«عقدة» الأمير بندر بن سلطان تعيق أي مصالحة بين الأردن وسوريا وسيارات «منهوبة» من الجمرك ظهرت بيد مهربين ومسلحين

عمان ـ «القدس العربي»: القناة الأردنية – الروسية لا تعمل بكفاءة هذه الأيام ولا تعمل بالكفاءة نفسها التي برزت قبل عام واسابيع في بدايات التواجد الروسي في سوريا.
في هذه الحالة أردنياً النتيجة واضحة وملموسة حيث يؤثر «خمول» الإتصالات الأردنية – الروسية بعد فترة مشهودة من الإنفتاح على اي مشروع تواصل بين عمان ونظام دمشق خصوصاً وان الثانية أقفلت مبكراً الشهر الماضي النقاش حول رغبة الأولى في إجراء مشاورات لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي المغلق بين الجانبين.
الأردن يريد فتح المعبر ولا يمكنه ذلك إلا بتوافق مع حكومة شرعية تدير البروتوكول الحدودي. أما النظام السوري فيتجاهل الطلب الأردني ولا يظهر اي حماس للتفاعل. ورغم الشكوى لموسكو لم يحصل تغيير جذري في الموقف لأن دمشق ما زالت خلف الستارة تتهم الأردن باستقبال وتسليح وتدريب مقاتلين معارضين داخل الأراضي الأردنية لصالح برامج عسكرية أمريكية وهو ما لا تقره عمان بكل الأحوال.
مفارقات غلق معبر نصيب بقرار أردني قبل فترة طويلة متعددة وكثيرة ولا تقف عند الخسائر الإقتصادية والتجارية فقط فمسؤولون أردنيون لاحظوا مؤخراً بان بعض سيارات وشاحنات الـ»بك آب» التي تستخدم في عمليات تهريب او حتى في عمليات قتالية لصالح منظمات إرهابية بالتصنيف الأردني في سوريا هي آليات أردنية في الواقع سرقت ونهبت من مرآب ضخم للسيارات على المعبر الحدودي عندما اغلق المعبر الرسمي.
تلك السيارات وكذلك بضاعة السوق الحرة السورية «سرقت» من قبل المجموعات المسلحة التي تجمعت في معبر نصيب بمجرد إغلاقه، رغم ذلك تمتنع عمان رسمياً عن شرح الأمر مع أن بعض تقارير الإعلام المساند لنظام سوريا أثارت شبهات مرات عدة بعنوان «تزويد الإرهابيين بسيارات أردنية».
في جميع الأحوال فتح معبر الحدود المركزي عنواناً لأزمة القطيعة بين عمان والنظام السوري حيث لا توجد اتصالات دبلوماسية ولا رسمية بل أمنية متبعثرة وبين الحين والآخر بسبب «فتور» دمشق وتخصيصها لعطاء اتهام الأردن والتحريض ضده لسفيرها المطرود من عمان الجنرال بهجت سليمان الذي لا يفعل شيئاً محدداً في الواقع إلا مهمته في مضايقة الأردنيين وإزعاجهم.
حتى موسكو أخفقت في إظهار الحماس اللازم للتنسيق بين عمان ونظام دمشق لأغراض عودة فتح المعبر المغلق.
وبالتلازم أخفقت في إقامة اي نوع من التنسيق الرسمي بين الجانبين على خلفية توثيق وتدوين سجلات بإسم اللاجئين السوريين او التواصل بشأن إعادتهم لبلادهم.
السبب برأي الإستراتيجيين الأردنيين وهم قلة بكل الأحوال يتمثل في ان نظام دمشق يريد مواصلة نظريته في معاقبة الأردن على دوره في دعم ثورة الشعب السوري قبل نحو خمس سنوات قبل ان تتقاطع الأجندات وتتبدل الأحوال.
منذ البداية نقل القيادي الفلسطيني عباس زكي لأصدقائه الأردنيين ما سمعه من الرئيس بشار الأسد شخصياً في مقابلة يتيمة حول قناعته بان «درعا وما يحصل فيها مشكلة أردنية».
اليوم وبعد التطورات الدراماتيكية على الحدود طرح الناطق الرسمي الدكتور محمد مومني ومن خلفه وزير الخارجية ناصر جوده خطاب «مشكلة اللاجئين في درعا ومحيطها دولية وليست أردنية».
الأسد قال بان درعا مشكلة أردنية رداً على ما يصفه سفيره سليمان بدعم المملكة لمشروع الأمير بندر بن سلطان في تسليح الإرهاب في سوريا.
والأردن اليوم يواجه خذلان العالم له وبعد حادثة الركبان تحديداً وإغلاق حدوده عسكرياً برفضه أي محاولة لجعل مساندة اللاجئين غير المتفق عليهم من الهموم الأردنية.
تبدلت الظروف والبيئة الإقليمية بعد الاقتحام الروسي للمعادلة السورية، رغم ذلك القطيعة الدبلوماسية لا زالت سيدة الموقف بين عمان ودمشق مع «اختراقات قليلة» لأغراض أمنية بين الحين والآخر لا تكتمل ليس فقط بسبب صلافة النظام السوري وغروره، ولكن ايضاً بسبب حرص عمان دبلوماسياً على بقاء قدرتها متاحة للتحدث مع «كل الأطراف» في المعادلة السورية.
العلاقة المتوترة جداً ايضاً خلف الكواليس بين عمان وطهران تحرم الأردن من «قناعة فعالة جداً» في اللعبة السورية وتنعكس بالضرورة على مناخ التفاعل مع حزب الله اللبناني، الأمر الذي يفسر «العدائية» التي تظهر ضد الأردن وأخباره في محطتي «الميادين» و«المنار».

«عقدة» الأمير بندر بن سلطان تعيق أي مصالحة بين الأردن وسوريا وسيارات «منهوبة» من الجمرك ظهرت بيد مهربين ومسلحين

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    وماذا عن الجبهة الجنوبية للجيش الحر بجنوب سوريا ؟ لماذا لا تنسق الأردن معهم بدلاً من التنسيق مع بشار ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مواطن أردني:

    إذا كنت درعا مشكلة اردنية على حد قول الأسد وكأن درعا ليست مدينة سورية إذاً فاليسلمها للأردن يريح أهل درعا منه ومن شره ويريح نفسه من وجع الراس وباستطاعة الأردن إمتصاص درعا بكل سهولة بسبب التقارب الثقافي والعائلي والجغرافي بينها وبين شمال الأردن إي منطقة سهل حوران.

  3. يقول Dr arabi,UK:

    The Arabic proverb says** You tied it up with your hands and blew it with your mouth** this goes for what Jordan did.

  4. يقول محمد خليل:

    من يقصف شعبه بكل انواع الاسلحة المتطورة والذكية والغبية شو بتترجى منه , الاسد سيبقى يكابر حتى ولو لم يملك الا غرفة تحت الارض في الصين . قبل التدخل الروسي كان نظامه على وشك السقوط وهو يقول سندحر ونقتل ونذبح واليوم لا يسيطر الا على 20% من سوريا ولا يزال يكابر
    ماذا تنتظر من رئيس دولة يهجر شعبه ويحرض العالم عليهم بقوله ان الارهابيين يختلطون بالمهاجرين فاحذروا منهم

إشترك في قائمتنا البريدية