طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق لـ«القدس العربي»: أهل القدس «كسبوا» جولة لكن المعركة مستمرة وقاسية

عمان ـ «القدس العربي»: يحتفظ سياسي أردني مخضرم من وزن الرئيس طاهر المصري بوجهة نظر «محذرة» وبقسوة من التساهل في التعاطي مع مشهد أهل القدس المناضلين وهم يواجهون بصدورهم العارية وبلا إمكانات ومن دون إسناد حقيقي وجوهري من الأمتين العربية والإسلامية باستثناء الأردن ماكينة العدو الإسرائيلي المسلحة عسكريا وأمنيا وسياسيا التي تتمحور حول «مشروع» يرى المصري بأنه في غاية الخطورة.
المصري كان ولا يزال من القامات السياسية الكبيرة في الأردن والمنطقة.
تقلد كل المناصب الرفيعة في بلده، وترأس السلطات التشريعية والتنفيذية، ويعتبر من الأرقام الأساسية في معادلة النخبة الأردنية، وصاحب رأي فعال ودائم خصوصا في القضية الفلسطينية وقضايا الديمقراطية والإصلاح في المنطقة والعالم العربي.
يكرس المصري الكثير من وقته للاشتباك مع مخططات العدو الإسرائيلي وما يفعله أو يخطط لفعله من وجهة نظره، ويتحدث في كل المنابر المتاحة عن مخاطر الاسترسال في «الغفلة» أو التغافل عن المكائد المنهجية التاريخية التي تزرعها المؤسسة الإسرائيلية المحتلة في خاصرة الأمة العربية وفي ظرف مغرق في الحساسية.
ما جرى في الأقصى مؤخرا شغل المصري، وكان هذا الحديث المفصل عن القضية الفلسطينية وملف القدس والمسجد الأقصى مع «القدس العربي»:
○ نبدأ دولة الرئيس معك بتقييم الزاوية التي تنظر من خلالها للأحداث الأخيرة في القدس وأكناف المسجد الأقصى؟
• في كل الأحوال لا يمكن عزل ما حصل في القدس مؤخرا وما يستمر في الحصول في الواقع الآن عن ذلك السياق الجذري التوسعي الذي يخطط له منذ سنين ويحلم به وينفذه اليمين الإسرائيلي وبكل صلافة مستثمرا أجواء الانقسام العربي ومناخ الخلافات البينية العربية، ومستثمرا أيضا مجمل تداعيات الأجندات الدولية والصراع الإقليمي.
أقول ذلك وأنا مؤمن وقد حذرت منذ سنوات من ان لدى الإسرائيليين خطة قيد الترسيم والتنفيذ ليست لها علاقة بالمسجد الأقصى أو مشروع تهويد القدس فقط ولا بالنفوذ الإقليمي والتحكم في القرار السياسي في المنطقة، لكن لها علاقة بمخطط تصفية القضية الفلسطينية نفسها، وإنهاء هذه القضية في الواقع وعلى الأرض ومن دون عملية تفاوض، ولا سلام وحتى من دون تنازلات لا يوجد ما يقنع العدو بتقديمها.
○ تحذيركم له خلفيات ويبرز عبر دلالات، ما هي في رأيكم هذه المعطيات؟
• المشهد الأخير في المسجد الأقصى له دلالات عميقة في أكثر من اتجاه، وما يخطط له اليمين الإسرائيلي ليس فقط التحكم في البوابات وإثبات الحق التاريخي المزعوم بقدر ما له علاقة بقضم مدينة القدس وضمها بما يشمل الرمز الإسلامي الديني الأهم فيها رغم مكانته بالنسبة لأمة الإسلام والمسلمين.
هي عملية قضم وتثبيت لواقع الاحتلال الجديد تبدأ ببوابات المسجد الأقصى ولا تنتهي عندها بل تستهدف القدس تحديدا باعتبارها الرمز الأهم في القضية الفلسطينية.
○ ما تقصده ان ما حصل من مشروع إسرائيلي لإخضاع المسجد الأقصى جزء من مشروع أكبر وليس مشهدا منفردا له ظروفه؟
• بهذا المعنى نعم، ما يجري جزء من مخطط شمولي ومدروس بعناية، فإسرائيل اليمينية المتطرفة اليوم تحفر تحت الأقصى، وتسعى للسيطرة على بواباته ضمن مخطط بالقطعة لضم القدس كاملة وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية تماما ليس فقط بالانقلاب على اتفاقيات السلام وعمليته. ولكن بمنع الدولة الفلسطينية أيضا والحيلولة دون ولادتها وعلى أساس تهويد فلسطين وتهويد القدس حتى ينشئ اليمين الإسرائيلي دولته الدينية الموعودة لأن ذلك غير ممكن من دون المساس بالمسجد الأقصى والسيطرة عليه.

هنا تقرع الأجراس

يؤشر المصري على ان أجراس الكنائس وأصوات المآذن قرعت كل أجراس العز والتضحية والبطولة في المشهد الأخير، مستغربا ان لا يؤدي ذلك لقرع أجراس الإنذار في العالمين العربي والإسلامي تجاوبا ليس مع صوت المؤذن أو جرس الكنيسة في فلسطين فقط، ولكن مع الحاجة الملحة للدفاع عن الذات والمقدسات بما تعنيه من هوية وطنية وقومية وإنسانية وفكرية مقابل عدو غدار وهمجي لا ولن يقف عند «إخضاع» المسجد الأقصى وأهل القدس، بل يخطط لإخضاع عشرات العواصم العربية والإسلامية في إطار الهيمنة وفرض المشروع الاستعماري التوسعي، وفي إطار توسيع دائرة النفوذ والاستحكام.
○ لماذا في رأيك ينبغي ان تقرع الأجراس تفاعلا مع أجراس القدس؟
• تقرع الأحداث الأخيرة جرس الإنذار فعلا على مستوى الامة والمنطقة والعالم وحتى البشرية، فنحن ازاء مشروع جهنمي يستمر في مطاردة الشعب الفلسطيني، ويستهدف رموزه الوطنية والدينية، ويعيد إنتاج الواقع الموضوعي في الميدان، ويكرس الصدارة الإسرائيلية، ويطارد حلم الفلسطينيين بمؤسسات ودولة، وينسف أساس عملية السلام بحيث تتمترس مجددا تلك المدارس اليمينية المتشددة التي تعمل في اتجاه تصدير أزمة فلسطين وعواقب ما ينتج عن التهويد والقضم إلى المنطقة برمتها وإلى جوار فلسطين بشكل خاص.
○ يعني ذلك ان شغف الإخضاع لا يطال القدس والأقصى فقط؟
• نعم الجوار هدف لهذا التوسع الاستيطاني والاحتلالي الذي لا يعترف بالآخر، ونعم الأردن متأثر قبل وأكثر من غيره لأن خطة اليمين الإسرائيلي المتشدد ستعمل على نقل وتصدير الأزمة، ولأن تهويد فلسطين بنظام مدروس ومعقد وبخطة شمولية طويلة الأمد سيؤدي تحديدا لخنق الإنسان الفلسطيني، وخنق الاقتصاد المحلي الفلسطيني ودفع الفرد الفلسطيني قسرا للهجرة والمغادرة والبحث في خيارات البقاء والعيش.
مؤسف جدا ان كل ذلك يحصل ولا تقرع أجراس الإنذار على المستوى القومي والإنساني.
ومؤسف جدا ان ذلك يحصل في ظل انقسام داخلي فلسطيني عبثي تستفيد منه إسرائيل، وانه يحصل في ظل انقسام حاد وخلافات في البيت العربي انشغل بها الأشقاء عن تلك المشاريع التي تتحدى الوجود العربي وتستهدفه سعيا للنفوذ والتحكم في الإنسان والأرض والممرات البحرية والثروات والنفط والأسواق.

