سافرت جحافل من جمهورنا العربي العاشق لكرة القدم إلى بلاد الثلج والصقيع محمّلة بأعبائها الثقافية المنتهية الصلاحية ظنًّا منها أنها كافية لتحقق لها النّصر. حملوا القرآن والمسابح وقرأوا الفاتحة قبل بدء اللعب، وسجدوا وقبلوا أرضيات الملاعب من أجل التأهل للمرحلة المقبلة فقط، أو ربما من أجل تفادي الهزيمة في المقابلات الأولى على الأقل، حملوا ما تعوّدوا أن يحملوه من إرث ثقافي في الظروف الصعبة واعتقدوا أن إيمانهم كاف لنقلهم نقلة نوعية في بلاد (الكفار) لعلّهم أيضا اعتقدوا أن عصر الفتوحات الجديد سيبدأ كالسحر بأقدام لاعبي فرقهم، وهذا موضوع آخر يحتاج لكثير من التدقيق والتمحيص والتفكيك لفهمه أمام الانفلات الأخلاقي لهذا الجمهور الذي لا يفرق في حياته اليومية في الكواليس بين الحلال والحرام.
لقد دأب هذا الجمهور على طقوس غريبة لتشجيع فريقه المفضل، وهو متشابه في كل العالم، جمهور يعيش على كرة الملاعب وليس على الكرة الأرضية، لا تعنيه لا البيئة، ولا الاقتصاد، ولا السياسة، فهو يضحي من أجل فريقه سواء كان غنيا أو فقيرا، قد يطلق زوجته إن أزعجته وهو يشاهد مباراة فريقه المفضل، وقد يتوقف قلبه إن خسر مباراة مهمة ويموت بسكتة قلبية، قد يبيع أثاث بيته أو سيارته ليسافر من أجل تشجيع فريقه…فما يملكه من ولاء لذلك الفريق لا يملكه حتى التابع الروحي لمرشده.
جمهور الكرة يهمه مدرب الفريق أمّا ما عدا ذلك فلا يهم، هو خارج الخريطة السياسية للبلد وللعالم كله. ومع هذا يختلف هذا الجمهور من بلد إلى آخر، فلكل جمهور خلفية ثقافية هي ابنة مجتمعه…وهو أحيانا يسامح، وأحيانا لا، نحن لا نفهم أمزجة هذه الفئة من النّاس، من منظورنا الخاص ككتاب ومثقفين، ولا أدري هل الأمر كان هكذا من زمن طويل أم أنّه تغيّر مع الوقت، إذ أن تاريخ الكتاب الكبار يكشف عن علاقة وطيدة بين رموز الأدب والرياضة، خاصة رياضة كرة القدم.
فلاديمير نابوفكوف واحد من أولئك الكتاب الذين عشقوا الرياضة، وقد مارس ألعاب القوى، كما كان لاعبا ماهرا للشطرنج وكرة القدم، ولعب في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي كحارس مرمى في إنكلترا وألمانيا، ويا للصدف أن يلعب ألبير كامو أيضا كحارس مرمى في باريس، هو الذي كانت لديه وجهة نظر متميزة وفريدة في ربطه بين الأدب وهذه الرياضة. إذ قال « القليل من المعاني الأخلاقية التي تعلمتها، عرفتها من ملاعب كرة القدم، وهي المشاهد المسرحية التي ستبقى جامعتي الحقيقية.» وأكثر من ذلك، فهو القائل إن الملاعب هي الأماكن الوحيدة التي يشعر فيها ببراءته؟»
إلى أي مدى يمكننا أن نرى عمق رسالته هذه؟
أين موقع الكاتب والمثقف العربي من هذه اللعبة التي لها تأثير السحر على جماهيرها؟
أو لنتساءل بصيغة مختلفة، من هو الكاتب أو الشاعر الذي حقق ما حققه اللاعب الجزائري الفرنسي بضربة رأسه الشهيرة حفاظا على كرامته؟ أو باستقالته التي اعتبرها الشارع رسالة ذات أبعاد إنسانية لا حدود لها وهو في أوج انتصاراته؟ أو بجملة من جمله الدقيقة، التي يقولها بلغة أدبية فائقة الجمال، وكأنه أديب منذ ولد، ذلك العمق في خطابه، هل هو عمق مشترك عند لاعبي الكرة، أم أنه طفرة عند زيدان وقلة من نجوم الكرة؟ يجدر بنا أن نطرح السؤال لأننا أمام جماهير تصغي بعقلها وعواطفها وروحها لشخص بحجمه، ولو أنّه تلفَّظ بمقولاته العميقة تلك باللغة العربية لمسح ما تراكم في أدمغتها من خطابات مُسيَّسة وأخرى ملغَّمة بما يشبه الدين ويشبه المخدرات.
استسمحكم عذرا، فما أقوله ليس هذيانا، كوني أعيش في مجتمع يهذي بالكرة المستديرة لكنها خارج إطاره الأدبي..! إنّه حب غير مكتمل من طرف النخبة للفوتبول، حب يشبه الحب الذي يكنه الرجل للعشيقة التي لا تحظى بالاحترام الذي تحظى به الزوجة الشرعية. وهو موقف مغاير لكتاب الغرب ونخبه، إذ فوجئت في خلال بحثي بعدد كبير من الكتب التي وثقت بالأسماء لتلك العلاقة الوطيدة والمحترمة بين رموز الأدب وهذه الرياضة التي ولدت أرسطوقراطية وأصبحت أكثر رياضة شعبيةً في العالم.
حتى أن كاتبة بحجم مارغريت دوراس مثلا لا تتردد في وصف هذه اللعبة على أنها « مذهب روحي» حين عجزت عن إيجاد تفسير منطقي لهذا الحب والولاء لها.
غياب بصمات هذا الحدث العالمي في النص الأدبي والفكري العربيين وغيابه عن دائرة اهتمامات النخبة العربية به، سمح فيما سمح بتربع الفكر الديني بأنواعه حتى على عرش الكرة عندنا.
فأين ذهبنا بهذا الفكر في كل أمورنا الدنيوية حتى نبلغ هذا اليقين إنه منقذنا في عالم الفوتبول أيضا؟
بالتأكيد « الأقدام لا تفكر « في عرف العامة، وللأسف في عرف النخبة أيضا، لكن الحقيقة غير ذلك، يكاد الفوتبول اليوم يجمع بين علم الرياضيات والفيزياء والتغذية والمناخ والطب وسيكولوجيا الإنسان، ولم تعد علوم الدين تنفع لاعبينا في شيء، إذ كثيرا ما اصطدموا، بضغوطات جماهيرية في شهر الصيام مثلا، ومناسبات أخرى أعيتهم معنويا وهم يواجهون فرقا وراءها جيوش من الأطباء واختصاصيي التغذية والطب النفسي والعارفين بحركة الريح ونسب الرطوبة ودرجات الحرارة وتأثيراتها على اللاعبين.
عدة النّصر التي تعج بها كتبنا التاريخية والتراثية والتي أتت بثمار بلغت حدّ السيطرة على نصف العالم، لم تعد نافعة في هذا الزمان، حتى في أبسط أمورنا الدنيوية، فلا أوقفت الحروب التي حصدت رؤوس المسلمين بلا حساب، ولا حتى ساندتنا في ملاعب الكرة السّاحرة…
ولا أدري إن كانت البراءة التي شعر بها كامو ذات يوم على أرضيات الملاعب قد شعر بها جمهورنا الكريم في بلاد « الفودكا» وقد حشروا بين شقراوات أوروبا وروسيا وهن يتمايلن في الملاعب لتشجيع فرقهن؟
لقد اتسع العالم كثيرا علينا، حتى أصبح بحجم جبة الشيخ التي أورثها لأحفاده، فلا هي بالميراث المناسب لهم، ولا لأعمارهم، ولا لزمنهم.
في الملاعب المفرغة من الإيمان صدح جمهورنا المتشبث بورقته الرابحة، ناجى المولى عزّ وجلّ بما حفظه من آيات وأدعية، وكأنّه غريق، فقد الثقة في الموج العاتي، ولم يتبقّ له أمل له سوى في الله…
في صورة تراجيدية ربما لم يرها غير قلّة مثلي، لا نرى جمهورا واثقا في فريقه، بل جمهورا يريد إنقاذ هذا الفريق بعدّة من الماورائيات، فهو يعرف قوة الموج التي رُمِي فيها، ويعرف سلفا أن حربه خاسرة، لهذا يطلب معجزة تنقذه من الفشل الذي عاشه وطارده طيلة حياته…وربما ينتظر من تلك المعجزة أن تذيب الخصامات السياسية التي أوجدتها الأنظمة التي سحقته، لهذا ابتكر لغة أخرى تختصرها الصور التي بدت فيها أعلام الدول المتأهلة متعانقة، إنه وجع آخر من أوجاعنا، يطل علينا من نافذة المونديال الكبيرة، ولا يزال خارج اهتمامات كتابنا ونخبنا.
٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
وجود الأدوات المساعدة ليّ آي مشروع كان .. هي سّر التفوق والنجاح ..!!
منتخباتنا ذّهبت إلى المونديال وهي تعلم علم اليقين بأنها لن تأخذ الكأس ولن تتجاوز
الدور الأول إن حققت انتّصارات اولعبت جيداً
على حدّ قولهم انهم كان أدائهم مميزا!
ولكن عثّرات الحظ كانت لهم بالمرصاد!
كرة القدم لاتتعترف إلا بالأهداف !
لننظر إلى منتخب السينغال ونيجيريا !
في جميع مشاركاتهم المونديالية
يحققون نتائج جداً جيده ويصلون للدور الاول ! ال16 ولربما الوصول حتّى لخروج المغلوب .. هل يمتلكون جميع ماتفضلتي به أعلاه: ام لانهم قد اقنتوا ورددو الادعية وسورة الفاتحة ،!، جميعنا يعلم ان أمكانياتهم الأقتصادية وبالرّغم من ان العوائق لديهم بالجملة، مع هذا هم يحققون أنتصارات وينافسون منتخبات جداً قوية بل لربما تكون اعينهم إلى الوصول
للمباراة النهائية !
كثيراً الان من الاندية والمنتخبات العربية تتبع المنهجية الاوربية في كل مايتعلق بكرة القدم واللأعبين والجهاز الفني والاداري والطبي والبيئي حتى الاخلاقي والسلوكي الخ .. ولكن جميع هذه الاشياء لم تصنع للعرب منتخبات تصل حتى لما وصلت إليه السينغال ونيجيريا او كرواتيا وكلومبيا!
بالمناسبة الجمهور الكولمبي تاريخ مشجعيه جداً سيئ قديصل للتهديد بالقتل إن اخفقوا في تحقيق الانتصار او تسبب احد اللاعبين بخطأ كروي !! ..
سمعنا عن قادة عرب رحلوا ومسؤولين رياضة بأنهمً كانوا يهددون ويضربون اللاعبين إذا خسّروا نتيجة مباراة كرة قدم؟
حتى هذه جربناها ولم نفلح بها !!
الجمهور العربي عاطفي ومحب وغيور
لايريد إلا الوصول والمنافسة فقط !! ولكن للأسف المنتخبات العربية المشاركة بالمونديال لم ينج احد !!
المنتخب المصري على سبيل المثال ؛
يلتف حوله نخبة من نجوم الاعلام والفنانين والممثلين والادباء والاطباء والخبراء وكان خروجه متوقعا وطبيعيا حالهم كحال البقية من المنتخبات العربية
بالرغم من امتلاكهم لاعبين محترفين
اوربيا ومع هذا لم ينجح احداً !!
ولكن انظري لبعض لاعبين المنتخبات المشاركة الذين من اصول عربية !
مدى تفوقهم ولياقتهم وادائهم المميز
الخلل فينا وإن جنسنا واشركنا نجوم العالم لكرة القدم معنا في منتخباتنا …
للأسف لن نفلح ابدا !!
نعم عزيزتي ،ماذنب هذة الحسناء الفاتنة وهي تحمل دميتها في احضانها بأن تزرف الدمع لخسارة فريقها وهي علي مدرجات الملعب ويشاهدها العالم بأسرة !! هذة من ردود انفعالات الجماهير ،
الفرق العربية التي شاركت بكأس العالم هذا هو مستواها ليس أكثر ولا يمكن أن نطلب منها أكثر من ذلك لأسباب عديدة لا يمكن تفصيلها هنا، أما الشعوب العربية التي لاحقت الكرة بين اقدام الفرق العالمية كانت تتمنى أن يهديها أي فريق من الفرق العربية فرحة في بلاد الحزن والشقاء والفساد والتسلط
ثقافة النقل…… و تعطيل العقل…… لا يورثان…….. الا الفشل……
ما دام القوم….. يقدسون الجهل و الجهلاء…… فلا أمل فى خلاص الامة……
للاديب الارجنتي خورخي لويس بورخيس مقولة يقول فيها: “شهرة كرة القدم
–
علامة على تفشّي الغباء” اكثر من ذلك فهو يخالف زميله المبدع البير كامو حين وصفها
–
بالدين اذ يرى أنّ البشر يشعرون بحاجة للانتماء إلى منظومة كونية
–
كبرى، إلى نوعٍ من سرديّة تتجاوز الشخص نفسه إلى ما هو أكبر منه. الدين
–
يشبع هذه الحاجة عند بعض الناس، وكرة القدم تؤدي هذا الغرض لدى آخرين.
–
وهذا حقًا ما باتت آخر أطروحات علم الاجتماع تذهب إليه معتبرة كرة القدم دينًا
–
جديدًا لملايين من سكان الكوكب. بورخيس وثق شهادته عن كرة القدم حين شهد كيف اصبحت اداة
–
ناجعة في يد الدكتاتوريات بأمريكا اللاتينية في الماضي
–
من مشاهير الادباءالعرب الدين عرف عنهم ولعهم بكرة القدم الشاعر الفلسطيني محمود درويش ففي شهادة للشاعر
–
المغربي محمد بوديك بمقال له مؤخرا كتب (ولا زلت أذكر ما قاله محمود درويش ذات أمسية شعرية رائقة وحاشدة بفاس، وكانت بطولة إفريقيا ـ فيما أذكر ـ جارية، والمغرب مشاركا فيها. إذ قال بعد أن أبدى دهشته من الحشد الحاضر الهائل: ـ برافو. لو كنت مكانكم، وخُيِّرْتُ بين أن أحضر أمسية شعرية يحييها المتنبي، أو أشاهد مباراة البطولة، لاخترت المباراة، وتركت المتنبي لشعره. ! )
–
تحياتي
*أنا ضد (التعصب ) الأعمى لكرة القدم
ومع اللعب النظيف الجميل الرشيق.
*الفرق العربية حاولت الفوز ولم تنجح
وخيرها في غيرها.
سلام