الحسكة ـ «القدس العربي»: قال عضو الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي وعضو مكتب العلاقات الوطنية والخارجية فيصل يوسف في حديثه «لـ»القدس العربي»، «عقب صدور رؤية الإطار التنفيذي للقرار 2254، توجهنا بمذكرة للهيئة العليا للمفاوضات وطالبنا بتعديل بنود هذه الرؤية ولاسيما أن الفقرات التي تضمنتها أعطت صبغة لقومية واحدة ودين واحد للدولة السورية واعتمدت الثقافة العربية والإسلامية منبعاً فكرياً لأغلب السوريين، بالإضافة إلى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية وحيدة».
وأضاف «انه دائماً كانوا يتخذون خلال الاجتماعات توصيات بأنهم بصدد تعديل هذه الرؤية واللقاء مع المجلس الوطني الكردي ولكن دائماً يتم التأجيل تحت حجج ومبررات عديدة، منوهاً «إلى مشاركتهم بجنيف في شباط المنصرم وجنيف الحالي على أمل تعديل هذه الرؤية بعد تشكيل لجنة من قبلهم لدراسة هذه المقترحات واقرارها في اجتماعات جنيف، لكنهم اجلوا إقرارها أيضًا».
وأشار إلى «اعتراض المجلس الوطني على مسألة أنه لا وجود للكرد في جنيف لأنهم كمجلس يمثل شرائح واسعة من الشعب الكردي إلا أن هيئة التنسيق أصرت على عدم الأخذ بما اتفق عليه، وادعت بأنها لا توافق على هذه الملاحظات إلا من خلال اجتماع الهيئة العليا وبعد حوارات ومناقشات كثيرة لم يأخذوا بتلك التعديلات، لذلك قررنا عدم الاستمرار في الاجتماعات وتعليق الجلسات لحين عقد اجتماعات الهيئة العليا والائتلاف وبالتالي الأخذ بما اتفقنا عليه في المراحل الماضية».
ويعتقد يوسف أن تعليق المجلس الوطني عضويته بالاجتماعات الحالية سيكون له «تأثير سلبي لا شك لأنه يعبر عن تطلعات وأهداف شرائح واسعة من الشعب الكردي الذي هـو جزء من المجتمع السوري وإقصاء الكـرد من المعادلة لا شـك هو عـودة إلى المربـع الأول والاسـتبداد».
وحسب يوسف فإن المجلس الوطني «يسعى للوصول إلى أفضل الصيغ من أجل سوريا المستقبل وانهاء سنوات القهر والإذلال التي تعرض لها الشعب السوري عامة والشعب الكردي خاصة الذي ذاق الأمرين واستهدف بوجوده».
وأكد على مطالب المجلس الوطني الكردي باعتماد سوريا دولة متعددة القوميات والأديان واعتماد ثقافات الشعوب السورية منبعاً خصباً للمسائل الفكرية في البلاد وليس ديانة أو قومية واحدة والأخذ بآلية للقرار بتوافق مع المكون المعني أن كان ذلك يخص مكوناً بذاته، بالإضافة إلى» اعتماد اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المناطق الكردية كما طالب المجلس بالامركزية لضمان حقوق الشعب الكردي وباقي المكونات العريقة، لافتاً إلى وجود شخصيات في قوى المعارضة «حريصة كل الحرص على الحوار والاستجابة لمطالب الكرد الذين هم جزء من المجتمع السوري».
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي «لم نكن نود أن نصل إلى هذا الموقف وخاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الثورة والشعب السوري فالإخوة الكرد في المجلس الوطني الكردي كان ولازال لهم دور أساسي وهام في عملية المفاوضات وهم شركاء المشروع الوطني».
وأضاف لـ «القدس العربي»، «بالتأكيد الملاحظات التي أبداها الإخوة الكرد تستحق نقاشاً معمقاً للوصول إلى تفاهم وتوافق عليها لا بمنطق الأغلبية التسلطي التي لا تراعي حقوق ومطالب الآخرين ولا بمنطق الأقلية التي تريد اقتناص الفرص لتحقيق أكبر المكاسب بل بمنطق المصلحة الوطنية السورية العليا وضمان حقوق ومطالب كل أبناء الشعب السوري بالتوازي والمساواة والعدل».
بينما قال مصدر خاص مشارك في اجتماعات جنيف لـ «القدس العربي» انه تجري الآن محاولات لاحتواء الموقف والوصول لقواسم مشتركة، «وعلينا الانتظار بعض الوقت لمعرفة ما ستفضي إليه المباحثات البينيّة بين أعضاء الوفد المفاوض، على الرغم من إدراكي لحالة الغرور التي أصابت بعض الإخوة الأكـراد نتيـجة هذا الدعم غير المسبوق للقوى الكردية من الجـانب الأمـريكي والغـربي على حـد سـواء».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «ان المجلس الوطني الكردي يطالب بحق الفيتو خلال المرحلة الانتقالية، مما يعني انهم طرف غير منضوٍ في العملية السياسية وغير واثق من الأطراف الأخرى والتي ستكون طرفاً في هذه المرحلة، وهو مطلب مستغرب ويدلل على انعدام الثقة بين الكرد من جهة وبقية المكونات السورية من جهة أخرى»، معتبراً تصرفات المجلس الوطني الكردي «محاولة للهيمنة والتعطيل في حال لم تجرِ الأمور كما يبتغون، وانه نظرة فوقية استعلائية غير مبررة».
عبد الرزاق النبهان
رفض المعارضة السورية الاعتراف بحقوق الكورد المشروعة فى مباحثات جنيف دليل على انهم لا يختلفون عن نظام الأسد الديكتتورى والمغرور الذى أوصل السورين الى هذا الحريق والدمار ودليل أيضا على انه لا يتوقع منهم الخير وهذا التصرف اللا حضارى والتعصب احد أسباب فشلهم وتراجعه وانتكاساتهم العسكرية والذى كلف الشعب السورى ثمنا باهضا وانهارا من الدماء ولا زال الحبل على الجرار