بين 7 أيار (مايو) 2008، في العاصمة اللبنانية بيروت؛ و21 تموز (يوليو) 2017، في جرود عرسال، لبنان دائماً؛ ثمة قاسم مشترك أعظم هو «حزب الله»، مع فارق حاسم بين ذاك الحزب وهذا، على صعيد العلاقة مع لبنان «الدولة»، إذا كان استخدام هذه المفردة ما يزال وارداً، دلالياً في أقلّ تقدير.
التاريخ الأوّل شهد «غزوة» الحزب الشهيرة في قلب العاصمة، بعد اكتشاف كاميرا المراقبة التي كان الحزب قد نصبها على المدرج 17 في مطار رفيق الحريري، تحت سمع وبصر (ومنطقياً: تسهيل) العميد وفيق شقير، قائد جهاز أمن المطار. يومها استشاط الحزب غضباً، بسبب إعادة العميد شقير إلى ملاك الجيش (وهذا، حسب نواف الموسوي، مسؤول العلاقات الدولية في الحزب، «تجاوز للخطوط الحمر»، و»الفريق الآخر يلعب بالنار ومن يلعب بالنار يحرق يديه»). كذلك رفض الحزب قرارات رئاسة مجلس الوزراء بتأكيد حقّ الدولة (دون سواها!) في متابعة القضية وإزالة الكاميرا (ففي هذا مسّ بأمن «المقاومة»، طبقاً لقراءة الحزب!). وهكذا، نزلت عناصر الحزب المسلحة إلى شوارع العاصمة، فانتشرت في مواقع حساسة، وقطعت طريق المطار بالإطارات المشتعلة مما أسفر عن تعليق حركة الطيران، كما استولت على مراكز «تيار المستقبل» وأحرقت بعضها؛ بمشاركة عناصر مسلحة من حركة «أمل»، والسوري القومي الاجتماعي وبعث النظام السوري.
يومها، اختفى جيش لبنان العتيد نهائياً، كأنه أثر بعد عين.
في التاريخ الثاني، أواخر تموز (يوليو) 2017 وحتى الساعة، لم يختف الجيش اللبناني، والحقّ يُقال؛ لأنه ساهم عسكرياً في معركة «حزب الله» ضدّ «التكفيريين»؛ وإنْ عن طريق تأمين طرق الارتداد من الجرود إلى الداخل اللبناني، وتقديم العون اللوجستي، فضلاً عن توفير الغطاء المدفعي (وكأنّ هذا كله قليل!). ذلك لأنّ الجيش العتيد، إياه، كان قبلها قد اقتحم مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، ونكّل بأبرياء كثر تحت ذريعة تطهير المخيمات من الإرهابيين، كما انتهت جلسات التعذيب التي مورست أثناء التحقيق مع الموقوفين إلى وفاة عشرة منهم. في عبارة أخرى، كانت غزوة «حزب الله» الثانية، في جرود عرسال، تستكمل غزوة الحزب الأولى في العاصمة بيروت قبل تسع سنوات؛ مع هذا الفارق الحاسم: أنّ الجيش توارى تماماً خلال لجوء الحزب إلى اجتياح بيروت في الغزوة الأولى، ولكنه انخرط في المعركة مباشرة، كما اصطفّ خلف الحزب ذاته، خلال الغزوة الثانية.
يندر، بالطبع، أن تجد عاقلاً منصفاً يمكن أن يحجب عن الجيش اللبناني الحقّ في، والواجب نحو، حماية المواطن اللبناني من أذى الإرهاب، أياً كانت مصادره وأشكاله؛ وخاصة تلك العمليات التي نفذها، أو كان يزمع تنفيذها، الإرهابيون الجهاديون. ويتوجب، استطراداً، أن يكون نادراً ذلك العاقل المنصف الذي يسحب مهمة كهذه من الجيش اللبناني، لكي يسندها إلى جهة عسكرية خارج الدولة، ليست أعلى تسليحاً من الجيش ذاته فقط، بل هي تقاتل على أرض دولة جارة، إلى جانب نظام مارس ويمارس جرائم الحرب ضدّ الشعب السوري، وسبق لجيش ذلك النظام أن احتلّ لبنان طيلة سنوات، وارتكب فيه انتهاكات شتى وفظائع لا حصر لها.
في المقابل، هيهات أن يُوضع العقل أو الإنصاف على محكّ ما يشهده لبنان من اختلال عميق في التوازن ما بين «حزب الله»، ثكنة إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، المدجج بالسلاح والمال والسلطة السياسية لا كما يمكن أن ينطبق على أيّ «حزب»؛ وبين «دولة» لبنان: العاجزة عن إزالة القمامة من شوارع مواطنيها، «السيدة» و»الحرّة» على منوال الوزير جبران باسيل، الجمهورية على مقاييس ميشيل عون ونبيه بري وسعد الحريري.
بذلك تبدو جرود عرسال 2017 غزوة «حزب الله» الكبرى، بعد غزوة بيروت 2008 الصغرى؛ ويبدو قادم الأيام أعظم، يُنذر بالغزوات الأكبر!
صبحي حديدي
شكرا للكاتب على مقاله المحق. دائما مواقفه مع المظلوم ضد الظالم منذ وقوفه إلى جانب الشهيد صدام حسين حتى اليوم.
يقال بأن حزب الله دولة داخل دولة ! لكن الظاهر هو أن لبنان برمته دولة داخل دولة حزب الله !!
والدليل هو بتبعية جيش لبنان لميليشيات حزب الله كما جرى سابقاً بالقتال ضد الشيخ أحمد الأسير بصيدا قبل 5 سنوات
ولا حول ولا قوة الا بالله
مع كل الانتقادات للبنان والجيش اللبناني يبقى لبنان المكان الوحيد للعرب حيث يعيش المواطن بحرية وحقوق مدنية غير متوفرة في اي بلد عربي اخر وظل الشعب اللبناني الوحيد اللذي حرر ارضه بالقوة و بدون الاعتراف بإسرائيل
إذا كان الجيش السوري في حقيقته ليس سوى عصابة أبو شحاطه … فجيش لبنان عصابة أم شحاطه … مسكين المواطن اللبناني البسيط
أقول لكم بكل وضوح إخواني المثقفين والكتاب،هناك تواطؤ تاريخي منهجي بين التيارات القومية واليسارية وبين كل حركة طائفية سواء كانت مسيحية درزية أو شيعية أو نصيرية،التحالف بين حزب الله والحكم الماروني في لبنان هو تتويج للمؤامرة التاريخية على إسلام الأغلبية”الإسلام السني” !لاحظ الحركات القومية نشأت في حضن الجامعة الأمريكية في بيروت والبعث في السوربون ومَن المؤسسون؟مسيحيون ودروز وعلويون!والأسماء أنت تعرفها اخ صبحي!وهذا المشروع لم يكن إلا استكمالاً لماسمي بالنهضة العربية “بتاعة” ناصيف اليازجي وبترو باولي ويعقوب صروف وقسطنطين زريق!المشروع هو نفسه بعناصره وحماته :الدول الإستعمارية أمريكا وفرنسا بحكم الغياب البريطاني!وإذا كان كاتب بمنزلة الياس خوري قد توصل اخيراً إلى حقيقة”خدعة النهضة العربية”كما سماها في أحد مقالاته!فالأمور واضحة أشد الوضوح مع تحياتي”كاتب أردني”.
كان الجيش اللبناني ” كومبارس” في هذه المسرحية الهزلية، أما حزب الله الذي ضخم عدد مقاتلي جبهة النصرة إلى اكثر من الف مقاتل في حين لم يكن هناك سوى نيف ومئة مقاتل ورغم ذلك هذا الحزب المغوار بقضه وقضيضه خسر ثلاثين قتيلا واسر ثلاثة عناصر وفرض أبو مالك التلي شروطه عليه ماليا وعسكريا وتحرير اسرى له في سجن لبنان، ورفع الشاطر حسن راية النصر في خطاباته العصماء، وإذا كان ابو مالك التلي بمئة مقاتل فعل ذلك بالشاطر حسن فكيف سيكون مصيره مع اسرائيل
يا حبيبي يا شاطر، اسرائيل تقع في جنوب لبنان وليس في شرقه…
كرامة وهيبة اية دولة تكمن في جيش يحميها ويذود عن كبريائها وعزتها ، فإذا كان حزب الله الامر الناهي في لبنان ،ويتحكم في صنع القرار فما فائدة الجيش وما دور الرئيس ورئيس الوزراء ؟
Are you a syrian guy ? I don’t think so. It is clear that terror has ben eradicated by HEZBULLAH .I wish there is a leader from SUNNA like Nasr. So we need a strong man from sunna to to work with Hacen so that we can eradicate Izrael and Terror groups
*بصراحة ؛(حزب الله ) قادر عسكريا الاستيلاء
على (لبنان) ولكنه غير قادر (سياسيا)..؟!
*زد على ذلك الحزب لا يشتغل شيء من رأسه
هو أداة تنفيذ لأسياده في (طهران ).
* الخلاصة; (حزب الله) صنعته إيران لتنفيذ
أجندتها ف المنطقة العربية وخاصة
(العراق وسوريا ولبنان).
سلام
بفضل التضحيات البطولية التي قدمها حزب الله والجيش اللبناني تم اخراج مقاتلي جبهة النصرة التي كانت تشكل خطرا بحدقا بالدولة اللبنانية فاللبنانيين لم ينسوا مشاهد الشاحنات المفخخة والانتحاريين ومشاهد الجثث المتطايرة في بيروت وغيرها التي تقف خلفها جبهة النصرة والجماعات المسلحة الاخرى فمن حق للشعب اللبناني ان يشعر بأمان لم يشعر به قبل خروج النصرة وقريبا ستلحق به داعش
الخلاصة ان حزب الله انقذ لبنان ودافع عنه بكل ما يملك وقدم عددا من الشهداء في سبيل حماية لبنان من مجموعات متصارعة متناحرة كانت تنوي تحويل لبنان الى بحر من الدماء والجثث