عمق التجربة والكاريزما التي يتمتع بها أردوغان تجعل من إنجي مرشحاً متواضعاً أمامه

حجم الخط
1

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام الأخيرة على هز ثقة الشارع التركي بشخصية محرم إنجي مرشح حزب الشعب الجمهوري وأبرز منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بشكل مبكر ومتزامن مع الانتخابات البرلمانية في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وعلى الرغم من أن محرم إنجي يتمتع بشخصية قوية ويجيد الخطابة إلا أنه يبدو متواضعاً عندما تجري مقارنته بأردوغان الذي يتمتع بتاريخ سياسي عريق إلى جانب ان تربعه على حكم تركيا منذ 16 عاماً أكسبه تجربة سياسية عميقة جعلت منه الرجل الأقوى في البلاد دون منازع طوال السنوات الماضية.
وهو يحاول بقوة كسر الصورة النمطية التي لاصقت أكبر أحزاب المعارضة التركية وزعيمه الحالي كمال كليتشدار أوغلو الذي تُجمع الكثير من الأطراف السياسية في البلاد على ضعف شخصيته وعدم تمتعه بكاريزما وفنون الخطابة التي تمكنه من التأثير على مكانة أردوغان في الشارع التركي.
في المقابل، يُعرف عن أردوغان ذو الكاريزما النادرة قدرته على مخاطبة الشارع التركي بشكل دقيق جداً حيث يجيد مخاطبة كافة فئات وشرائح المجتمع الفكرية والسياسية والاجتماعية، إلى جانب بلاغته وطلاقته وحفظه لآيات من القرآن وأحاديث وأشعار وأغاني شعبية ووطنية حماسية تساعده في تحفيز وتحشد أنصاره بشكل لا نظير له بالبلاد.
وهو يرتكز بشكل أساسي على إظهار ضعف شخصية زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو و«خوفه» من الترشح للرئاسة التركية أمامه، معتبراً أن «عدم ترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري واختيار نائب من الحزب هو فضيحة بحق الحزب تدل على فشل زعيمه وضعفه».
ولاحقاً انتقل أردوغان إلى مهاجمة مدرس الفيزياء السابق محرم إنجي بشكل مباشر، معتبراً أنه «شخص مغمور لا يمتلك أي خبرة سياسية وهو ضحية لزعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو الذي يستخف فيه ولا يثق به كمرشح قادر على الفوز بالرئاسة».
وفي محاولة لهز صورته في الشارع التركي، قال أردوغان في خطاب له، الاثنين ساخراً: «كليتشدار أوغلو ينادي على (إنجي) بشكل عامي وينتقص منه ويقول له «اقترب هنا إنجي إقترب هنا» في مؤتمر تقديمه مرشحاً للرئاسة التركية»، متسائلاً كيف يمكن لهذا الشخص أن يصبح رئيساً للجمهورية؟.
وقال أردوغان: «يقدمون مرشحاً للرئاسة ومن ثم يظهر زعيم الحزب للإعلان عن برنامج مرشحه للرئاسة؟، كيف يمكن أن يحصل ذلك؟، ألا تثقون بمرشحكم؟». وقال أردوغان: «هذا ضعيف بالسياسية، لا يعني أن تصبح مرشحاً بأن تكون سياسياً قادراً على إدارة البلاد»، مضيفاً: «هم يتحدثون ونحن نفعل، هم لا يستطيعون مجرد تخيل المشاريع التي ننفذها بينما نحن نطرحها ونحولها لحقيقة واقعة على الأرض».
وانتقد أردوغان بشدة توجهات مرشح المعارضة التي أعلن عنها ومن ضمنها وقف برنامج صناعة السيارة التركية الوطنية، وإلغاء مشروع قناة إسطنبول، وقال أردوغان: «إنجي سيوقف مشروع السيارة وقناة إسطنبول، يا إنجي طبيعي أن تقول ذلك لأن حزبك لا يعرف معنى العمل والتطوير، لا يوجد في ماضيه زراعة شجرة واحدة في البلاد.. هذا الحزب دخل انتخابات وخسر، ثم خسر، ثم خسر، هذا حزب الخسائر».
ورداً على تصريحات لمحرم إنجي قال فيها إن أردوغان ذهب إلى ولاية بنسلفينيا الأمريكية للحصول على إذن من فتح الله غولن من أجل تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم عام 2001، طالب الرئيس التركي من مرشح المعارضة إظهار الدليل على ذلك وإلا فإنه سيعتبره «جبان وكذاب»، وقال: «يبدو أن محرم إنجي تعلم الكذب من معلمه الكبير»، في إشارة لزعيم الحزب كليتشدار أوغلو.
والثلاثاء، رفع أردوغان دعوى قضائية رسمياً بحق مرشح المعارضة مطالباً بتعويض مالي على اتهامه بالحصول على إذن من غولن، واعتبرت الدعوى أن تصريحات إنجي فيها «إهانة لرئيس الجمهورية»، وطالبت بتعويض معنوي قيمته 100 ألف ليرة تركية.
ويحاول إنجي السير على خطى أردوغان بعقد مهرجان جماهيرية شبه يومية في المحافظات التركية وإلقاء خطابات تحاكي هموم المواطنين بكافة شرائحهم، لكن وعوده تبقى محدودة مقابل أردوغان الذي يتحدث عن إنجازات 16 عاماً قضاها حزبه في الحكم.
وما زالت استطلاعات الرأي والتقديرات تؤكد تفوق أردوغان على جميع مرشحي الرئاسة التركية، إلا أنه وفي حال فشل الرئيس التركي بحسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، سيكون إنجي منافسه المؤكد في الجولة الثانية كونه يتمتع بثاني أكبر شريحة من الدعم بعد أردوغان، وهو ما قد يصعب الجولة الثانية على الرئيس التركي لا سيما في حال توافق جميع أحزاب المعارضة على دعم إنجي في هذه الجولة.

عمق التجربة والكاريزما التي يتمتع بها أردوغان تجعل من إنجي مرشحاً متواضعاً أمامه
اردوغان يركز على هَزّ ثقة الشارع في شخصية أبرز منافسيه لانتخابات الرئاسة التركية
إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Ismael:

    محرم انجي له صله ب حركة فتح الله غولان.
    وهذا سيظهر بعد الإنتخابات.
    هناك رجل أعمال يهودي ساعده محرم انجي في بعض المشاريع في مدينة يلوفا قريب من إسطنبول.
    وحتى ان في ليلة الانقلاب العسكري كان هناك إتصالات خارجيه مع الحزب الجمهوري.
    أردوغان لا يريد الدخول الآن معهم .
    أردوغان سيفوز في الإنتخابات في المرحله الأولى.
    العداله والتنمية مع حزب القومي سيكون ٤٦%+١٥=٦١ وهذا ما سيحدث لان الأتراك أدركوا ان التحالف الخارجي سيدرك اقتصاد تركيا فهم وراء أردوغان.
    المعارضه التركيه ليس لها أي برنامج مقنع هم هدفهم إسقاط أردوغان وليس يهمهم ما سيحدث .
    الشعب التركي له احساس قوي وصادق وهم دافعوا عن أردوغان في الانقلاب العسكري وفي هذه الإنتخابات سيحصل مره اخرى.
    أردوغان هو الزعيم الإسلامي الذي يستحق الدعم.

إشترك في قائمتنا البريدية