحرش بنقابة الصحافيين، ليس – كما أسلفت- انتصارا لحرية الصحافة، وإنما خوفا من «الخارج» الذي يعتبر الديكتاتوريون رضاه ومعوناته ومساعداته العسكرية والأمنية وحمايته لهم، مصدر شرعيتهم ووجودهم واستمرارهم على رأس السلطة. في التسعينيات حدثت أزمة بين الصحافيين ووزير الداخلية – الأسوأ في تاريخ الشرطة المصرية- اللواء زكي بدر، الذي كانت تلقبه صحيفة الشعب بـ«زكى بذاءات.. وزير الجاهلية». قرر الوزير مصالحة الصحافيين، والاعتذار لهم داخل نقابتهم، حينها رفض نقيب الصحافيين –آنذاك- الأستاذ مكرم محمد أحمد، أن يدخل زكي بدر مقر النقابة، بسلاحه الشخصي.. وأصر النقيب على ذلك، وقال هذه نقابة رأي ولا يدخلها جنرال بسلاحه أبدًا.. وكادت تحدث أزمة كبيرة، وفي النهاية نزل وزير الداخلية عند طلب النقيب، وترك سلاحه مع حراسه خارج مبنى نقابة الصحافيين. قبيل ثورة يناير/كانون الثاني بسنوات، كان المتظاهرون والمحتجون، يلجأون إلى سلم نقابة الصحافيين للتظاهر عليه، وذلك طلبا للحماية.. لأن مبارك ورجاله – رغم فسادهم- كانوا رجال دولة محترفين وليسوا هواة، ويعرفون جيدا قيمة ورمزية النقابة وخطورة التعدي عليها. يوم 25 أبريل/نيسان، حوصرت النقابة واقتحمها البلطجية الذين اصطحبتهم الشرطة معها للاعتداء على كل من يحاول الاقتراب من النقابة.. واعتقل الصحافيون، ومنعوا من دخول مبناهم، كان من بينهم شخصيات نقابية وحقوقية وفكرية وصحافية لها وزنها الكبير، مثل الزميل والصديق محمد عبد القدوس، واعتقل الزميل والصديق كمال حبيب.. والأخير هو أحد أعضاء المجلس الأعلى للصحافة «جهة حكومية».. في سلوك لا ندري ما إذا كان جهلاً أم حماقة من مسؤول نزق: اعتقلوا الكل أيًا كانت منزلته! غير مكترث بالعواقب، وفي سياق ممارسات لا تتحلى بالحد الأدنى من المسؤولية، جعلت مصر -بنسختها الحالية- عبئًا على محيطها الإقليمي وعلى المجتمع الدولي. كما قلت في ما أسلفت.. ليس على رأس نقابة الصحافيين ريشة، ولكن ما حدث معها يوم 25 أبريل، يصدر صورة ورسالة، لن يخطئ فهمها المصريون ولا العالم من حولنا».
معارك سياسية
وإلى نوع آخر من المعارك ذات الطبيعة السياسية، التي بدأها يوم الأحد في جريدة «المقال» زميلنا عامر بدوي، الذي تناول عقد «حزب الوسط» برئاسة صديقنا المهندس أبو العلا ماضي مؤتمره العام وقال عامر: «على هامش المؤتمر وجه أبو العلا عددا من الرسائل، منها إلى أعضاء الجماعة لإجراء مراجعات داخلية للجماعة، إلا أنه حتى اللحظة لا توجد مصالحة بينهم وبين النظام بشكل مباشر، وأنهم تلقوا وعدا بالإفراج عن عدد من المسجونين غير المنتمين الآن إلى التنظيم، مثل عصام سلطان، وأن كل ما ينشر عن المصالحة هو صحيح بالنظر إلى أوضاع الجماعة الآن. كما قال إن الأوضاع في مصر تعاني أوجاعا سياسية واقتصادية واجتماعية ولا مخرج من كل هذا إلا بالحل السياسي الشامل، الذي هو مدخل لحل كل قضايا المجتمع، وان هناك حوارات كانت تتم بين قيادات السجون وقيادات الإخوان وحلفائهم في الخارج حول ضرورة المراجعات، موضحا أنه لا يعلم نتيجة هذه الحوارات حتى الآن. مؤكدا أنه لم تجر أي اتصالات بينه وبين أي قيادة لجماعة الإخوان خارج مصر. وأكد أبو العلا أنه مستعد أن يكون طرفا في أي حوار مقبل، بعد أن تنضج المواقف مع الوقت. هنا نطرح عددا من الأسئلة غير البريئة من الذي سمح لأبو العلا وحزبه بعمل هذا المؤتمر في منطقة المقطم؟ هل تم السماح له بتنظيم المؤتمر لأنه حزب رسمي حتى الآن؟ أم لأنه مختلف مع الإخوان أم لأنه حزب ضعيف ؟ هل حزب الوسط هو من الكيانات التي ستسمح لها الحكومة بالتحرك وفق القاعدة المعروفة «شرعية للإسلاميين غير المتورطين مباشرة في العنف».
