دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد – وكالات: ركزت قوات النظام السوري وحليفته روسيا أمس قصفهما على مدينة درعا، ما أرغم عشرات العائلات على الفرار، في تصعيد عسكري مستمر منذ أيام عدة ضد الفصائل المعارضة في جنوبي سوريا. وتسعى قوات النظام لعزل مناطق سيطرة المعارضة وتقسيمها الى جيوب عدة، ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على جنوب البلاد.
من جهته كشف مصدر مقرب من النظام السوري، عن دمج يرجح أنه «مؤقت» لعشرات المقاتلين غير السوريين، من الميليشيات الممولة من إيران، ضمن صفوف قوات النظام، بعد منحها وثائق عسكرية رسمية، ويوضح في هذا الصدد المحلل السياسي والعسكري صلاح قيراطة أن «الوثائق الرسمية منحت لكلٍ من لواءي «زينبيون» الباكستاني، و«فاطميون» الأفغاني، وهما لواءان يقاتلان إلى جانب النظام السوري في جنوب البلاد.
وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أمس «استهداف قوات النظام بعد منتصف الليل لأحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا بأكثر من 55 صاروخاً من نوع أرض-أرض قصيرة المدى»، قبل أن يتدخل الطيران المروحي في قصف المدينة بالبراميل المتفجرة.
وشاركت الطائرات الروسية في قصف أحياء المعارضة في المدينة وقاعدة عسكرية جنوب غربها. وتركز القصف الروسي والسوري لاحقاً على ريف المحافظة الشرقي، حيث تحاول قوات النظام مواصلة تقدمها بعد سيطرتها منذ الثلاثاء على سبع قرى، وفق المرصد.
وأوضح المحلل المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر في تصريحات لفرانس برس أن قوات النظام تهدف من خلال قصفها إلى «الضغط من أجل مفاوضات دولية او محلية، كما التمهيد لهجوم أوسع في حال لم تحرز المفاوضات تقدماً».
وكانت الفصائل المعارضة تلقت رسالة من واشنطن، أبلغتها فيها أنها لا تنوي التدخل عسكرياً إلى جانبها في الجنوب، وفق ما أكد قيادي معارض لفرانس برس الأحد، من دون أن تعلق واشنطن عليها.
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء استمرار ورود تقارير بشأن تصاعد أعمال العنف جنوب غربي سوريا ونزوح ما يقرب من 45 ألف شخص تجاه الحدود الأردنية بسبب القتال هناك.
وقال فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك إن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية يشعر بالقلق من إزاء التقارير التي تفيد بوقوع أعمال عدائية متصاعدة في جنوب غرب سوريا، مما يعرض حياة أكثر 750 ألف نسمة للخطر.
وأضاف «بحسب ما ورد نزح حوالي 45 ألف شخص بسبب القتال هناك، إلى مناطق قريبة من الحدود مع الأردن».
وأردف «كانت هناك تقارير عن مقتل 13 شخص بسبب الأعمال العدائية منذ 23 يونيو/حزيران الجاري، بما في ذلك هجوم وقع على بلدة مسيفرة أمس الأحد أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، من بينهم أربعة أطفال».
وأوضح أن «تكلفة السلع مثل الوقود ارتفعت بشدة بسبب تعطل الحركة التجارية الناجمة عن القتال ويحتاج النازحون بشكل خاص إلى المساعدات الإنسانية والمأوى».