قراءة وثائق «القاعدة» وإيران على طريقة ولا تقربوا الصلاة!

حجم الخط
1

يقرأون بقلوبهم لا بعيونهم فلم يعد الهوى آفة الرأي فقط، الذي يحتمل التباين والاختلاف، بل تعداه ليحجب عن العيون الرؤية، للحقائق والنصوص التي لا تحتمل التأويل، ونحن نتحدث هنا عن الاجتزاء الفاضح والانتقائية المخلة في بعض القراءات الإعلامية للوثائق التي نشرتها المخابرات الأمريكية حول طبيعة العلاقة بين «القاعدة» وإيران.
فكل طرف رأى من نصوص الوثائق ما يخدم موقفه، بل أن النصوص المجتزئة نقلت بتأويل مسيس أيضا.
المولعون بربط «القاعدة» وإيران بعلاقة تحالفية وجدوا ضالتهم في بعض الجمل بالوثائق، مثل ما جاء بكلام بن لادن في إحدى الرسائل الموجهة لقيادة الدولة الاسلامية في العراق، عن تجنب تهديد إيران لانها «ممر للافراد والرسائل والأسرى»، ومن رسالة أخرى جاء فيها عن عضو في «القاعدة» يعرض فيها مطالب وسيط إيراني بعدم ضرب المراقد الشيعية بالعراق، ومن هاتين الجملتين قفزت الاستنتاجات بأن «القاعدة» عقدت صفقة مع السلطة بايران تتمثل بحماية المراقد الشيعية بالعراق، وتجنيب الايرانيين ضربات «القاعدة» بالعراق مقابل أن تمنح السلطات الايرانية لـ»القاعدة» ممرا آمنا واستضافة عائلاتها وقيادييها. طبعا استنتاجات مليئة بتجاهل حقائق النزاع بالعراق، وتفسير محرف لما جاء بالنصوص، اضافة لانتقاء جمل بالرسائل وترك جمل اخرى توضح الصورة كاملة حول طبيعة العلاقة. ففيما يتعلق بالموضوع الاول، تتم الاشارة والبناء على جملة تجنب تهديد إيران لأنها ممر للأفراد، ولأنها ليست اولوية، ويتم تجاهل كل ما ورد بنفس الرسالة لابن لادن وهو يقول لاحقا، إنه يوافق على مهاجمة الايرانيين وتوجيه ضربات لهم إذا ما تحقق الإيذاء بها، وبدون اعلان ذلك، كما يريد اخذ رهائن من الايرانيين، لتحرير الاسرى لدى ايران، وكلمة الاسرى تشير إلى إيران كطرف معاد يعتقل عناصر «القاعدة» وليس متعاونا بشكل استراتيجي.
والسؤال الاهم كيف يتم الحديث عن ممر آمن بشكل مطلق واستضافة لقيادات «القاعدة» ويتم تجاهل أجزاء اخرى من الرسائل فيها حديث مسهب عن اعتقال عائلة بن لادن وزوجته ووضعهم تحت اقامة جبرية، وسجن ابنه سعد وتعرضه للتعذيب في سجون ايران، ثم تمكنه من الهرب؟ 
ما هي طبيعة ومدى هذا التعاون الأمني والاستضافة التي يضع عائلة قائد «القاعدة» رهن الاعتقال، وتعرض ابنه للتعذيب في السجون؟ ولماذا لم تتم الاشارة لهذه الفقرات ذات القيمة المعلوماتية التي تمنح المتلقي تصورا عن طبيعة العلاقة مع الأجهزة الامنية الايرانية عندما نوقشت هذه الوثائق؟
ولا نريد الخوض في معلومات خارج الوثائق عن ضلوع المخابرات الايرانية في اغتيال سعد بتنسيق مع طائرات امريكية، من خلال وسطاء افغان او عراقيين. إضافة لما نعرفه من أن كبار قيادات «القاعدة» كسيف العدل اعتقلوا بإيران وظلوا محتحزين ولم يفرج عنهم الا بصفقة تبادل، كما تم تسليم صهر بن لادن، سليمان ابو غيث لتركيا والاردن لتعتقله الولايات المتحدة.
نعود للوثائق، وهنا رسالة أخرى فيها حديث عن المراقد الشيعية بالعراق، والاستنتاج الذي خرج به بعض الاعلاميين، بأن هناك صفقة ضمنت حماية «القاعدة» للمراقد الشعية في العراق، وعدم توجيه أي ضربات للإيرانيين بالعراق. حقيقة من يقرأ هذه الوثيقة يتضح له ببساطة انها عبارة عن رسالة ينقلها عنصر من «القاعدة» للقيادة، يطلب فيها ما يسمى الوسيط الايراني تجنب ضرب المراقد الشيعية بالعراق.. ولا أعرف كيف تم القفز إلى أن ما يطلبه الوسيط الايراني بات صفقة تامة بين «القاعدة» وايران، بدون أن يظهر اي نص بالرسالة ولا بغيرها يشير إلى عقد اتفاق بين إيران كسلطة و»القاعدة» حول هذ الامر؟
والأغرب أنه كيف يمكن لإعلامي، مطلع على أخبار العراق، أن يرى أن الصفقة تمت وأن «القاعدة» حمت المراقد الشيعية بالعراق، على الرغم من أن اكثر الهجمات الدموية التي شهدتها المراقد الشيعية تمت بالفعل بهجمات تبناها ونفذها فرع «القاعدة» بالعراق، ومن بعده الدولة الاسلامية، ابتداء باغتيال الحكيم، وتفجيرات النجف وكربلاء الانتحارية الدموية، وصولا لعشرات الهجمات السنوية التي تشنها «القاعدة» والدولة بالعراق بانتحارييها على الزوار الشيعة في اربعينية الحسين.. وهو الأمر نفسه الذي كان محل نقاش وجدل بين قيادة «القاعدة» بالعراق والقيادة بافغانستان، فيما يتعلق باولوية العدو القريب والبعيد، وحتى محل خلاف بين المنظرين الجهاديين كالمقدسي والزرقاوي. ثم أن يكون بلد معبرا لتنظيم مسلح ما لا يعني أن حكومة هذا البلد متعاونة، فمصر هي معبر دائم لسلاح حركة حماس المهرب عبر أنفاق رفح المصرية، وهذا لا يعني أن نظام مبارك كان يدعم حماس، وتركيا ظلت حتى وقت قريب معبرا لمقاتلي تنظيم الدولة، وهذا لا يعني أن حكومة اردوغان تدعم تنظيم الدولة، قد لا تكون منحت موضوع ضبط الحدود أولوية قصوى، لكن هناك فرقا كبيرا بين عدم إيلاء قضية اهتماما أمنيا بالغا، من ناحية اولويات الأمن القومي، وأن يفسر هذا على أنه دعم لتلك الحركة عبر الحدود. وايضا، في ما يتعلق باستضافة الشخصيات الهاربة في بلد ما، فلا يعني استضافة عائلة صدام حسين في سوريا فترة ما، أن الاسد كان متحالفا او متعاونا مع النظام العراقي، بل العكس تماما هو ما كان، وبالمقابل أعيد قصي وعدي من سوريا للعراق وكادا أن يقتلا بقصف امريكي، تابعته عن قرب عند قرية مقر الذيب على الحدود السورية العراقية، فلا علاقة ثابتة اذن ولا ربط دائم بين استضافة ما، إن لم تكن احتجازا واعتقالا، وبين العلاقة مع النظام الذي تنتمي له الشخصيات، وعلى المستوى نفسه تستضيف اليوم الاردن وقطر الكثير من اقارب الرئيس العراقي السابق، وهذا يعاكس العلاقة السيئة بين تلك الحكومات والنظام العراقي في السنوات الاخيرة، وعندما تسمح النيجر بإقامة الساعدي القذافي لا يعني هذا انها ايضا تحتفظ مع نظام القذافي بعلاقات عميقة واستراتيجية بشكل وثيق، لأنها بعد أشهر عادت وسلمته للحكومة الليبية، وكذلك هو الفرق بين مستوى العلاقة والتحالف بين إيران والميليشات الشيعية وحزب الله، وبين إيران وحركة حماس، وبين إيران و»القاعدة» والدولة الاسلامية، فالميليشيات الشيعية وحزب الله قوى منتمية عضويا للمؤسسات الايرانية، ومرتبطة عقديا وسياسيا بالمشروع الإيراني، بل هي احدى دعامات المشروع، أما حماس فهي كحركة اسلامية سنية تتفق مع إيران فقط في دائرة الصراع مع إسرائيل، وهو ما جعلها تتأنى في بناء علاقة وتلقي دعم مباشر من ايران، ولكنها ليست ضمن المشروع الايراني وخارج دائرته الطائفية، ولم تستخدمها إيران لخدمة مشروعها الطائفي، لذلك انسحبت وقطعت علاقاتها مع دمشق، وهذا لا يعني أن سياسة حماس بابقاء العلاقة مع إيران رشيدة،، لكننا نتحدث هنا عن طبيعة ومستوى العلاقات مع ايران.  
أما الجهاديون فهم ايضا عقائديون كإيران، لا يمكن استخدامهم في مشاريع الاخرين، فما بالك اذا كان الاخر هو الخصم الاول في حرب مذهبية، فهم تلقوا دعما من الامريكيين خلال حربهم مع الروس، لكنهم لم يحاربوا لمصلحة الامريكيين، بل لمصلحتهم وفق رؤيتهم، واستفادوا من اتفاق المصالح، وأيضا لو كان النزاع الطائفي لم يشتعل في العراق وسوريا وظل النزاع بين طالبان والولايات المتحدة من جهة، كما هو الحال قبل إسقاط طالبان، وظل النزاع ايضا بين إيران والولايات المتحدة من جهة أخرى، لاعتقد البعض أنه يمكن رؤية تقارب ما في أحداث محددة ما، ربما بين «القاعدة» وايران، وبمستوى يتعلق بتكتيك مرحلي وليس بسياسات استراتيجية، وفقط فيما يخدم عداءهم المشترك ضد الولايات المتحدة، لكن هذا التقارب سرعان ما سينتهي، لأن مشروعي الطرفين متناقضان تماما ويقومان على إقصاء الآخر.
