الخرطوم ـ «القدس العربي»: يشهد التلفزيون الحكومي في السودان أزمة كبرى ظهرت تجلياتها الأسبوع الماضي بغياب النشرة الرئيسية (العاشرة مساء) نسبة لعطل فني وغابت بعدها بيوم نشرة الرابعة وكانت الطامة الكبرى هي انقطاع البث لعدم تسديد فاتورة الكهرباء.
وعقد مجلس إدارة التلفزيون اجتماعا يوم الثلاثاء لمناقشة تداعيات ما حدث وقالت نائب رئيس مجلس إدارة التلفزيون، رجاء حسن خليفة، في تصريحات صحافية، إن مجلس الإدارة وقف على ما تم من إجراءات ومعالجات وأمّن على توسيع لجنة التحقيق التي تم تشكيلها في وقت سابق. وأكدت وضع ترتيبات فنية وإدارية لعدم تكرار ما حدث.
ونظمت لجنة الإعلام في المجلس الوطني برئاسة المهندس الطيب مصطفى، اجتماعا حضره أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام والزبير عثمان، مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وأقر وزير الإعلام بوجود مشاكل كثيرة في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، مبينا اتساع عجز الميزانية الممنوحة للهيئة والتي يذهب 85 في المئة منها للفصل الأول الذي يشمل الرواتب، الأمر الذي يوجد مشكلة كبيرة في التسيير اليومي. وقال الوزير إن مرتبات العاملين تبلغ 46 مليار جنيه من جملة 53 ملياراً تخصصها وزارة المالية للتلفزيون.
وأعلن الوزير إعادة تشكيل اللجنة التي تم تكوينها للتحقيق فيما حدث، مؤكدا أن صلاحيات اللجنة تشتمل على التحقيق مع أي شخص له صلة بالقصور، وأوضح أن التلفزيون سيشهد إعادة هيكلة معتبرا أن عدد العاملين يبلغ 2000 عامل و640 متعاونا وأحدث خللا في بنود التشغيل والتسيير.
ومن جانبه قال الطيب مصطفى، رئيس لجنة الإعلام في البرلمان، وهو مدير سابق للتلفزيون، إن تقصيرا واضحا قد حدث في التلفزيون، مشيرا إلى أن غياب نشرة رئيسية وانقطاع البث لقطع الكهرباء أمور لم تحدث من قبل في تاريخ التلفزيون.
وأشار إلى وجود خلل واضح هو عدم اجتماع مجلس الإدارة لعامين ونصف العام، الأمر الذي أدى إلى تراكم العديد من المشاكل، مؤكدا أن مشاكل التلفزيون إدارية في المقام الأول مما يؤدي إلى بروز مشاكل أخرى. ويعاني العاملون من عدم صرف مستحقاتهم لفترات طويلة ونظموا خلال السنوات الفائتة العديد من الوقفات الاحتجاجية داخل ساحة التلفزيون للمطالبة بسداد متأخرات مستحقاتهم المالية وتحسين بيئة العمل المتردية.
وفي شباط/فبراير 2015 تم إعفاء السموأل خلف الله القريش من منصب مدير عام الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون وذلك بعد خمسة أشهر فقط من تعيينه ودمج الإذاعة والتلفزيون الحكوميين في هيئة واحدة، وذلك بسبب إصراره على صرف مستحقات العاملين دفعة واحدة. ويعتبر تلفزيون السودان من أقدم التلفزيونات في المنطقة حيث بدأ البث التجريبي عام 1962 داخل استديوهات الإذاعة. وفي عام 1963 تم افتتاح المباني الحالية وكان البث التلفزيوني يتم عبر الهواء ومن ثم بدأ التسجيل الكترونيا، وكانت ساعات البث وقتها لا تتجاوز ثلاث ساعات فى اليوم تغطي مدينة الخرطوم عاصمة السودان.
وادخل نظام البث عبر المايكروويف ومحطات الأقمار الاصطناعية في بداية السبعينيات وكان البث التلفزيوني يغطي نحو 70 في المئة من المناطق المأهولة بالسكان والمدن الكبرى.
وفي تشرين الأول/اكتوبر 1975 تم إنشاء أول استديو للبرامج الريفية وذلك بعون فني ألماني، وزودت المحطة بأجهزة التليسينما والفيديو وكان التسجيل في الأشرطة ذات الحجم الكبير ومن ثم الحق به معمل للأفلام الملونة.
وفي العام 1989 تم استجلاب عدد كبير من الأجهزة والمعينات والمعدات التلفزيونية الحديثة من أجهزة الإرسال ووحدات الإنتاج، والكاميرات وأنشئت محطة الأقمار الصناعية وأفتتحت في 30 حزيران/يونيو 1995 ثم أضيفت محطة أخرى في عام 1996.
وبدأ الإرسال خارج السودان فضائيا عبر الأقمار الصناعية في (انتلسات وعربسات) في عام 1996 وواكبت هذه الطفرة في الإرسال الفضائي الخارجي، إدخال أنظمة حديثة في الإضاءة والمونتاج اللاخطي، والتلوين الالكتروني، والتحرير عبر الكمبيوتر.
صلاح الدين مصطفى