عمان – «القدس العربي»: بدأ تجار الحديد والإسمنت في الأردن، بالاستفسار، بعد الأنباء التي تحدثت عن استثمار روسي بأكثر من 20 مليار دولار لإعادة إعمار مدينة حلب شمالي سوريا، في الوقت الذي فتح فيه الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، شهية بعض الأوساط السياسية عقب كلامه عن إمكانية إقامة «منطقة أمنية عازلة» في سوريا.
لا توجد معلومات محددة لدى عمان تجاه نوايا ترامب بخصوص الملف السوري، لأن رئيس الولايات المتحدة الجديد، لا زال متحفظاً ويحتفظ بأوراقه الأساسية. ورغم أن الأردن، كواحد من أقرب الدول العربية المتحالفة في العادة مع المؤسسات الأمريكية، لكن نوافذ الاستشعار الأردنية تبدو، عندما يتعلق الأمر بأركان ترامب مقفلة أو غير نشطة. ما يدفع الأردنيين للبحث عن أي طريقة لاختراق هذا التعتيم، تقارباً أولاً، ولحماية مصالحهم ثانياً.
اتصال هاتفي واحد، حصل بين العاهل الملك عبد الله الثاني، وترامب، بقصد التهنئة واعقبه تواصل مع نائبه المفترض. وعليه، يمكن تلمس مؤشرات الحيرة على مسؤولي الخارجية، والعاملين في الحقل الدبلوماسي.
في هذا السياق، يشدد رئيس الوزراء، هاني الملقي، في حوارات جانبية على أن الحاجة ملحة وضرورية لتعقب مواقف واستراتيجية ترامب. ما يصل لعمان وغيرها من العواصم العربية من إشارات لمسؤولين أصدقاء في واشنطن خرجوا من نطاق التأثير الفعلي، تشير إلى أن المحور المركزي في استراتيجية ترامب تجاه ملفات الشرق الأوسط، هو التفاهم والتقارب مع روسيا التي أصبح نفوذها في المنطقة محطة لا بد منها.
يتحدث بعض المسؤولين الأردنيين عن الحضور الروسي النافذ في قضايا المنطقة باعتباره تحولاً يمكن الترحيب به من زاوية محددة، قد تكون إحياء وإنعاش توازنات جديدة تحت عنوان عملية السلام المركزية وتوفير غطاء جديد لم يُختبر بعد، للضغط على إسرائيل عبر القوة الروسية.
الأردن، يواصل المراقبة بعد تطورات حلب الأخيرة ويظهر اهتماماً مبكراً بمتابعة أي تفصيل جديد له علاقة بمسألتين يعتقد أنهما استراتيجيتان بالنسبة للمصالح الأردنية العليا، وهما ملف درعا عسكرياً بعد حسم معركة حلب، والحصة المفترضة من مشاريع إعادة الإعمار ثانياً. وفي الوقت الذي بدأ فيه التجار ورجال الأعمال يستفسرون من الحكومة ووزارة التجارة حول الخطط المتعلقة بقرب تدشين مشاريع إعادة الإعمار طلبت أوساط أردنية من بعض المسؤولين تقصي المستجدات المنقولة عن ترامب بخصوص تفكيره في مناطق عازلة أمنياً.
رئيس مجلس النواب الأسبق، وخبير الملف السوري، سعد هايل السرور كان قد نبه مبكراً الشهر الماضي، وعبر «القدس العربي» إلى أن «الأردن ينبغي أن لا يخرج من مولد إعادة الإعمار بسبب الكلف الكبيرة التي دفعها جراء الأزمة والحرب في سوريا، خصوصاً مع عدم وجود مؤشرات مشجعة».
ويتحين الأردن الفرصة التي تسنح له بدعم دولي لبرنامج منطقة عازلة في درعا جنوبي سوريا، وشمالي المملكة، ويتصور بأن ترامب، الذي يتحرك بقوة واندفاع باتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتحدث عن عبث حين يشير إلى هذه المنطقة، الأمر الذي يبدو مشجعاً لكل من الأردن وتركيا.
ولم تتمكن عمان من اقناع المجتمع الدولي بضرورة تمكينها من نقل اللاجئين السوريين إلى منطقة آمنة في بلدهم، لكن سيناريو الترحيل الذي حصل في حلب يحفز أفكاراً من هذا النوع، استعدت السلطات والأجهزة الأردنية لها لوجستياً وأمنياً، طوال السنوات الخمس الماضية.
في خضم كل ذلك، يعلم الأردنيون أن مشروع إقامة منطقة عازلة، جنوبي سوريا بناء على القواعد الجديدة، بعد الحسم في حلب غير ممكن بدون تفاهمات بين بوتين وترامب وبدون التحضير جيداً لاستبعاد خيار العمل العسكري الشامل تحت عنوان تكرار تجربة الحسم في درعا والجنوب.
بسام البدارين
موقف حكومة الأردن من الشأن السوري متردد دوماً
أو بالأحرى هي مع الثورة السورية نهاراً ومع النظام الأسدي ليلاً
ولا حول ولا قوة الا بالله
أتفق مع الأخ كروي فعلا الأردن كلام الليل يمحوه النهار وكلام النهار مغاير لكلام الليل.
حياك الله عزيزي الدكتور راشد وأظن أن هذا هو السبب في برود العلاقات الأردنية السعودية ! وحيا الله الجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
ما يهم الاردن عودة الامن والاستقرار والهدوءل سوريا و عودة جميع اللاجئين السوريين لبلدهم معززين مكرمين ،وابعاد الميليشيات الطائفية عن حدوده الشمالية .
اما حصته من اعادة الاعمار فلا يهم ،لعلم الاردن ان هناك من اقتسم الكعكة السورية ،لكنها كعكة عجنت بالسم ستفتك باكليها.
عين الأردن ُسملت وأخرى ما زالت صحيحة وهذا هو سبب الرؤية المزدوجة للأمور. اللعب على كل الحبال أمر خطير جداً وغالباً ما يكون كارثياً.