استكمالا للأسئلة التي أثرتها في المقال السابق ودارت في رحاها، والتي كانت حول أسباب شخصنة أي نقد أو تساؤل حول الدين أو الوجود الإلهي عند المسلمين واستقبالهم للنقد أو التساؤل على أنه إهانة أو مساس شخصيان، أطرح سؤالي التالي في هذا المقال: لماذا يعتقد الإنسان المسلم العربي تحديدا أنه ودينه مصوب إليهما ومقصودان طوال الوقت؟ ما الذي يجعله يعتقد أنه مركز العالم المقصود بكل خططه وكمائنه؟ ما الذي يقنعه أن الدنيا من شرقها إلى غربها تضمر لدينه العداء وتحمل لكتابه ومقدساته الضغائن، وتهدف باتساعها وتنوع بشرها وتعدد لغاتهم وأديانهم ومناهجهم الحياتية وتوجهاتهم الأيديولوجية إلى ضرب معتقده والتآمر عليه لهدمه وإزاحته من خارطة الطريق البشرية؟ أي نرجسية هذه التي يعاني منها الإنسان العربي المسلم، أي جنون عظمة وأي جنون ارتياب؟
هي الظروف التي تصنع الإنسان بلا شك، هي مشاكله، مصاعبه، معاناته التي تشكل نفسيته وتقولب داخله الروحاني، هذا الداخل الذي تتوارثه الأجيال حملا ثقيلا لا يفتأ يثقل بازدياد بلة طينه. هو واقعنا السياسي الأليم، هي مصاعب حياتنا اليومية، هو اختفاء ملمح هوية حقيقية واضحة، هو الذوبان في أنظمة شمولية قمعية، هو الصمت المفروض علينا يقتلنا ببطء كل يوم، هو الخوف القابض على الروح من رجل السياسة، من رجل الدين، مما وصفوا لنا من عقاب إلهي دنيوي، من عقاب إلهي أخروي، من عذاب القبر، من صنوف البشاعات المستوعدة في النار.
إنه الشعور المستمر بعدم الأمان، هو مهانة المعرفة بأننا عالة على بقية العالم، نأكل ولا ننتج، نخرج ولا ننظف، هو استهلاكنا الدائم للكلام وإهمالنا المريع للفعل الذي أصبح كالبدلة الجديدة التي اهترأت من قلة الاستعمال، هو شعورنا الدائم بالنقص، شعورنا الدائم بالهزيمة، شعورنا الدائم بالجهل، هو الكره نحمله لمجتمعات تقدس حرية نتوقها ولا نستطيع الحصول عليها فنعايرهم بحموضتها، هو الغضب، هو الحزن، هو الخوف، هو الأعمار الضائعة، هو الشباب الذي يشيب قبل أوانه، هو لاجئو سوريا، قتلى اليمن، ضحايا ليبيا والعراق ولبنان، هو كل هذا وأكثر من هذا، أبعد كل ذلك نلوم الإنسان العربي المسلم على نرجسيته التي خلقها لنفسه ولم يعد يملك غيرها؟ أنعاتبه على اختراعه لألف حجة وألف سبب يعزي بها نفسه على ضياعه وهزائمه ويشير بأصابع الاتهام لغيره فيريح قلبه المكلوم وضميره المثلوم ولو إلى حين؟
نعم نلومه، فقد نفد مخزون الحجة وتبخر أثرها، وما عاد لها من إقناع أكثر من تلك الحجة لتلميذ خائب يلقي بكل إخفاقاته على كره معلمه له. نعلم والله، أنت انسان مكلوم مهزوم تعاني في الحياة، ولكن الحياة لا ترحم، والدنيا لا تتجاوب والتذمر المستمر، والناس ان تعاطفوا معك مرة وصدقوك عشر مرات، سينفضون من حولك في نهاية الأمر وقد تعبوا من شكواك وإلقائك بخيباتك على الآخرين. لا أحد يتقصدنا سوى نفوسنا الضعيفة، ولسنا في الواقع بهذه الأهمية وتلك الخطورة لكي يقبع ستة من السبعة مليار انسان متربصين بديننا، مفتشين في كتبنا، مجدين في التآمر علينا، مخططين لهزيمة عقيدتنا.
شيء من الواقعــــــية، شيء من التواضـــــع أيها السيدات والسادة، لننظر أسفل أقدامنا، لربما متآمرونا منا وفينا.
