غزة ـ «القدس العربي» ـ من أشرف الهور: قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ابتداء من أمس، إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة، استنادا إلى توصيات رفعتها المؤسسة العسكرية، كعقاب على إطلاق الطائرات الحارقة.
ونقل عن نتنياهو القول خلال انعقاد جلسة لكتلة «حزب الليكود»، إنه تشاور مع وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وإنهما قررا تشديد الحصار المفروض على غزة بشكل آني، وسيسمح فقط بإدخال المواد الغذائية الأساسية والدواء. وحسب التعليمات سيحظر دخول وخروج أي شاحنات تجارية، للضغط اقتصاديا وإنسانيا على سكان غزة وحركة حماس.
وهذه هي المرة الأولى ألتي تعلن فيها إسرائيل عن فرض عقوبات جديدة على غزة، بسبب «الطائرات والبالونات الحارقة»، التي لجأ إليها الفلسطينيون منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» في 30 آذار/ مارس الماضي.
ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، بسبب الحصار المفروض منذ 12 عاما، الذي رفع من نسب الفقر والبطالة.
في السياق هدد ليبرمان باللجوء إلى القوة العسكرية، وشن حرب على غزة، إذا استمرت عمليات إطلاق هذه الطائرات والبالونات.
وقال في جلسة لنواب حزبه في الكنيست «إسرائيل لا تخشى المواجهة الشاملة مع حماس»، وإنه يريد أن يوضح هذه النقطة لقيادة حماس، وتوعد المقاومة بـ «دفع الثمن غاليا»، حال حدثت أي مواجهة مسلحة، رغم أن ليبرمان قال أيضا إن تل أبيب لا تبحث عن «مغامرات عسكرية».
وأشار إلى أن الحرائق التي سببتها الطائرات الحارقة، التي أطلقت من غزة، كانت كبيرة جدا، وأتت على 28 ألف دونم، لافتا إلى أن هذه المساحة توازي مساحة مدينة نتانيا. وأضاف «لا ننوي تقبل هذا الأمر ولا ننوي الاستمرار هكذا، لذا أقترح عليهم في البداية العودة لعقولهم والتوقف عن الاستفزازات على السياج وكذلك الحرائق».
وأعلن جيش الاحتلال رسميا عن اعتماده التعليمات الصادرة عن المستويين الأمني والسياسي بإغلاق المعبر.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، إنه لن يتم تصدير أو تسويق أي بضائع من قطاع غزة، وإن القرار يشمل عدم توسيع مسافة الصيد إلى تسعة أميال بدلًا من ستة.
وتوعد في حال استمر إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة» التي حمل حماس المسؤولية عنها، بالاستمرار في هذه الإجراءات وتكثيفها.
يشار إلى أن جيش الاحتلال فشل في مواجهة «الطائرات الحارقة»، خلال الفترة الماضية، رغم وضعه منظومة رادارية على حدود غزة لهذا الغرض، واستهدف الجيش خلال الفترة الماضية شبانا بزعم إطلاقهم هذه البالونات.
وكان الرئيس الاسرائيلي روفين ريفلين الذي زار المناطق الحدودية في «غلاف غزة»، قد توعد بالرد على مطلقي «الطائرات الحارقة».