تعز ـ «القدس العربي»: أعرب العديد من السياسيين في مدينة تعز، وسط اليمن، عن أملهم في أن تسهم زيارة قائد المقاومة في تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي للعاصمة السعودية الرياض التي وصلها عصر أمس في تفاعل قوات التحالف في فك الحصار عن هذه المدينة التي تعاني الحصار الحوثي منذ نحو عام.
وذكر العديد منهم لـ(القدس العربي) ان زيارة قائد المقاومة بتعز الشيخ المخلافي للرياض بدعوة من السلطات السعودية لها دلالاتها الخاصة وأهمية بالغة في هذا الوقت الذي تعاني فيه مدينة تعز من حصار خانق وفي ظل التقاعس الذي واجهته من قبل الحكومة اليمنية التي تركتها تكابد معاناتها بنفسها دون إعطائها أولوية في الدعم العسكري والانساني.
وأوضحوا أن «زيارة المخلافي للرياض قد تأتي ضمن الجهود الذي لعبها المخلافي في إقناع قوات التحالف بالتواصل المباشر معه ودعم قوات المقاومة التي يقودها في محافظة تعز بإمكانيات عسكرية تقليدية ومتواضعة، خاصة في ظل الخذلان الذي واجهته المقاومة في تعز من قبل الحكومة اليمنية التي لم تلتفت كثيرا لمحافظة تعز ولم تعطيها الأولوية في اهتماماتها العسكرية والانسانية».
وتعاني محافظة تعز من حصار خانق من قبل ميليشيا التمرد الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح منذ نيسان /إبريل من العام الماضي، حين دشنت مجموعة مسلحة من سكان مدينة تعز تحت لافتة المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة تعز ضد التمدد الحوثي المسلح الذي اجتاح مدينة تعز بقوة السلاح الذي نهبوه من معسكرات الدولة التي كانوا اجتاحوها في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأخرى.
وتوقف اهتمام الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي بالجانب العسكري عند تحرير محافظة عدن لاتخاذها مقرا مؤقتا للدولة التي انهارت أمام قوات ما يطلقون عليهم بـ(الانقلابيين) والذين يمثلهم التمرد الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، ولم تهتم كثيرا بما يجري في محافظة تعز القريبة من محافظة عدن، والتي تعتبر الحزام الأمني والبوابة الشمالية لها.
ومنذ عام والمقاومة الشعبية في محافظة تعز تواجه قوات دولة تحت غطاء المتمردين الحوثيين، حيث توجد أكثر من سبعة ألوية عسكرية محيطة بمدينة تعز من مختلف القوات المسلحة الموالية للمخلوع صالح وتقاتل المقاومة الشعبية تحت غطاء التمرد الحوثي، والسلطة الشرعية التي تقيم في المنفى بالرياض، واستخدمت مقاومة تعز كالورقة السياسية لتعزيز سلطتها الشرعية، نظرا لأنها كانت فقدت تواجدها في اغلب المحافظات اليمنية والتي انهارت أمام الاجتياح الحوثي.
وكانت محافظات مأرب وعدن وتعز والجوف والبيضاء هي المحافظات الوحيدة التي رفعت السلاح في وجه التمرد الحوثي، غير أن محافظتي البيضاء والجوف سقطت حينها في أيدي التمرد الحوثي لعدم حصولها على الدعم العسكري من قبل الجانب الحكومي، وصمدت محافظات عدن وتعز ومأرب حتى الآن، وتحررت محافظة عدن وتحررت العديد من المناطق المحيطة في محافظة مأرب بما فيها أغلب مناطق محافظة الجوف وبعض المناطق التابعة لمحافظة صنعاء، فيما ظلت مدينة تعز تعاني الأمرين، جراء القصف الحوثي اليومي على الأحياء السكنية وجراء الحصار لها من كافة الطرق المؤدية اليها، حيث يمنع الحوثيون دخول المواد الغذائية والتموينية والوقود وكذا الدواء اليها.
وكان قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي اضطر خلال الأيام الماضية إلى الاستنجاد بقيادات المقاومة الشعبية من مشائخ القبائل في محافظات مأرب والجوف لدعم مقاومة تعز بعد أن كادت الأسلحة والذخائر أن تنفد من أيدي المقاومة بتعز، بعد أن يئس من التفات الحكومة اليمنية لقوات المقاومة رغم الوعود المستمرة والتواصل المستمر من قبل قيادات الدولة معها.
ويطمح سكان تعز إلى أن تسهم زيارة قائد المقاومة في تعز الشيخ المخلافي للسعودية في تغيير الوضع العسكري في تعز، أو على الأقل في وضع حد للمعاناة الانسانية التي يعاني منها سكان المدينة الذين فقدوا كل وسائل الحياة فيها.
وجاءت زيارة المخلافي للرياض قبيل أسبوع من عملية وقف اطلاق النار في اليمن والتي دعت اليها الأمم المتحدة تمهيدا لبدء محادثات سلام بين الحكومة اليمنية والانقلابيين من المتمردين الحوثيين وقوات صالح.
وذكرت وسائل إعلامية أمس أن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، كشف أن هناك تطوراً مهماً تجاه الحرب الدائرة في اليمن، وأنها تقترب من نهايتها، معلناً للمرة الأولى عن وجود وفد من جماعة الحوثي في الرياض، للحوار مع الحكومة اليمنية والجانب السعودي.
وفي السياق، أفاد مصدر في المقاومة الشعبية اليمنية، أمس الأحد، أن قوات المقاومة والجيش الوطني، الموالية للشرعية، سيطرت على موقع للمسلحين الحوثيين في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي اليمن.
وأوضح المصدر عبر الهاتف، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن «قوات الجيش والمقاومة شنت هجوماً عنيفاً، وسيطرت على موقع الزلاق في منطقة العقبة، في محافظة الجوف، بعد اشتباكات مع الحوثيين»، مشيراً أن الأخيرين كانوا يتخذون من الموقع نقطة تفتيش لهم.
وأضاف أن «الجيش والمقاومة تقدما أيضاً في مواقع بمنطقة الهضبة، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول هذا التقدم».
وكان الناطق باسم المقاومة في محافظة الجوف،عبد الله الأشرف، قد أوضح، الثلاثاء الماضي، أن «80٪ من أراضي المحافظة باتت تحت سيطرة قوات الجيش والمقاومة».
وتدور منذ أشهر اشتباكات في الجوف، بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، ومسلحي الحوثي و»قوات صالح» من جهة أخرى، تمكن فيها الطرف الأول من السيطرة على معظم المناطق، من بينها مدينة «الحزم»، عاصمة المحافظ.
من جانبه، قال مسؤول محلي إن طائرات حربية هاجمت معسكرا لتنظيم القاعدة بجنوب اليمن أمس الأحد وأسقطت عددا من المتشددين بين قتيل وجريح.
وأضاف أن الطائرات شنت أربع ضربات جوية على متشددي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قرب مدينة المكلا الساحلية في جنوب اليمن.
وتابع أن الطائرات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية ويحاول منذ عام منع الحوثيين المتحالفين مع إيران من السيطرة على كامل اليمن.
ولم يتسن على الفور التأكد من أن الطائرات تابعة للتحالف كما لم يتسن الاتصال بمتحدث باسم التحالف للتعليق.
وشنت طائرات أمريكية ضربات على مقاتلي القاعدة في اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وفي السياق، التقى صباح أمس الأحد، وفد حكومي رفيع المستوى، بأعضاء السلطة المحلية في محافظة «مأرب» شرقي اليمن، لمناقشة احتياجات المحافظة. وخلال الاجتماع الذي حضره أعضاء الوفد الحكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري، وبحضور محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، ألقى جباري كلمة تعهد فيها بـ»دعم محافظة مأرب بالإمكانيات المتاحة للحكومة اليمنية». ودعا جباري أعضاء السلطة المحلية إلى طرح المشاكل التي تواجه المحافظة، مشيراً أنه «سيتم عرضها على الجهات المانحة التي وعدت بتقديم الدعم للمحافظة». وأشار أن وفوداً حكومية ستزور المحافظات الأخرى، لتفقد الأوضاع الإنسانية والأمنية فيها، بدءاً من مأرب ثم محافظة أرخبيل سقطرى.
ولقى 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 20 آخرون، أمس الأحد؛ جراء قصف صاروخي طال مستشفى حكومي في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، وانفجار غامض وقع في سوق في محافظة إب (جنوب شرقي اليمن).
وقال مصدر أمني يمني داخل مستشفى الهيئة في مأرب إن مسلحي جماعة «أنصار الله» (المعروفة بـ»الحوثي») المتمركزين في جبل هيلان، غربي المحافظة، قصفوا المستشفى بصاروخ «كاتيوشا». وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن القصف أدى لمقتل شخصين، وإصابة سبعة آخرين (لم يوضح درجة إصابتهم)، لافتا إلى أن أحد المصابين يعمل ممرضا في المستشفى.
ولم يوضح المصدر إن كان الصاروخ سقط على المستشفى أم لا، كما لم يكشف هوية الضحايا أو يحدد ما إذا كانوا من رواد المستشفى أم مدنين كانوا في الجوار.
وتزامن هذا القصف مع زيارة يجريها وفد حكومي رفيع المستوى إلى محافظة مأرب؛ لمتابعة الأوضاع الأمنية والإنسانية بها.
وفي محافظة إب، قال مسؤول أمني إن ثلاثة مدنيين قُتلوا، وأُصيب 13 آخرين، بينهم نساء وأطفال، أمس؛ جراء انفجار غامض وقع في سوق مزدحم بمنطقة الدليل في مدينة إب، مركز المحافظة.
وأوضح المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته، أن الانفجار كان عنيفاً، وأدى إلى تمزق إحدى الجثث، وإصابة 13 شخصا بينهم 4 بجروح بالغة ويرقدون حاليا في العناية المركزة.
خالد الحمادي