ريف دمشق ـ «القدس العربي»: تعاني غوطة دمشق الشرقية من حصار يفرضه النظام على حركة السكان والبضائع منذ أكثر من عامين، فيما تزداد معاناة السكان المحليين سوءا بسبب التوتر بين الفصائل الكبرى العاملة في المنطقة، كـ»جيش الإسلام» و»جبهة النصرة» وغيرهما.
بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد «جيش الإسلام» زهران علوش إلى تركيا، والتي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الشعبية والإعلامية عن حقيقة الحصار الذي يفرضه النظام، والشك الدائر حول تمكن قائد «جيش الإسلام» من الإفلات من هذا الحصار، والذهاب إلى تركيا ثم العودة إلى الغوطة ثانية، كما يقول أحد الناشطين الذي عرف عن نفسه بـ»أبي الدرداء الشامي»، ويضيف: «حدة التوتر قد خفت بين «جيش الإسلام» و»جبهة النصرة» بعد زيارة زهران علوش إلى تركيا، بعد أن كانت العلاقات تنذر باقتتال الفصيلين على خلفية استفزازات الشرعي العام للجيش الشيخ عبدالرحمن كعكة للجبهة، واتهامها بأنها مشروع خوارج ينمو، ولا يمكن الاطمئنان لوجودهم في الغوطة بسبب أن اصولهم داعشية»، كما ينقل أبو الدرداء عن الشيخ كعكة.
تجنبت «جبهة النصرة» الاحتكاك مع «جيش الإسلام» الذي أغلق المساجد بوجهها، ومنعها من إقامة الدورات الشرعية فيها، ما دفعها لاستخدام الساحات العامة تحاشيا لأي تصعيد في الموقف، لكن «جيش الإسلام» ما لبث أن اتهم العديد من المنتمين إلى «جبهة النصرة»، أو المتعاطفين معها بأنهم خلايا نائمة لـ»تنظيم الدولة الإسلامية»، حيث «قام باعتقال العشرات منهم بتسيير دوريات لم يعهدها السكان إلا قبيل الهجوم على «تنظيم الدولة» في بعض مناطق الغوطة»، كما يقول الشامي.
وعن أثر زيارة قائد «جيش الإسلام» إلى تركيا على العلاقات مع «جبهة النصرة»، يقول الشامي، «لم تعد هناك نذر اقتتال بين الفصيلين لكن الترويج الفكري المضاد على أشده، ويسعى كل طرف لكسب المزيد من الأتباع على حساب الطرف الثاني، لكن على ما يبدو إقبال السكان هذه الأيام يتزايد على «جبهة النصرة» بعد ما شاع عن قيام «جيش الإسلام» بالحجر على المواد الغذائية في مخازنه، فيما يعاني السكان من مجاعة حقيقية، إضافة إلى اعتماد «جيش الإسلام» لسياسات أمنية ضد خصومه ومعارضيه من المدنيين، أو الفصائل، بحجة الغلو، أو الانتماء لـ»تنظيم الدولة الإسلامية» والتعاطف معها»، كما يقول الشامي.
يتحدث سكان محليون عن أن «جيش الإسلام» فرض سيطرته بالكامل على السلاح والمال من خلال تكتلات عائلية أخذت على عاتقها مهمة احتكار طرق وأنفاق تهريب الوقود والمواد الغذائية وتوريدهما، فيما يتعرض من يحاول التهريب بنفسه، دون دفع رسوم محددة لتلك العوائل، إلى التضييق والاعتقال، ويقول المواطن الذي عرف نفسه باسم أبو عيسى تركماني، وهو من سكان الغوطة، في حديث مع «القدس العربي»: نتيجة لسياسات «جيش الإسلام» والفصائل المرتبطة به، فإن «جبهة النصرة» بدأت تكسب قلوب الناس هنا، وهي تتبع نفس أساليب «تنظيم الدولة» عندما كان يسيطر على بعض المناطق في الغوطة سابقا من توزيع المساعدات على المعوزين إلى الاهتمام بنظافة مناطق سيطرتهم.
ويختم قائلا «لست هنا أتهم «جيش الاسلام» لكن هذا هو الواقع، وهذا هو حالنا خلف جدار التعتيم الإعلامي، فـ «جيش الاسلام» بعد أن كان معقودا عليه الأمل أصبح نموذجا مشابها لـ»جيش النظام»، ونأمل أن تتغير أوضاعنا نحو الأفضل بعد زيارة علوش إلى تركيا وما تبعها من انفراج في العلاقة مع «جبهة النصرة».
رائد الحامد
ان شاء الله الجيش العربي السورى يحسم معارك الغوطة بنصر من الله و فتح مبين و يرتاح اهل الغوطة من كل العصابات سواء النصرة او داعش او جيش الاسلام