د. ابتهال الخطيب
كلما رأيت مقالاً للد. إبتهال تفائلت وقلت لنفسي:
أزهرت شجرة الفكر هدا اليوم !
وكلما تأملت الردود -وهي حجماً تفوق المقال نفسه- تراجع منسوب الأمل لديّ.
أمامنا طريق شاق وطويل لنصل إلى بداية البدايات التي من دونها لن يستقيم أي شيئ : الصدق مع الدات.
د. إبتهال تمارس أعلى درجات النضج الفكري وهي نقد الدات,
هدا تمرين صعب لأنه يحرّك في المتلقي آليات الدفاع الغريزي فتصبح إبتهال جزء من المشكل لأنها شخّصت المشكل !
نحن مجتمع التكتم والتستر ولاتسألوا عن أشياء…لمادا كل هدا الأحتقان ؟
رأيي أن سطوة العقل الديني لم تترك مجالًا لما عداه في عملية بناء الهوية العربية الأسلامية.
كون الدين محركاُ أساسياً للهوية هدا واقع, لكن أن يكون محركاُ وحيداَ فهدا وضع مصطنع أنتجه تحالف الفقيه والسلطان.
مسألة الخصوصية أصبحت مبرراً للأنطواء .الأعتصام حول المكون الديني دون غيره يحرم الأنسان المتدين من باقي الأدوات فيصبح عاجزاً عن مقارعة الأخر المتخم بالأدوات وكما تقول حكمة قديمة, من لا يملك من الأدوات إلْا مطرقة يتعامل مع جميع المشاكل على أنها مسامير !
أليس هدا ما توحي به مسألة الأعجاز العلمي للقرأن مثلًا ؟ بعضنا أراد إختزال الطب والهندسة والفلك والرياضيات في كتاب واحد هو القرآن…
مع أن القرآن غير دلك وبمعنى من المعاني هو أسمى من دلك,
هو كتاب هداية.
اخي هشام ميشلان ، تقبل فائق احترامي و تحياتي
اهنأك على اسلوبك المتفرد في التعبير ، فرغم ان بعض تعليقاتك تستغرق اكثر من “بلوك” لكن تشد القارئ لمتابعتها بلا كلل ، لتفرد اسلوبها و طريقة مزج الجد مع الطرافة اضافة الى المفردات المميزة.
حياك الله ياصديقنا عضواَ دائماً في نادي معلقي الغراء الجميلة ، القدس العربي.
ملاحظة : بسبب اسلوب اخي هشام الممتع ، لا اعلم ان كان توصيفه لنا بالروح الرياضية مدحاً ام ذماً :) :)
أرجو لفت نظر الأخوة المحافظين إلى نقطة مهمة : د.إبتهال تناقش بنية العقل العربي في علاقته مع مكونه الأساسي الدي هو الدين.
لمادا الأستغراب ؟ التركيز على الدين له ما يبرره والمطروح هنا هوعلاقة الأنسان بالدين وماتنتجه هده العلاقة.
لسنا هنا بصدد موضوع فقهي, نحن أمام تحليل لبنية ثقافية أي بشرية فلمادا الأحتماء بالدين والأستقواء بسلطة المقدس ضد مفكرة نزيهة دكية وشجاعة قد يكون لها بموجب الفقه نفسه أجر الأجتهاد أكثر من نقليين نصوصيين عديدين ؟
كثير من المحافظين يرون أن الحل هومزيد من التدين, أي أنهم يطالبون بمساحة أكبر للدين بالمجال العام, لكنهم بنفس الوقت يتضايقون عندما يُناقش الدين كفاعل أساسي بالمجال العام !! تناقض غريب ..
bonjour ايدي، مرحبا بك من جديد بعد غيابك.
.
انا اصنف نفسي لا محافض و لا علماني، و مع ذلك اتفهم ما قلته، نحن لسنا في نقاش فقهي.
.
لكن و قد اعطيت بنفسك التفسير، ان الدين هو المكون الاساسي لبنية العقل العربي، فمن الصعب خوض نقاش
عقلاني بدون الحد الادنى من نقاش الدين نفسه. ارى اننا في الطريق الصحيح، و كل هذه التفاعلات هي صحية، الى ان نصل هناك … ان نتحمل بعضنا البعض … سنلتقي جميعا لا محالة.
.
لا ادري لمذا انا محب للاستطلاع … لكن ما تشتغله مشوق … هل ننتضر عملا سينيمائيا …
سأوافقك بأننا معشر العرب نعيش في تخلف ومشاكل ومصاعب حياة يومية وأننا عالة على العالم ذو مجتمع استهلاكي
لا يستطيع ان ينتج حتى ما يقتات به نعيش تحت تسلط شمولي قمعي وقولي ما شئت من ذلك وأنا أضم صوتي إليك وأبصم بالعشرة ولكن لماذا يا سيدتي الفاضلة تحملين الإسلام كل بلاوي الدنيا :هو سبب تخلفنا وجهلنا وتطرفنا.ما ذنب المسلمين عندما تقطع روسيا آلاف الأميال وتأتي لسوريا وتقتل المدنيين وتدمر المستشفيات والمخابز ماذا جنى العراق وشعبه عندما تأتي أمريكا بكل أساطيلها وجحافيلها من أقاصي الدنيا حتى تحول هذا البلد إلى دولة فاشلة ترتع فيها إيران وتمرح كما تشاء لماذا استعمرونا واستغلوا كل خيراتنا وتركونا مهلهلين مشتتين هل العرب والمسلمون هم من أشعلوا الحربين العالميتين هل هم سبب محرقة الهولوغست.إننا يا سيدتي الكريمة مستهدفين من أعدائنا التقليديين من صفويين وصهيونية منذ الحملات الصليبية والتترية ونحارب حربا عشواء في عقيدتنا الدينية بعدما يئسوا من تشويهها عبر حملات مسعورة وتبشيرية فاكتشفوا رغم تخلف المسلمين أن الإسلام من الديانات التي تنمو وتزدهر لأنه دين رباني ودين صحيح ولا غرابة أن نجد الفئة هي السنة التي يسلط عليها القتل والتجهير والتعذيب في العراق وسوريا واليمن تارة بدعوى محاربة داعش وتارة أخرى محاربة التكفيريين.إننا في صراع بين فسطاطين فسطاط يقوده تحالف صفوي صهيوني مكون من إيران روسيا أمريكا وإسرائيل وفسطاط ثاني تمثله أمة محمد تذوذ عنها فئة معينة صابرة مصطبرة في الشام كما بشرنا بها نبينا الأكرم تدافع عن عقيدتها ووطنها نيابة عن هذه الأمة المتخاذلة.
استناداً على تساؤلات الاخ هشام ميشلان-اسبانيا للكاتبة الدكتورة ابتهال الخطيب , حول افتراض ان الكاتبة ذكرت اعراض المرض, يسأل ما هي الوصفة الناجعة لاخذها من اجل الشفاء ؟!!
سؤال في غاية الوضوح , الدكتورة ابتهال ليست طبيبة لاستئصال ادران مافي اعضاء اجسامنا , انها مشخصة لامراضنا النفسية المزمنة , وبقلمها وفكرها توجهُنا لاستعراض حالتنا في غرف الجراحة والاستقصاء , مع عدم احتمال الشفاء , لاننا اصبحنا في المراحل الاخيرة من حيث تفشي المرض !!
كل ما ذكرتِ يا د” ابتهال هو الحقيقة بعينها , نحن امة مهزومة , والسبب اننا امة غاضبة امة حزينة خائفة وجاهلة , امة لا يصل شبابها الى جيل عناق حبيبته , ليس امامه لنيل ذلك الا الهرب او الاستشهاد ؟!!
لماذا نحن العرب المسلمون دون غيرنا مستهدفون ؟ لماذا هذا الكره المستعر ابداً بين السنة والشيعة ؟؟ لاجل من كل هذه الفتاوى الصادرة من العلماء والفقهاء بشأن التحريم والتعظيم ؟ ان الفتاوى المعلنة من علمائنا, تفوق آلاف الابحاث العلمية الطبية والكونية والفيزيائية التى اظهروها علماء الامم العلمانية , لهذا نحن خير امة اخرجت للناس !!!
