قائد الجيش الإسرائيلي: تعاوننا مع الجيش الروسي في العامين الأخيرين مكّننا من عمليات عسكرية في المنطقة

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: أكد قائد جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، أن الدعوات الإسرائيلية لرد عنيف على صواريخ غزة “غير مسؤولة” ، ملمحا بذلك لعدم رغبة إسرائيل بالتصعيد نحو حرب جديدة من شأنها أن تصيبها هي الأخرى بأضرار متنوعة فادحة.
وفي يوم دراسي بعنوان “ الجيش والمجتمع “ في معهد هرتزليا للدراسات الأكاديمية في ذكرى وفاة قائد سابق للجيش، أمنون ليبكين شاحك، تطرق آيزنكوت لدعاة الرد بعنف على صواريخ غزة والذين يتهمون الحكومة والجيش بالضعف والتردد، فقال إن التصريحات باستخدام القوة القصوى ليست مسؤولة.
في المقابل اتهم آيزنكوت حركة حماس بتشجيع عمليات ضد الاحتلال في الضفة الغربية. ودون تسمية الأصوات السياسية التي انتقدت ضعف الرد على الصواريخ من غزة تابع “نسمع في الأيام الأخيرة تصريحات غير مسؤولة للرد بقوة أكبر وهذا ليس الأمر الصحيح لفعله”. وأوضح أن إسرائيل لا تستطيع تحمل سقوط صاروخ يتيم وهي تستخدم قوة بأقدار متغيرة، زاعما أنه لا يعرف قيام الجيش ولا مرة واحدة بتوجيه نيرانه لهدف «غير إرهابي». وأضاف «يملك الجيش أفضل الأدوات. حماس تمنع التصعيد رغبة منها في المحافظة على الهدوء في غزة قدر الإمكان، وفي المقابل تشجيع عمليات فردانية في الضفة العربية على غرار عمليات تنظيم الدولة. لقد عبرنا سنتين صعبتين لكننا نجحنا بتثبيت الواقع هناك بفضل سياسة رشيدة «. منوها لعدم وجود نية للجيش في دهورة الأوضاع في غزة معتبرا أن واقعها مركب يعيش فيه مليونان من الفلسطينيين بظروف اقتصادية- اجتماعية قاسية جدا تنذر بخطر كارثة إنسانية وهذا ما دفع حماس للتهدئة والتقدم نحو مصالحة مع السلطة الفلسطينية وعلينا التذكر أن ذلك يفضي لعدم استقرار». وتقاطع قائد جيش الاحتلال مع التقديرات الإستراتيجية للعام الجديد التي تضمنها تقرير معهد دراسات الأمن القومي حول خريطة التهديدات الخارجية لإسرائيل. ويتفق آيزنكوت مع هذه التقديرات حيث قال إن التهديدات من جهة الشمال حقيقية وجوهرية جدا. واعتبر أن حزب الله انتقل في السنوات الأخيرة من منظمة رفعت لواء الدفاع عن لبنان من إسرائيل للقتال كرسول لإيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن. وقال إنه قد فقد حتى الآن في هذه الدول ألفي مقاتل وأصيب عشرة آلاف من جنوده. وأضاف دون أن يتطرق للأحداث الراهنة داخل إيران»في امتحان القدرات فإن التهديد الأكبر علينا موجود في الجبهة الشمالية خاصة في لبنان «. وقدر أن هناك حوالي ألفي خبير إيراني وألف مقاتل شيعي معظمهم عراقيون وأفغانيون في سوريا اليوم سوية مع ثمانية آلاف مقاتل من حزب الله.
وانتقد آيزنكوت تصريحات لرئيس الحكومة ووزير الأمن الأسبق إيهود باراك، وقال إن رفض التعليمات العسكرية هو تحد وانقلاب على الحكم الديمقراطي. وتابع “نربي جنودنا على احترام الأوامر إلا إذا كانت غير قانونية أصلا، واعتقد أن رفض التعليمات العسكرية لاسيما إذا كانت جماعية هي تحد لكل ما يوحد الإسرائيليين كمجتمع». يشار الى أن باراك حذر مجددا قبل أسبوعين من احتمال قيام ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي برفض التعليمات احتجاجا على توجهات وسياسات الحكومة وهذا ما نفاه آيزنكوت. وقال إن الضباط والجنود يدركون أنهم يخضعون لتعليمات السلطة التنفيذية وللقانون. كما قال بتراك محذرا وقتها أن محاولة تطبيق أجندة الدولة الواحدة بدلا من تسوية الدولتين سيقود رجالات الجيش والمخابرات العامة لرفض بعض تعليمات المستوى السياسي.
كما تطرق لإعلان نحو 60 من طلاب المرحلة الثانوية اليهود قبل أيام عن رفضهم للخدمة العسكرية احتجاجا على استمرار الاحتلال للضفة الغربية. وقال إن الجيش لم يختر الوجود والحكم في الضفة. كما أولى أهمية لتجند الشباب الإسرائيليين للجيش ولبقائه جيش الشعب لا جيشا حرفيا، نافيا اتهامات بتديينه وبهيمنة أوساط متدينة على وحداته. ولم يتطرق آيزنكوت لمستقبل الاحتلال ودلالاته بالنسبة لإسرائيل بعكس تقديرات معهد دراسات الأمن القومي أول من أمس، وفيها شدد على أن أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين هو ضرورة من أجل مواجهة مجمل التهديدات الماثلة أمام إسرائيل، ومن أجل تحقيق تقدم في العلاقات مع دول عربية سنية وإخراجها من السرية إلى العلن.
وأوضح آزنكوت أن الجيش الإسرائيلي بالإضافة للتعاون الطبيعي المفروغ منه مع الجيش الأمريكي فإنه يقوم منذ عامين بالتعاون مع الجيش الروسي مما يتيح لإسرائيل القيام بعمليات عسكرية في المنطقة حيث توجد قوات روسية دون الاحتكاك بها. وحول الضفة الغربية أضاف «هناك لحظات من الغضب والرغبة بفرض إغلاقات على الضفة الغربية ولكن ينبغي التصرف وفق مصالحنا إذ هناك 400 ألف فلسطيني يذهبون للعمل كل صباح منهم 70 ألفا يعملون داخل إسرائيل وهذا ينتج ديناميكية حياة إيجابية ويعزز الشعور بالأمن، فسياستنا هي خلق واقع أمني جيد».

 

قائد الجيش الإسرائيلي: تعاوننا مع الجيش الروسي في العامين الأخيرين مكّننا من عمليات عسكرية في المنطقة

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية