ضع قدميك

نشرت شركة «أودي» إعلانًا ترحب من خلاله بالنساء السعوديات خلف مقود السيارة، إعلانًا مؤثرًا في الواقع وهو يرينا سيدة جميلة تضع وشاحًا أسود رقيقًا على منتصف رأسها ثم تخرج بصحبة زوجها من غرفتهما لتمر معه بين أروقة بيتهما الفخم الذي يقوم الزوج بفتح كل أبوابه التي تصادفهما أمام زوجته، ليُختتم بحركة نسوية والمرأة تدفع بنظرة من عينيها تجاه زوجها ثم تفتح له باب سيارة الراكب، فيما يشبه الأمر أن يجلس هو على هذا الكرسي، ثم تنتهي إلى الجلوس أمام المقود رافعة ذقنها بإصرار لتنطلق بسرعة وثبات إلى الأمام. مؤثر هو الإعلان، ويبدو نسوي النكهة إلى حد ما، فالإعلان يربط قيادة السيارة بالدور القيادي الجديد للمرأة في المملكة ولفتح أبواب جديدة أمامها. إلا أن الإعلان ينبض بطبقية تهمش الرسالة النسوية وتشكل خطرًا كبيرًا على مفهوم تحرير المرأة، تلك الطبقية التي لا تفتأ ترتبط بكل مفهوم لتحرير المرأة وبكل محاولة لحل مشكلاتها، التي هي مشكلات تبدو أحيانًا بعيدة فعليًا بنوعيتها وطبيعتها عن الواقع الحياتي اليومي للمرأة العادية في الوطن العربي.
أتفهم طبعًا أن شركة «أودي» هي أساسًا شركة تصنع للطبقة العليا، وأتفهم ضرورة توجيه رسالتهم إلى فئة الزبائن التي تعنيهم، إلا أنني لا ولن أتفهم إذا ما تم استخدام النسوية كجانب في الإعلان، فالإشارة إلى قضية المرأة ليست بالإشارة السهلة، وصياغة رسالة حول تحريرها يمكن أن تكون أكثر الرسائل الأيديولوجية تعقيدًا وخطورة. إن قيادة المرأة السعودية هي علامة تحريرية فارقة للمرأة، إلا أنها كذلك خصيصًا للمرأة المتوسطة والفقيرة الطبقة، تلك التي تحتاج لأن تسافر لعملها أحيانًا بالساعات والتي لهذا السبب تقع تحت رحمة هذا وذاك من أهلها أومن الغرباء في سبيل توصيلة لمقر كسب عيشها. القيادة في السعودية سوف تغير كثيرًا من الجوانب الاقتصادية السعودية، وستؤثر إيجابًا عظيمًا على مدخول الدولة، إلا أنها كذلك ستؤثر كثيرًا على الحالة المادية للمرأة من حيث تمكينها، ليس فقط من الوصول الآمن لعملها، ولكن من اتخاذ أكثر من وظيفة كذلك إذا ما دعت الحاجة، ومن قضاء مشاويرها الصغيرة التي عادة ما تكون كلفتها مضاعفة بسبب احتياجها إلى سيارة بسائقها.
كان يمكن للشركة أن ترسل الرسالة التحريرية ذاتها ولكن بطعم طبقي أقل، موضوع المرأة لا يحتمل هذا الاستفزاز والتعالي. يكفي أن المرأة بحد ذاتها غير قادرة على التوحد مع بنات جنسها بسبب هذه التفرقة الطبقية التي تتداخل وتتشابك بشكل معقد مع هويات مفرقة أخرى، كالهوية العرقية والهوية الأسرية والهوية الدينية وغيرها. فنادرًا ما تشير «نحن النساء» التي تنطقها المرأة إلى النساء بوجه عام، المرأة في الواقع نادرًا ما تشمل العاملة في منزلها في جملتها هذه «نحن النساء»، فهي قد تشير إلى «نحن النساء المسلمات» أو «نحن النساء الغنيات» أو «نحن النساء اللواتي ينتمين لهذه العائلة أو لهذه القبيلة». أما «نحن النساء» الخالصة فتلك عسيرة التشكيل والإعراب، وإعلان مثل المذكور أعلاه لا يؤدي إلا إلى تعميق الهوة وتكريس الاختلافات والتباينات، هذا بخلاف إغفاله الساذج للأغلبية النسائية التي ستجلس أمام المقود صباح كل يوم، دون أن تمر في أروقة بيت فخم، ودون أن يفتح لها الباب زوج ثري، ودون أن تلفلف جسدها بعباءة حريرية باهظة الثمن.
ربما يرى البعض مبالغة في هذا الطرح، ولكن إلى أن تكون امرأة من طبقة وسطى أو فقيرة، وإلى أن تعاني أو تشهد معاناة غيرك عن كثب، وإلى أن تختبر القلق والخوف والصراع في البيت وفي العمل والشارع، وفي المركز التجاري والحديقة العامة، وفي كل مكان تذهب إليه محملًا بأنوثتك وكأنها-هذه الهِبة-حمل ثقيل على كتفيك، وإلى أن تعيش الظروف وتشعر وتستشعر، فلن تستطيع أن تطلق حكمًا وتقييمًا حقيقيين عادلين، ولن تستطيع أن تستشعر مدى أذى وتعالي إعلان مثل ذاك المذكور، وإنك لن تستطيع أن تقدر مدى خطورة كل أو أي رسالة تهدف للتعامل مع القضية النسوية. وإلى أن تضع قدميك يومًا واحدًا في خُفي امرأة، فإنك لن تخرج من مقالي هذا سوى بخفي حنين.

ضع قدميك

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صوت من مراكش:

    ان الذي من على على نساء ارض الحجاز بنعمة القيادة هو نفسه من

    فتح ابواب جهنم على نساء جيرانه باليمن و وعدهن بالترمل و توعدهن بأوبئة

    كانت الى وقت قريب قد اختفت من القاموس الطبي اتساءل كيف تشعر المرأة

    السعودية و هي ترى شقيقاتها وجاراتها في اليمن و هن محرومات من ابسط الضروريات

    ما آلت اليه المرأة اليمنية بفعل حرب الحلف المستأسد على الأضعف

    يعد اكثر شأنا و رمزا من المن على نساء بحق تم النصب عليه بغطاء السماء و رج الارض

    اشكر السيدة الكاتبة لانتباهها لوجود انتقاء طبقي و درجات بين نساء قد

    فتح الله عليهن ونساء هن و الشقاء اخوات وهذا ما دفعني لأتذكر نساء الحرب

    على اليمن و من خلالهن نساء حروب حمقاء بشتى المعمور

    تحياتي

  2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    حسب معلوماتي العامة من عالم الاشهار و التسويق، اعلم ان الاشهار لمنتوج ما، يكون موجها الى فئة معينة بعد دراسات
    ميدانية التي تستخدم حتى في بلورة فكرة المنتوج اصلا. و هذا ليس بجديد … ف “قل للمليحة في الخمار الاسود … ”
    كانت على ما يبدو طريقة تسويق للخمار الاسود، تخاطب من بامكانهن دفع ثمنه، و تخاطب ههنا رغبتاهن الدفينة في الجمال
    و الغواية … و اثارة الاهتمام من الرجال …
    .
    و لذلك، لا ارى ان نحمل شركة تجارية مثل اودي عبئ مشاكل اجتماعية مثل وضع المرأة في العالم العربي. اودي لا تتحمل
    مشاكل المجتمع الالماني … هي تتحمل عبئ دفع رواتب العمال … و الامتحان السنوي امام المستثمرين … و صعود و هبوط
    قيمة الاسهم في برصات العالم …
    .
    يقول مثل الماني “يجب ترك الكنيسة في القرية” ما معناه “لا يجب خلط الامور”.
    .
    بكل احترام و تقدير لك يا ستي ابتهال، مقالك اليوم فيه نكهة من نظرية المؤامرة … و كان كل شيئ في العالم يعادي العرب و المرأة العربية … و هذا في حد داته تمركز في التفكير … و كان العرب هم سرة بطن العالم …
    .
    المنتوج هو اساسا فكرة. و مع تقارب او تطابق التكنلوجيا في الصناعة عالميا، لم يعد الاعتماد على صلابة الصناعة هو المهم في التسويق، بل الفكرة، الاحساس، الخطاب اللاشعوري …
    .
    فاشهار اودي هو في الحقيقة رسالة “قل للمليحة وراء المقود الاسود … ”
    .
    و المليحة صاحبة هذا المقال، ان كنت تعرفينها يا استاذة، ارادت ان تلبسني خفي حنين … باستعلاء اكاديمي … لكنني ارفض.
    .
    اظن انني استوعبت الرسالة بدون خف.

    1. يقول منى-الجزائر:

      اهلا وسهلا يا ابن الوليد … سررت بعودتك ….

