عملية بئر السبع تؤجج التوتر بين العرب واليهود في إسرائيل

حجم الخط
2

الناصرة ـ «القدس العربي»: تشهد العلاقات العربية اليهودية في إسرائيل توترا متجددا بعد الكشف عن هوية منفذ عملية بئر السبع، وهي العملية الثانية التي يقوم بها شباب من فلسطينيي الداخل. الأولى نفذها قبل أسبوع شاب من مدينة أم الفحم في منطقة الساحل.
وتشارك وسائل إعلام إسرائيلية ومنتديات التواصل الاجتماعي المؤسسة الحاكمة في مهاجمة القيادة السياسية لفلسطينيي الداخل، وتتهمها بتسخين الأجواء ودعم «الإرهاب». وتواصل السلطات الإسرائيلية احتجاز جثمان مهند العقبي منفذ عملية بئر السبع وتحظر على عائلته إقامة بيت عزاء في بلدته قرية العقبي بالنقب داخل أراضي 48 مثلما تواصل تهديد الحركة الإسلامية بحظرها.
وما زال سكان قرية الحورة( 2000 نسمة (التي تقيم فيها أسرة العقبي محرومين من شبكات الماء والكهرباء وبقية الخدمات الأساسية وكثير من أطفالها يلهون بالشوارع حفاة. وتكابد القرية الإهمال المريع كونها واحدة من 45 قرية عربية في النقب 200) ألف فلسطيني بدوي) لا تعترف إسرائيل بها وتساوم سكانها على الرحيل والإقامة في بلدات كبيرة مجاورة.
مهند الذي كان يستعد للتعلم الجامعي ينتمي لأسرة فقيرة تعد ثمانية أنفار والدهم عاطل عن العمل ووالدتهم هجرّت الصهيونية عائلتها إلى غزة بعد النكبة الفلسطينية.

هواتف محمولة

وكانت قوات كبيرة من الشرطة قد داهمت منزل العائلة فجر أول من أمس وحطموا بابه وهم يوجهون بنادقهم نحو رأس الأب. ويقول أبو مهند لـ «القدس العربي» إن الشرطة الإسرائيلية صادرت حاسوب ولده وكافة الهواتف المحمولة.
وقد تم أمس تمديد اعتقال شقيق منفذ العملية عمر العقبي (19 عاما) وهو طالب جامعي في محكمة الصلح في أشكلون (عسقلان (بستة أيام. وكانت السلطات الكندية قد طردته من البلاد في شباط/ فبراير الماضي بعدما بلغها للعمل والتعلم لعدم حيازته تأشيرة دخول.
ويتهم والد منفذ العملية خليل العقبي قوات الأمن الإسرائيلية بإعدام ولده ويقول إن الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد ولم يبق له سوى الترحم عليه. الوالد الثاكل الذي اضطر لفك بيت عزاء أقامه بساحة منزله البسيط بتهديد الشرطة الإسرائيلية أمس يوضح أن ولده قام بالعملية بشكل فردي. ويبدو الأب الثاكل صابرا على محنته وهو يروي أن ولده مهند خرج الأحد عند الرابعة فجرا وعاد بالرابعة بعد العصر من يوم عمل طويل.

نضال سياسي

ويقول الأب إن زوجته أخبرته فور عودته من عيادة شقيقته في مستشفى «سوروكا» أن منهد عاد من العمل،اغتسل وخرج لبئر السبع المجاورة. ويضيف بلهجة هادئة «في الأيام الأخيرة تصرف مهند بشكل اعتيادي وهو أصلا ليس إنسانا عنيفا».
كما يوضح أبو مهند أنه وأبناءه يقومون بواجباتهم الدينية مثلهم مثل بقية الناس ويرفض ما قام به ولده، ويقول إن واقع فلسطينيي الداخل يحتم عليهم النضال السياسي المدني فقط وبنفس طويل.
ويؤكد إنه لم يلحظ أيضا أي إشارة زعل أو إحباط لدى مهند لاسيما أنه يميل للإنطوائية. ورجح أن طرده من قبل سلطات الهجرة في كندا وحرمانه من العمل وتحقيق حلمه بتعلم الأدب الإنكليزي قد ترك أثره عليه. ويتابع «ليتني أستطيع أن أدخل لأعماق نفسه لأفهم ما مر عليه. فرب العالمين فقط يعرف ما الذي قاده لذلك». واستنكرت الفعاليات السياسية العربية داخل إسرائيل العملية لكنها حملت إسرائيل مسؤوليتها وتتهم رئيس حكومتها بمواصلة التحريض عليها.
وشجبت القائمة المشتركة العملية. واوضحت ان نضال الجماهير العربية في إسرائيل هو نضال سياسي، شعبي وبرلماني غير عنيف. وتابعت في بيانها «نحن نعود وندعو الجمهور العربي واليهودي الى الوقوف معا في النضال من أجل اختراق دائرة الاحتلال والكراهية الرهيبة . «وشدد على أن الطريق الوحيدة لعمل ذلك هي إنهاء الاحتلال والتوصل الى اتفاق سلام يضمن الاستقلال والعدالة للشعبين». وحذرت القائمة من «التحريض والتخويف» من جانب الحكومة وقالت ان «هذا هو ما أدى الى قتل المواطن الأريتري هابطوم زرهوم».
وهاجم رئيس حزب «يسرائيل بيتينا» افيغدور ليبرمان القائمة المشتركة، وقال خلال جلسة لكتلته «إن من لا يريد معالجة حنين زعبي وجمال زحالقة وتحريضهما ضد إسرائيل وضد اليهود، عليه أن لا يفاجأ بخروج «مخربين» من الناصرة وحورة». واتهم ليبرمان رئيس الحكومة بمنح الشرعية للقائمة المشتركة لأنه التقى أعضاءها.
وعقد رؤساء السلطات المحلية البدوية في النقب، اجتماعا طارئا، ومن ثم مؤتمرا صحافيا في بئر السبع. وخلاله شجب رئيس بلدية رهط طلال القريناوي العملية بشكل قاطع، وحذر من الأبعاد الممكنة للعملية على العلاقات بين سكان النقب. وتابع «ان هذا العمل فردي ولا تقوموا رجاء بتعميمه على كل الجمهور البدوي في النقب. طريق منفذ العملية ليست طريقنا، لكن الوضع الذي نتواجد فيه ليس سهلا، حين تحارب الدولة أبناء شعبنا. يجب ان يتوقف التحريض».
كما واصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حملاته على الحركة الإسلامية في الداخل وكرر تهديده بوقف تمويلها من كل الجهات. وصدر أمس أمر يحظر على نائب رئيسها الشيخ كمال خطيب مغادرة البلاد. وقال نتنياهو مجددا أمس إن الحكومة ستغلق الصنبور المالي للحركة الإسلامية.
وقال أمس إن الأموال تصل الحركة الإسلامية من الخارج من حركة الإخوان المسلمين في تركيا ومصر، وأما في الداخل فتصل من مصادر مختلفة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت « أمس ان قرار نتنياهو هذا جاء في وقت يتواصل فيه النقاش مع المستشار القضائي للحكومة حول حظر الحركة الإسلامية. ويخضع الموضوع الآن للعلاج، وسيتم تحديد التطورات حسب الإمكانيات القانونية.
كما قال نتنياهو ان «الجمهور الإسرائيلي يعرف أنه خلال السنوات السبع المنصرمة، وخاصة خلال السنوات الأربع الاخيرة، التي تفكك خلالها الشرق الأوسط، وذبح مئات الآلاف وهجر الملايين، حافظت انا على إسرائيل هادئة». وأضاف انه يؤمن بأن الوضع يخضع للسيطرة، وتابع «إذا فحصنا الحلبات التي كان يمكن اشتعالها – عرب إسرائيل، الضفة، غزة والحرم القدسي، يمكن القول انه يعم الهدوء النسبي والسيطرة الإسرائيلية.» وحسب رأيه فإن «السلوك الصحيح هو الذي ضمن عدم حدوث اشتعال كبير باسم حرب دينية، بما في ذلك اندلاع إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان».
وقال نتنياهو إن «هناك ما يكفي من القوات في المدن وعلى مفارق الطرق وفي المواصلات العامة». وأوضح أن تغيير أوامر إطلاق النار وتطبيقها على الأرض خفض من العنف بشكل كبير.» واستطرد ان ما تبقى هو « التحريض « في الشبكات الاجتماعية متهما مدير فيسبوك أيضا بقوله «بن لادن يصادق تسوكربرغ».
واكد نتنياهو ان «القدس ليست مقسمة وليست مشتعلة». وفي تعقيبه على الحاجز المتحرك الذي تم وضعه بين حي قصر المندوب السامي وجبل المكبر في العاصمة، قال إن الجدار الواقي الذي يبلغ طوله سبعة أمتار وضع في نقطة واحدة من أجل منع رشق الزجاجات الحارقة.

إعلام مجند

كما هو الحال في الأزمات واصلت بعض الصحف الاسرائيلية مشاركة المؤسسة الحاكمة تحريضها على المواطنين العرب.
وبرز في «يديعوت احرونوت» التحريض على العرب والمواطنين البدو في النقب، بشكل خاص، من خلال العنوان الرئيسي الذي يتوج الصفحة الأولى الذي جاء فيه: «مخرب من بينكم» في رد على تصريح قادة المجتمع البدوي بأنهم يشجبون العملية ويسعون الى التعايش. ولم تكتف الصحيفة بهذا العنوان، بل توجت الخبر في صفحتها الثانية بعنوان آخر جاء فيه «خطر من الداخل»، يتم فيه التركيز على هوية مهند وكونه ابن مواطنة من مخيم النصيرات في غزة، تزوجت من مواطن عربي من النقب وحصلت على الهوية الإسرائيلية.

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول طاهر الفلسطيني المانيا:

    انصرفوا من بلادنا والا ستكون هنا نهايتكم القريبة والمحتومة.

  2. يقول نمر ياسين حريري ــ فرنسا .:

    يفعلون ما يشاؤن باملاك الغير وان سالتهم مذا تفعلون فتكون انت محرّض وارهابي

إشترك في قائمتنا البريدية