في هذا العالم يوجد احتمالين لا ثالث لهما, او تكون قوي فاستمراريتك مضمونة , او ضعيف فمصيرك الاندثار , اين نقف نحن العرب المسلمون …لا ادري والسلام
في الحقيقة قرأت المقال حاولت قراءة التعلقات لكنها أصبحت طويله وتبتعد نوعا ما عن محور النقاش. في اعتقادي فإن الشق النفسي والاجتماعي الذي تشير إليه الأخت ابتهال صحيح تماما والأخ محمد صلاح أشار إلى ذلك وهنا اسعدني تماما تعليق الأخ Harry / UK ومن جهة أخرى فإن الشق السياسي الذي تحدثت به بعض التعليقات وخاصة الأخت غادة الشاويش (بكل هذه الأمثلة الرائعة في انتقائها فعلاً) هو صحيح أيضاً ولكن برأييي هو صحيح إلى حد ما أيضا بمعنى أن الدين الإسلامي مستهدف فقط كجزء من الصراع الحضاري والسياسي وإن كان لايستهان بذلك وقد يعود ذلك إلى وجود دولة إسرائيل الاستعمارية في المنطقة المبنية بلا شك على أساس استغلال الأيديولوجية الصهيونية للدين اليهودي على أرض فلسطين (وإلا لماذا يريد الغرب أن يبقى الاسد رغم وحشيته الفظيعة ضد الشعب السوري) وهنا خاصة العرب مستهدفين لأسباب سياسية إذاً تتعلق بوجود إسرائيل. ولكن هل مسلمي سنغافورة أو اندونيسيا مستهدفين بنفس الطريقة وماذا عن الأفارقة السود المستهدفين من كل بقاع الأرض ومنا نحن العرب في أفريقيا ومع ذلك لم يهتم أوباما بازدراء ترامب له كرئيس أسود لأمريكا أومن أصول إفريقية والأمريكيين من أصول أفريقية يناضلون من أجل حقوقهم المهضومة في أمريكا لكنهم لايعانون من هذا الصراع العقيم مع الذات الذي أصاب مجتمعنا. ربما ماذكره الأخ ابن الوليد المانيا يبدو أنه مناسب لنا في هذا السياق تماما ولهذا أيضا أنا لا اتفق مع الأخ حلمي محمد القاعود بأن المسألة هي صراع بين علمانيين ودينيين إنه مأزق حضاري لنا والخلاص منه لن يكون بتقليص الأمر إلى صراع علماني ديني وأنا اعتقد أن التعددية السياسية وبناء الحريات الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية في إطار الدولة المدنية الحديثة هو الضمان الأساسي للسير في الاتجاه الصحيح بدلاً من هذا التخبط الأيديولوجي الذي يجعلنا مصابين بانفصام الشخصية (وأقصد على المستوى الاجتماعي العام وليس الفردي) ويكاد ينسف وجودنا الحضاري نفسه!
*العزيز اسامة مساء الخير لك استطعت الاطلاع مؤخرا على ايميل منك قديم في الفترة التي تغيبت فيها عن التعليق تطمءن بادبك الاخوي الرفيع وقد كتبت لك كلاما من المهم جدا بالنسبة لي ان تقراه اخي اسامة تقبل تحيتي
عزيزي الراقي ,, Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا
جدا اشكر كرم كلماتك ,,, جدا اتفق معك ان هناك تعليقات كثر طويل ,, و هناك منهم يكتب جدا كثر يحدثك عن اسلام لكنة فقط احبار علي ورق ,, لانة لا يعرف تسامح اديان و ان اتهام الاخر ظلما اثم و لن اندهش ان راسلوك و قالو لك عني جاسوس و حاقد علي اسلام فهي توجة لي مباشرة كلما ابديت رئي !ية نقد عدل محايد ,, بسبب حبي لبرئللشرق دفعت ثمن جدا باهظ ,,تحياتي
حسب الاحصائيات ستون بالمائة من اصحاب العقول المهاجرة هم عرب و امُّة العرب هي الوحيدة من بين كل الامم التي ابدعت في ادبيات جلد الذات.هناك مشكلة حقيقة و ازمة كبيرة جداً عند العرب،و لا يوجد في الافق حل.
أخي abou hamsho لا أعرف هذه الإحصائيات لكن اعتقد أن كلامك ليس بعيداَ عن الصواب والحل ربما ليس عصياً لكنه ليس سهل المنال
تحية طيبة وجمعتكم مباركة. نحن في عصر النفاق وقلب الموازين وتزيين القبيح وتقبيح الجميل. نحن في عصر السكوت عن الظلم والدفاع عن الظالم، في عصر الطعن في الدين دون حجة وتصديق الفلاسفة والمرجفين والاتيان باقوالهم وكانها انزلت في قرطاس من السماء. نحن في عصر يجلس فيه ابناء جلدتنا في خنادق اعدائنا للدفاع عنهم. جميل هو جلد الذات ومحاسبتها لو كان الهدف السامي هو النهوض بالامة، اما ان يكون الهدف هو هدم ما بقي للامة من ثوابت، هي ما تأخرت اصلا، الا لانها تخلت عنها، فوالله ان هذه لطامة كبرى ، يعتقد اصحابها انهم يحسنون صنعا. دعونا نرى ماذا يقول حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : «إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ “، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يا رسول الله؟ قَالَ: ” السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»[رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه]. تحية للمعلقين واخص منهم الاخ د. اثير والاخت غادة وجود / الجزائر والاخ كروي والجميع..
و لك التتمة يا اخ رياض، اسناد الحديث،
.
قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 4 / 508 :
أخرجه ابن ماجة ( 4042 ) و الحاكم ( 4 / 465 ، 512 ) و أحمد ( 2 / 291 )
و الخرائطي في ” مكارم الأخلاق ” ( ص 30 ) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي
عن إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : ” صحيح الإسناد ” . و وافقه الذهبي .
كذا قالا و هو عجب ، سيما من الذهبي ، فإنه أورد ابن قدامة هذا في ” الميزان ”
، و نقل تضعيفه عن جمع ، و قال في ” الضعفاء ” : ” قال أبو حاتم و غيره : ليس
بالقوي ” . و إسحاق بن أبي الفرات قال الحافظ : ” مجهول ” . لكن للحديث طريق
أخرى يتقوى بها يرويه فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
: ” قبل الساعة سنون خداعة … ” الحديث دون قوله : ” و ما الرويبضة … ” .
أخرجه أحمد ( 2 / 338 ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن السباق ، و هو ثقة . لكن
فليح و هو ابن سليمان الخزاعي فيه كلام من قبل حفظه ، حتى قال الحافظ : ” صدوق
يخطىء كثيرا ” . فالحديث بمجموع الطريقين حسن . و له شاهد يزداد به قوة يرويه
محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : ” إن أمام
الدجال سنين خداعة … ” الحديث مثله إلا أنه قال : ” الفويسق يتكلم في أمر
العامة ” . أخرجه أحمد ( 3 / 220 ) . و رجاله ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق .
.
انا لم افهم شيئا، فهلا شرحت لنا العنعنة؟ و الصحة من عدمها؟
علم الحديث بحر من بحور العلم. فلن اتعمق فيما لا اعلمه ، ولكن ساجيبك بحدود ما اعلمه. العنعنه، تعني ان فلان روى الحديث عن فلان عن فلان الخ… فمن تكرار ( عن) جاء مصطلح العنعنة وهذا يختلف عن مصطلح التحديث( حدثنا فلان).. وجود العنعنة في الاحاديث التي يرويها الثقات ( الذين لم يعرف عنهم التدليس) ليس لها تأثير على صحة الرواية. الحديث المذكور ورد في مسند الامام احمد وصححه الالباني. وحسب اقتباسك اخرجه ابن ماجه والحاكم واحمد. والله اعلم.
يا أخي الوليد.ليس هناك نرجسية ولا إقصاء اتجاه الآخر ولا سلف صالح.فالقرآن وهو كلام الله هو الذي حدد من هي الفئة المؤمنة التي تدخل الجنة ومن هم أصحاب النار من مشركين ومنافقين وكفار حتى ولو كان من المسلمين يعدون أنفسهم من هذه الملة ولكن أعمالهم لا تمت للإسلام بصلة.
قل لي ماذا تقرأ وكيف تقرأ؛اقول لك من انت…..
لا تكفي القراءات المعجونة بالولاء المطلق حتى تنظّر وتشخص ؛؛؛؛؛
لا يمكن ؛ان تنظر لنفسك ولبيئتك بمنضار الآخر الذي “تقدّسه” ومن ثمّ تسقط قراءات تعميمية جارفة للحال ؛وتسميه”نقد الذات”؛؛؛؛
النقد البنّاء يا د. ابتهال ،ينطلق من قاعدة اساسية صلبة ؛أهم اعمدتها ؛الفهم الموضوعي للحالة العربية والاسلامية؛والوعي الكامل بطبيعة مجتمعاتنا وتاريخها الانساني؛وفهم العوامل الثابتة والمتغيرة،ومن ثم يتشكل وعي تام ؛؛؛
مشكلتك د.ابتهال؛انك تتحدثين في نفس الموضوع كل اسبوع وكل مرة بشكل؛”لمونة؛عنب؛عسل؛كبريت…!؟؟
إلاّ اهم موضوع”الإستبدااااااااااااااد”وما ادراك ماالاستبدادا وما فعله فينا وبنا….لا تقربيه لا من قريب ولا من بعيد؛؛؛لأنك فعلا لا تعيشين في بيئتك الحقيقية؛بل بين ثنايا فكر الآخر….
تحية للأحبة والغوالي الذين لا يكفي التعليق لعدهم…
أختي منى-الجزائر أنا أتفق معك في أن الاستبداد كما وصفه الشيخ الكبير عبد الرحمن الكواكبي ابن حلب في كتابه طبائع الاستبداد (وهل هناك رمزية تاريخية أكثر إشعاعاً من ذلك بالنظر لما يحصل في حلب الشهباء عروس الشرق إلى جانب القدس لقدس كما قال الياس خوري) هي إحدى أكبر مشاكلنا وسبب مآسينا لكنني لا أفهم رأيك في وصف الأخت ابتهال بأنها بعيدة عن النقد البنّاء أبداً ومن ثم هل هناك حدود للنقد أو الحرية الفكرية. في اعتقادي هذه نقطة مهمة لفهم الأخر في التفاعل الفكري الذي اعتقد أننا متفقون على أنه طريق للتخلص من الاستبداد والتسلط.
أخي أسامة مساء الخير؛
انا كقارئة ،اولا وقبل شيئ؛ ابحث عن حلول ،عن منطق،عن نقد بنّااء،،،
هذا الاخير،الذي ربما اختلف معك في كنهه…
نحن ننتقد ممارساتنا للدين كمجتمعات مسلمة،صباح مساء،ننتقد بعدنا عن سماحة ديننا وعن جوهره بسنوات ضوئية،،لكن لاننتقد ؛ديننا بالأساس ونتحدث عن “الخلط؛والالتباس،والعنف وكل علل الدنيا”التي “استنبطها”المستشرقون بكل حقد و تعالي،وجاء دور”مثقفينا”كي يقوموا بتعريبها..
يا أسامة،ادوارد سعيد المفكر الفذ “اللاديني”لمن سخّر قلمه؟!!
مالقضية التي تبنّاها وقاتل وجابه كل عتاة الاستشراق ،،!!!!
نحن أمة استثنائية؛تعيش ظرفا استثنائيا؛تبحث عن اقلام استثنائية.
كل اسبوع نفس الاسطوانة:”يا مسلمين يامتخلفين يامعقدين يامن ضحكت عنكم البشرية؛ياقتلة الآخر….؟؟!!
نريد طرحا بنيويا؛يلامس حقيقة المأساة التي نعانيها؛نريد فكرا يااسامة؛اما نظريات اليمين فنعرفها بل ونحفظها ولا نتحاج لنسخ معربة منها.
تحية مني لغاليتك ولابنتكما.
بونجورك عزيزي إبن الوليد, صاحب الطلّة الراقية
أنا من دعاة النقد الداتي وياجبل ما يهزك ريح, مادامت القناعات راسخة فلمادا نخشى النقد ؟
أسهل شي المظلومية , ويا ما في هدا العالم مظاليم غيرنا…
بغض النظر عن أحقية التظلّم لامفر من مجابهة الدات , أعرف أنه تمرين صعب ولا أدل على دلك كمية القدح المجحف الدي يطال الرائعة أبتهال الخطيب كل أسبوع .
فحولة العصر هي أن تنهض من جراحك وتبني وتقاوم.
حدسك في محله (وليس أول مرة!) نحن بصدد تحضير عمل فني أنا طرف فيه ويهمّ قضيتنا الأولى ولا أستطيع البوح بأكثر لكن أكيد أن الخبر سيعلن في حينه, أول شي هنا بالقدس العربي.
لك مني عزيزي إبن الوليد كل الحب والأحترام والتقدير