الناصرة ـ «القدس العربي»: يظهر استطلاع رأي أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد اغتيال مطلقي البالونات والطائرات الورقية المحترقة، وبالتزامن أعلن الجيش عن نشر منظومات رادار جديدة في محيط غزة، وسط إشارة لثلاثة سيناريوهات أمنية محتملة.
وقال «مؤشر السلام» الشهري، الصادر عن «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية « وجامعة تل أبيب، إن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الاستهداف المباشر لمطلقي البالونات والطائرات الورقية الحارقة.
وتبين نتائج الاستطلاع أن 63% من المستطلعين (70% من اليهود) يؤيدون الخدمة العسكرية الإلزامية لليهود المتزمتين ( الحريديم) إذ تبين أن 45 % من اليهود يؤيدون نموذجا يتضمن إبقاء عدد صغير جدا من الشبان الحريديم للدراسة في المدارس التلمودية بينما يتم تجنيد الباقين في جيل 18 عاما، في حين أيد أقل من 25% نموذج إعطاء الحريديم إمكانية التجند في جيل 23 عاما، بعد إنهاء الدراسة، بينما قال 18% إنهم يعتقدون أن يجب إبقاء الوضع على ما هو عليه، ما يعني إبقاء غالبية الحريديم خارج الجيش.
وحسب «مؤشر السلام» فإن 59% من الإسرائيليين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي هو «جيش الشعب»، بينما قال 39.5% إنهم يوافقون على الانتقال إلى نموذج «الجيش المهني.
وعن تهديد «الطائرات الورقية الحارقة»، تبين أن غالبية اليهود (83%) يعتقدون أنه يجب على الجيش الإسرائيلي استهداف مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بشكل مباشر، بينما يعتقد 87% من المواطنين العرب العكس. كما تبين أنه ورغم المذبحة يمنح 76% من اليهود الجيش علامة «ممتاز» في إدائه مقابل مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بينما قال 57% من اليهود إن أداء الحكومة في هذا الإطار «ليس جيدا».
وحسب «مؤشر السلام» فإن 74% من المستطلعين يعتقدون أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تنجح خطة الإدارة الأمريكية للسلام بتمرير « صفقة القرن».
وجاء أيضا أن 77% من المستطلعين يعتقدون أن مصالح إسرائيل مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما يعتقد فقط 25% أن مصالح الفلسطينيين مهمة لترامب.
وفي سياق متصل لغزة قرر جيش الاحتلال نشر منظومات رادارية متقدمة تعمل بتقنية منظومة «القبة الحديدة» في المناطق الجنوبية للبلاد، وذلك لرصد ما اعتبرها «التهديدات ذات المسارات المتنوعة»، في إشارة إلى القذائف الصاروخية والبالونات والطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من المناطق المقابلة على طول الشريط الأمني شرقي قطاع غزة المحاصر.
كما رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب عند الشريط الحدودي مع قطاع غزة جنوب فلسطين بهدف رصد دقيق لمواقع عمليات إطلاق صواريخ محتملة من القطاع، فيما نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن قيادات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتهم بأن يؤدي «التوتر» الذي يشهده قطاع غزة إلى انفجار قد يقود إلى تصعيد عسكري، وذلك رغم «التحركات الجارية وراء الكواليس لتسوية بعض المشاكل داخل قطاع غزة» .
وأوضح المصدر المذكور أن القيادات العسكرية في إسرائيل تدرس ثلاثة سيناريوهات رئيسية وهي : أن «يؤدي سوء التقدير إلى تصرف غير مناسب تنتج على إثره سلسلة من ردود الفعل التي قد تنتهي بعملية عسكرية واسعة في غزة المحاصرة».
وسيناريو آخر يتضمن «تزايد المشاركة» المدنية في فعاليات مسيرات العودة السلمية بمحاذاة الشريط الأمني على طول الجهة الشرقية للقطاع «جراء خروج الطلاب للعطلة الصيفية وانتهاء مرحلة المجموعات في المونديال وانخفاض وتيرة المباريات». أما السيناريو الثالث فيتمحور حول تصعيد محتمل يعقب الإعلان المرتقب عن «صفقة القرن»، الذي يبدو وشيكًا، إثر الرفض العلني للقيادات الفلسطينية بكل المستويات للوساطة الأمريكية في المفاوضات مع إسرائيل، باعتبارها منحازة تماما للطرف الإسرائيلي.
ونقل الموقع الإسرائيلي عن المصادر الأمنية قولها إنه إذا ما أدت الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه مناطق «غلاف غزة» إلى إصابة مواطنين إسرائيليين، سيكون رد الاحتلال عنيفًا.
وأشار المصدر إلى أن الإجراءات العسكرية التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لا تأتي بمعزل عن المشهد في جنوب سورية واعتبر أن تدهور الأوضاع الذي قد ينتج عن الحملة العسكرية التي يشنها جيش النظام السوري المدعوم بالطيران الحربي الروسي وبمشاركة قوات إيرانية أو حزب الله اللبناني في المعارك الدائرة في درعا. وتابع «إذا تدهور الوضع على الحدود السورية، فقد تدفع طهران حماس أو الجهاد الإسلامي إلى التحرك ضد إسرائيل».