هذا كله لا ينفي أن تنظيما كـ»القاعدة» يجاور إيران قد حاول تحييد العدو الايراني، لانه ليس اولوية، في وقت لم يكن في نزاع مباشر معه قبل حرب العراق، وأن الطرف الايراني كان يغض النظر احيانا عن تحركات عناصر «القاعدة» ما دام الطرفان لديهما عدو امريكي مشترك، واتفاق المصالح هذا يحصل عادة في إطار مرحلي محدود وليس استراتيجيا، ولكن لا يبدو أنه وصل حتى لمرحلة التنسيق بمستوى عال، إذا عرفنا أنه لم يمنع إيران من التعاون لإسقاط طالبان من خلال علاقتها بتحالف الشمال، ليخرج الايرانيون بتصريحهم الشهير، لولا إيران لما نجحت امريكا في العراق وافغانستان، لذلك من الواضح أن اي تنسيق بين الطرفين كان محدودا وعلى مستوى يتعلق بالسياسات الكبرى الإقليمية، بل إنه لا يبدو نجح في إطار وضع أي ترتيبات حسن جوار تحدث بين الأعداء حتى، فلم يفلح لاحقا باطلاق سراح قيادات لـ»القاعدة» محتجزين بايران، إلا مقابل رهائن ايرانيين دبلوماسيين. ولم يفلح بايقاف تعذيب سعد بن لادن في سجون إيران، ففي العلاقة بين طرفين عقائدين متناقضين في صراع يقوم على العداء المذهبي في المنطقة، يصعب الحديث عن أي براغماتية ومصالح مشتركة مؤقتة حتى.
 تبقى العلاقة بين التنظيمات والدول معقدة، لكن مع متابعة حثيثة موضوعية غير مسيسة ولا مدفوعة، يمكن فهم طبيعة العلاقة بتوازن، فكثيرا ما يثار أن اختراقات أمنية تعرضت لها «القاعدة» في العراق وغيرها من الساحات على يد الايرانيبن أو غيرهم من أجهزة استخبارات، وهذا طبعا حصل وسيظل يحصل، والمفارقة أن هذا الامر هو دليل على علاقة العداء بين «القاعدة» وتلك الأجهزة الأمنية، فلا أحد يخترق «القاعدة» أو تنظيما جهاديا إذا كان تابعا له، وحتى أقوى دول العالم كالولايات المتحدة تعلن عن اكتشاف جواسيس روس كانوا يعملون في أجهزتها الحكومية.
أما فيما يتعلق باتهامات صدرت من قيادة تنظيم «الدولة الاسلامية» لقيادة «القاعدة» بافغانستان بخصوص إيران، فالنصرة والدولة والجهاديون مثلهم كباقي الحركات الاسلامية اثبتوا أنهم منتمون للذهنية العربية السائدةـ المنتمية لتعصب القبائل عندما يتعلق الامر بالصراع على السلطة، سمتها الفجور في الخصومة بدون مراعاة لأي روابط دينية، أو حتى مصلحية مشتركة، يفترض أنها توحد الأعداء في ساحة معركة فما بالك بابناء منهج عقدي واحد، بل ابناء تنظيم حزبي واحد، لذلك لا يمكن بأي حال الركون وتصديق ما يقوله طرف ضد آخر، ورغم ذلك فالعدناني لم يشر في كلامه لأي علاقة ارتباط او تحالف لـ»القاعدة» مع إيران، بل تحدث عن القضية نفسها وهي انتقاده لجعل العداء لإيران ليس من اولويات القيادة بافغانستان نظرا لواقع النزاع المغاير لـ»القاعدة» في العراق التي كانت إيران تغزوها طائفيا..عندما نأتي لنرى مواقف الإعلام التابع للاطراف السياسية فجميعها منحازة والحقيقة هي الضحية، انظمة حكومية تحارب الجهاديين إعلاميا بربطهم بإيران لأنها العدو الذي يتفق عليه الجميع، رغم أن هذه الانظمة تحارب اليوم مع إيران وبجبهتها نفسها بإطار التحالف الدولي ضد الجهاديين بسوريا والعراق، وحركات إسلام سياسي معتدلة وسلفية على خصومة مع «القاعدة»، وتنظيم الدولة تروج للرواية نفسها في إطار التنافس على الزعامة في القبيلة السنية، وحتى النصرة والدولة تمارسان ضد بعضهما حرب اكاذيب متبادلة في إطار الصراع داخل العائلة الجهادية الصغيرة. اما الجمهور فمعظمه عالق في قوالب فهم بآلية لطبيعة عمل التنظيمات السياسية وإطار علاقاتها، ويعاني من تراكم لمفاهيم نمطية تكرست مع مرور الزمــــن بسبب تراكم المعلومات الخاطئة من إعلام مرتبط باطـــراف سياسية يهمها فقط تحشيد الناس كالقطيع وتحريضهم لمصالحها، مهما تم تزييف المعلومة والحقيقة، فتحول الوعي الجمعي كما يظهر عند مناقشة اي قضية لما يشبه ثقافة القطيع.