    2. يقول صوت من مراكش:

      مرحبا بعودة ابن الوليد الذي ذكرنا بقل للمليحة في الخمار الاسود بزمن كان

      فيه الشاعر يضطلع بدور الاعلامي والاعلاني و الناطق باسم القبيلة

      للتذكير فقصيدة قل للمليحة تعتبر اقدم اعلان تجاري على الاقل في العالم العربي

      و بفضلها لا يزال ذات الخمار يحظى بقبول غير منقطع

      تحياتي

    3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      شكرا أخي الكريم من مراكش.
      .
      كانت هناك بعض الاسباب لغيابي، عَدّات على خير و لله الحمد.
      أنا الآن معكم على طول. لا أظن بنفس الغزارة … لكنني احن الى المنبر.

  3. يقول المغربي-المغرب:

    اعتقد يا د/ ابتهال انه يجب التمييز بين اكتساب المراة في بلد معين لحق بسيط وسطحي …وهو سياقة السيارة…وبين تبعات هذا الحق وانعكاساته المرهقة على المراة نفسها…لان الامر وببساطة لاينحصر في نوع من الترف او ممارسة متعة مجردة كما تصور لنا ذلك الة الدعاية والاشهار التي تسوق كل ما يطلب منها بطرق اغراءية موغلة في التدليس والنصب وتوظف فيها جسد المراة بمنطق التسخير والنخاسة….. حتى ولو تعلق الامر بالترويج لسموم مقنعة في شكل مشروبات ومواد غذاءية ..او ملوثات مسرطنة تتخذ اشكالا شتى….؛ ولكنه يتمثل في معاناة يومية تضاف الى سجل المطلوب العملي المرهق الذي تقوم به المراة عوض الرجل في المجتمعات التي يشكل تواجدها في سوق العمل بمجالاته المختلفة امرا عاديا منذ سنين طويلة كما هو الشان في المغرب….وصدقيني اذا قلت لك بانني اشعر بحزن كبير عندما اهاتف زوجتي من المكان الذي اعمل به متساءلا بشكل روتيني عن موعد ذهابها لاصطحاب ابنتنا من المدرسة…وعن وصولها الى هناك في الوقت المحدد….وعن اكتظاظ الطريق…واحوالها في ظروف الطقس المختلفة…؛ علما بانها تقوم بدور كان من المفروض ان اقوم انا به لولا اكراهات العمل التي جعلتنا متواجدين في مكانين متباعدين يتطلب التنقل اليهما قطع مسافة ليست بالقصيرة ….؛ ورغم انني لم اسمع شكوى مباشرة من زوجتي في هذا الموضوع عند التقاءنا في المساء سوى بعض الانتقادات لسلوك بعض الساءقين وعدم احترامهم لقانون السير….الا ان الواقع يعكس حقيقة معاناة كبرى لانسانة فرض عليها التوفيق بين مهام وظيفتها ومسؤوليتها ….والقيام باعباء ايصال البنت وارجاعها من المدرسة..والاشراف على كل تفاصيل البيت….من الفها الى ياءها…فهل يمكن في هذه الحالة التاكيد على ان السياقة متعة وانعكاس للتطور والحداثة…ام ان الامر لايتعدى مجرد اثقال اضافي لكاهل كاءن رقيق …تكاد معاناته لا تعد ولا تحصى…؟؟؟؟ مع حصر السؤال والتساؤل في الطبقات الوسطى والعاملة وليس في مجتمعات الفشخرة… والسطحية المطبقة…وشكرا.

    1. يقول منى-الجزائر:

      يبدو ان اشقاءنا المغاربة لديهم مايقولونه بشكل غاية في العمق وكل من زاوية مختلفة…ويبدو كذلك انني ساقوم بالتعقيب على هذا الاثراء الذي راقني كثيرا ….
      اخي مغربي … تعليقك يثير عدة نقاط مهمة اهمها طبيعة مجتمعاتنا المغاربية التي اجدها مختلفة (لا اقول مطلقا او تماما )مع المجتمعات المشرقية عموما والخليجية بشكل خاص .. اعباء المرأة في مغربنا الكبير كبيرة ومرهقة ليس اخرها قيادة السيارة التي تمثل حجم مسؤوليات المراة عندنا التي تعمل خارج المنزل وداخله عدا مسؤوليات الاولاد وشؤون المنزل والطبخ وو…..يفترض ان للقيادة متعة لكن هذه المتعة تختفي في طرقاتنا الواسعة الشاسعة واحترام قوانين المرور وكياسة السائقين وفخامة السيارة وو..(والعكس صحيح طبعا ) …وفي معرفة ماينتظرنا في البيت بعد يوم شاق ومرهق….
      اعتقد ان د.ابتهال تناولت الموضوع من زاوية النسوية والطبقية التي مثلها الاشهار…
      والموضوع يمكن ان يتفرع لعدة مواضيع ونقاط صالحة للنقاش والتحليل … والدليل قراءتنا المتعددة لمقال اليوم ….
      مودتي….