العرب بلا مشروع

○ هل يكفي التعبير عن الأسف في مواجهة الواقع الموضوعي؟
• قلتها سابقا وأكررها أمامكم، الإنسان العربي اليوم للأسف بين فكي كماشة يواجه مشروعين في منتهى الخطورة، أحدهما إيراني في محيط بحر العرب والخليج، والثاني إسرائيلي في أحضان بلاد الشام، والخطير في المسألة ان العالم العربي بلا مشروع وبلا سياق ثقافي وفكري يمكنه التصدي والمواجهة.
وأنا لست من المدرسة التي تحب التلاوم وتكثر منه، لكن لا يمكن الرهان فقط على لوم الآخرين والتحذير من مشاريعهم التوسعية على حساب النظام العربي في المنطقة والإقليم من دون العمل الجاد والعميق على مشروع يستفيد من إمكانات التوحد والتنسيق والوضع الجيوسياسي على أمل ان يناهز أو يقف في وجه المشاريع الأخرى ولو حتى للتخفيف من آثارها السلبية على مستقبل النظام العربي الرسمي ومستقبل الشعوب العربية.
○ على هذا الأساس نفترض أو تفترض أن إسرائيل تستثمر بأزمة المنطقة والوطن العربي؟
• يمكنني القول ببساطة شديدة اليوم ان إسرائيل هي المستفيد الأساسي من كل ظواهر الشقاق والنزاع في المحيط الإقليمي ويمينها المتطرف الباحث عن دولة دينية متطرفة استثمر جيدا في التطرف الديني لبعض المجموعات العربية، واستثمر جيدا في الاحتقان الطائفي، وتغذى على الصراعات الأهلية المخجلة التي أخرجت من الحاضر العديد من الدول العربية البارزة بحيث أصبحت فاشلة اليوم ومشغولة بنزاعاتها الداخلية، وتحتاج لعشرات السنين حتى تنفض غبار النزاع والدم المهدور بلا مبرر وسط حالة لا يمكن إنكارها من الفشل الذريع على مستويات الفكر والثقافة والإعلام.
○ ألا تتفق مع القول ان السبب في هذا البؤس هو الأنظمة العربية نفسها؟
• نحن في أزمة على المستوى القومي والإقليمي، ولم يعد من الحكمة التركيز على ثنائية الفساد والاستبداد فقط، فأجندات القوى الكبرى تعبث بالمنطقة والكيانات غير العربية لديها مشاريع وأفكار ومراكز قوة وثقل خلافا لوضعنا العربي البائس.
وعلينا ان لا نغفل عوامل التعرية الذاتية والعجز الديمقراطي والإخفاق في الإصلاح والافتقاد للجاهزية في تطوير الذات وحماية العلم وتحصين الأجيال. كلها عوامل تلعب دورها في السلبية وتساهم في غياب مشروع عربي واحد أو موحد لكل المنطقة وقد يكون هذا الأهم تتعرض للاستهداف والضغط بكل أصنافه من تلك القوى والمشاريع التي لا تضمر الخير لنا كشعوب وأنظمة ولا بد ان تبدأ المعالجة بيقظة وصحوة قبل الحديث عن النهضة.

