عباس يضغط لدى المصريين لزيارة مشعل للقاهرة

حجم الخط
3

 رام الله ـ القدس العربي:علمت «القدس العربي» ان حركة حماس، أبدت مرونة أكثر خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس مكتبها السياسي في الدوحة، وذلك من خلال الاتفاق على تجنيب الشعب الفلسطيني حمام دم جديد، مع تجدد العدوان العسكري الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
 لكن حماس أكدت في الوقت ذات ان العودة للمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، لن تكون بنفس الشروط التي جرى الحديث عنها في الأيام الماضية، وانما ستتصلب أكثر في سياق الحصول على المطالب المحقة للشعب الفلسطيني.
وعلمت «القدس العربي» كذلك ان الرئيس عباس، قطع شوطاً في محاولات اصطحاب خالد مشعل إلى القاهرة، وذلك خلال مباحثات مع المخابرات المصرية، والقيادة السياسية في القاهرة على حد سواء، لكن لم ترشح معلومات ان كانت القاهرة قد وافقت على طلب الرئيس الفلسطيني لزيارة مشعل.
ووصل الرئيس عباس أمس الى القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي لبحث قضيتين أساسيتين احدهما سبل احياء المفاوضات للتوصل الى هدنة دائمة في قطاع غزة وضمان رفع الحصار عنها بالكامل. والقضية الثانية مؤتمر المانحين لإعمار ما دمرته الحرب العدوانية الاسرائيلية المتواصلة الذي يفترض انعقاده في القاهرة في أيلول/ سبتمبر المقبل برعاية مشتركة مصرية نرويجية.
 وبحسب المصادر فان اجتماعاً ثانياً جمع الرئيس عباس بمشعل، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، تواصلت فيه المشاورات حول الخطوات في المرحلة المقبلة وتوحيد الموقف الفلسطيني، وهو ما كان الأبرز في المرحلة السابقة.
 وعلى جانب العودة للمفاوضات من عدمه في القاهرة، في محاولة للتوصل الى اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار، قال تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الجبهة الديمقراطية، ان الأمر مرتبط بالموقف الإسرائيلي، لأن الواضح ان إسرائيل هي من لا يريد العودة للمفاوضات، بل حتى انها تريد إغلاق ملف العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وتضعه في دائرة دموية.
 وقال ان هذا الأمر يحدث كلما وجدت إسرائيل نفسها محاصرة سياسياً، بل وموضوعة في الزاوية، وأكبر دليل على ذلك، هو الانسحاب ووقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية خلال المفاوضات التي تمت برعاية أمريكية، وهو ما جلب لها حملة انتقادات دولية واسعة، إلا انها دائماً تهرب من هذه الاستحقاقات إلى دائرة العنف والتصعيد العسكري.
 وأمل خالد في ان تكون اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية في القاهرة، قد حققت نجاحاً في بلورة صيغة من شأنها تمكين الموقف الفلسطيني بشكل أكبر، في مواجهة التعنت الإسرائيلي، لأننا كفلسطينيين أحوج ما نكون الآن للمحافظة على وحدة الموقف تحت كل الظروف «لعدم الانجرار باتجاه المحاور الإقليمية، والحسابات التي لا تخدم مصالحنا».
وتطرق القيادي الفتحاوي نبيل عمرو، هو الآخر في مقال له عن المفاوضات مع إسرائيل بشكل عام، وأيضاً مفاوضات غزة، حيث قال صراحة ان كل المفاوضات السابقة بما فيها مفاوضات غزة الآن، سجلت فشلاً حتى لو بدا في حينه انها نجحت، وكل المحللين الذين تناولوا مسيرة التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تحدثوا عن استحالة نجاح أي مفاوضات فلسطينية- اسرائيلية، بفعل ميزان القوى المائل بشدة لصالح اسرائيل، ومع وجاهة هذا التحليل فإن الاسلوب الاسرائيلي في التفاوض «كما لمسناه في كل العهود، هو أحد العوامل الجوهرية في ظاهرة سهولة التوصل لاتفاقات وتفاهمات، مع استحالة تنفيذها بالمضمون الذي نراه كفلسطينيين،. وأضاف «لقد برعت إسرائيل في تفريغ الاتفاقات من مضمونها، متخذة منها مجرد غطاء لسياساتها المضمرة، والمنفذة على مراحل فوق الارض، وهذا ما ينبغي وعيه في كل مراحل التفاوض مع اسرائيل، ومن ضمنها المرحلة الراهنة التي عنوانها تهدئة طويلة الأمد على جبهة غزة.
 وتابع القول «اننا عاجلا أم آجلا سنبرم اتفاقا أو تفاهماً حول غزة، ولا أغالي لو قلت ان إبرام الاتفاق على صعوبته يظل خطوة واحدة من رحلة الألف ميل التي سنبدأها على الارض، ذلك ان كل بند في الاتفاق الذي قد يتم، سوف يحتاج إلى جهد تفصيلي بالغ التعقيد لتطبيقه، وهنا أستعين قولاً للرئيس الراحل حافظ الأسد في وصفه لاتفاقات أوسلو: ان كل بند في هذا الاتفاق يحتاج إلى أكثر من اتفاق كي يصل إلى نتيجة، وهذا أمر مستحيل»، وفي حينه لم يعجبنا قول الرئيس الاسد، وسجلناه على فاتورة صراعنا التنافسي معه، إلا اننا اكتشفنا ان ما قاله كان صحيحاً بالقياس لعذابات التفاوض طويل الأمد مع إسرائيل».

فادي أبو سعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمود ابو أنس:

    الصراع مع دولة الكيان الصهيوني أوصل الشعب الفلسطيني الى خطين متوازيين في الصراع , الاول يفاوض ضمن اتفاقيه أوسلو الفاشله في الوقت اللذي يصر فيه اصحاب هذا التيار بانه الخيار الوحيد بل والاوحد للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني في حين ينظر جليا ان الشعب الفلسطيني دفع ويدفع ثمن اتفاقية أوسلو البائسه والمتتبع لخسارته جراء هذه الاتفاقيات يجدها كبيره وبدون اية منفعه ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل في ميزان الربح والخساره نجدها خساره كبيره وبكل المقايسس بل واسوأ من ذلك الانعكاسات الشنيعه اللتي يدفعها هذا الشعب من التمسك بهذه الاتفاقيه فمنذ أوسلو تضخمت عدد المستوطنات الاسرائيليه أو توسعتها عشرات المرات واصبح الاعتقال من حق كل اسره فلسطينيه واغلقت المدن والبلدات الفلسطينه بمئات الحواجز وتحولت المدن والقرى الى معتقلات ضيقه لا يسمح بالتحرك خارجها وأنشأ جدار الفصل العنصري اللذي التهم مئات الكيلومترات وانتشرت البطاله وعم الفساد وانخفض مستوى التعليم اللذي تميز به الفلسطينيون بل وتحولت العلاقات العائليه الى اسوأ ما يمكن ان نتخليه من خلال العداء المبرمج من قبل السلطه بخلق حالة العداء مع حركة حماس ومن ينتسب لها داخل البيت بل واكثر من ذلك إنشاء اجهزه امنيه تمثل التخلف الخلقي والانساني في التعامل مع ابناء الشعب الواحد بل إن السلطه تكرس كل جهده في تدمير العقليه الوطنيه في معاداة اسرائيل وتسويقها كيان انساني يمكن التعايش معه وبطبيعة الحال فإن قيادة هذه السلطه الاوسلويه قد رسخت لنفسها بعض الامتيازات عبر تنقلها ببطاقات الاشخاص المهمين وما تعرف V.I.P والسيطره على اموال المانحين وتضخيم ممتلكاتهم والتهام كافة المشاريع الكبيره لابنائهم
    الخط الثاني وهو مسار المقاومه المسلحه عبقريه المقاومه المسلحه وما تمثله فصائل المقاومه الفلسطينيه في غزه وما مثلته من حاله ابداع عظيمه إستقطبت الطيف الفلسطيني كاملا بل وحشدت منظومه جماهيره من كل بقاع الارض وما حققته في تلك المواجه وضع القضيه الفلسطينيه على مرمى حجر من تحقيق الاهداف الاستراتيجيه وتجبر الكيان الغاصب على الرضوع واصبح من واجب المقاومه دفع إسرائيل في الزاويه ومطالبة الامم المتحده بتطبق القرارات اللتي صدرت بخصوص قضية فلسطين وليس بانتظار صدور قرارات جديده لتتلهى به شعوب المنطقه
    هذا هو الخيار الاستراتيجي القادم والدائم للشعب الفلسطيني

  2. يقول حسن الحساني:

    عباس ولسوء الحظ يصر على عدم تقدير الوضع المصري وإن النظام المصري في وضع لا يساعده على القيام باي دور تجاه ما يحصل في غزة تحديداً لأنه أي النظام المصري الحالي غارق في مشاكل مصر وشعب مصر من نواحي أمنية إلى انقاطاع كهرباء إلى ارتفاع أسعار …الخ يا عباس حل مشاكلك بنفسك…أجريتم مفاوضات غير مباشرة وإسرائي لم تحترم أي وقف للإطلاق النار لأنها تدرك بأن الوسيد اي مصر ليس في وضع يلزمها على احترام ذلك …الحل الوحيد أمام السيد عباس هو الانحياز لخيارات شعبه أو ليرحل…الشعب الفلسطيني أعظم من أن يستجدي حلولاً من هذا الطرف أو ذاك.

  3. يقول نبيل العلي:

    عباس يضغط لدى المصريين…. أول مرة أقرأ عبارة “يضغط لدى” مع أن معناها الصحفي مقروء إلى حد ما ، إلا أن الخلل في الصياغة سيؤدي حتماً إلى خلل في الفهم ولا يمكن للضغط أن يكون إلا مع حرف الجر المناسب. عباس لا يمكنه أن يضغط على أحد في مصر ، ولكنه يبذل كل ما بوسعه مع أطراف مصرية نافذة لكي يتم قبول خالد مشعل مرة أخرى في مطار القاهرة وإيقاف بعض الإجراءات المرفوعة من جهات كثيرة ضد خالد مشعل التي سوف تجبره للمثول فوراً أمام النيابة العامة المصرية للسؤال عن بعض الأحداث التي حصلت إبان عهد المنخلع مرسي (لأن المخلوع لمبارك).

إشترك في قائمتنا البريدية