الاعتراف بالخطأ ليس عيبا
ويوم الثلاثاء أيضا أثار زميلنا في «الشروق» طلعت إسماعيل «ناصري» قضية مواجهة الأمن للتظاهرات فقال: «عصا الأمن الغليظة التي تسعى لتكميم الأفواه وإخراس الأصوات المعارضة والقبض على الشباب من المقاهي ليست حلا ولن يكون، فقد مضى الوقت الذي يمكن أن يكون للأمن الكلمة الفصل في القضايا الخلافية وتحميل جهاز الشرطة عبء تحمل مسؤولية منع التعبير عن حالة الغضب التي تجتاح الشارع المصري في قضية الجزيرتين، ضرره سوف يفوق بمراحل نفعه، والأولى البحث عن مخارج تحفظ للأطراف المخطئة ماء الوجه، فليس عيبا الاعتراف بالخطأ وبما يجنبنا المزيد من الأزمات».
موت الثوري عزلته عن الجماهير
لكن هذا لم يعجب زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب فقال في يوم الثلاثاء نفسه في مقاله الأسبوعي في «الأخبار»: «الغباء السياسي الذي أصاب البعض منا للأسف الشديد وصاروا بغبائهم السياسي يشكلون خطراً علينا، وقديماً قال أجدادنا وآباؤنا «عدو عاقل خير من صديق جاهل» وقالوا ورددوا أيضاً «اللهم احمني من بعض أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم». ولن ينقذ هؤلاء من هذا الغباء السياسي ولن ينقذنا من غبائهم السياسي إلا إذا تخلص هؤلاء من العزلة الجماهيرية التي يفرضونها على أنفسهم. إن النصيحة الأولى والأهم للثائر الكبير جيفارا هو ألا ينفصل الثوري عن الجماهير، لأنه إذا انفصل عنها حكم على نفسه بالموت. وجيفارا نفسه تمكن أعداؤه من قتله بعد أن عزلوه عن الجماهير. لو رجع هؤلاء إلى عموم الناس لاستلهموا منهم المواقف الصحيحة والصائبة ولعرفوا من هم حقاً أعداء هذا الوطن الحقيقيين؟».
علاء عبد الهادي: الناس «فتحت»
ولن ينطلي عليها «الكلام المزوق»
وفي العدد نفسه من «الأخبار» كان رأي زميلنا علاء عبد الهادي من أن بعض من يدافعون عن النظام يسيئون إليه وقال: «كثيرون يسيئون إلى النظام.. كثيرون يتحدثون باسم النظام وهم لا يستحقون. أجهزة تتعامل بغباء في قضايا كثيرة تحتاج إلى كياسة وحسن تصرف، التعامل الأمني في كثير من القضايا أصبح دون المستوى المطلوب، وكل هذا ينال من رصيد النظام لدى الناس. المواطن يكون رأيه وانطباعاته في المعايشة والممارسة لم يعد ينطلي عليه «الكلام الحلو المزوق المرتب» الناس «فتحت» ولم تعد مثل الأول ترضى بما يقدم لها وكأنه الحقيقة المقدسة. لا ينال في رأيي وجود أصوات معارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي العكس هو الصحيح وليس كل من عارض سياسته في إدارة ملف جزيرتي تيران وصنافير من معارضيه سياسيا على الإطلاق التوسع في المنع الأمني يشحن المعتدلين ويستقطب الذين على الحياد. لماذا التعامل الأمني الخشن مع البعض من الذين يعزفون نغمة نشازا؟ دعوهم الناس أصبحت أكثر وعيا وأكثر قدرة على الفرز دعوهم للرأي العام يقول رأيه فيهم، لا تصنعوا من بعض المزايدين أبطالا، لا ترتكبوا الأخطاء وتدعوا الرئيس يحاسب على الفاتورة، الرجل يقاتل ليل نهار في عدة جبهات كان الله في عونه اكفوه شر سوء تصرفاتكم».