٭ كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

وائل عصام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    أظن ما ينقص قناة الجزيرة مثلا فكيف بوسائل الإعلام غير المهنية الأخرى، هو قلم مثل قلمك يا وائل عصام، ولو أنني اختلف مع الكثير مما ورد أعلاه، ولكن هذا التحليل الموضوعي والمنطقي مطلوب إعلاميا كي نستطيع فهم ما يحصل حولنا،
    أنا لاحظت الحداثة أو التأويل بعيدا عن معنى المعاني وهيكل اللغة، هو إشكالية مفهوم التسويق في النظام البيروقراطي، وكذلك لاحظت حكمة البدو أو العولمة وأدواتها التقنية في عام 2016 قامت بتعرية خزعبلات فرنسا تماما في موضوع إفلاس البنك الدولي من أجل دعم الصناعة الفرنسية، بداية من عندما منعت تمويل صفقات السلاح للجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي هذا السياق أفهم لماذا اختارت عام 2016 كتوقيت المخابرات الأمريكية في رفع الغطاء عن نشر رسائل أسامة بن لادن، من أجل الضغط على إيران والسعودية من أجل إيجاد أرضية للحوار بخصوص سوريا من جهة ودعما لفرنسا للتخفيف عليها، خصوصا وأنَّ روسيا وفرنسا هما من وقعا صك تأسيس الكيان الصهيوني عام 1947 ورفضوا إصدار صك إنشاء فلسطين منذ ذلك التوقيت؟!

