قانون الإنتخاب الأردني عالق بين «سطوة العشائر» وفعالية «الصوت الواحد» في تحجيم الإخوان والمكون الفلسطيني

حجم الخط
11

عمان – «القدس العربي»: تحديد مصير ومستقبل الوزارة الأردنية برئاسة الدكتور عبدالله النسور لا يمكن قياسه أو حسم معطياته في ظل السيناريوهات التي تحاول قراءة أو توقع مسار الأحداث في المرحلة اللاحقة خصوصا عشية إستقبال العام الجديد الذي يتوقع فيه الجميع «قفزات إصلاحية» على صعيد تشريعات الإصلاح السياسي.
لا توجد عمليا أدلة مباشرة يمكن الرهان عليها في توقع قفزة كبيرة على مستوى قانون الإنتخاب والتعديلات المقترحة على قانون التعددية الحزبية ما زالت قيد الجدال والتجاذب والحوار البطيء جدا والزاحف والموسمي بين وزارة الشؤون السياسية والأحزاب المرخصة.
وفقا لما تحدث به وزير شؤون البرلمان والشؤون السياسية الدكتور خالد كلالدة لـ «القدس العربي» فان الحكومة لديها صياغة وتصورات حول قانون عصري وجديد للإنتخاب موجود الآن بين يديها وسيدفع للحوار البرلماني في الوقت المناسب.
عمليا لا أحد يحدد موعد الوقت المناسب وعلى أي بوصلة سيتم إقراره، ففي قياسات الإخوان المسلمين بصفتهم التعبير الحزبي الأكثر أهمية في الساحة فالوقت الوحيد المناسب كما يعلق الرجل الثاني في التنظيم الإخواني الشيخ زكي بني إرشيد هو التغطية السياسية والإرادة لإسقاط صيغة قانون الصوت الواحد وإظهار الجدية في تحديد وترسيم خطولات الإصلاح السياسي.
بني إرشيد ورفاقه في الحركة الإخوانية مصرون على أن بقاء قانون الصوت الواحد على قيد الحياة يعني أن البلاد لا تتجه نحو الإصلاح.
يشارك في وجهة النظر هذه كثيرون حتى من خارج الصف الحزبي بينهم رئيس لجنة الحوار الوطني طاهر المصري الذي يحب التذكير أن الخطوات الإصلاحية باتت ملحة وفيها مصلحة للجميع معيدا الإتجاه للصياغات التي إقترحتها لجنته حيث توجد وثيقة معنية بالموضوع.
حتى الرئيس النسور لديه تحفظات علنية على الصوت الواحد ويتوافق مع الإنطباع بان الإيحاء الإصلاحي الأهم ينطلق أساسا من إعادة النظر في قانون الصوت الواحد. عمليا قانون الصوت الواحد هو عنوان عريض لبقاء الذهنية التقليدية المحافظة التي لا يمكنها أن تؤمن بالإصلاح ورغم كل التوافق بين جميع النخب ومن كل التيارات على هذه الحقيقة لا توجد أدلة من أي نوع على عملية متسارعة للتخلص من هذا القانون بسبب مخاوف بعضها سياسي وديمغرافي وبعضها الآخر أمني بإمتياز ومتلعق بعقدة «أغلبية الإخوان المسلمين».
بالعكس تماما يوجد «حراك نشط» في المدرسة المحافظة ضد محاولات تقصير عمر الصوت الواحد، ومن الواضح أن قيادات كلاسيكية متعددة من بينها بعض مراكز القوى تميل إلى تجديد الروح في قانون الصوت الواحد على أساس ان المرحلة لا تحتمل مجازفات بقفزات كبيرة على صعيد اللعبة الانتخابية وعلى رأس أصحاب الرأي في هذا الإتجاه رئيس الديوان الملكي النافذ حاليا الدكتور فايز طراونة والنخبة المستفيدة من التمثيل العشائري وليس العشائر نفسها. في المقابل فقط مؤسسة القصر الملكي تبعث الأمل بقفزات إصلاحية وشيكة وهي تتحدث عن سيناريو يترقبه الجميع بعنوان «حكومة أغلبية برلمانية».
وقد وعد الملك شخصيا بهذا الأمر عدة مرات وإعتبره علنا هدفا سيصل إليه قطار الإصلاح، موضحا ان الإصلاح مسألة أردنية وطنية بحتة تنبع من الداخل ولا علاقة لها بالملفات والمسارات السياسية الموازية في الإقليم.
رغم ذلك لا يوجد ما يساهم في ربط العلاقة بين سيناريو حكومة الأغلبية البرلمانية وبين إحتمالات إسقاط صيغة الصوت الواحد التي ضمنت حتى الآن ومنذ عام 1993 أغلبية للثقل العشائري في البرلمان وأقل نسبة حضور ممكنة للإخوان المسلمين وساهمت بفعالية في تهميش وتحجيم تمثيل المكون الفلسطيني خصوصا بعد إرتباطها بعبقرية العبث في تقسيمات الدوائر الإنتخابية.
قاعدة عدم المساس بما يسمى بـ «الحقوق المكتسبة» للدوائر الإنتخابية ما زالت تحكم إتجاه العديد من السياسيين المحافظين في المستوى البيروقراطي وكذلك الأمني وقواعد «الحقوق المنقوصة» للعديد من المكونات ما زالت تستخدم بإستثمار وتوظيف سياسي من جهات عديدة وبصورة تثير التجاذب والتنافر.
الحل عندما يتعلق الأمر بجدل قانون الإنتخاب برأي عضو البرلمان الليبرالي المعروف الدكتور مصطفى الحمارنة وكما فهمت «القدس العربي» يتمثل في إطلاق عملية إصلاح سياسي وقراءة وطنية لقوانين هذا الإصلاح بعيدا عن كل إعتبارات الحق المنتقص والمكتسب في الوقت نفسه.
يتحدث حمارنة برؤية جديدة ومتوازنة عن حقوق الأردنيين بصرف النظر عن صياغات الإنتقاص والإكتساب المراد بها تأثيرات سياسية، ويدعم تطوير تشريعات العملية السياسية على أساس «التنمية السياسية» فقط وتعزيز الشراكة.
وجهة النظر هذه قد تنقل في حال تدشين حوار حكومي برلماني بعنوان قانون الانتخاب إلى مستوى الواجهة البرلمانية وتمثل رافعة تعزز سعي المبادرة البرلمانية بإعتبارها أكثر تكتلات البرلمان تنظيما نحو تفعيل الإشتباك الإيجابي.
عمليا يمكن القول ان حكومة النسور ستمتنع عن تحديد موقف قطعي ونهائي من قانون الانتخاب قبل وصول توجيهات عليا لها وبدون إجراء حسابات سياسية معقدة تبقيها على الحياة وتبعد عنها سيناريوهات الرحيل لحساب عملية تجديد في الإصلاح السياسي، والنسور شخصيا بعد «سمعته الطيبة» في المنجز الاقتصادي والمالي العام يخطط لإن يختم حياته السياسية بقفزة في تشريعات الإصلاح السياسي ..لكن يبقى السؤال: هل يتاح له ذلك؟
الحسابات نفسها يمكن تلمسها عبر تمسك رئيس المجلس النيابي الحالي عاطف طراونة بخيارات الإصلاح البرامجي، لكن الإنطباع العام أن المزاج الإقليمي المتقلب لا يساعد القرار السياسي الأردني في تحديد موقف حاسم وقطعي من ملف شائك ومعقد ومنتج للتجاذب والتسييس مثل الإصلاح السياسي.

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مارق طريق:

    اريد ان اعرف هل يستطيع الفلسطيني ان يرشح نفسه او ينتخب من يمثل
    في الاراضي الفلسطينية ان كان تحت السلطه او في قطاع غزه مجرد سؤال ؟

    1. يقول ضياء الجبارين:

      الفلسطيني اللي موجود بالضفة الغربية و قطاع غزة و القدس هم فقط اللي بيصوتوا و بيترشحوا و بينتخبوا في فلسطين و الفلسطينين في لبنان لا يوجد لهم حقوق و الفلسطينيين في الاردن الموجودين قبل عام 1986 م و معهم جنسية اردنية لهم حقوق الترشح و الانتخاب و التصويت فقط في الاردن بدون فلسطين لانه يحمل جنسية اردنية

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    قانون الصوت الواحد هو قانون فرق تسد
    والتفريق هنا يخص الاخوان المسلمين بشكل أكبر

    وما جرى من انتخابات فلسطينية قبل عقد من الزمان وفوز حماس فيها كان له الأثر الكبير بقصقصة جناحي الاخوان بالأردن لمنع فوزهم الوشيك

    لا أحد من زعماء بلادنا يحب أن يرى الاسلامين في السلطة
    ولو حصل هذا يحاصروا أو ينقلب عليهم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول الواقعي:

      صوت واحد كباقي العالم و

  3. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمٌنالرحيم , وبالله نستعين ,وبعد .
    تعودنا في الأردن عاى أن نقول ولانفعل , ومنذ سنين عديدة ونحن نسمع بالإصلاح , ويظل القول هو القول وبدون فعل , فهل حقا سيتحول هذا القول إلى فعل ونفرح بقانون انتخاب جديد تتعددفيه الأصوات ونحلم بوزارة برلمانية حقيقة وبإصلاح اقتصادي فعلي يذوب قيه الفرق بين الأغنياء جدا والفقراء جدا وتنتهي فيه المديونية بالتدريج وتقل البطالة وينتهي التلاعب بأموال ومكتسبات الدولة لصالح فئة معينة قليلة على حساب بقية وأغلبية المواطنين , وهل يسود العدل في التوظيف وفي كل شيء , نأمل ذلك وندعو الله العلي القدير أن يتحول القول بالإصلاح إلى فعل .

  4. يقول زياد العلي:

    التمثيل النسبي او الاصوات المتعددة هي الطريقة الوحيدة التي ستقضي على سطوة العشائر وتجبرهم، حيث انهم جمعوا ثروات هائلة ولم يقدموا للوطن الا المناكفة ووضع العصا في عجلة الاصلاح بل وتعطيل التقدم المنشود.
    لا ارى ضير في ان يكون للاخوان دور سياسي او حتى تشكيل حكومة لانهم في الاردن ليس مثل الدول المجاورة وتكون فرصة لرؤية برنامجهم السياسي وكيفية تطبيقه مع انني اشك في مقدرتهم على ادارة الامور مثل براعتهم في المعارضة.
    المكون الفلسطيني يجب ان لا يخيف العشائر لانه بصراحة لا يتمتع بالظهر والدعم اللازمين كي يفرض رأيه مثل الشرق اردنيين الذين يتحكمون بمفاصل الدولة الامنية والعسكرية

  5. يقول قاسم:

    من الاخر الاردن للاردنيين الي عاجبو هل كحل يتكحل

  6. يقول اردني:

    يارجل اتقي اللة كل الحقوق الي ماخذينها بلاردن ومش عاجبكو

  7. يقول حسام محمد الاردن:

    الوطن البديل قادم لا محال، فليفرح الاخوان ومناصريهم!

    1. يقول ضياء الجبارين:

      لن نرضى بديل عن فلسطين الا الجنة
      في فلسطينين كثير عايشين باوروبا و من الطبقات العليا بالمجتمع الاوروبي بس حلمهم العودة لفلسطين لو سالت لاجيء فلسطين عاش باوروبا و ولد باوروبا من وين انت بحكيلك انا فلسطيني و الله لو تعطيني العالم كله مش بس الاردن ما بنقبل بديل بلادنا

  8. يقول أبو ثائر:

    الغريب أن البعض يعلق بصورة عنجهية على هذا الموضوع وكأن البلاد هي للخلفوه وكأنه هو وابوه اللي عمروها….الأرض للذي يملكها مش للذي باعها…العشائرية في الأردن …أعادت الحياة عشرات السنين للوراء…جهل …تخلف….فساد…واسطة…محسوبية. الوزارات أصبحت ملك للعشائر…الوزير يعين أقاربه وأهله..وكل مشروع أصبح غنيمة وصار مكسب وكعكة تتوزع على أساس عشائري….البعض صار ما بيشبع وصاروا يتطاولوا على كل شيء…الجامعات الأردنية بعد أن كانت منارات الوطن العربي…أصبحت ميدان للمنازلات العشائرية ودوري درجة ممتازة للمشاجرات العشائرية…أصحاب الخبرات الأكاديمية هاجروا إلى الجامعات الخليجية والعالمية .

إشترك في قائمتنا البريدية