الحوار الوطني الغائب
ولهذا ولمنع التشرذم كان رأي زميلنا وصديقنا ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف في عموده اليومي «في الصميم» هو: «علينا أن نتوحد جميعا في مواجهة من يريدون تصعيد الموقف وخلق مواجهة بين حلفاء الثورة، لن يستفيد منها إلا أعداء الوطن. المواجهة الأمنية مطلوبة في مواجهة الإرهاب والخروج على الدولة، لكن السياسة (الغائبة حتى الآن) هي الوسيلة الأساسية للتعامل بين رفاق الثورة والحوار هو المطلوب ـ قبل كل شيء ـ مع شباب وطني مكانهم الطبيعي أن يكونوا الظهير الأساسي لنظام جاء بفعل الثورة وبإرادة الشعب أين الخطأ؟ وكيف نتعامل معه؟ الجواب ـ كما قلنا مرارا ـ في حضور السياسة وفي الحوار الوطني الغائب، وفي الإيمان بأن ما نواجهه من تحديات هائلة يفرض علينا وحدة قوى الثورة، حتى لو كان بعضها يمر بمرحلة الغضب المشروع، مادام الهدف هو مصلحة الوطن والانتصار للثورة».
تجار الوطنية
أما زميلنا في «الجمهورية» محمد منازع فإنه لم يقتنع بما كتبه علاء عبد الهادي وجلال عارف لذلك قال في يوم الثلاثاء أيضا: «عاد «تُجار» الوطنية والطابور الخامس والمناضلون المزيفون في الخارج إلى الصورة مرة أخرى، يكررون السيناريوهات السابقة، صورة طبق الأصل تبدأ بتظاهرات رمزية تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب. ذاكرتنا ليست ضعيفة إلى الحد الذي يريدون أن ينفذوا منه مجدداً فنحن الذين خدعونا بشعارات براقة وكلمات رنانة وهم يضربون على أوتار المشاعر والمظالم، ويهيجون الناس. سنوات طوال استدرجونا خلالها بداية من تنظيم التظاهرات كل يوم «جمعة» حتى حولوه من يوم عيد أسبوعي إلى نكد ومواجهات وغاز وتوتر وتقوقع داخل البيوت، إلى جانب القلق وفقدان الأمن والخوف على الأموال والأنفس والأبناء. وبكل أسف كان وقت الخديعة طويلاً عانت الدولة بمواطنيها ومؤسساتها من تلك التصرفات، وتراجعت بصورة لم تخف على أحد إلى أن شاء الله تعالى لها أن تستقر ويتم انتخاب رئيس وبرلمان ووضع دستور ونجت البلاد والعباد من شرور المؤامرات التي تحاك من الخارج والداخل».
حمدين صباحي ورقصة الموت الأخيرة
وفي عدد «الجمهورية» نفسه نقل زميلنا سليمان فؤاد رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى زميلنا وصديقنا حمدين صباحي قال: «رسالة افتراضية بعث بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية هذا نصها، الأستاذ حمدين صباحي لكم تحياتي هذه رسالتي إليك أدعوك فيها إلى عدم الذهاب بالشقيقة الكبرى مصر إلى نقطة الجحيم، حتى لا تقع في الفخ الذي نصب لسوريا، وتدفع ثمنه الآن من ملايين اللاجئين ومئات الآلاف من القتلى، في معركة ليس فيها منتصر، بل الخاسر الأكبر فيها سوريا العربية. عزيزي صباحي لا ترقص رقصة الموت الأخيرة وضع الطموح السياسي جانبا في سبيل مصالح مصر العليا وتابع ماذا يحدث من حولك؟».
غادة شريف: صباحي يسعى لكرسي الرئاسة
وما أن سمعت الجميلة وأستاذة الأورام في كلية طب جامعة القاهرة، الكاتبة غادة شريف «ناصرية» برسالة الأسد إلى حمدين حتى صاحت في مقالها الأسبوعي كل ثلاثاء في «المصري اليوم» وضمت إليه زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، على الرغم من عدم تلقيه رسالة مماثلة وقالت: «لست أدرى ما هو تحديدا الذي جعل حمدين صباحي، وتلك الكائنات المشوهة، ينادون لمظاهرات في عيد تحرير سيناء؟ لكنني سأتوقف قليلا عند حمدين، وبعد كده هاحود على الباقين، يؤسفني كثيرا أن حمدين في هذا الأمر بالذات قبل على نفسه أن يتساوى بهؤلاء الخونة! لقد احترمت بشدة التزامه الصمت منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما كانت تعجبني تصريحاته التي كانت تنص على أننا يجب أن لا نسعى لإفشال السيسي، لأن البلد لا تحتمل ثمن ذلك، لكن العكس تماما بدأ يظهر منه، ما أن ظهرت بعض الاعتراضات المحدودة من هنا وهناك على بعض الملفات، فإذا به يتحفنا بما سماه صناعة البديل، ثم انفجر مكنون صدره بإعلانه قيادة تظاهرات 25 أبريل/نيسان، ما يفضح سعادته الغامرة بما يحدث لمصر من أزمات! يصر على موقفه لأنه بذكائه المحدود وبشغفه للكرسي تصور أن الفرصة قد حانت أخيرا، وخلاص فاضل ع الحلو تكة يحققها بوضع يده في يد الخونة! لماذا لم نسمع له تصريحا يدين فيه المحاولة الرخيصة الفاشلة التي أقدم عليها بعض الناشطين لاستعداء الرئيس الفرنسي على البلد؟ ما سمعناش حسه يعنى ولا حس إبراهيم عيسى الذي قضى حلقة كاملة في انتقاد حادث مقتل القهوجي على يد أمين الشرطة، ولم يشر من قريب أو بعيد لهذا الموقف المشين لأصدقائه الناشطين، رغم أنه حدث في اليوم نفسه؟».
لماذا غيرت هدى عبد الناصر
رأيها في ملكية الجزيرتين؟
وفي يوم الثلاثاء تعرضت الدكتورة هدى جمال عبد الناصر للهجوم في صحيفة «المقال» من زميلنا أحمد سامر بقوله: «نتذكر معا موقف اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات في القوات المسلحة سابقا ومحافظ جنوب سيناء الأسبق، الذي أكد في حديث له أن تيران وصنافير مصريتان، ثم خرج في اليوم التالي ليؤكد أنهما لم تكونا مصريتين، بل كانتا سعوديتين، وكانت مصر تتولي حمايتهما. إذن نحن أمام احتمالين كلاهما جائز إما أن الاندفاع لدى اللواء عبد المنعم سعيد والدكتورة هدى عبد الناصر هو السبب في الإعلان عن مصرية الجزيرتين، ومن ثم بالبحث والتدقيق وجد العكس. وإما أن هناك تواصلا ما تم بينهما وبين إحدى الجهات لعرض معلومات غائبة عليهما جعلتهما يغيران من موقفيهما، أو التوجه إليهما بطلب تغيير موقفيهما حفاظا على الصالح الوطني «من وجهة نظر الأجهزة»، واستجابا حفاظا على الصالح الوطني».
مسؤولون سابقون
يناقضون آراءهم خلال ساعات!
