على طريقة الصحافي «حسن النية»، الذي التقى بالرئيس المخلوع في بداية توليه مهام منصبه بعد اغتيال الرئيس السادات، تعاملت الصحافية الكبيرة واليسارية العتويلة «فريدة النقاش»، في مقابلة تلفزيونية مع «دينا رامز» على قناة «صدى البلد» لصاحبها محمد أبو العينين رجل الأعمال المقرب، من مبارك، ومرسي، والسيسي، ومن يستجد من الرؤساء!
لغير المصريين الذين لا يعرفون معنى اصطلاح «حسن النية»، فلتقريب المعنى لأذهانهم، تجدر الإشارة إلى أن الأخ، الأستاذ، الفريق، المشير، الركن – على رأي «الثاب أثرف» صاحب البرنامج الفكاهي المتجول عبر الـ»يوتيوب» سبق له أن وصف من وضعوا دستور الانقلاب، بأنهم «حسنو النوايا والدول لا تبنى بحسن النوايا»!
الصحافي «حسن النية»، و«سليم الطوية»، سأل مبارك، بعد شهور عدة من حادث المنصة: كيف مات الرئيس السادات؟ وأجاب مبارك بأن العالم كله يعرف الآن كيف مات؟! لكن الصحافي «حسن النية» كانت لديه رغبة ملحة بأن يعرف الحقيقة من المصدر. فأجاب مبارك بعدم اكتراث، بأن ما جرى أنهم كانوا في العرض العسكري، ونزل خالد الإسلامبولي ورفاقه وصوبوا أسلحتهم على صدر الرئيس الراحل، فأردوه قتيلاً!
عندئذ ظهرت ألمعية الصحافي «حسن النية»، وعلق على رواية مبارك بقوله: «أفهم مما قلت أن الرئيس السادات مات مسموماً»!
هذه نكتة على أي حال كانت متداولة في فترة الثمانينات، تذكر على لسان القيادات الصحافية في الصحف المصرية، في مواجهة أي تصرف يفتقد للمنطقية من أي صحافي متدرب وحسن النية، ولم أكن أعلم أن قامة صحافية بحجم فريدة النقاش، ستتصرف على غرار الصحافي «حسن النية»، وهي في مرحلة أرذل العمر، بعد أن غلبت عليها يساريتها، واختفت مهنيتها، واليسار في مصر مهنة وليس توجهاً سياسياً، واليساريون المصريون ظاهرة اجتماعية، تحتاج لدراستها دراسة انثربولوجية، ضمن مجال دراسة المجتمعات الغريبة، التي تم اكتشاف وجودها على سطح الكرة الأرضية حديثاً، فدهشة الباحث الانثربولوجي مطلوبة، وهناك باحث خواجة أذهله توفيق عكاشة، فقام بدراسته ضمن هذا النوع من الدراسات، وقد صدرت الدراسة حديثاً في كتاب، جرت ترجمته في مصر!
دك الحصون دكا
في بداية أحداث مقتل السائحين المكسيك، أذاع مصدر أمني، ما نشرته الصحف والمواقع، وكان «مانشيت» جريدة «الوفد» العريض المتمدد على ثمانية أعمدة في أعلى الصفحة الأولى، أن الجيش يدق حصون الإرهابيين دكاً، قبل أن ينتبه العالم كله إلى أن هؤلاء الإرهابيين، الذين دكت حصونهم دكاً، ليسوا سوى السائحين المكسيك ومن معهم من الفريق المصري في رحلة سفاري، وأن حصونهم التي دكت دكاً، ليست سوى سيارات الدفع الرباعي التي كانت تقلهم في رحلتهم، والتي أصبحت دليل إدانة بدورها، دفعت الإعلامي المخضرم، والخبير الأمني القديم، أحمد موسى، لأن يتساءل في برنامجه على قناة «صدى البلد» أيضاً، عن السر وراء استخدامهم هذه السيارات، ولم يستخدموا الأتوبيسات السياحية، عندها أدركت أن المشكلة في «صدى البلد»، التي لم نعرف إلى الآن إن كانت محطة تلفزيونية، أم «المزرعة السعيدة»!
فأي مندوب شرطة، ناهيك عن صحافي قضى حياته المهنية محرراً في قسم الحوادث، ومندوباً لمؤسسة «الأهرام الصحافية» في وزارة الداخلية، يعرف أن الباصات السياحية لا تصلح للاستخدام في رحلات السفاري وللسير في الجبال وعلى الرمال. وعلى كل فإن استنكار استخدام سيارات الدفع الرباعي بديلاً عن الأتوبيسات السياحية أفضل من مطالبة السائحين في رحلات السفاري باستخدام الدراجات تشبهاً بالرئيس السيسي، الذي كلما وجد وقت فراغ استقل دراجة وتصور معها، حيث يبدو أن التصوير عنده هواية، كزميلنا الإعلامي الشاب أحمد البقري الذي يحرص على تصوير نفسه وبث صوره على مواقع التواصل الإجتماعي، في كل حركاته وسكناته، ولعل الحالة الوحيدة التي لم يصور نفسه فيها هي وهو نائم!
ما علينا، فالبقري شاب مقبل على الحياة بدون مبرر، والسيسي يعيش شبابه باعتبار الشباب شباب الروح، ولا تثريب على من يعيش شبابه، أن ينشغل بتصوير نفسه في حياته ومماته، قياماً وقعوداً، ونعود إلى أمثالنا من القواعد: دينا رامز وفريدة النقاش!
فبعد مرحلة قوات الجيش التي دكت حصون الإرهابيين فجعلتها «هباءً مندكا»، تم الإعتراف رسمياً بأن ما حدث هو خطأ، فقوات الشرطة والجيش نسفت الموكب السياحي، مع اختلاف في التفاصيل والمبررات، فهناك من قال إن السائحين تم قصفهم بالطائرات، وهناك من قال إن الضرب جرى بالأسلحة، وهناك من أعلن أن الرحلة كانت ليلا، وكما كانت تقول جدتي إن «الليل أعمى»، وهناك من قال بل كانت الرحلة في «عز الظهر»، وفي أحد البرامج التلفزيونية جرى الإعلان عن أن «الرتل السياحي» اقتحم ميدانا للعمليات، وكأن هناك حربا تجرى على الأراضي المصرية، وهذا ليس موضوعنا فنزولاً على قرار النائب العام بحظر النشر، لن نتطرق لتفاصيل ما جرى!
موقع كلمتي
فما يعنينا هنا، أن الدنيا كلها عرفت بأن السائحين المكسيك ومن معهم قتل منهم من قتل، وأصيب منهم من أصيب، برصاص القوات المصرية، وبعد كل هذا جاءت فريدة النقاش، لتتعامل على طريقة الصحافي «حسن النية» إياه الذي اكتشف من إجابة مبارك على سؤاله أن السادات مات مسموماً!
واعترف أنني لم أشاهد اللقاء كاملاً، فقد شاهدته على موقع «كلمتي الإلكتروني»، وإذا كنت بطبيعة الحال، لا يمكن أن أشاهد حلقة لـ «دينا المذكورة» حفاظاً على سلامة قواي العقلية، فإني لو علمت أن فريدة النقاش معها، فقد كنت سأشد الرحال إليها، فأنا من جيل بدأ حياته الصحافية، وفريدة النقاش، وزوجها حسين عبد الرازق من علامات النضال في شارع الصحافة، وكم آلمني أن جيل أحمد البقري، المهيمن على موقع «كلمتي»، لا يعرف فريدة، فجاء عنوان الفيديو المروج له يقدمها بالوصف وبأنها مجرد «صحافية مصرية».
لم أر «الصحافية المصرية فريدة النقاش» منذ آخر لقاء جمعناً في مجلس الوزراء المصري، في حكم الرئيس محمد مرسي، تلبية لدعوة رئيس الوزراء حينئذ هشام قنديل لرؤساء تحرير الصحف المصرية، وجاءت جلستنا متجاورين، هي باعتبارها رئيسة تحرير أول صحيفة يسارية «الأهالي» بعد حركة ضباط الجيش في 1952، وأنا كرئيس تحرير أول صحيفة ليبرالية «الأحرار»، والتي صدرت في سنة 1977، في حين صدرت «الأهالي» في سنة 1978، وقد اجتمعنا على السخرية من الداعين، على نحو دفع أحد الأشخاص وكان موقعه بجوارنا، للانتقال للناحية المقابلة لنا وقد جلس بجوار زميلنا عادل الأنصاري يتودد إليه، وقرأت اسمه وعلمت أنه رئيس الإذاعة، وكان واضحاً أنه تركنا هروباً، وكنت بين الحين والآخر أشير له بأن مكانه بجوارنا، فلماذا غادر؟ وقد تحاشى النظر ناحيتنا، فقد استمع إلينا وعلم أننا خطر على الأمن العام، بعد أسبوع صدر قرار من وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بتعيينه رئيساً لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، فأيقنت أنه خبرة!
ركن الخراب
كانت علامات الشيخوخة بدأت تظهر جلية على الصحافية الكبيرة، فلم تتوقف عن الكلام والسؤال حتى بعد أن بدأ اللقاء، فكلما تكلم مسؤول سألتني بطريقة تثير انتباه الحاضرين، من هذا؟ ولأن المسؤول لم يكن بأعلم من السائل، ولم يكن من اللياقة أن أتجاهل أسئلتها التي لا تتوقف، فأجبتها في حدود علمي المتواضع. من هذا؟.. بوجي. من هذا: طمطم. ومن هذا؟.. هذا بكار، ولم تعد وشوشتها في طرح الأسئلة هي ما تثير انتباه الحضور، بل كان رد فعلها على الإجابات الساخرة كذلك، بشكل جعل من الركن الذي نجلس فيه، شبيهاً بمقاعد الفاشلين في آخر الفصل الدراسي، عندما لا ينشغل من فيها بشرح المدرس، ويعتبرون أنفسهم في منطقة حدودية مع الفصل المجاور، وكان مدرسو المرحلة الابتدائية يطلقون عليه «ركن الخراب»!
ولم أكن أعلم أن حالة «الزميلة» قد تطورت، إلا بعد أن شاهدت ما قالته في برنامج «دينا رامز»، وهي تتصرف على طريقة الصحافي «حسن النية»، الذي خلص بنتيجة بعد رواية حادث المنصة، مفادها أن السادات مات مسموماً!
فبعد كل الإعلان الرسمي عن أن السائحين المكسيكيين تم استهدافهم برصاص الجيش، قالت الزميلة المخضرمة فريدة النقاش إن الإخوان المسلمين، والجماعات المتحالفة مهم وراء الحادث، بينما كانت دينا رامز تبدو على وجهها علامة السعادة بهذا الاكتشاف العبقري.
ودينا لم نجرب عليها منذ بدايتها كمذيعة في التلفزيون المصري اهتماماً بالسياسة، فلا جناح عليها إن انفرجت أساريرها وقد صارت تقدم برنامجاً سياسياً بعد أن صارت من «القواعد من النساء»، ويقال إن زوجها صاحب برنامج «كلام من ذهب» صارت له آراء سياسية يطرحها، لكني أتوقف معه عند هذا القدر، التزاما باتفاق قديم!
إذ كنت قد شاهدت «العرض الخاص»، لأول عمل سينمائي له، قام فيه بدور البطولة، وكان الإنتاج الأول لنجل وزير الإعلام صفوت الشريف، وكانت نخبة مصر كلها هناك، كتابا، وصحافيين، ونقادا، ورؤساء تحرير، ورجال سياسة، وأيقنت أن النية تتجه للكتابة عن عبقرية الفيلم، وعظمة البطل، وروعة الإنتاج، وكان عملاً تافهاً من كل الزوايا. ولم يكن أداء «فريدة النقاش»، هو المتجاوز للمعقول، فقد فوجئنا بمذيعة قناة «المحور»، خالدة الذكر، تقرأ خبراً منقولا من موقع ساخر، يفيد أن رئيس المكسيك، قال في «تغريدة»: إنه يتفهم مبررات الأمن المصري في قتل السائحين المكسيكيين، فالمكسيك بها صحراء شاسعة، فما الذي دفع بهؤلاء للذهاب للصحراء المصرية؟!
وعندما تسمع لها، وتسمع لفريدة النقاش، ومن قبلهما تسمع للتساؤل العميق عن السر الدفين في عدم استخدام السائحين للأتوبيسات السياحية، ستتذكر على الفور مسرحية «عش المجانين» بطولة محمد نجم وحسن عابدين!
المسرحية موجودة كاملة على «اليوتيوب» شاهدها لكي تقف بنفسك على أن فضائيات الانقلاب، أصحبت كما اسم المسرحية: «عش المجانين»!
صحافي من مصر
سليم عزوز
لولا هؤلاء السياح المكسيكيين ما سمع أحد بتلك الحادثة
ففي سيناء قتل الجيش المئات من المدنيين من نساء و أطفال
وطبعا آلاف القتلى الأبرياء بالقاهرة وغيرها هل سمع عنهم أحد
يسقط يسقط حكم العسكر الدموي والفاشل بكل شيى حتى بالحرب !
سؤالي للثوار المصريين وهو : أين أنتم مما يجري بالأقصى
فالأقصى لا يحتاج العساكر الجبناء بل يحتاج للثوار النجباء
ولا حول ولا قوة الا بالله
تصور معي يا أخ عزوز لو أن الذين قتلوا في السيارة الرباعية كانوا مصريين عاديين لا ناقة لهم ولا جمل لا بالإرهاب ولا باالإخوان سوف لن يقال بأنهم قتلوا بالخطأ.وقد ينعتوا بالإرهابيين أو نعتو فعلا بذلك “الجيش يدق حصون الإرهابيين دكاً”.وعندما افتضح الأمر بأن هذه الحصون الإرهابية هي لمكسيكيين سياح ارتبكت أدرع السيسي من هذا الخطأ الشنيع الذي لم يجدوا غير الإخوان الحائط القصير ليتهموه بقتل المكسيكيين.فما هو إجابي فالسيسي وما هو بسلبي يلصق بالإخوان.شوقتني يا أستاد لمشاهدة عش المجانين وأضن أني سأتم سهرتي مع هذه
المسرحية الهزلية لأضحك على هؤلاء المجانين.
و هل الاعلام الذى تتبعه انت يعتبر “عش العقلاء” ؟
نعم… وبل ، كاتبنا ينتمى إلى هذه الفئة من العقلاء بعينهم الذين يعملون بهمة وبلا كلل …ولانفاق لسلطة العسكرلتفتح الوعى لبسطاء الناس وغيرهم مما هو مفروض عليهم من إعلام ( عش المجانين ) ؟
أستاذ عزوز،،لاتستغرب إذا طل علينا الأمنجى أحمد موسى أو أى واحد من فصيلة العكش بقوله أن فض رابعه كان سببه محاولة إنقاذ ألرئيس الراحل أنور السادات الذى إختفطه الإخوان وأسروه تحت منصة رابعه ،ولكن للأسف إصيب الرئيس المرحوم السادات إصابات طفيفه أثناء عملية الفض، وسوف يجرى الأبراشى حوار مطول مع الرئيس الراحل يحكى فيه كيفية إختاطفه وكيف أستطاع جيش مصرالشجاع الباسل إنقاذه بعدما أباد كل من كان فى رابعه عدا سيادته. أستاذنا الفاضل،، أعتقد أن علم ألأنتروبولجى لايمكنه القدره على شرح وتفسير ألإعلاميين فى مصر لأنه علم متخصص فى دراسة الإنسان والجماعات البشريه.سلم قلمك أيها الوطنى الحر
تحياتي عزوز
في التحقيق مع الضابط المسؤول عن قتل المكسيكيين ,ساله المحقق لماذا قررت قتلهم.
أجاب: قتلتهم لانهم اخوان.
رد عليه المحقق:دول مكسيكيين يا اهبل.
رد الضابط :لالالالا دول اخوان والله العظيم ,والاثبات انهم اخوان شوف اسماؤهم: أخوان كارلوس, وأخوان ماركوس,واخوان مارنو
الحمدلله علي نعمة الاسلام. والحمدلله علي نعمة الانقلاب في مصر. نعم يا أستاذ عزوز. الانقلاب نعمه لانه كشف لنا حقيقة الاعلام المصري. وكشف لنا مستوي تفكير الفنانين في مصر. لذلك توقفنا تقريبا من مشاهدة هذا الاعلام الفاشل والتخلف. وبفضل هذا الانقلاب اكتفشنا ان الاخوان علي حق
ليتهم حقا كانوا مجانين لالتمسنا لهم العذر فالمجنون رفع عنه خالقه القلم فقد كنت مؤدبا يا استاذ عندما اعتبرتهم كذلك ولكنها نفوس مريضة ران عليها النفاق