الترانسفير يحصل

يتحفظ المصري أيضا على التحليل البسيط الذي يرى ان تفريغ أرض فلسطين من أهلها وسكانها ودعم مشاريع التهجير ينبغي ان يحصل فقط عبر الآلة العسكرية.
ويتصور ان ما يفعله الإسرائيليون في هذا السياق قد يكون أكثر خطورة ويطالب بالانتباه جيدا، لأن عقيدة الترحيل والتهجير والتفريغ الإسرائيلية تقتنص حالة الضعف والفشل وتستثمر في العجز والصراع لكنها لا تفقد الأحابيل والسيناريوهات المتعددة لجعل الترانسفير مثلا «تحصيل حاصل» وعملية برامجية طويلة الأمد.
○ تكثر في العادة من التحذير من «ترانسفير» واقعي تخطط له إسرائيل، هل تشرح لنا وجهة نظرك هنا؟
• طبعا تحدثت علنا في منهجية ترانسفير وسعي الإسرائيلي ليس لإقامة وطن بديل للفلسطينيين ولكن لتدمير الأمل في نفوسنا للنهوض وللقضاء على أي امكانية لولادة دولة فلسطينية.
والترانسفير الذي أقصده يحدث بهدوء، ولا يجد الإسرائيلي نفسه مضطرا لترحيل الفلسطينيين عن الأرض التي قضمها أو ضمها أو منع عنها الحياة بالتوسع الاستيطاني بصفة جماعية، ويكفيه استنزاف الطاقة الفلسطينية السكانية في ظل اتفاقية سلام هزيلة وانقسام داخلي فلسطيني مؤسف، بحيث يغادر الفلسطيني وطنه وأرضه بالتدريج وعلى نحو فردي، ويبحث عن ملاذ ومكان له في فضاء العالم وهو مكان توفره اليوم بعض تلك العروض السخية في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها بدعم من اللوبي الإسرائيلي.
○ ما الذي يمكن فعله في المقابل في رأيك؟
• عمليا نحن لا نفقد الأمل، وواجبنا التذكير بمخاطر مشروع إسرائيل العامل ببطء وعمق على تصفية القضية الفلسطينية، وقد أظهر اليمين الإسرائيلي المستحكم انه يستطيع إخراج أي حاكم من المعادلة لا ينفذ مخططات التهويد والتوسع ولا يلتزم بخطط تصفية القضية الفلسطينية، ولعلكم تذكرون كيف قتل رابين بعدما أنجز السلام المفترض الموهوم.
وقراءتي الشخصية تقول ان بنيامين نتنياهو ممثل لهذه الذهنية المنغلقة على ذاتها وليس صانع أفكار أو مشاريع، ويمكن إسقاطه في أي لحظة يشذ فيها عن خطوط لعبة التهويد والتوسع لكنه يبقى مخلصا لهذه العقلية المتشددة المتطرفة، ويمكن التخلص منه وإسقاطه في أي وقت يميل فيه إلى دفع كلفة السلام لأن المجتمع الإسرائيلي في غالبيته يتجه نحو التشدد والتطرف لا بل يحتسيه ويلتهمه ويتغذى به.
○ كيف تقرأ معنا مشهد التحرك الشعبي لأهل القدس لحماية المسجد الأقصى مؤخرا؟
• عندما يتعلق الأمر بالمشهد الأخير في الصراع على ابواب المسجد الأقصى لا بد من الإشارة إلى حقائق ووقائع أساسية أتوقع ان تعيد إنتاج بعض المشاهد، فقد أظهر أهلنا في القدس الشريف وأكنافها قدرة كبيرة على تمثيل مدرسة في النضال والصمود بعد الالتزام الشعبي الحرفي الدقيق بما تقرر بخصوص إسقاط مشروع البوابات الالكترونية.
قدم أهل القدس دما في هذه المواجهة وهي ليست المعركة بل أحد فصولها، وقدموا تضحيات وأظهروا ذلك التأثير المقنع الذي يلمس القلوب عندما يتعلق الأمر بإرادة الشعب مع العلم أن الاحتلال عمل بنشاط وخلال عقود على اختراق المجتمع الفلسطيني في القدس تحديدا، والعبث به واستهدافه بخطط جهنمية وشريرة طوال الوقت،
وقد تأثرت شخصيا كغيري بسلسلة من المشاهد التي عايشناها ونحن لا نملك للأسف أكثر من إصدار بيانات.
○ كيف ولماذا صمد أهل القدس بتقديرك؟
• صلابة أهل القدس كانت عنوانا في الالتزام الوطني والديني المسؤول والشباب الذي يستهدفه الاحتلال منذ عقود بشتى أساليب الخبث والحرب السرية العميقة، صمد على بوابات القدس بمسيحييه ومسلميه، وكان مشهدا مفرحا، ويبعث الأمل في الأرواح، ونحن نشاهد المرأة والصبية والطفل والشيخ معا في وقفة اجتماعية نضالية سجلت انتصارا ملموسا في هذه الجولة من المعركة ينبغي ان لا نراهن عليه نحن القاعدين ونكتفي بالتصفيق له فقط لأن سبل دعم صمود أهلنا في القدس متاحة لمن يرغب أو ينوي.
○ لنتحدث قليلا عن التفاصيل المهمة في مشهد الأقصى؟
• كان مشهدا مؤثرا عندما تعلق الأمر بمستوى الالتزام بعدم الصلاة في ظل بوابات نتنياهو في الأقصى الشريف، وبعدم إقامة صلوات الجمعة في بقية المساجد، وفي البقاء وجها لوجه أمام الماكينة العسكرية والإسرائيلية والصلاة والاعتصام على البوابات وفي الأزقة.
ينبغي ان نعبر عن فخرنا، وهذا أضعف الإيمان بما أنجزه شعبنا في القدس مؤخرا، لكن من دون ان نسترسل في التعبير على حساب ما يمكن ان نقدمه لتعزيز صمود هذا الشعب الذي يدافع عمليا عن كرامة الأمة.
أثلجت صدري تلك الإمكانات في التنظيم والمتابعة والإصرار خصوصا عند مشاهدة أهل القدس شيبا وشبابا في وقفة موحدة؛ حيث كانت بعض السيارات تطلق زواميرها عندما يرفع الأذان غير المسموع للمعتصمين لكي تبلغ المصلين بأن «الله أكبر».

وقفة الشارع العربي والأردن

يبدو المصري دقيقا وموضوعيا في التحليل وهو يتأمل في تقييم آثار مواجهة المسجد الأقصى الأخيرة، ويرصد عمليا منسوب التضامن العربي والإسلامي معربا عن أسفه لأن الكثير من الأشقاء العرب تركوا أهل القدس والأردن وحدهم في المواجهة الميدانية.
○ هل نقيم معا مشهد ومنسوب التضامن والاهتمام بعيدا عن أهل القدس؟
• من الأمانة ان نقول ان أهل القدس في معركة الأقصى تركهم الجميع باستثناء الأردن، وبأن دور القيادة الأردنية في المحافل الدولية ومفاصل القرار الكوني كان علامة فارقة ومشرفة بالنسبة لي كمواطن أردني، وكذلك دور كادر الأوقاف التابع للحكومة الأردنية الذي ينبغي ان ننصفه بسبب وقفته الشجاعة.
نحن الآن لسنا بصدد الحديث عن توأمة الروح بين الشعبين، لكن بصدد تسجيل وتدوين المواقف، لأن الأردن الرسمي كان في الصدارة إلى جانب القيادة الفلسطينية على مستوى الدول والحكومات في مساندة أهل القدس والضغط على حكومة نتنياهو إقليميا ودوليا.
○ بصراحة هل وجد أهل القدس في مواجهتهم دعما ومساندة من الشقيق الأردني؟
• نعم، تصوري، ان وقفة أهل القدس بالشكل والمضمون وجدت رافعة أردنية خدمتها، وانها وقفة وجهت رسائل أساسية للمجتمع الدولي ولدول أوروبا والولايات المتحدة وغيرهما، فقد شاهد الجميع في العالم اليوم نموذجا حيا لما يمكن ان يفعله الشعب عندما يتعلق الأمر بالقدس والمسجد الأقصى.
شاهد الكون مستوى الصمود والانفعال والاستعداد للتضحية عندما يحاول الاحتلال المس بحق فلسطين والمسلمين الشرعي في الوقوف ضد تدنيس مقدساتهم رغم ان القدس أصلا كانت تبتلع بلاطة بلاطة في معركة طويلة الأمد.
○ ما هي في تقييمكم الفوائد الدبلوماسية والسياسية – إن وجدت- لما حصل في القدس؟
• شاهد الجميع في المجتمع الدولي مستوى وحجم مكانة القدس والمسجد الأقصى في الشارع العربي ليس فقط في القدس، ولكن في عواصم العرب والمسلمين وحتى في عواصم وشوارع أوروبا، وهذا أمر مفيد جدا بالبعد السياسي، وأتوقع انه سيؤخذ في الحسبان لاحقا وقد يؤثر في مجالات محددة قد يكون من بينها مستوى تفهم مشاعر الفلسطينيين والمسلمين عندما يتعلق الامر بالقدس والاقصى، وملف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومنسوب الضغط الدولي الذي يمكن بعد صمود أهل القدس ونضالاتهم ان يرتفع بعد الآن.
لكن تلك ليست نهاية المطاف، فالمعركة طويلة والعدو غدار، وما حصل خلال اسبوعين في قضية البوابات الالكترونية قد يحصل لاحقا، وهو مجرد جولة في معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال.

طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق لـ«القدس العربي»: أهل القدس «كسبوا» جولة لكن المعركة مستمرة وقاسية

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو رامي - الاردن:

    كانت القضيه الفلسيطينه هي قضية العرب المركزيه الاولى قبل الصقيع العربي لكن بعده تم تحييد اكبر قوتين من دول المواجهه هما سوريا ومصر واصبحت الاولويه للصراع العربي العربي في العراق وسوريا وليبيا واليمن وزد عليه الانهيار الخليجي الاخير وبالتالي ترك الفلسطينيين والاردن لوحدهم في الساحه لمواجهة غطرسة اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يريد السلام والارض بدون مقابل ومع استحالة وجود حل عسكري للصراع العربي الاسرائيلي وبقاء حالة التشرذم والانهيار العربي فالامور مرشحه للانتقال للاسوأ ان لم تبقى على حالها.

  2. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف نحن نعيش في عصر (الضباع الأربعة )
    (أمريكا//روسيا// إسرائيل//ايران)
    * (العرب) وصلوا مرحلة من السقوط مخيفة
    وقبلوا أن يكونوا خرفان للضباع الأربعة..؟؟!
    * ربما النقطة المضيئة الوحيدة
    صمود الشعب الفلسطيني ف (القدس)
    نصره الله على عدوه الهمجي (إسرائيل).
    سلام

  3. يقول فثحي الجزائري:

    القدس بعتوها بموافقة ودعم الاعراب من اجل المحافظة على عروشهم اما غير هذا وما تقولونه هو تنويم للشعوب العربية واستهلاك مؤقت مثل قول احد الاعراب انه يتوق للصلاة في بيت المقدس دامت لفترة وجاء من بعده اقوام واصبحت المقولة منسية واخترع العربان مصطلحات اخرى للاستهلاك الشعبي اما هم فنهم يضمرون اشياء اخرى بالاتفاق مع بني صهيون وحلفائهم الغربيين الذين يكنون العداء للامة العربية

إشترك في قائمتنا البريدية