أما زميله هشام المياني فقال في العدد نفسه من «المقال»: «أليس غريبا كثرة الشخصيات العامة أو المسؤولين السابقين الذين أعلنوا في البداية مصرية تيران وصنافير، ثم تراجعوا في كلامهم بعد ساعات قليلة ليقولوا إنهما سعوديتان؟ وهل يتصور أحد ممن ضغطوا عليهم أو حتى أقنعوهم بالتراجع أن هناك من يصدقهم بعدما قالوا الشيء ونقيضه، في ساعات معدودة وهل نصدق منهم من يقول أنه تراجع بعد دراسة وبحث تأكد منهما سعودية الجزيرتين؟ السيدة هدى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي فاجأتنا أول من أمس الأحد بمفاجأة، ساخرة جدا من عقولنا فهي فجأة ومن دون مقدمات خرجت في برنامج تلفزيوني لتعلن تراجعها عن تأكيدها السابق أن الجزيرتين مصريتان، وأنها تأكدت من سعوديتهما وأتحفتنا بأنها وجدت بالصدفة وثيقة سرية جدا في أوراق والدها تعود إلى إدارة متابعة القضية الفلسطينية بوزارة الخارجية منذ عام 1967، وأن هذه الوثيقة لا تتحدث عن جزيرتي تيران وصنافير بشكل مباشر، ولكن عن الملاحة في خليج العقبة، وأن الوثيقة أكدت سعودية الجزيرتين، وأن مصر استولت عليهما لأغراض الحرب مع إسرائيل، ما رأيكم في هذه الرواية التي تحدث فقط في أفلام السينما التي نعلم أن الخيال يحكم معظم أحداثها؟ فلو افترضنا صدق كلام نجلة الزعيم الراحل، وأنها وجدت الوثيقة بالصدفة، فهل صدفة أن تحدث هذه الصدفة ليلة الموعد المحدد لتظاهرات غاضبة من تسليم الجزيرتين للسعودية، ولو افترضنا أيضا صدق هذه الرواية فإنها تنم وتكشف عن كارثة بل جريمة كبرى في حق الوطن، وهي احتفاظ أبناء الرؤساء خصوصا أبناء عبد الناصر بأوراق ملك مصر وتخص أمنها القومي ويتم التعامل معها وكأنها تركة ورثوها عن عائلتهم».
ناصريون ضد عبد الناصر
ومن المقال إلى «الوطن» الثلاثاء ورئيس تحريرها التنفيذي زميلنا محمود الكردوسي «ناصري» وصياحه غاضبا في بروازه في الصفحة الأخيرة مهاجما الناصريين:
«تيران وصنافير سعوديتان قالها «هيكل» كاتم أسرار عبد الناصر، لكن الناصريين لم يقتنعوا قالها سامي شرف، مدير مكتب عبد الناصر، لكنهم لم يقتنعوا، ثم خرجت الدكتورة هدى ابنة عبد الناصر وخرقت عيونهم بوثيقة لوزارة الخارجية صدرت في 20 مايو/أيار 1967 أي قبل يومين من إغلاق خليج العقبة، لكنهم أيضا لم يقتنعوا وانهالوا عليها هجوما وتسخيفا، وكأن عبد الناصر أبوهم وليس أباها، ما الذي يريده الناصريون بالضبط؟ لماذا يصرون على معاداة نظام الرئيس السيسي وكأن بينهم وبينه ثارا قديما؟ ما كل هذا التحريض والتنطع وكأنهم احتكروا صكوك الوطنية؟ أصبح وجود الناصريين السياسي عبئا على سيرة عبد الناصر، وأصبح عنادهم نشازا قبيحا ومؤذيا ومعوقا، أصبحت مواقفهم «شعبطة» في أي موجة وطنية ولفرط إحساسهم بالتفاهة والضآلة أصابهم عمى وفجور حتى هدى جمال عبد الناصر تجرأتم عليها؟ إخص».
حسنين كروم
عنوان حرب حزيران 1967 كان ممارسة مصر سيادتها على جزيرة تيران و مضائق تيران.
يعني لقد خسرنا القدس و الضفة و الجولان و سيناء و عمليا مصر و سوريا حتى الان بسبب سيادة مصر على هذه الجزيرة الصغيرة بحجمها الرهيبة باهميتها.
اما مسألة الحدود ما بين السعودية و مصر فهذه مسألة ثانوية. الاهم منها معناها.
ما فائدة انتقال الجزر من مصر الى السعودية اذا كانت بلا سيادة. و هل كان انتقالها ضروريا لبناء الجسر الذي “نرجو” بنائه؟
عندما جلت اسرائيل عن سيناء ذهب السادات اليها ووعد بتعميرها ووضع حجر الاساس لمدينة الفيروز. و النتيجة ما نرى من الفقر و التخلف و التمييز ضد الاهالي وعدم التورع عن القتل و التدمير مما اسفر عن ازدهار التهريب و زراعة المخدرات ثم خلايا التمرد المسلح و التربة الصالحة لما يسمى بالقاعدة و الدولة الاسلامية و ما سيأتي من مسميات بسبب فشل النظام.
و اتسائل لماذا تترك كل الدول العربية المحيطة بالعدو الاسرائيلي مناطقها المحيطة بالعدو بدون تنمية و طاردة للسكان؟ انظر الى سيناء و وادي عربة و الاغوار و القنيطرة والجولان و جنوب لبنان. هل هذا مجرد صدفة؟ بينما نجد العدو يصنع العكس