  4. يقول منى-الجزائر:

    صباح الخير :
    بداية اشكرك د.ابتهال على هذا المقال القيم حقيقة في معناه وفي سموه الانساني…
    لم اشعر بغبطة عندما تم “السماح ” للمرأة السعودية قيادة السيارة ..بقدر ما شعرت بطول الطريق التي تنتظرنا كي نصل لمستوى المواطنة والمدنية والحرية التي ننشدها بشكل عام ….
    لم اشاهد هذا الاعلان الذي تحدثتي عنه في مقالك ….لكن وصفك كان كافيا ليستفز اي انسان ! معظلة الطبقية في الخليج عموما والصورة النمطية التي ساهم الاعلام الخليجي بشتى انواعه في تثبيتها بل وفي تثمينها …هو من اعطى الضوء الاخضر لشركة السيارات ولغيرها بتكريس هذه الصورة عبر هذا الاشهار المستفز حقيقة…..
    لا ادر اي فخر قد يخالج احدا ما بثرائه وهو يرى بأم عينه الفقر والعوز والحاجة على بعد عشر دقائق من قصره عبر سيارته (ها) الأودي وهم ابناء وطن واحد !!
    تحية لكم جميعا …
    وتحية للاخ صوت من مراكش على تعليقك المتميز وتذكيرك باليمن ونسائه اللاتي نالت منهن الاحقاد السياسية والحضارية اولا وقبل كل شيئ….
    دمتم بخير….

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      صديقتي منى، حياك الله ..
      .
      هلا اخبرتني عن البكالوريات … مع ابنائك … هل كان الامر كما كنت تتمنين؟

    2. يقول منى-الجزائر:

      حياك وبياك ابو منى ….
      النتائج الاحد القادم …بدأ العد التنازلي …
      نسبة النجاح على حسب الارقام المتداولة تقول بأنها الاقل هذه السنة …لكن شعبة الرياضيات هي الاعلى .. يمكنك تخيل حالهم وحالنا معاهم…
      ربي يجيب الخير…
      شكرا على السؤال صديقي….
      بلغ سلامي لمنى…..

    3. يقول صوت من مراكش:

      تحية حارة للأخت منى من الجزائر الشقيقة و شكرا على تفاعلك

      الايجابي كم تساءلت وتساءل معي كثيرون من منبر السيدة ابتهال

      الخطيب عن غياب صوت المرأة في نقاشات اسبوعية بهذا الموقع

      هي في الغالب موضوعه اتمنى ان تتعالى اصوات نسائية ماسكة زمام

      المبادرة في رأي يخصها قبل غيرها

      تحياتي

  5. يقول سلام عادل(المانيا):

    تحية للسيدة الكاتبة وللجميع
    اعتقد ان شركة اودي عندما صنعت و سوقت اعلانها التجاري استخدمت شركة عربية او سعودية لالاعلان لتقوم بالمهمة وبالتالي فان العقلية العربية والسعودية هي التي انتجت والشركة دفعت ومن يشاهد المسلسلات الخليجية يرى مقدار الابهة والفخامة والفشخرة في الاثاث في البيوت او القصور اذا صح التعبير وفي الملابس وكل شيء فقد يكون كاعلان تجاري ناجح جدا في توصيل رسالته للسعوديات مع العلم ان سيارة اودي تعتبر من السيارات ذات السعر العالي نوعا ما وليست سيارة رخيصة .وتبقى المراة السعودية هي محور الاهتمام فهي نصف مجتمع يجب ان تاخذ دورها في عملية البناء والتنمية وتمنياتي لها بمزيد من التقدم في مجال الحقوق

    1. يقول اسامة كليّة سوريا/المانيا:

      اخي سلام، وربما هناك اتفاق ضمني بين الشركة التلفيزيونية وشركة السيارات، هو تخمين مني لكن ليس مستبعداًً

  6. يقول أحمد - لندن:

    شاهدت الإعلان عدة مرات و أرى ان الإعلان متناسب مع نوعية السيارة من حيث الرفاهية و أيضا الرسائل السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية المرجوة من الإعلان و هو ايضا اَي الاعلان متوافق مع معظم مضامين إعلانات اشركات مماثلة مع اضافة رسالة خاصة بالسعودية و التسويق للتغير المرتقب.

