إنطاكيا – «القدس العربي»: استبعد ضباط منشقون عن جيش النظام السوري، أن يتأثر النظام السوري بشكل جدي حال نفذت الولايات المتحدة تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية.
وقال ضباط وقيادات عديدون في الجيش السوري الحر، في حديثهم لـ»القدس العربي»، إن هناك مساومات دولية تجري، قد تؤدي إلى الغاء الضربة او تخفيف أثرها .
يقول العقيد المنشق خالد المطلق «التحضيرات العسكرية كبيرة، والاسطول السادس بالكامل قد يشترك، ودول اوربية كثيره اعلنت اشتراكها، لكن على الرغم من اتساع عدد المشاركين، لا اعتقد انها ستوثر على بنية النظام».
وهو يرى، ان هناك هدفين من الضربة العسكرية إن تمت، وهما «تقليم أظافر ايران» وطردها من سوريا، إذ سيتم التركيز على تجمعات القوات الإيرانيه في سوريا وهذا سيكون بالاتفاق بين روسيا وأمريكا، حسب المطلق ، الذي يضيف هدفاً ثانياً وهو «تربية بشار الاسد» حسب تعبيره، ولجمه عن استخدام الكيميائي، لكن العقيد المنشق يعود للتأكيد «لو كان هناك نية لاسقاط النظام فلن يكون الا بانقلاب عسكري داخل النظام وبترتيب روسي مع الأمريكيين» كما يرى المطلق، الذي يشكك بكل تعهدات الروس بتقديم ضمانات بالتخلص من الأسلحة الكيميائية، «في دوما، ارسل الروس ضباطاً من الشرطة العسكرية لموقع الضربة الكيميائية، ودخلوا في «جيبات» عسكرية دون ان يكون بحوزتهم اي جهاز للقياس، ولا معدات للفحص ولم يأخذوا عينات من التربة، بل اخفوا صاروخاً لم ينفجر في احدى غرف النوم بأحد المنازل في دوما».
ويؤكد المطلق ان هناك «بنك اهداف» لا بد من تدميره ، ان كانت الولايات المتحدة جادة في هز بنية النظام، كمقرات القيادة والاركان والقصر الجمهوري، محطة التلفزيون، قيادات الفرق البرية، كالفرقة الخامسة، والفرقة الأولى في الكسوة والثالثة في القطيفية، والمطارات وتجمعات القوات الإيرانية في دير الزور وتدمر والسيدة زينب، هذه اهم الاهداف التي قد تؤثر على بنية النظام حال تم استهدافها.
اما العقيد المنشق عبد السلام حميدي، فيرجح لـ «القدس العربي»، عدم حصول الضربة، لان التهديدات نفسها مرت في السنوات السابقة، ويضيف حميدي «سقف التهديدات الأمريكية يكون عالياً في البداية ثم ينخفض، أرجح ان لا ضربة، ولكن ان حصلت، ستكون لاماكن غير استراتيجية للنظام، او لاسلحة يجب تدميرها لعدم قدرة المعارضة على تدميرها، يجب ان لا تكون بيد النظام، كما ان الاماكن الحساسة لن تتعرض لضربة، ولو كانت القوى الغربية جادة في اسقاط الاسد لفعلت منذ سنوات، فهم غير جادين، والمتابع للتصريحات الأمريكية والغربية يرى ان الامر فيه ابتـزاز وتقاسـم مصـالح بين هـذه الدول».
العقيد المنشق أديب عليوي، وكما ذهب العقيدان المطلق وحميدي، يرى عدم جدية الضربة، ويعتبرها «غير واضحة المعالم»، ويتفق مع زملائه في وجود تجاذبات بين الدول وتفاهمات «تحت الطاولة» حسب تعبيره، مضيفاً في حديثه الخاص لـ «القدس العربي»، ان النظام قد اتخذ احتياطاته للضربة مسبقاً، بقيامه بتوزيع ترسانته العسكرية وطائراته بعيداً عن الاماكن الحساسة، كما ان قيادات الحرس الثوري وحزب الله باتوا يديرون عملياتهم من بعض المشافي الحكومية التي أفرغها النظام لهذا الغرض، حسب معلومات حديثة وصلت للعقيد عليوي ، الذي يضيف «البنتاغون لديه بنك اهداف بأهم المواقع، ضمن خطة ضغط، تبدأ بتفعيل عقوبات دبلوماسية، وتنتهي بـ»قطع رأس النظام».. اما المعارضة السياسية فيرى عليوي ان لا علاقة لها بما يحدث، معتبراً اياها «خارج الحسابات»، «لان التفاهمات الدولية تحدث بين الكبار فقط، والمعارضة غير مؤهلة لإدارة شيء، وانما اذا رغبت الارادة الدولية بدور ما، فسيكون» حسب تقديرات عليوي.