غضب واستنكار لاغتيال رجل دين غرب بغداد

بغداد ـ «القدس العربي»: اغتالت عناصر مجهولة، الشيخ عبد السلام الحديثي، إمام وخطيب جامع الأخوة الصالحين في بغداد، وسط موجة استنكار واسعة، للجريمة الجديدة التي ضمت القتيل إلى قائمة طويلة من الاغتيالات التي تستهدف الرموز الدينية والسياسية والعلمية، والتي تسجل في كل مرة ضد مجهول.
وعبر المصلون في جامع الإخوة الصالحين في العامرية، غرب بغداد، عن الغضب والاستنكار لتكرار حوادث استهداف علماء الدين والمشايخ في المنطقة والعراق، دون تمكن السلطات من كشف ولو مرتكب واحد من الذين ينفذون تلك الجرائم.
وقال أحد الإداريين في المسجد إن «الشيخ الحديثي هو إنسان مسالم ومعتدل في خطبه وبعيد عن التطرف وليس له أعداء بل يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع».
والحديثي، وفق المصدر، هو ثاني إمام وخطيب يتم اغتياله في المسجد نفشه، حيث سبق أن قامت مجموعة مسلحة باغتيال الشيخ عبد الجليل الفهداوي إمام المسجد عام 2012.
وأبدى المصدر نفسه، استغرابه لتحرك فرق الموت بحرية في منطقة العامرية المحاطة بسياج كونكريتي وبوابات تشرف عليها القوات الأمنية وتمنع دخول أي شخص من خارج المنطقة إليها. كما سبق ووقعت تفجيرات واغتيالات دون الكشف عن المنفذين.
وعن تفاصيل الجريمة، ذكر المصدر، أن الشيخ الحديثي أنهى صلاة العشاء وبقي لبعض الوقت في المسجد يتحدث مع المصلين، وبعدها ذهب بصحبة ابنه للتسوق من السوق القريب، وعند عودتهما إلى البيت الملاصق للمسجد، فوجئ الشيخ بشاب يستقل دراجة هوائية يقترب منه ويطلق رصاصة واحدة على رأسه من مسدس كاتم للصوت لينطلق بعدها هاربا بين الأزقة والشوارع.
وبين أن «القاتل لم يستهدف ابن الشيخ»، مؤكداً أن «طريقة تنفيذ الجريمة تدل على أن القاتل محترف وهدفه هو تصفية الشيخ فقط».
وضمن ردود الأفعال الغاضبة على الجريمة النكراء، أدان رئيس هيئة الوقف السني، عبد اللطيف الهميم، والمجمع الفقهي لكبار العلماء وغيرهم، الجريمة التي تستهدف رجال الدين المعتدلين.
وأعتبر هؤلاء أن «الهدف من الجريمة، هو إثارة الفتنة في المجتمع»، محملين «القوات الأمنية مسؤولية كشف الجناة ومعاقبتهم».
كذلك، استنكر خطيب جامع أبي حنيفة النعمان، الشيخ عبد الستار عبد الجبار، «الفعل الجبان»، مؤكدا أن «الشهيد كان إنسانا مسالما وهادئا يركز جهده في الدعوة والتوعية الإسلامية حيث يحرص على توزيع المجلات الإسلامية بنفسه على المساجد والجمعيات منذ أكثر من 25 عاما». وذكر عبد الجبار أن «الشهيد سبق أن اعتقلته قوات الاحتلال الأمريكي في سجني أبو غريب وبوكا، لانتقاده جرائم الاحتلال ثم أطلقت سراحه لاحقاً»، محملا «الحكومة العراقية المسؤولية عن استهداف رجال الدين».
وقال في هذا السياق: «ليس من العدل ألا توفر الحكومة، الحماية الكافية للرموز الدينية الساعية لبناء المجتمع بناء رصينا بعيدا عن التعصبـ«.
من جهته، أدان تحالف القوى العراقية، يوم الجمعة، اغتيال الحديثي، مطالباً بـ«إلقاء القبض على القتلة ومعاقبتهم وتوفير الحماية للرموز الدينية».
وقال رئيس كتلة التحالف النيابية، أحمد المساري في بيان، إن «تحالف القوى العراقية يدين بشدة جريمة اغتيال الشيخ عبد السلام الحديثي إمام وخطيب جامع الإخوة الصالحين في حي العامرية»، وأعتبر أنها «تجسيد لمخطط دعاة الفتنة والإرهاب الرامي إلى تصفية العلماء والرموز الدينية الذين يتصدون بحزم وإيمان لمنفذي هذا المخطط الدنيء».
وأضاف أن «هذه الجريمة النكراء تؤكد بوضوح استمرار المخطط المشبوه الرامي إلى تصفية العلماء والرموز الدينية خدمة لأجندات خارجية مشبوهة تسعى إلى إثارة الفتنة وبث روح الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب العراقي الواحد الذي يقف اليوم من أقصى العراق إلى أقصاه خلف قواته المسلحة الباسلة للقضاء على عصابات تنظيم «الدولة» (داعش) الإرهابية ومن على شاكلتها من القتلة والمجرمين دعاة الفتنة والمروجين لها».
ودعا، رئيس مجلس الوزراء والقادة الأمنيين إلى «إلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة وإنزال العقاب الصارم بحقهم وتوفير الحماية اللازمة للرموز الدينية الذين يمثلون صوت العقل والحكمة وصمام الأمان في المجتمع».
ويعتقد مراقبون أن هذه الجريمة الجديدة في منطقة العامرية، غربي بغداد، ذات الغالبية السنية، تؤشر لعودة مسلسل استهداف الرموز الدينية في وقت يشهد فيه الشارع العراقي تأجيجا طائفيا واضحا من أحزاب سياسية وقوى تعتاش على الفتنة الطائفية وخاصة مع اقتراب الانتخابات ومع انتشار الجماعات المسلحة والميليشيات تحت مختلف المسوغات الرسمية وغير الرسمية.

غضب واستنكار لاغتيال رجل دين غرب بغداد

مصطفى العبيدي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا أستبعد داعش في هذا الإغتيال
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول علي الزاهداني:

    في ظل الإحتلال الإيراني الإجرامي لعراق العز ليس غريبا أن يقتل علماء الإسلام ، بل الغريب والعجيب أن يبقى أحد منهم على قيد الحياة لأن النظام الإيراني الماضوي والديناصوري المتكلس حاقد على الإسلام وأمته وعلمائه ، وصحابة وزوجات وآل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومُطبق لنسخة صفوية شاذة ومشوّهة وحاقدة ومحرفة من الأسلام ، ومسكون بالإسلاموفوبيا !

  3. يقول نهى عبد الكريم - أمريكا:

    رحم الله الشيخ الشهيد الحديثي أن هذه الجريمة اقترفته إحدى تلك المليشيات الوقحة وقد تكون مليشيا العصايب التي تسيطر على بغداد ومعظم مناطق العراق

  4. يقول القعقاع البغدادي:

    كل مليشيات تمارس القتل ضد اهل السنه تسمى وقحه يعني لاقيمه لمن يقتل على ايدى وقحين وليس مجرمين يعنى مبارك له اللذي يقتل كل سني لاانه سيسمى وقح وميليشياته بالوقحه
    نحن نعلم هذه الكلمه تنطبق على من يسى الادب ويتجاوز الاعراف ولكن لاوقاحه بالقتل ياساده مفره مختاره بعنايه وليس مصادفه وفيها تشجيع مبطن على القتل ولااهل السنه بالعراق

إشترك في قائمتنا البريدية