    الإعلانات تقراء بعدة أشكال و هي متروكة لمخيلة المشاهد و لا أظن ان هذا الإعلان فيه هذا الكم من الرسائل المطروحة.

    قيادة السيارة ليست فقط للذهاب للعمل او لقضاء الحاجيات، قيادة السيارة متعة و تعبير عن التحرر و القوة او هكذا تربد شركات الدعاية ان تلهم زبائنها في السعودية.

    شركة أودي و معظم شركات الإعلانات هي شركات اجنبية رأسمالية منشأها دول ديمقراطية و متقدمة علميا و صناعيا و كان حريا تصويب القلم ضد الفكر الرأسمالي اللذي يرى المرأة سلعة سواء كانت سعودية منقبة او أوروبية شقراء!

  7. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    تحرير المرأة هو جزء من التحرر الإجتماعي المتكامل كما هو واضح في طيات مقالك أختي ابتهال, … ” بسبب هذه التفرقة الطبقية التي تتداخل وتتشابك بشكل معقد مع هويات مفرقة أخرى” ولهذا ليس (فقط) العتب أو النقد على الشركة (رغم أنه صحيح بلاشك) بقدر ماهو العتب علينا أي المجتمع. مثال بسيط حدث قبل يومين تماما. قالت زوجتي لصديقتها انتبهي إذا أردت أن تشتري من منتجات هذه الشركة … فهي تتعامل مع إسرائيل فردت عليها صديقتها “هيه وقفت علينا احنا” والكلام حسب زوجتي, التي حدثتني عن ذلك لأنني غالبا أشير إليها عن تلك الشركات حسب معرفتي من حركة المقاطعة ب د س BDS. وللعلم أغلب الشركات التجارية توجه اعلانتها أو تعطي لإعلاناتها نكهة نسوية والأسباب تكاد تكون معروفة. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.

  8. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    بالطبع هناك طبقية و نمطية سوف تبقى ما بقيت الانسانية كلها مسألة معايير ….المهم ان الدولة العادلة تضمن بقوانين عادلة نفس الحقوق ونفس الواحبات لكل المواطنين فقراء كانوا او أغنياءنساء كانوا او رجال….و كذالك تضمن الدولة إعانة الفقراء و ضحايا البؤس الاجتماعى للخروج من الدائرة السوداء….النساء المتعرضات للعنف المادى و الاقتصادى….الأمهات العازبات و النساء الذين يعملن فى الحقول من قبل الصباح إلى بعد المساء و يوم الاحد ….و ليست لهم أية حقوق ….و عندما ترث واحدة منهم قطعة ارض يخرج لها الأعمام و بقية العائلة ليستولوا على النصف باسم القوانين التمييزية للميراث…..المهم العالم يتغير و مستقبل المرأة الشرق أوسطية و الشمال إفريقية حتما سيكون افضل من التعاسة الحالية …..فى تونس لنا فرصة تاريخية لأحداث ثقب فى هذا الحائط التمييز ى باسم العادات البالية و القوانين التى تعود للقرن السابع لكى يسهل هدمه فيما بعد وتخرج المرأة من الصورة النمطية التى وضعت فيها و تكون اخيرا مواطنة…….تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  9. يقول الدكتورجمال البدري:

    بشكل عام : أستغرب أنّ المرأة تعتبرتحصيل حقوقها قياسًا لما يتمتع به الرجل من حقوق ؛ فتريد عليه المساواة مثله.وهي لا تدري أنّ ذلك ارتكاس لحقوقها؟ المرأة كي تنال حقوقها عليها أنْ تضع قدوتها امرأة مثلها.يعني هناك نسوة متمييزات في القيادات كرئاسة الوزراء ورئاسة التحريروالعالمات والكاتبات والرّوائيات والإعلاميات وأساتذة الجامعات ؛ هنّ اللواتي يصلحنّ للقياس والتمييزوالقدوة.فالمقارنة تكون بين حقائق المتشابهات لا بين أوهام المختلفات.أذكرأيام الامتحانات الثانوية كانوا يأتون لنا بأسئلة تقول ( قارن بين كذا وكذا ).وأسئلة تقول : ( علل ما سبب كذا وكذا ).الذي يجري اليوم ليس من باب المقارنة للتحصيل بل من باب العلّة للتنزيل.وهذه هي الطامّة ( العلّة ) المؤدية إلى النزول حتى السلوان بالقهر؛ لا بالسحر.مساواة المرأة بالرجل ( تقليل ) لمقام المرأة.أوّل مؤشرعلى سعي المرأة للمساواة مع الرجل ؛ فيه دليل على
    أنها فاقدة لقدرة الإبداع في حلول المشاكل وأنها لا تزال اتكالية نتيجة نقص الثقة.أنتنّ نبع الخصب والعطاء ( فالمرأة الهجوم العزوم للحياة ) والرجل رمزالدفاع ؛ وخيردفاع الهجوم ؛ في الحرب وفي كرة القدم وفي قيادة شؤون الحياة.وهنا سأسأل : لقد نالت المرأة السعودية حقّها في
    قيادة السيّارة.بغض النظرعن التفاصيل.وماذا بعدُ ؟ أليس أكثرمن نصف السّيدات السعوديات كنّ يقدنّ سياراتهنّ في خارج المملكة العربية
    السعودية ؟ قيادة المرأة السعودية إذا لم يقترن بفلسفة قيادة المجتمع ؛ بالخلق والإبداع المثمر؛ فهي وقيادة الإبل سواء.أعرف العديد من
    خيرة سيدات المجتمع السعوديّ ؛ فنانات تشكيليات وكاتبات ووو؛ ووالله إحداهنّ لمتفوقة ذهنيًا وثقافيًا وحضاريًا على الكثيرمن سيدات الغرب.
    فرصة قيادة السّيارة في المملكة العربية السعودية ( رمزية ) ليكون مجتمع الغد يعمل بيدين ؛ بعدما كان يعمل بأطراف الأصابع فقط.قيادة
    المرأة السعودية للسيّارة كبقيّة النّاس ؛ فيه اجتماع ووحدة ( نجد والحجاز).وصدق سيدي رسول الله : { إنما النساء شقائق الرجال }.

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @ جمال : سيد جمال نحن لا نتحدث عن المساواة بين ذكر و انثى ……و الأنثى لم تطلب ان تصبح رجل ( مع احترامى لبعض الاختيارات الشخصية فى هذا المجال كل واحد مسؤول عن جسده) ….المرأة تريد أن تصبح مواطنة لست اعرف ان كنت تعرف الفرق بين مرأة و مواطنة …؟ اذا نحن نتحدث عن المساواة بين المواطنين و المواطنات بدون تمييز ….و هذا لن يتم إلا بالخروج من القمقم او الزاوية التى وضعت فيها المرأة منذ القرن 7 و خاصة بتغيير العقلية الذكورية المرضية ….على كل و رغم كل الظلام المحيط …المرأة ستخرج من القمقم و لن تعود إليه و التاريخ لا يعود إلى الوراء أبدا انا رأيت كيف كانت تعيش جدتى و أرى اليوم كيف تعيش ابنتى الفرق بين السماء و الارض ……تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  10. يقول المغربي-المغرب:

    اشكرك اختي المبدعة منى… على تتبعك وعلى عمق تعقيبك وتحليلك…والواقع اننا في دول المغرب الكبير…ننظر الى اشكالية سياقة المراة للسيارة من زاوية مختلفة وهي العبىء المضاف وتفاصيل المعاناة اليومية…وليس من منظور المنع…وهو متجاوز عندنا اصلا…؛ لانه لايمكن ان نخاطب بهذا الاسلوب المتخلف الذي لا اصل له في الدين نفسه…مجتمعا قادت فيه المراة الطاءرة في سنة 49…وقادت فيه حرب تحرير الموانىء من الاحتلال الاوروبي في القرن الخامس عشر الميلادي.. ؛ او في مجتمع كانت مجاهداته في مقدمة الصفوف من اجمل الجميلات في الشكل والمبادىء والاقدام والتضحية والشجاعة….جميلة بوحيرد….جميلة بوباشا…جميلة بومعزة …وفي بلدان تضم اليوم هذا الكم الهاءل من الاكادميات والمهندسات والطبيبات ..الخ..؛ ومتمنياتي لابناءك بالنجاح والتفوق…وشكرا.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية