أدى تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر لدى نسبة كبيرة من الأسر الغزاوية، إلى صعوبة تسجيل أبنائهم من خريجي الثانوية العامة في مقاعد الدراسة الجامعية، رغم الحملات الدعائية التي تقوم بها الجامعات لاستقطاب الطلبة مع بداية العام الدراسي الجديد. لكن ارتفاع كلفة الساعات الدراسية للتخصصات دفع العديد من الطلبة إلى التراجع عن الالتحاق بالدراسة الجامعية، والتوجه نحو التعليم المهني، الذي يكسب الطالب حرفة صناعية تخدمه في حياته مع تنامي أعداد الخريجين العاطلين عن العمل. هذا التراجع الواسع أثر بشكل سلبي على الجامعات، ودفعها للتخلي عن بعض المدرسين الأكاديميين نتيجة الأزمات المالية التي تعصف بها.
في جامعة الأزهر في غزة التقت «القدس العربي» بمجموعة من الطلبة الذين زاروها ليس بنية التسجيل، ولكن للتجول في أروقتها والاطـــلاع على برامج التخصصات الذي نشرته الجامعة، لعلهم يجـدون ما يمكـنـهم من الالتحاق وخوض تجربة الدراســة الجــامعية وكي يحققوا حلـمـهم في الوصــول والالتحاق بمقاعدها.
الطالب يحيى وافي واحد من الذين تخرجوا من الثانوية العامة وحاصل على معدل 78 في المئة من الفرع العلمي، لا يزال يتجول كل يوم في جامعات قطاع غزة، لعله يؤمن مقعدا دراسيا ويكمل مشواره التعليمي الذي يصر على إكماله رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة.
يقول ان وضع أسرته صعب، وكافح طيلة حياته الدراسية لكي يحقق حلمه في التعليم الجامعي، ومن ثم يجد وظيفة يعيل فيها أسرته التي تعاني الفقر الشديد في غياب من يعيلهم، وهو يحلم في دخول تخصص التمريض ولكن حسب قوله ان ساعة الدراسة لهذا المجال تبلغ 20 ديناراً أردنيا، وهذا مبلغ صعب الحصول عليه وإكمال مشوار دراسي يمتد لأربع سنوات.
في المقابل وبعد أن عجز الطالب سعيد حمو الحاصل على معدل 72 في المئة الفرع الأدبي، في إيجاد تخصص مناسب يلتحق فيه، قرر اختصار الوقت والالتحاق بمدرسة الإمام الشافعي للتدريب المهني، بعد أن أقتنع أن واقع الدراسة الجامعية لا يخدم مستقبل الطالب نظراً لغياب فرص العمل وتكدس الخريجين بالآلاف، حيث سيدرس الكهرباء لمدة عامين، ومن ثم سيصبح صاحب مهنة يتمكن من خلالها جمع قوت يومه وتحقيق نقلة نوعية لحياته وأسرته. وتتجه أعمال أصحاب المهن الحرة الحرفية والصناعية في قطاع غزة نحو الأفضل نتيجة حاجة سوق العمل لهم، مقارنة بالشباب الخريجين الذين لم يملكوا أدنى وسيلة عمل تنقذ حياتهم.
وأتجه عدد كبير من الطلبة إلى فكرة التعليم المهني خاصة بعد التصريحات التي خرج بها وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا، والذي أحبط فيها الطلبة الجدد، بعد تحذيرهم من صعوبة إيجاد فرص عمل بعد التخرج من الجامعة نتيجة ارتفاع نسبة الخريجين، إضافة إلى قوله ان الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تقوم سنوياً بتخريج أعداد ضخمة من الخريجين غير المؤهلين لسوق العمل، وغالبيتهم يحملون شهادات في تخصصات غير مطلوبة في السوق بينما يوجد حوالي 70 تخصصاً غير موجود في فلسطين والسوق في حاجه لها.
هذه التصريحات شكلت عامل خوف وقلق لدى الطلاب وعائلاتهم، ودفعت كثيرين إلى عدم الالتحاق بالجامعات خوفاً على مستقبلهم، بالإضافة إلى أن مثل هذه التصريحات أثارت حالة من الغضب بين رؤساء الجامعات إذ رأوا فيها تحريضاً على الطلاب، وبينوا في تصريحات صحافية أن الجامعات الفلسطينية تخرج الأطباء والمهندسين الذين أثبتوا جدارتهم خلال عملهم سواء في الداخل والخارج، ولكن المشكلة تكمن في وزارة العمل ذاتها التي لا تقوم بتوفير فرص عمل للخريجين، ما يدفع إلى هجرة العقول إلى الخارج.
إسماعيل عبد الهادي
Sorry we have so much money with PLO
THERE IS NO MILITARY
SO WE CAN GIVE FRR EDUCATION
FOR OUR PEOPLE ?