عصام زكريا لـ «القدس العربي»: علي أبو شادي راجع البروفة النهائية لكتاب تكريمه في المهرجان قبل وفاته بليلة واحدة

حجم الخط
0

القاهرة – «القدس العربي»: للعام الثاني يتولى الناقد االسينمائي عصام زكريا رئاسة مهرجان «الإسماعيلة السينمائي الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة «، التي ستقام دورته المقبلة في إبريل/نيسان المقبل، وذلك بعد النجاح الذي حققته الدورة الماضية.
عن الاستعدادت للمهرجان وكيفية تلافي أخطاء الدورة السابقة، ورأيه في المهرجانات المصرية والسينما في مصر بشكل عام كان هذا الحوار لـ»القدس العربي»:
■ إلى أين وصلتم في الاستعدادت للدورة المقبلة من المهرجان؟
□ انتهينا من أمور كثيرة، مثل استقبال الأفلام واختيار قائمة مبدئية بالأفلام التي ستشارك في المسابقات الرسمية، وجاري حاليا تصفيتها لاختيار محموعة منتقاه للمشاركة، كذلك اخترنا معظم أعضاء لجنة التحكيم وجاري الاتصال بهم وجاءتنا تأكيدات من معظمهم.
■ وما هي معاييركم لاختيار الأفلام؟
□ أول معيار أن تكون أفلاما حديثة طبقا للائحة المهرجان، كذلك لا بد أن يكون مستواها الفني ممتميزا، كما راعينا التنوع في الموضوعات والأساليب الفنية، وكذلك التنوع الجغرافي، وحرصت على ألا يكون عدد الأفلام كبيرا بشكل مبالغ فيه، حتى يتمكن الجمهور من متابعتها وتتمكن لجنة التحكيم من مشاهدتها دون ضغط.
■ وماذا عن المكرمين؟
□ قررنا منذ فترة تكريم الناقد السينمائي علي أبو شادي، نظرا لدوره الكبير في مهرجان الاسماعيلية وفي المشهد السينمائي المصري بشكل عام، وانتهينا من تجهيز كتاب تكريمه وجاري الآن اختيار أحد المكرمين من الخارح.
■ وهل كان أبو شادي متابعا لكتاب تكريمه قبل رحيله؟
□ بالفعل كان متابعا لكتاب تكريمه وراجع البروفة النهائية للكتاب قبل وفاته بليلة واحدة.
■ عانت الدورة السابقة من بعض المشاكل التنظيمية التي ظهرت بشكل واضح في حفل الختام، فكيف ستتجنبون ذلك في الدروة المقبلة؟
□ في العام الماضي كان الوقت قصيرا، حيث توليت مسؤولية المهرجان قبل الافتتاح بوقت غير طويل، أما هذه المرة فكان أول اهتمامتي هو تشكيل الهيكل الإداري والتنظيمي للمهرجان، وقد حدث ذلك بالفعل مع بداية التحضير للدورة المقبلة، أما ما حدث في حفل الختام فكان السبب الرئيسي هو تقديم موعد الختام يومين فأقيم الحفل بدون بروفات وخرج بهذا الشكل، لذلك كنت حريصا على أن يكون شرط اجراء بروفات كافية واضحا في العقود الخاصة بالقائمين على حفلي الافتتاح والختام، حيث تضمنت العقود ضرورة تواجدهم قبل الحفل بيومين، كما تضمن العقد مع مخرج الحفل على ضرورة اجراء بروفة نهائية قبل الحفل.
■ عدم وجود جمهور كان مشكلة دائمة في مهرجان الاسماعيلية، فكيف تواجه هذه المشكلة؟
□ كان هدفي منذ البداية هو تكوين قاعدة جماهيرية لأن الهدف الأساسي من أي مهرجان سينمائي في رأيي هو تكوين جمهور، خاصة من الشباب صغار السن، لأن ذلك هو الذي سيعمل على تحقيق بقية الاهداف الخاصة بنشر الثقافة السينمائية والتفاعل بين المصريين والاجانب وتوجيه رسالة بأن مصر بلد آمنة وتقام فيها أنشطة سينمائية وثقافة مهمة، وأنا أعلم أن تكوين قاعدة جماهيرية ليس أمرا سهلا ويحتاج لسنوات طويلة ولكنني بدأت من العام الماضي العمل على تحقيق هذا الهدف، ولكن الوقت لم يكن كافيا، أما هذا العام فقد بدأنا مبكرا بتنظيم نشاطات سينمائية مختلفة خاصة بالمهرحان وقد بدأ بالفعل نادي سينما الاسماعيلية، وسنذهب إلى الجامعة وإلى أطراف الاسماعيلية.
■ ما هي المشكلة الأكبر التي تواجهها في التحضير للمهرجان؟
□ المشكلة الدائمة لمهرجان الاسماعيلية وجميع المهرجانات المصرية هي الميزانية، فرغم زيادتها عن العام الماضي بمقدار 400000 جنيه، حيث أصبحت مليونا و ستمئة الف جنيه، إلا أنها ما زالت غير كافية في ظل الزيادة الكبيرة في اسعار الفنادق وتذاكر الطيران، خاصة أن دورة هذا العام مضاعفة، نظرا لاحتفالية العشرين عاما التي نقدم فيها خمسين فيلما من الأفلام التي فازت في مسابقات الدورات السابقة، واستضافة صناع هذه الأفلام.
■ وكيف يمكن التغلب على هذه الأزمة؟
□ نجري حاليا مخاطبات مع وزارة السياحة، وكذلك وزارة التضامن للمشاركة ضمن أنشطتهم، مثل العروض في المدارس ولذوي الاحتياجات الخاصة، ونحاول الوصول إلى جهات أخرى راعية، إلا أن ذلك صعب في ظل عدم وجود إدارة لتسويق المهرجان، إضافة إلى اأن رجال الأعمال أصبحوا لا يقبلون على دعم المهرجانات المصرية.
■ لماذا لم تنشىء إدارة تسويق لمهرجان الاسماعيلية؟
□ مع بداية عملي في المهرجان طلبت إنشاء ادارة تسويق على أن يتولاها خبراء في التسويق من خارج المركز القومي، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب التداخل بين الأمور المالية للقطاع الخاص والحكومة.
■ وما هي أسباب عزوف رجال الأعمال المصريين عن دعم المهرجانات السينمائية؟
□ هناك أسباب مختلفة، تأتي على رأسها الأوضاع الاقتصادية التي تدهورت في السنوات الأخيرة، مما جعل الميزانيات المخصصة للدعاية والإعلان قليلة حتى أن الاعلانات التلفزيونية اقتصرت على شهر رمضان فقط، إضافة إلى أن رجال الأعمال لا يهتمون بالأشطة السينمائية والثقافية بشكل عام، كما أن تجارب بعضهم السابقة في دعم مهرجان القاهرة لم تكن ايجابيىة، حيث لم يقدم لهم المهرجان مقابلا لدعمهم للمهرجان، سواء من خلال ذكر اسمهم في حفلتي الافتتاح او الختام أو وضع اسمائهم على بانرز خاصة أو اقامة حفلات يحضرها الفنانون ووسائل الإعلام أو غيرها .
■ برأيك لماذا تتراجع السينما التسجيلية في مصر، رغم وجود مخرجين متميزين؟
□ السبب الرئيسي، إن مخرجي الأفلام التسجيلية لا يستطيعون الاعتماد عليها كدخل آمن مثلما كان يحدث في الماضي عندما كانت الدولة تنتج هذه النوعية من الأفلام، فهذا لم يعد يحدث، فأصبحت الوسيلة الوحيدة أمام المخرجين هي القنوات التلفزيونية الخارجية التي تنتج هذه الأنواع، وهي قنوات موجهة، كما أنها تقدم نوعا واحدا من الأفلام التسجيلية وهو أقرب إلى البرامج منه إلى الفيلم مما يؤثر على كثير من المخرجين.
■ وما هي البدائل؟
□ لا بد من تخصيص إحدى قنوات التلفزون المصري لشراء الأفلام التسجيلية وعرضها، حتى يقبل الشباب على هذه النوعية.
■ وما رأيك في السينما المصرية بشكل عام؟
□ تحسنت أحوال السينما بشكل عام في العامين الأخيرين بعد استقرار الأحوال الأمنية، لكن تظل المشكلة الكبرى هي أن صناعة السينما في مصر لم تتغير على المستوى الثقافي فالمواضيع المطروحة سينمائيا ما زالت تقليدية ولم تعادل التطور الثقافي والاجتماعي المذهل، الذي حدث في السنوات الأخيرة، حيث ما زال صناع السينما يلجأون للمواضيع السهلة التي تضمن الجمهور مثل أفلام الحركة والكوميديا والعشوائيات، لأن الانتاج لا يقبل إلا على هذه النوعيات ويرفض المغامرة.
■ وما هو دور الدولة؟
□ لا بد أن تعمل الدولة على دعم السينما من خلال القوانين التي تحمي الصناعة، وتوحيد الضريبة وعدم التعامل مع السينما مثل الملاهي، وعليها أيضا شراء أفلام وعرضها عبر قتواتها، كذلك تنظيم مسابقة الدعم بشكل جيد بدون بيروقراطية معطلة كما حدث في المسابقة الأخيرة.

عصام زكريا لـ «القدس العربي»: علي أبو شادي راجع البروفة النهائية لكتاب تكريمه في المهرجان قبل وفاته بليلة واحدة
رئيس «الاسماعيلية السينمائي الدولي»: جميع المهرجانات المصرية تعاني من الميزانيات الضعيفة
فايزة هنداوي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية