لندن ـ «القدس العربي»: تخطط وكالة الفضاء الأمريكية للعمل اعتباراً من العام المقبل على ابتكار وإنتاج طائرات ركاب سرعتها تخترق حاجز الصوت، على أنَّ الوكالة الأمريكية تطمح أن تصبح هذه الطائرات في الخدمة اعتباراً من العام 2021 وربما قبل تلك السنة، الأمر الذي سيُحدث ثورة حقيقية في عالم الطيران والقدرة على السفر والتنقل بين دول العالم.
وحسب المعلومات التي كشفت عنها «ناسا» فانها ستبرم تعاقداً من أجل إنتاج هذه الطائرات في بدايات العام المقبل 2018 أي أن العمل على إنتاج هذه الطائرات الخارقة سيبدأ اعتباراً من العام المقبل.
ومن المعروف أن الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت موجودة حالياً في العالم لكنها لا تستخدم لنقل الركاب ولا للأغراض التجارية، كما لا يوجد أصلاً حتى الآن أي شركة حاولت إنتاج طائرات ركاب تجارية تكسر حاجز الصوت، حيث يقتصر هذا النوع من الطائرات على الاستخدامات العسكرية والفضائية فقط. وكشفت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير مفصل اطلعت عليه «القدس العربي» أن شركة الفضاء الأمريكية المعروفة «لوكهيد مارتن» بدأت تعمل بالفعل على تصميم طائرة ركاب تجارية تخترق حاجز الصوت وتأمل أن تتحرك قريباً من أجل البدء بتنفذ المشروع، إلا أن «ناسا» فتحت الباب أمام الشركات الأخرى المتخصصة بهذا المجال من أجل تقديم اقتراحاتها وتصوراتها وتصاميمها حتى يتم اعتماد المشروع والبدء فيه.
وحسب التقرير فان «ناسا» سوف تكشف عن العرض الكامل الذي ترغب في استقطاب الشركات له، وذلك في شهر آب/ أغسطس المقبل، على أن يتم التعاقد مطلع العام المقبل على الشركة التي يتم إرساء العطاء لها.
ومن المقرر أن توقع «لوكهيد مارتن» عقداً مع «ناسا» قبل نهاية الشهر الحالي بقيمة 20 مليون دولار أمريكي ولمدة 17 شهراً من أجل تطوير أجهزة فضائية، وهو ما يجعل هذه الشركة الأقرب إلى الحصول على التعاقد لإنتاج الطائرة التجارية التي تتفوق على سرعة الصوت، حيث أن الشركة أكثر قدرة من غيرها على الوفاء بمعايير ومتطلبات وكالة الفضاء الأمريكية.
وقال روب ويس، مدير برامج التطوير في شركة «لوكهيد مارتن»: «نحن جاهزون من أجل المضي قدماً في بناء الطائرة الجديدة المطلوبة».
وأضاف: «نحن نشعر أن لدينا ميزة تكنولوجية، وحجم استثمار كبير قطعناه في المعدات والأدوات التي تتعلق بصناعة المركبات وعالم الطيران والفضاء».
وحسب «دايلي ميل» فان الفريق الذي سيتم اختياره والتعاقد معه في 2018 للعمل على إنتاج هذه الطائرة الخارقة، سوف يكون ملزماً بتقديم النماذج والخطط التي سيعمل عليها خلال عام واحد فقط، أي في العام 2019 وهو ما يعني أن المشروع ستكون معالمه قد اتضحت اعتباراً من ذلك العام.
تجارب سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن طائرات ركاب فائقة السرعة، إلا أن دخول «ناسا» على الخط واهتمامها بهذا المشروع يعطيه جدية أكثر من غيره، ويجعل من رؤيته على أرض الواقع مسألة أقرب من أي وقت مضى.
وكان عالم الطيران شهد مؤخراً دخول طائرة فارهة وصغيرة الحجم تستخدم للرحلات الخاصة ولرجال الأعمال، كانت السرعة الفائقة مع الرفاهية العالية أهم مميزاتها، حيث بمقدورها أن تقطع المسافة بين نيويورك في الولايات المتحدة حتى العاصمة البريطانية لندن في ثلاث ساعات بدلاً من ثماني ساعات تحتاجهم الطائرات التجارية المستخدمة حالياً.
والطائرة الجديدة الفارهة تنتمي إلى عائلة الطيران الخاص، وليس التجاري، حيث أنها صغيرة الحجم ومجهزة لرحلات رجال الأعمال، أما سرعتها فتزيد عن سرعة الطائرة التقليدية بنحو 450 ميلاً في الساعة، كما انها من إنتاج شركة «كونكورد» الشهيرة التي كانت أول من ابتكر طائرات فائقة السرعة في السابق.
وأطلقت الشركة المنتجة على الطائرة اسم «إبنة الكونكورد» في إشارة إلى أنها طائرة صغيرة من طراز الطائرات الكبيرة النفاثة فائقة السرعة، أما الاسم الرسمي للطائرة فهو (Spike S-512) وقالت الشركة المنتجة إن «الطائرة الجديدة تمكن المسافرين من الاستمتاع أكثر بحياتهم».
وتقول الشركة إن الطائرة الجديدة قادرة على السفر من لندن إلى نيويورك والعودة في اليوم نفسه لقضاء الأعمال التي يحتاجها كبار المدراء ورجال الأعمال، «كما أن مستخدم هذه الطائرة يستطيع السفر من باريس إلى دبي للتسوق والاستمتاع ومن ثم العودة لتناول طعام العشاء في باريس قبل انتهاء اليوم»، على حد تعبير الشركة المنتجة.
وتتسع الطائرة إلى 18 راكباً فقط، كما أن طول هيكلها الخارجي يبلغ 131 قدماً، أما الجناح فيبلغ امتداده 60 قدماً، وسرعتها تبلغ 1100 ميل في الساعة (1800 كلم في الساعة) وهو ما يجعل سرعتها أكثر من سرعة الطائرة التقليدية التجارية بنحو 450 ميلاً في الساعة (700 كلم في الساعة).
ويبلغ سعر الطائرة الواحدة 60 مليون دولار، لكن هذا السعر يرتفع إلى 80 مليون دولار حسب الإضافات والمواصفات الخاصة التي يتم إضافتها على الطائرة.
طائرة عسكرية فائقة
وكانت القوات الجوية الأمريكية كشفت عن خططها لتصنيع طائرات فوق صوتية قادرة على عبور المحيط في غضون ساعة واحدة بحلول عام 2023 إلا أن هذه الطائرات عسكرية فقط، ولا يتوقع أن يتم استخدامها قريباً في عالم الطيران التجاري.
وتم اختبار طائرات من دون طيار تجريبية متقدمة لسلاح الجو الأمريكي قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا، وحلقت في الجو بسرعة تقدر بأكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت.
وقال مدير تطوير الأجهزة فوق الصوتية في مختبر أبحاث سلاح الجو كينيث ديفيدسون: «هدفنا هو التأكد من أنه ستكون لدينا المعارف اللازمة لهذه الصناعة بحلول عام 2020 أو أن نكون قادرين على اتخاذ قرارات بشأن استخدام هذه التكنولوجيا خلال السنوات الخمس المقبلة».
وتحمل الطائرات الجديدة التي يتم تطويرها اسم (X-51A) وبلغت سرعتها بالفعل 5.1 ماخ في العام الماضي، وتأتي هذه الطائرات المتقدمة كجزء من برنامج صنع صواريخ من شأنها أن تدمر أهدافاً في أي مكان على الأرض خلال ساعات، وتسير بسرعة تتجاوز 3500 كيلومتر في الساعة أو 5 ماخ، وتعد هذه التكنولوجيا موضوعاً رئيسياً في سباق التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
We are going slowly but s surely God bless our work
والعرب لازالوا يبحثون عن الديموقراطية والكرامة ولقمة العيش