لندن ـ «القدس العربي»: كشفت شركة يابانية عن طائرة بدون طيار (درون) جديدة تتمتع بمواصفات عالية وقدرات فائقة، يمكن استخدامها في أعمال الانقاذ والاستكشافات والشحن، كما أنها يمكن أن تكون بديلاً عن الـ«روبوت» الذي يُستخدم في الأغراض الأمنية للكشف عن المتفجرات وإبطالها والتعامل معها.
وبحسب الشركة اليابانية فان الطائرة الجديدة قادرة على حمل الأجسام التي يصل وزنها الى 20 كيلوغراماً، على أنها قابلة للتطور بما يتيح في المستقبل ابتكار أجيال جديدة منها قادرة على حمل أجسام أثقل وزناً وأكبر حجماً بما يتيح لها حمل البشر وانتشالهم من أماكن الكوارث ونقلهم الى أماكن آمنة.
وتضم الطائرة الجديدة ستة مراوح، ومخالب كبيرة ومرعبة تمكنها من حمل الأشياء بثبات بالغ من اجل نقلها، وهو ما يعني ان الطائرة المبتكرة تعتبر حتى الان نموذجاً مثالياً يمكن استخدامه في عمليات شحن البضائع وتوصيل الطلبات الى أصحابها.
وتتضمن الطائرة أيضاً ذراعين في نهاية كل منهما مخالب كبيرة، ويمكن التحكم بهذه الأذرع من خلال التحكم عن بُعد، على أن الطائرة تستطيع حمل ما يصل الى 20 كيلو غراماً (44 باوند) والتحليق لمدة تصل الى 30 دقيقة متواصلة، وهو ما يعني أنها مخصصة للتعامل مع المواد الخطرة ونقلها من مكان لآخر، أو المساعدة في عمليات الانقاذ وتقديم الخدمات اللازمة للمنقذين، فضلاً عن شحن البضائع لمسافات قصيرة وتوصيل الطلبات الى المنازل أو الى أصحابها في الأماكن القريبة.
وظهرت الطائرة في إحدى الصور التي بثتها الشركة المنتجة، وحصلت عليها «القدس العربي»، وهي تحمل «عوامة انقاذ» لتقوم بالقائها في البحر، في مثال حي على المساعدة في عمليات الانقاذ التي يمكن أن يقوم بها هذا النوع من الطائرات، كما ظهرت الطائرة في تسجيل فيديو وهي تقوم بانتشال كرسي من مكانه ونقله الى مكان آخر، حيث تقوم المخالب بالامساك به، ومن ثم يتم حمله وترتفع الطائرة بشكل عامودي نحو السماء قبل أن تبدأ الرحلة التي يتم التحكم بها عن بُعد.
وتقول الشركة اليابانية المنتجة التي تُدعى (Prodrone) إن كل ذراع من الأذرع الموجودة في الطائرة الجديدة يستطيع حمل وزن يصل الى 10 كيلو غرامات (22 باوند) ومع وجود ذراعين فان الحمولة الاجمالية تصل الى 20 كيلو غرام، إلا أن الطائرة يمكن تطويرها في المستقبل لتصبح أكبر مما هي عليه الان وتحمل أوزاناً أثقل، وبالتالي تتولى مهاماً أكبر وأكثر تعقيداً.
أما السرعة القصوى التي يمكن أن تسير بها الطائرة فهي 60 كيلو متر في الساعة (37 ميل)، وهو ما يعني أنها خلال الرحلة الواحدة وهي نصف ساعة فقط يمكن أن تقطع مسافة تصل الى 30 كيلو متر، الأمر الذي يعني أنها مناسبة للمهام التي تقع في محيط مدينة واحدة أو ما شابه ذلك. وتشهد صناعة الطائرات بدون طيار حالياً طفرة كبيرة على مستوى العالم، حيث تتسابق الشركات المنتجة على تطوير طائرات «درون» جديدة ذات إمكانات أكبر ومواصفات أعلى، كما أن هذا النوع من الطائرات دخل في العديد من المجالات والاستخدامات السلمية والعسكرية، فيما تسود التوقعات أن تشهد تكنولوجيا المواصلات طفرة كبيرة في المستقبل بفضل هذا النوع من الطائرات.
وكانت شركة صينية قد ابتكرت لأول مرة طائرة الـ«درون» الأولى من نوعها في العالم وهي مخصصة لنقل الركاب، فيما تعمل شركة فرنسية على مشروع لانتاج «تكسي طائر»، وهو عبارة عن طائرات «درون» بدون طيار يتم التحكم بها عن بُعد، وتقل ركاباً يتم نقلهم من مكان الى آخر داخل مدينة باريس، على أن المشروع يتوقع أن يدخل الى الخدمة خلال السنوات المقبلة.
والطائرة الجديدة التي أنتجتها شركة (EHang) الصينية تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وأطلقت الشركة على الطائرة اسم (184) وإضافة إلى كونها الأولى في العالم التي تقل ركاباً بدون طيار، فإنها أول طائرة أيضاً تقل ركاباً ولا تحتاج أياً من أنواع الوقود التقليدي، حيث تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل. ولدى الطائرة أربعة أجنحة تحمل فوقها ثماني مراوح ما يجعلها أكثر قدرة على التوازن وأكثر أماناً خلال التحليق، حيث أن تعدد المحركات يتيح للطائرة حالة أكبر من الأمان.
أما في فرنسا، فمن المنتظر أن يظهر في العاصمة باريس «تكسي طائر» خلال السنوات المقبلة، حيث ستصطف على ضفاف نهر السين في باريس هذه المركبات التي سيكون متاحاً استدعاؤها بواسطة الهاتف النقال، وسيقوم رجل آلي «روبوت» بقيادتها، وهو الذي يُقل الركاب من مكان إلى آخر.
ويُطلق على الابتكار الفرنسي الجديد اسم (SeaBubbles) وهو ما يعني بالعربية «فقاعات البحر»، والاسم مستمد من شكل الناقل الذي هو أقرب إلى طائرة بدون طيار، حيث يبدو شكله كالبالون أو الفقاعة، وسيكون راسياً على الماء في نهر السين، ويتوقع أن يدخل إلى الخدمة اعتباراً من صيف العام المقبل 2017.
وقالت الشركة التي تقوم بتطوير هذه التكنولوجيا وصاحبة هذا الاختراع، إنها جمعت 500 ألف يورو (555 ألف دولار) من أجل إتمام مشروعها، على أن من بين الممولين شركة (Parrot SA) الفرنسية التي تعتبر من أهم وأشهر منتجي الطائرات بدون طيار (درونز) في العالم، إضافة إلى شركة «بارتيك فينتشرز» المتخصصة بتكنولوجيا الاتصالات، وكذلك صندوق (BPI) الاستثماري المدعوم من الحكومة الفرنسية.
الى ذلك، فقد كشفت العديد من التقارير مؤخرا أن طائرات بدون طيار «درونز» يمكن أن يستخدمها «الهاكرز» في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول.