عريقات لـ «القدس العربي»: القيادة تلتئم بعد عودة الرئيس لتحديد العلاقة مع إسرائيل

حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: أعلن الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن القيادة الفلسطينية ستلتئم عقب انتهاء الرئيس محمود عباس من جولته الخارجية، لبحث تحديد العلاقة مع إسرائيل من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية، في وقت تباينت فيه مواقف المسؤولين الفلسطينيين حول عقد لقاء قريب بين وفد قيادي رفيع من قادة الأمن الفلسطيني، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كخطوة أخيرة قبل وقف التنسيق الأمني والعمل بالاتفاق الاقتصادي.
ونفى عريقات في تصريحاته وجود تخطيط لعقد اجتماع قريب بين وفد فلسطيني مع نتنياهو، وقال «لا صحة لهذه الأنباء»، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قد أدلى بتصريحات من هذا القبيل.
كما نفى الوزير حسين الشيخ، رئيس هيئة الشؤون المدنية، أن يكون هناك توجه لعقد مثل هذا اللقاء، إذ قال معلقا على ما جرى تداوله «هذه الأنباء غير صحيحة، ولا توجد اجتماعات مع نتنياهو».
وجاء نفي عريقات والشيخ بعدما نقلت عن الدكتور محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تصريحات إذاعية قال فيها إن وفدا فلسطينيا مكونا من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج، ومدير عام جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح، سيتوجه للقاء الجانب الإسرائيلي. وأشار إلى أن الوفد سيبلغ نتنياهو بقرارات المجلس المركزي التي ستجد السلطة نفسها مضطرة لتنفيذها، في حال استمرت السياسة الإسرائيلية الحالية.
لكن اشتية لم يحدد موعد عقد هذا اللقاء، غير أنه قال إنه يأتي وفقا لقرار اللجنة المركزية لحركة فتح بتشكيل الوفد في اجتماعها الأخير للقاء الجانب الإسرائيلي بهدف إبلاغهم بأن الانتهاكات التي تعيشها الأراضي الفلسطينية تعد «أمرا مرفوضا»، وأن «ضرب إسرائيل الاتفاقيات السابقة بعرض الحائط أمر غير مقبول، وأنه إذا استمرت إسرائيل بذلك سيكون لنا حديث آخر في هذا الأمر». وقال «نريد أن نسمع الجانب الإسرائيلي هل يريد الاستمرار في انتهاكه لأراضي المنطقة (أ) وانتهاك الاتفاقيات الموقعة أم ماذا»، مضيفا «بناء على الرد ستتخذ القيادة الفلسطينية الموقف المناسب أمام هذه الانتهاكات».
وحول الوضع الداخلي الفلسطيني بشأن المصالحة، أشار المسؤول الكبير في حركة فتح إلى أن الانقسام «يعصف بالعمود الفقري للشعب الفلسطيني ويمنع الحكومة من القيام بعملها».
وعلمت «القدس العربي» من مصادر خاصة أنه في حال عقد اللقاء فإنه على الأرجح سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة، لتكون نتائجه جاهزة، قبل عقد الاجتماع المقرر للقيادة الفلسطينية، بعد انتهاء جولة الرئيس عباس الخارجية، لتكون لدى السلطة بمجرد عودته إجابات على كل الأسئلة خاصة وأنها ستبحث مستقبل العلاقة الأمنية مع إسرائيل في اجتماعها القادم.
وستعرض نتائج اللقاء كاملا على القيادة الفلسطينية، لتضع بذلك قرارا نهائيا حول تطبيق قرارات المجلس المركزي، أو تأجيلها إلى وقت آخر. وستعتمد القرارات على الإجابات التي سيتلقاها الوفد من نتنياهو حول المستقبل، بما في ذلك وقف الاستيطان والالتزام بكل الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية.
وبالعودة إلى تصريحات عريقات لـ «القدس العربي» فقد أشار إلى أن اجتماعا سيعقد على الأرجح للقيادة الفلسطينية، فور عودة الرئيس عباس من جولة خارجية تشمل كلا من جيبوتي وأثيوبيا. وذكر أن الاجتماع سيناقش تنفيذ قرارات المجلس المركزي الخاصة بتحديد العلاقة الأمنية والسياسية والاقتصادية مع إسرائيل.
وأشار عريقات إلى أن القيادة الفلسطينية تتحرك في هذا الوقت في كل الاتجاهات، من أجل طرح عدة قرارات للتصويت في مجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية، إضافة إلى تحركاتها لمقاضاة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
وبخصوص عقد المؤتمر الدولي الذي تنادي به القيادة الفلسطينية، قال عريقات إن التحركات في هذا الشأن لا تزال في أولها، وإن القيادة تجري في هذا الخصوص اتصالات مع الدول العربية وكذلك مع فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا، لضمان نجاح هذا المؤتمر. وتريد القيادة الفلسطينية عقد مؤتمر دولي يناقش القضية الفلسطينية ويضع حلا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الرئيس عباس قد طالب في وقت سابق بعقد مؤتمر دولي تنبثق عنه لجنة موسعة يكون أساسها المبادرة العربية للسلام، في محاولة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على غرار ما حصل في الملف الإيراني النووي وسورية وليبيا. وأكد أن القيادة الفلسطينية لن تسمح بأن يبقى الوضع الراهن كما هو عليه، من استمرار للاستيطان ورفض إسرائيل لإجراء المفاوضات.
وأول من أمس دعت الحكومة الفلسطينية الإدارة الأمريكية للدفع باتجاه عقد مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال، وشددت في ختام اجتماعها على ضرورة استجابة المجتمع الدولي لطلب القيادة الفلسطينية بعقد مؤتمر دولي، يفضي إلى آلية لإنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني محدد، ونحو تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194).
ودعت الحكومة الإدارة الأمريكية إلى ممارسة دورها بنزاهة وحيادية، والدفع باتجاه عقد المؤتمر، بعد أن فشلت طيلة تسعة أشهر من المفاوضات في إلزام إسرائيل بالقواعد والمواثيق الدولية وبمتطلبات العملية السلمية.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية