عنب

قبل أيام ثارت زوبعة في الكويت على إثر خطبة يوم الجمعة التي قال فيها خطباء وزارة الأوقاف ما معناه أن سفور المرأة هو نوع من أنواع الإنحلال. على إثر ذلك، نشطت الكويتيات في إحياء «هاشتاغ» على تويتر لمحاربة الفكرة وللتأكيد على مفهوم حرية المرأة التي لا يجب ربطها بأي نوع من أنواع الإنحلال أو صبغها بالتبرج. يدعو هذا النشاط الإعلامي للتفكر حقيقة في موضوع الحرية ومدى حقيقيتها في حياتنا نساءً ورجالاً نحيا في ظل مفاهيم وتفسيرات دينية لا مجال حقيقياً فيها للحرية ولفضيلة الإختيار.
بادئ ذي بدئ، لا تعرف الغالبية العظمى من النساء النشأة التاريخية لمفهوم الحجاب ولا الظروف التي أحاطت بهذا اللباس، قبل وإبان وبعد الدعوة الإسلامية، السواد الأعظم من النساء مثلاً لا يعرفن أن الحجاب كان يستخدم في المرحلة التاريخية الأولى من الدعوة الإسلامية للتفرقة بين الحرة والعبدة، وأن الجاريات كن يضربن بالعصاة، كما ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب، ليخلعن الحجاب والذي كان يرى الخليفة أن لبسه يعد «تشبهاً بالحرائر».
هذه المعلومات مهمة جداً في تحري الموقف من الحجاب، فمن خلال فهم صيغته التاريخية وظروفه الأيديولوجية يمكن تكوين رأي أوضح حول مبدئية حرية إرتدائه.
هذا ولا تسائل الكثيرات من النساء حقيقة مساهمة إرادتهن الحرة في إختيار الحجاب، معتقدات أنه إذا ما إتخذن هن بأنفسهن هذا القرار من دون ضغط من آخرين، فتلك تعتبر حرية إختيار. الا أن الواقع يقول أن الحرية تنتفي في ظل التهديد، فأن تهدد المرأة بأنواع عذاب سيريالي مرعب في القبر وفي جهنم إذا ما ظهر طرف من جسدها أو إذا ما تعطرت أو تجملت، ثم تترك لها «حرية الإختيار» بين هذا العذاب أوإتقائه، فلا وجود حقيقياً هنا لحرية الإختيار، إلا لربما بين قسر النفس على الحجاب أو الحياة في ظل خوف ورعب مستمرين من القادم ما بعد الموت.
لا يمكن للحرية كمفهوم أن تتوازى والتهديد والوعيد، لا يمكنها حتى أن تتوازى والإغراء والتسويق، الحرية الحقيقية تتبدى عندما تتحقق للإنسان ملكات الحكم العقلانية المنطقية الكاملة غير المعترضة بتهديد أو إغراء. وعليه، ليس للمرأة المسلمة واقعياً، تحت المفاهيم والتفسيرات الدينية الحالية، حرية إختيار بالمفهوم الحقيقي، لربما يتبدى لها وهم الحرية قائماً في إعتقادها أن قرار لبس الحجاب من عدمه هو قرارها، إلا أن الحقيقة هي أن ما يقرر لها هو خوفها أو رغبتها أو حتى يأسها من توازن هذين.
لذلك، أنا لا أعتقد أن المشكلة تكمن في خطيب إتهم إمرأة سافرة بالفجور، أنا لا أعتقد أن هذا الخطيب، طبقاً لفهمه العقائدي، قد باعد عن الحقيقة في الواقع، لا أرى أن له حرية قول غير ذلك في الحقيقة، أو أنه هو ليس الملام في النهاية. إذا كان الهدف هو صيانة حق المرأة وحريتها وإنسانيتها، فإن الحاجة ملحة لتغيير الفهم والتفسير العقائديين، لتطوير الفكر الديني ليواكب المفاهيم الإنسانية الحديثة التي تعدت منذ عقود فكــــرة التمييـــز بين البشـــر على أساس الجنس، تلك المفاهيم التي ترفض اليوم كل تهديد أو وعيد لتسويق أي فكرة فلسفية أيديولوجية مهما بلغت قداستها.
ليس الهدف ببعيد حقيقة عن مفاهيم الشريعة الإسلامية والقابلة جداً للتطوير وللمواءمة مع المفاهيم الحالية للحقوق الإنسانية وحتى مع مفاهيم الفكر الديني الحديث والتي منها مفهوم علاقة الإنسان بالرب والتي تخلت، منذ عقود كذلك، عن قاعدة الخوف وعن سلاحي الثواب والعقاب، لتشكيلها وتدعيم قواعدها.
الفكر الإسلامي قابل جداً لهذا التطوير، والنساء هن الأحوج لهذا التغيير والذي من دونه سيبقين منشغلات بالأعراض من دون المرض الحقيقي، سيبقين يتسابقن على العنب ويتركن الناطور.

عنب

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ المغربي
    اعتقد ان موضوع اسناد الرواية تاريخيا وواقعيا هو مجال ارسيت اركانه…وضبطت تفاصيله ومقتضياته منذ امد بعيد…الى درجة جعلت بعض المستشرقين البارزين وليس العرضيين…يعتبرون منهج المسلمين في الجرح والتعديل والتثبت من المنقول المكتوب والشفهي رواية ودراية…، من ادق المناهج الانسانية التي لاتضاهيها الا بعض الكيفيات العلمية الدقيقية المعتمدة من طرف اكبر اجهزة المخابرات في ميدان البحث عن صدقية الحدث وفاعله.
    هل تستطيع ان تعطينا مثال واحد على ما كتبته .هل يمكن ان تدلنا على اي اثر مادي تم اكتشافه في مكة او المدينة عن تلك الفترة منذ بداية النبوة الى نهاية الخلافة الراشدية

  2. يقول عرلي حر:

    اخي سلام من ألمانيا
    انا لا أصدق حديث و لااكذب اخر وإنما أطرح تساؤلات لا اجد لها اجابة لا من الكاتبة ولا من حوارييها ،
    تقول ان عهد عمر كان فيه جواري يبعن في مكة وانا هنا اسأل
    ان كانت روايتك صحيحة فبأي منطق تنتقدون من يعتقد ان الاحاديث صحيحة ؟
    الكاتبة جاءت بروارية عن عمر بن الخطاب ولم
    يكلف احد من معجبييها بان يتساءل
    كيف يحق لاحد ان يسرد روايات تتناسب من ما يدعو له ولا يحق لخصومه فعل نفس الشئ ؟
    سؤالي بشكل آخر
    كيف تسمحون بالتشكيك في كل الموروث الثقافي للامة بدعوى الحداثة وتنتقدون كل من يدعم رأيه بحديث او أية وفي نفس الوقت تدعمون اطروحتكم بروايات تاريخية
    لا دليل على صحتها ؟
    اليس هذا هو الازدواج الفكري؟؟؟؟؟؟؟

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      @الاخ عربي حر،
      .
      المسألة ليست هل الكاتبة تصدق أو لا تصدق حديثا.
      .
      المسألة هي معالجة منطقية تعتمد على نوع من أدات قوية في المنطق، ألا و هي ” قياس او برهان الخلف” اي برهنة القضية بإثبات
      فساد نقيضها. و هنا يفترض المحلل آنيا ان القضية صحيحة، ليثبت تناقضا ما في تحليله لاحقا.
      .
      أرفع القبعة لابتهال ههنا.

    2. يقول عادل:

      هذا إذا سلمنا أن الكاتبة نجحت في اثبات الاثنين. كنا نتمنى لو ان الكاتبة تفعل كما قلت يا سيد ابن الوليد ولكن خواطرها التي تسطرها في مقالاتها تشي بغير ذلك.

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    نحن نعيش فى زمن الإسلام الاستعراضى ….و الفتاوى البهلوانية …..قطعة قماش لا تحدد مدى ايمان و عفة امرأة كما أن العكس صحيح ….سيدتى الكاتبة اتركيهم يتمرغون فى التراب معركتهم معركة خاسرة 100% ….
    لدى صورة تعود الى 80 سنة إلى الوراء و فيها رجل تونسي يمسك محراث و من يسحب المحراث 3 نساء ( مثل الدواب ) …..لكن اليوم من هى التونسية التى تقبل ان يفرض عليها أحدهم قطعة قماش و من هى التونسية التى تقبل أن يفرض عليها من تتزوج و……و…….و……..و التونسية اليوم تناقش المساواة التامة بكل حرية و خاصة المساواة فى الإرث العزيزة على قلوبنا جميعا ….الطريق طويلة لكن معركتهم فى النهاية خاسرة و هم يعرفون ذللك جيدا لذالك أحدهم منفعلون و حججهم لم تعد تنطلى على طفل 5 سنوات ….انتهى الأمر…..تحيا تونس تحيا الجمهورية

  4. يقول محمد صلاح:

    مقال جرىء جدا جدا
    خاصة فى هذا الوقت
    الذى اندحرت فى داعيش وأمثالها
    وكذالك افول الجماعات التى تستخدم
    الدين لأغراض سياسية
    وهذا يرجعنا الى المربع الاول
    وهو هل كل من ارتدت الحجاب فى عصرنا الحالى
    ارتدته عن اقتناع او بسبب خوف من كلام الناس ونظرتهم لها
    هل كل من لم تلبس الحجاب حتى لو كانت تطبيق
    شرع الله ومحتشمة تعتبر مارقة
    وماذا عن من يلبسون الحجاب ويفعلون كل الحرام
    وماذا عن امهاتنا وجداتنا الذى كانوا يؤدون كل الفرائض
    ولم يكن محجبات فى عصرهن
    كلها أسئلة لن يستطيع الرد عليها الدعاة الجدد
    الا بالرد المألوف احنا فى اية ولا اية
    شوف اللى حصل فى سوريا او العراق او اليمن
    وشوف امريكا وشوف السيسى وشوف وشوف
    الغريب والعجيب ان بعض العرب ذهبوا الى
    أفغانستان بدعوة من امريكا لنصرة الاسلام
    ضد الكفار الروس
    وخرج الروس وتحول هؤلاء من نصرة الاسلام
    الى القاعدة وداعش لتشوية الاسلام
    وأصبحت ملابسهم هى الزى الرسمى المطلوب
    ان يلبسه المسلمين
    والا هم مرتدين عن الاسلام وخوارج العصر ?

  5. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    قبل سنة ونصف تقريبًا كتبت الدكتورة ابتهال مقالة بعنوان عنب د. ابتهال الخطيبNov 18, 2016!!! وفيها وصف للخوف الذي يعشعش داخل فكر الانسان المسلم , هذا الخوف الذي يمنع عنه كل قبول للتجديد ويقعده ويجعله اداة لاملاءات رجالات السياسة ومشايخ الفتاوي ,وبحسب هذه الاملاءات يصبح المسلم انسانًا محبطًا ومقعدًا ومشلول الارادة والعزم , وهذا يودي الى صب جُل غضبه على الغير وكرههم !!
    اما في هذه المقالة الآنية ,فقد جاء نبيذ عنبها اكثر نقاوة واطيب نكهة؟؟!! لان مشايخ الفتاوى اصدروا ما معناه ان عصير عنبكِ يا د. ابتهال ما زالت تختلط فيه حصرمية المذاق دون ان يكلفوا نفسهم بتذوق طعمه؟!!
    وللمصداقية نقول ان المحجبة المسلمة لو خلعت الحجاب والنقاب واستبدلتا بتنورة ميني وببكيني حتى , ذلك لن يعفيها من التهجم المسعور الغربي تجاهها , ذلك ناتج من الكراهية المتأججة في صدور الغربيين تجاه المسلمين؟؟! هذا لا يقول ان الحق مع فتاوى المشايخ التي تقول ان سفور المرأة المسلمة هو نوع من الانحلال !!! والاحتذاء هو نوع من الكفر والاقتداء بالعصرنة هو مسلك الكافرين؟!
    واخيرًا ان ما كان يلائم قبل الف عام , وما كان مقبول ويعمل بموجبه , اصبح من المخلفات الضارة وفرضه مرفوضٌ ..مرفوضٌ..مرفوض والسلام .

  6. يقول هياب المساعد:

    يا دكتورة ابتهال..الله يخليك انظري الى لقبك : الخطيب.يعني جدك كان يلبس الجبة والعمامة لكونه خطيبا في المساجد.وانت تحملين لقبه الان مع اسمك..فلماذا لا تبحثين عن لقب جديد مودرن ؟

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      الخطيب قد تعني مارتن لوتر كينغ او مالكوم ايكس او مانديلا ….. غاندي …. :)

  7. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ عربي حر
    الحديث الذي اوردته السيدة الكاتبة عن عمر هو الذي استند ويستند عليه الفقهاء في مسالة الحجاب من عدمها وكلمة الحجاب بمعناها الحالي (غطاء الراس والرقبة)لم تكن متداولة سابقا والقران واضح في معنى مفردة الحجاب الذي تذكر في الايات.

  8. يقول المغربي-المغرب:

    يا اخ سلام رغم انني لست متخصصا في المجال الذي طلبته…الا انني احيلك على الالاف من الكتب وليس العشرات في طرق النقل والرواية في مجال الحديث والاخبار المنقولة…وافضل ان تاخذ على سبيل المثال كتاب علوم الحديث للدكتور صبحي الصالح رحمه الله باعتباره مكتوبا باسلوب يمكن غير المتخصص من فهمه ومعرفة ابعاده ومراميه…ونفس الشيء بالنسبة للرواية التاريخية حيث يمكن مثلا بالنسبة الى المرحلة الاولى للرسالة قراءة كتاب على هامش السيرة للدكتور طه حسين…وكتاب حياة محمد لحسين هيكل…وكتاب اخطاء في منهج النقد التاريخي الخلدوني للدكتور خالد كبير …وبالنسبة الى مرحلة الفاروق عمر فيمكنك الاطلاع على كتاب عبقرية عمر للاديب والفيلسوف عباس محمود العقاد…واحيلك ايضا على الاربعين كتابا للمستشرق الكبير جاك بيرك…وهؤلاء كلهم تنويريون وليس فيهم مقلد او نقلي واحد…وكلهم من ازمنة قريبة من زماننا وليسوا من القدماء…اما عن الادلة المادية المتحصلة عن حفريات او شيء من هذا القبيل فهناك اثار كثيرة موجودة في متاحف مختلفة …الا ان حصر الاستدلال على خصوصية وطبيعة مراحل تاريخية بناء على هذا الجانب سيجعلنا نلغي كل الوساءل الاخرى المعتبرة في علم التاريخ…وبالتالي الغاء 99% من التاريخ المكتوب والمنقول في كل الثقافات والحضارات…وسيسقطنا في ذلك المفهوم المتعسف للادراك عند من سموا بالواقعيين الذين يعتبرون ان اي شيء لم يدرك بالتجسيد الحسي فهو غير موجود….وشكرا على تتبعك لتعليقي المتواضع…

  9. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    • اتفق الى افتقاد المقال و غيره من المقالات السابقة الى المنهجية التي اشار اليها بعض الأخوة محقين ، فلا يمكن القبول بمقولة تناسب ما اريد الوصول اليه و ترك اخرى لانها تناقضه ، علماً ان موثوقية الثانية وفق شروط قبول الأحداث و الاحاديث قد تكون على نفس السوية ان لم تكن اعلى
    .
    • اصدار حكم بشكل معمم و غريب من اتهام “معظم ” النساء اليوم على انهن يلبسن الحجاب دون معرفة بالظروف التأريخية ، و بالتالي افتراض غريب من ان ما يسمى بالحجاب (و لا يوجد هكذا تسمية شرعية لا في المصحف و لا في الاحاديث) ، انما هو اللباس الشرعي (و للمرأة و للرجل هناك ضوابط) ،ان اسبابه تأريخية و افتراض جهل جماعي لمعظم النساء في عصرنا و عصور من سبقنا ! هي جرأة يَحسد عليها صراحة!
    .
    • هل نساء يعلقن هنا مثل الأخت منى و الاخت غادة الشاويش (الغائبة الحاضرة ) يمكن ان يصنفن بأنهن ممن ارتدين اللباس الشرعي الذي يطلق عليه “تضليلاً” حجاب بأنهن ارتدينه تقليداً و دون معرفة وينطبق عليهن الجهل المفترض ،بالرغم من الخلفية الفكرية الهائلة و الثقافة العالية التي يتمتعن بها ؟!
    .
    • موضوع اللباس الشرعي للمرأة ، واضح جداً لمن امتلك ناصية اللغة و له معرفة بمعاني الكلمات في اللغة العربية وهو الحد الادنى المطلوب لفهم المحكمات من الآيات التي منها تستنبط التشريعات و لأن مادة القرآن و احكامه هي اللغة العربية ، وللأسف يصدر احكاماً قاطعة من ليس له الدراية المطلوبة لتفسير الآيات و فهمها و يريد فرضها على الآخرين و كأنها احكاماً قاطعة
    .
    • استخدمت الكاتبة رواية معينة ، و لم تذكر اي مصدر لها ، و المعروف انه حتى بدرجة الحديث ان كان صحيحاً لكنه ظني الدلالة او حديث ورد عن صحابي واحد وهو ما يعرف بحديث الاحاد، فأنه اقل موثوقية من الحديث المتواتر و الاعلى من ذلك كله هو كلام الله أي القرآن فأي ما يعارضه ، لا يقدم عليه مهما بلغت درجة صحته ، هذا هو المتفق عليه و هو الخاضع للعقل و المنطق
    .
    • كلمة الحجاب وردت في المصحف 7 مرات ، لم تدل و لا مرة على ما نطلق عليه حجاب المرأة اليوم ، و 5 مرات من هذه ال 7 لا علاقة لها بالمرأة او باللباس اصلاً ، والمرتين ، احدها ، تصف السيدة مريم انها اتخذت حجاباً من قومها ، اي اعتزلتهم ، و الثانية ، حين يتم الحديث الى احدى نساء النبي ، يجب ان يتم الحديث اليهن من وراء حجاب ، بمعنى الستار الحاجز و ليس اللباس.
    .
    يتبع لطفاً

    1. يقول منى-الجزائر:

      مساء الخير أخي العزيز د.أثير….أثرت نقطة مهمة اريد ان اشرحها هاهنا ؛(لان الموضوع فيه تفصيلات ومتعدد الابعاد وفيه مااتفق مع د.ابتهال ومااختلف معها فيه ) مسألة الحجاب بالذات ..وبما انك ذكرتني كمثال في تعقيبك اريد ان اقول الاتي: لبست الحجاب ولم يكن شائعا جدا في اواخر الثمانينات وتأثرت ببعض مجالس الذكر التي كنت احضرها وعزمت على لبسه (لوحدي) تردد والدي قليلا لكنه لم يمنعني من لبسه ..بقيت به على مااذكر شهرين او ثلاثة ثم نزعته في اليوم العيد …وعدت ولبسته بعدها بسنتين ولم انزعه والحمدلله….ولو لم البسه مجددا لا مافرضه ابي عليا مجددا اطلاقا….لكن هل امثل كل المحجبات في عالمنا العربي والاسلامي انا وغادة ؟؟ (والتي جلنا يعرف مدى الحرية التي تتمتع بها) ….هل يمكن قياسها علينا وعلى مثيلات لنا وهن لسن قلة على فكرة خاااصة في بلدان المغرب العربي؟؟؟!
      اقول ؛ المسألة مرتبطة بالثواب والعقاب هذا اكيد ولاشك….(على الاقل بالنسبة لي)…لاشيئ يمنعني من الخروج دون غطاء الرأس سوى الجنة والنار لاني ببساطة اؤمن بان الحجاب امر مفروض (قد نختلف في شكله وفي كيفية لبسه لكن الاحتشام قدر الامكان هو المطلوب )…
      الخوف هنا ليس معيبا بالنسبة لي..ببساطة لأني مؤمنة اؤمن بالغيب بالجنة والنار والثواب والعقاب…هذا يترتب عنه مجموعة التزامات من بينها الحجاب…لكني ابدااا لا اعتبر الحجاب عنوان عفة او حسن خلق او او ….والعكس من لاتتحجب دليل فجور وقلة ايمان وقلة التزام وو…العفة والشرف والحياء وو…..معاني ذاتية بحتة لاعلاقة للشكل الخارجي بها ولاا اريد ان اضرب امثلة جلنا يعرفها وعايشها واثبتتها التجربة في مجتمعاتنا ومجتمعات اخرى…..
      هناك نقاش طويل عريض خاصة في الاونة الاخيرة حول معنى ضرب الخمار على الجيوب وماهي الجيوب تحديدا ولماذا الجارية لم تكن تتحجب رغم انها من الممكن ان تكون اكثر فتنة من الحرة وبعض المسائل التي يجب ان نبحث فيها ويفتح باب النقاش فيها لاثراء الحجة ولنستفيد كذلك ….فلايرجد مايخيف في ديننا كل شيئ قابل للنقاش…
      بالنسبة لي السؤال الاكثر الحاحا وقيمية هو : هل أُُثبت ان المحجبات اقل ذكاءا او قلة كفاءة او اقل ابداعا وتميزا او اقل جدارة ؟ هل كان الخمار عائقا امامها في الوصول الى النجومية وتصدر قائمة السيدات الاكثر تأثيرا في مجتمعاتهن مثل الايقونة خديجة بن قنة؟
      اليكم الخط ….

    2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      اختي العزيزة منى …
      .
      اتفق في كل ما ذهبت إليه بلا أي اختلاف ، و ربما زوجتي و ابنتي تجربتيهما قريبة جداً من تجربتك ناهيك عن حالات مشابهة أخرى لاقرباء و اصدقاء .

      النقاط التي تناولتيها في تعقيبك هامة جداً و لكن أنا رددت على نقاط أخرى و لا يمكن بطبيعة الحال الرد على كل ما جاء في المقال و التوسع فيها ، فالمجال لا يتسع و رددت على نقطتين فقط فأخذت مجالاً لثلاثة تعقيبات !
      .
      انا ركزت على نقطتين هامتين اثارهما المقال ، الاولى ، مسألة التعميم الغريب ، ولو قالت الكاتبة أن الغالبية يلبسن ما يسمى ( بالحجاب)عادة و ليست عبادة لوافقتها ، خاصة أن بعض من يلبسن خرق على روؤسهن هذه الأيام يلبسن لباس اقرب الى العري منه إلى الحشمة فيسيئن الى أنفسهن والى اللباس الشرعي و الى الدين اكثر بكثير من لو تخليّن عن تلك الخرقة و لبسن ما شئن ! وهذا النوع المسئ مما يسمى بالحجاب المودرن انتشر للأسف مؤخراً.
      .
      فوددت أن انزع صفة التعميم و الاستشهاد بمقولة لا مصدر لها موثوق!
      .
      النقطة الثانية ، هي محاولة نسبة اللباس الشرعي للمرأة الى ظروف اجتماعية و تاريخية و الاستناد إلى مقولات و احاديث مشكوك بها ، بينما الأمر الواضح البيّن هو أن النص على الأمر باللباس الشرعي للمرأة ، جاء بشكل فاصل و واضح في كتاب اللّه.
      .
      لاشك أن هذا الزي الشرعي لا يجعل من المرأة عالة أو يقلل من ذكاءها أو يعرقل من مساهمتها و مشاركتها في كل مجالات الحياة ، مثلما لا يعطيها تزكية أو ميزة بأنها اقرب الى الله من غير الملتزمة ، فتلك نوايا و دواخل بيد الله وحده.
      .

      .
      مشكلتي و ربما مشكلة الكثير من الإخوة و الأخوات مع الكاتبة ، هو اختلافنا على أساسيات النقاش و منطلقاتها و التي تصر الاستاذة الكاتبة على جعلها مبهمة و غامضة ، فيحصل التضارب في أحيان كثيرة.
      .
      أيضاً هناك من يملأ الصفحة سؤالاً و جوابا و يخرج عن الموضوع فتتعدد التعليقات و تضيع الأفكار في وسط هذا الموج المتلاطم !
      .
      اعتذر جداً أن كان استشهادي بحضرتك كمثال يحتذى به و يُقدر قد تسبب في أي إزعاج فأكرر اعتذاري.
      خالص احترامي و تقديري

    3. يقول منى-الجزائر:

      صباح الخير أخي العزيز:
      اطلاقا لم يزعجني استشهادك بي بل بالعكس تعليقي كان تثمينا لرأيك….
      و اردت ان اوضح نقطة مهمة هي ان لبس الحجاب من باب الايمان قوي الحضور وليست كل من ترتديه هي مكرهة على ذلك…
      فعلا الموضوع متشعب وهذا ماذكرته في اول تعليق لي…
      دمت بخير اخي وسلامي لكريمتك ولملكتك حرمك المصون….

  10. يقول المغربي-المغرب:

    مجرد توضيح للاخ عادل…حول المقصود بالكيفيات الدقيقية …وتتعلق بتمحيص نقلة الاخبار والاثار واحوالهم…وقد وصلت الى درجة عميقة من التتبع الواقعي لظروفهم وطباءعهم وخصوصياتهم…الى درجة ان احاديث تم رفضها بسبب ما ثبت عن بعضهم من سلوكيات قد تبدو عندنا عادية مثل الجلوس على قارعة الطريق…او رد شهادة احدهم في قضية معينة امام القاضي…الخ.

1 2 3 4 6

إشترك في قائمتنا البريدية