قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يثير جدلاً حول توقيته ودواعيه وتداعياته

حجم الخط
7

الرباط – «القدس العربي»: أثار قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران جدلا حول توقيته ودواعيه وتداعياته، وتؤكد السلطات المغربية ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران تم بعد أن تأكد لديها إقامة حزب الله المدعوم من إيران علاقات مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى لفصل الصحراء التي استردها من اسبانيا 1976 واقامة دولة مستقلة عليها.
وسارعت ايران وحزب الله وجبهة البوليساريو الى نفي الاتهامات المغربية وربطت القرار المغربي بأنه يستند الى أدلة غير موثقة وجاء تحت ضغوط أمريكية – إسرائيلية – سعودية التي اعلنت الى جانب دول الخليج الاخرى دعمها للرباط وادانتها لـ«المحاولات» الايرانية لزعزعة استقرار المغرب.
وأكد المسؤولون المغاربة وقبل رد حزب الله وجبهة البوليساريو على الاتهامات المغربية، ان القرار نابع من السيادة المغربية ودون علاقة بالاوضاع الاقليمية.
وقال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، المغربية ان ‏قرار بلاده قطع العلاقات مع ايران قرار مغربي خالص، بعد أن ثبت بالأدلة انها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا وبالخبرات العسكرية مباشرة او بواسطة «حزب الله» اللبناني.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء، إن قطع العلاقات مع إيران يعود إلى «انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد أمن واستقرار المملكة» وأن بلاده «تملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من الجبهة الانفصالية، ولدينا معلومات أخرى تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين من حزب الله والبوليساريو».
وطلبت وزارة الخارجية المغربية من السفير الإيراني في الرباط مغادرة البلاد وقررت إغلاق سفارة المغرب في طهران.
وقال بوريطة أن إيران وحليفها «حزب الله» الشيعي يدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها عن طريق السفارة الإيرانية بالجزائر، وأن «القرار جاء كرد فعل على تورط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا». وأكد «خلال هذا الشهر تم تقديم أسلحة للبوليساريو من طرف حزب الله، وأن المغرب تتوافر على أدلة ومعلومات تؤكد العلاقة بين البوليساريو وحزب الله، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر2016» حين تشكلت ما يسمى بـ«لجنة لدعم الشعب الصحراوي» في لبنان برعاية حزب الله، تبعها «زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف» وقال “لدينا أدلة ومعطيات وتواريخ تظهر تورط عنصر واحد على الأقل بالسفارة الايرانية في الجزائر في تنظيم كل هذه العمليات على مدى عامين على الأقل».
وقال أن نقطة التحول في علاقات طهران مع الجبهة «كانت في 12 اذار/ مارس 2017 حين جرى توقيف قاسم محمد تاج الدين في مطار الدار البيضاء بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب، وهو أحد كبار مسؤولي مالية حزب الله في إفريقيا».
وتصنف الولايات المتحدة الامريكية وتاج الدين، البالغ من العمر 62 سنة، ضمن لائحة الإرهاب وممنوع من دخول تراب الولايات المتحدة، علما أنه كان يمتلك شركات كبرى ببلاد العم سام، قبل أن تغلق في المدة الأخيرة.
وقال الوزير المغربي «بدأ حزب الله يهدد بالثأر بسبب هذا الاعتقال وأرسل أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من البوليساريو على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب» وارسل للجبهة صواريخ «سام 9» و»سام 11».
ونفى بوريطة أن يكون قرار قطع العلاقات مع إيران مرتبطا بالأوضاع في سوريا أو الشرق الأوسط بشكل عام، مؤكدا أنه يخضع لمصالح ثنائية، مبرزا أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران في 2014 لاقى استياء من بعض الحلفاء الرئيسيين للمغرب، ومؤكدا في الوقت نفسه أن تلك الخطوة تمت من أجل مصالح المغرب ورفض أن يكون لقطع العلاقات تأثير على الشعب الإيراني أو المذهب الشيعي، بل يخص التحالف بين إيران وجبهة البوليساريو فقط، مشددا على أن القرار اتخذ لاعتبارات ثنائية صرفة، ولا يرتبط بأي تطورات إقليمية أو دولية، ولم يتخذ تحت أي تأثير أو ضغط. وأكد بوريطة أنه عندما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة وبأمن وسلامة المواطنين «فلا يمكن للمغرب إلا أن يتخذ قرارات حازمة وواضحة».
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية «بشدّة»، امس الأربعاء، الاتهامات المغربية بوجود «تعاون بين سفارة طهران في الجزائر و جبهة البوليساريو» وأكد المتحدّث باسمها بهرام قاسمي، في بيان، «عدم وجود صلة لبلاده من قريب أو بعيد بنشاط هذه الجبهة» وأن «تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حول تعاون أحد الدبلوماسيين الإيرانيين مع جبهة البوليساريو غير صحيحة وتتنافى مع الواقع».
وأضاف المسؤول الإيراني «أجرينا اتصالات مع الجانب المغربي خلال الأيام الماضية، وأوضحنا أن الاتهامات بالتعاون مع الجبهة باطلة، ومرفوضة، ولا أساس لها من الصحة» وأن «السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على احترام السيادة الوطنية والأمنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
ونفت السفارة الإيرانية في الجزائر اتهامات المغرب ان يكون لها أي دور في التوسط بين حزب الله وجبهة البوليساريو، وأكدت «التزامها بممارسة دورها القانوني والطبيعي في توطيد وتعميق العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين إيران والجزائر».
ورد حزب الله على الاتهامات المغربية ونفى في بيان رسمي الاتهامات الموجهة إليه وقال «من المؤسف أن يلجأ المغرب، بفعل ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية، لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة» وانه «كان حريا بالخارجية المغربية أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا لقطع علاقاتها مع إيران، التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وتساندها بكل قوة، بدل اختراع هذه الحجج الواهية».
وقالت جبهة البوليساريو إن «اتهامات المغرب لإيران وحزب الله بدعم جبهة البوليساريو عسكرياً أبعد ما تكون عن الحقيقة، لأن الصحراويين يملكون جميع الأسلحة والصواريخ المتطورة بين أيديهم منذ سنوات» وان اتهامات المغرب لها بالتعاون مع إيران «كذب»، وعلى الرباط أن تقدم أدلة على ما وصفتها بـ«الادعاءات الزائفة». وقال المتحدث باسم جبهة البوليساريو محمد حدا إن اتهامات الرباط تندرج في إطار «الانتهازية السياسية» الذي تسعى من خلاله «للتملص من الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة».
وقال المكلف بالشؤون الداخلية في الجبهة مصطفى السيد «لدينا سفارة في طهران لكنها مغلقة دون طاقم، ونحن نبحث تطوير علاقاتنا بإيران، وفي كل مرة كان المغرب يقف في وجه مساعينا لذلك كما حصل في الهند وصربيا حين استطاع المغرب أن يؤثر ويفسد خططا بإرجاع العلاقات».
واضاف أن «جبهة البوليساريو تُريد شراكة قوية مع حزب الله، وقد ذهبنا إلى بيروت مراراً وطلبنا لقاء قيادة حزب الله لكن لم نوفق»، و»من حيث الأسلحة صحيح أن حزب الله لديه أسلحة متطورة لكن نحن لا نحتاج من إيران أو حزب الله لأسلحة، وحين فرض المغرب الحرب سهل علينا الحصول على الأسلحة» وقال «نحن حركة قوية ومتطورة وشعب صامد في أرض صحراوية مكشوفة لا جبال ولا غابات فيها وخضنا حروبا وانتصرنا. وحركة مثل البوليساريو لديها الخبرة والتجربة ولا تحتاج إلى تدريب من حركة أخرى».
واتهم المسؤول الصحراوي السعودية بالوقوف وراء الموقف المغربي، وقال أن «الرباط والرياض وتل أبيب يبحثون عن توتر دولي وأجواء الحرب ويسعون لذلك» وان «قرار قطع علاقات المغرب مع إيران له علاقة أكيدة بزيارة وزير الخارجية المغربي لإسرائيل وبالضغط السعودي على الرباط».
وبدأت الصحف والمنابر الإعلامية المغربية في نشر تقارير عن التعاون العسكري بين حزب الله وجبهة البوليساريو وصور عن تدريب لقوات الجبهة على حرب الأنفاق، وقالت انها من تخطيط حزب الله وربطت التقارير بين هذا التعاون ومساعي إيران لنشر المذهب الشيعي وسياستها التوسعية ونشرت هذه المنابر تعاليق على القرار المغربي تتحدث عن وهن الحجج المغربية وتربط القرار بإعادة الحميمية بين المغرب والسعودية والامارات المتحدة بعد الفتور الذي عرفته نتاج رفض المغرب المشاركة بالحصار الخليجي على قطر وقالت التعليقات إذا كان دعم حزب الله لجبهة البوليساريو فعلى المغرب ان يقطع علاقاته مع لبنان والجزائر.

قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يثير جدلاً حول توقيته ودواعيه وتداعياته

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الطالب رشيد من العيون في المغرب:

    الباب الذي تأتيك منه الريح أغلقه و استريح … لا خير في بلدان و ميليشيات تدعم الديكتاتوريات كبشار قاتل شعبه … لا خير في ايران أو روسيا أو حزب الله فهذه الكيانات أخطر من للصهاينة على الأقل الصهيوني عدو ظاهر و جلي ليس كمن يمارس التقية و در الرماد في العيون….خطوة القطيعة جاءت متأخرة لكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي

  2. يقول أحمد المصمودي:

    الغالب أن المغرب حصل على معلومات من إحدى أجهزة الإستخبارات الأوروبية (فرنسية على الأرجح) في إطار التعاون الأمني الذي يطبع علاقات أجهزة الإستخبارات المغربية مع نظيراتها الفرنسية والبلجيكية والإسبانية. يذكر أن وزير الخارجية المغربي قال أن لدى المغرب أدلة قاطعة عن تسليم أسلحة للحركة الإنفصالية “البوليس آريو” عن طريق حزب الله اللبناني ويبقى على السلطات المغربية أن تكشف عن هذه الأدلة الدامغة قريبا ولا أعتقد أنها ستقدم على وضع مصداقيتها في مهب الريح إن لم تكن لها حقيقة معلومات تؤكد مزاعم وزارة الخارجية

  3. يقول أحمد السنوسي:

    بيان وزارة الخارجية الإيرانية الذي جاء فيه:”إن السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على احترام السيادة الوطنية والأمنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية…”. يصعب تصديقه والأنباء بالصوت والصورة تتناقلها وسائل الإعلام العربية والدولية للجنرال الإيراني قاسم سليماني وميليشياته يصول ويجول في أرض العراق وسوريا دون الحديث عن ما يقع في اليمن.
    من الظاهر أن الإرادة واضحة لنظام الملالي لاستغلال أي بؤرة توثر في العالم العربي من أجل السعي لإقامة موضع قدم ومنطقة نفوذ في إطار مشروعها المتهالك “تصدير الثورة”!
    لكن رفضنا لتوجهات الملالي لا يبرر بأي حال من الأحوال أن نتحالف الكيان الصهيوني من أجل ضرب مقدرات الشعب الإيراني المسلم، نعبر بحزم عن رفض تدخل نظام الملالي في أوطاننا العربية كما نرفض التدخل في شؤونها الداخلية خاصة التدخل العسكري من أي قوى أجنبية كانت.
    من جهة أخرى وأمام إنكار المسؤولين الإيرانيين أي ارتباط بالجبهة الإنفصالية بجنوب المغرب، وجب على المسؤولين المغاربة تقديم الحجج التي يمتلكونها بداية للرأي العام المحلي في ندوات صحافية وبعد ذلك للمؤسسات الدولية المعنية.

  4. يقول حكيم. ن:

    عرف المغرب التشيع في فترات محدودة من تاريخه لكن شاءت الألطاف الإلاهية أن يندثر منذ قرون خلت، لذلك فعامة أهل المغرب سنة بخلاف أقطار عربية ومسلمة أخرى، محاولة النظام الإيراني _ إذا صحت مزاعم الحكومة المغربية_ الدخول كطرف داعم في نزاع مفتعل على الحدود المغربية لا يجد ما يبرره من الجانب الإستراتيجي ما دامت لا توجد أي أقلية شيعية في منطقة الصراع يمكن للنظام الإيراني كسب ولائها واستعمالها لاحقا في تنفيذ أجنداته الخارجية كما هو حاصل في المشرق العربي. والحالة هاته فالنظام الإيراني يلعب ورقة خاسرة إلا إذا كان الهدف الأساس هو دفع المغرب لحشد قواته و الإنكفاء على مواجهة التحديات العسكرية على حدوده والإنسحاب التام من التحالف العربي التي تقوده السعودية في منطقة الشرق الأوسط، في هاته الحالة يمكن فهم واستيعاب أهداف الإستراتيجية الإيرانية.

  5. يقول الكروي داود:

    كانوا يربطون بين حزب حسن والثورة المصرية وأن هذا الحزب قد ساعد في إطلاق سراح قادة الإخوان من السجون المصرية! ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول احمد:

    السفير الإيراني اصلا في طهران و ليس في المغرب حتي يرجع الي بلده

  7. يقول هشام. د:

    عرفت الديبلوماسية المغربية في السنتين الأخيرتين تحولا في تعاملها مع البلدان التي تبدي دعمها اللامشروط للحركة الإنفصالية التي تنازع المغرب الأقاليم الصحراوية، فانتقلت ردود أفعال المسؤولين المغاربة من اللامبالاة إلى التنديد والمقاطعة، ويأتي رد فعل الخارجية المغربية على التدخل الإيراني في هذا السياق. لكن الرأي العام المغربي يستغرب استثناء الديبلوماسية المغربية الجارة الجزائر من التعامل الحازم رغم أنه لا يخفى على أحد دعمها اللامحدود للجبهة الإنفصالية في المحافل الدولية وتقديم الدعم المادي والعسكري لعشرات السنين.
    لا شك أن المغاربة يقدرون الأخوة والروابط المشتركة التي تجمعهم بالشعب الجزائري الشقيق لكن لابد من التزام نفس الحزم مع النظام الحاكم في الجزائر كما طالب أحد نواب الشعب من حزب الأصالة والمعاصرة في الجلسة البرلمانية الطارئة الأخيرة التي إلتأمت لتدارس اختراقات الجبهة الإنفصالية للمناطق العازلة شرق المغرب إنطلاقا من الأراضي الجزائرية!.
    إن تمسك بعض المسؤولين المغاربة بما يصطلح عليه: “مبادىء حسن الجوار” وترديد أسطوانة إحياء مشروع : ” إتحاد المغرب العربي” أصبح يثير اشمئزاز شرائح واسعة من المجتمع المغربي والصحافة غير الرسمية.
    لا أحد يرغب في نشوب حرب بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري ولكن الشارع المغربي يرى أنه ينبغي التعامل بنفس الحزم التي تبناه المغرب مع النظام الإيراني بطرد السفير وقطع العلاقات، ينبغي أن تتخذ نفس الخطوات بسحب المغرب سفيره من الجزائر وقطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام الجزائري فلا مجال للكيل بمكيالين عندما يتم المساس بسلامة أراضي البلد وأمن مواطنيه! ما يقدمه النظام الجزائري لعقود من دعم لامشروط للجبهة الإنفصالية يفوق بأضعاف ما قدمه النظام الإيراني لفترة محدودة!

إشترك في قائمتنا البريدية