    الفلسفة تختلف عن الحكمة في مفهوم الشك لأجل الشك، فتتحول إلى مرض نفسي، يعمل على هدم/إفلاس أي اسرة/دولة، العولمة وأدواتها التقنية قامت بفضح وتعرية الفلسفة تماما، ولذلك أي فكر أو نظام يعتمد الفلسفة كأساس يعاني من أزمة وجودية في عام 2016، لأنَّ مفهوم التسويق في أجواء النظام البيروقراطي لدولة الحداثة، يختلف تماما عن مفهوم التسويق في أجواء العولمة وأدواتها التقنية، ولذلك الموظف والإدارة التي لم تنتبه وتعمل على تطوير آدابها الوظيفية لتواءم المفاهيم التسويقية الجديدة سيكون كل منهم جزء من المشكلة وليس جزء من الحل، لأنَّ العولمة وأدواتها التقنية تحتاج إلى منجز اتفاقات ما بين الـ أنا والـ آخر بشكل أسرع من غيره، كي يضمن تغطية مصاريف الشركة/الدولة في سداد رواتب الموظفين والإدارة على الأقل؟!

    الإسلام الذي نعرفه هو أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن تشهد محمدا رسول الله، الإشكالية فيمن يُصر على إضافة وأن تشهد بأن عليا ولي الله، وإلاّ أنت لست بمسلم، فمن هو التكفيري في تلك الحالة؟ لكي تفهم الإسلام عليك أن تفهم لغة القرآن، فكيف بمن يُشكك في صحة القرآن ويقوم بتوزيع شهادات النفاق ليس فقط على صحابة رسول الله على مزاجه وانتقائيته بل لم يسلم منهم حتى آل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، فهل نتوقع من هؤلاء أي أدب وأي أخلاق مع بقية خلق الله؟! هناك بديهيات في كل علم، ومن يضرب البديهيات عرض الحائط لا يحق له أن يفتي في ذلك المجال، ولذلك من لا يستطيع التفريق بين حرف الذال وحرف الزاي أو حرف الصاد وحرف السين، فهل مثل هذا يمكن أن يفهم لغة القرآن بطريقة صحيحة بعد ذلك لكي تتوقع يفهم الحديث النبوي؟!

    بالتأكيد هناك فريق للتهريج، وهناك فريق للعب، والتهريج بسبب أعضائه لا يعرف أيّا منهم أصول ما هي اللعبة التي سيلعبها مع فريقه، فالنظام البيروقراطي لدولة الحداثة، لغته لا تعترف بشيء اسمه ترجمة ما بين لغة وأخرى، بل تعتمد على أسلوب النقحرة (النقل الحرفي الببغائي) كما هو حال مصطلح البيروقراط هذه تؤدي إلى ضبابية لغوية، تساعد على زيادة التهريج بسبب عدم الفهم بشكل صحيح، هذه تؤدي إلى شطح كل من أعضاء الفريق في التعبير عمّا فهمه من تأويل ما سمعه وفق لهجته، وليس وفق معنى المعاني للغة المستخدمة، ومن هذه الزاوية تحصل المشاكل واساءة الفهم وتضييع الجهود في أشياء لا لزمة لها، وبالتالي لن يستطيع المنافسة في أجواء العولمة والسوق الحر بسبب غلاء تكاليفه فيؤدي إلى أن شبح الأفلاس يطارد دولته كاليونان بعد 2008

    ما رأيكم دام فضلكم؟

إشترك في قائمتنا البريدية