رام الله ـ «القدس العربي»: تسلم جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، من الوفد الفلسطيني إلى واشنطن، والمكون من اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وصائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطينية، ورقة المطالب والشروط الفلسطينية لإحياء عملية السلام، أو التي عرفت بخطة الرئيس محمود عباس، التي وصفت بأنها المحاولة الفلسطينية الأخيرة في ما يخص المفاوضات وعملية السلام بين الطرفين.
وقالت مصادر فلسطينية إن اللقاء مع كيري في واشنطن، بحث خطة القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في غضون ثلاث سنوات، وقضايا أخرى كثيرة، أهمها تلك التي تتعلق بإطلاق المرحلة الثانية من المفاوضات الخاصة بالتهدئة في قطاع غزة.
وتتضمن خطة عباس شروطاً فلسطينية للعودة إلى المفاوضات، سُلمت على شكل رسالة سياسية، تتضمن موافقة الجانب الفلسطيني، على إعادة إطلاق المفاوضات مقابل الافراج عن الأسرى القدامى من الدفعة الرابعة، ومجموعات جديدة من الأسرى، كما تتضمن مطالبة فلسطينية بترسيم الحدود وإنهاء الاحتلال في غضون ثلاث سنوات، أما في حال لم يتم ذلك، فإن الرئيس عباس سيوقف التنسيق الأمني، وقد يذهب إلى حل السلطة، ويتوجه إلى منظمات الأمم المتحدة، وتحديداً محكمة الجنايات الدولية، لمعاقبة إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم حرب، وفق القانون الدولي.
من جهته، يواصل الرئيس عباس عقد سلسلة من اللقاءات مع قطاعات مختلفة من مختلف المحافظات الفلسطينية، واطلاعها على الواقع السياسي، وانغلاق الأفق التفاوضي والخيارات المطروحة أمامه والسلطة لمواصلة النضال من أجل الحقوق الفلسطينية. ويؤكد الرئيس أن الوضع سيزداد صعوبة حال استمرار الجمود، اذ لن يكون هناك مفر أمام السلطة سوى التوجه لمؤسسات الامم المتحدة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه لن يوافق على الافراج عن أي أسير فلسطيني في إطار أي بادرة أو اتفاق لاعادة المفاوضات لصالح الرئيس عباس، مؤكداً أنه لا ينوي تقديم أي لفتات تجاهه، كما فعل في الأشهر الماضية خلال المفاوضات الأخيرة، مشيراً الى أن على الرئيس الفلسطيني، أن يعرف أن إسرائيل لن تفرج عن مزيد من «القتلة» على حد وصفه.
وبحسب القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي فقد قال نتنياهو انه بعد خطف وقتل المستوطنين الثلاثة قرب الخليل، لن يحصل عباس على أي عملية للافراج عن الأسرى، «رغم ادانته لعمليات الاختطاف والقتل التي اعتبرناها أمراً جيداً، لكنه في المقابل لن يحصل على مزيد من الافراج عن السجناء».
وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، ان كيري تحدث مع نتنياهو، وبحث معه قرار إسرائيل مصادرة أربعة آلاف دونم وضمها لاسرائيل، وتعتقد الصحيفة أن نتنياهو بقرار ضم هذه الأراضي، إنما وجه صفعة لأصدقاء إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة،، موضحة أن كيري كان غاضباً على نتنياهو في المحادثة الهاتفية التي لم يعلن الكثير عن تفاصيلها، كما طالب كيري نتنياهو بتراجع إسرائيل عن القرار.
واضافت «هآرتس» أن هناك مباحثات أمريكية إسرائيلية كثيفة تدور، منذ إعلان إسرائيل عن قرار الضم، يجريها الطرفان عبر السفراء من أجل إقناع إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار .
وبحسب الصحيفة فإن قمة هذه المحادثات تجلت بالمكالمة الهاتفية، التي جرت بين كيري و نتنياهو، مشيرة إلى أن الاول وجه انتقادات لاذعة لنتنياهو وقراره خلال هذه المكالمة وطالبه بالتراجع عن القرار.
فادي أبو سعدى