قسنطينة – «القدس العربي»: تستعد مدينة قسنطيـــنة (450 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية) لتكون عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، تظـــاهـــرة ثقافيـــة كبـــيرة تستعد لها عاصـــمة الشرق الجزائري بحـــماس كبير، وذلك بعــــد أربع سنوات من استضافة مدينة تلسمان (450 كيلومــــترا غرب العاصـــمة) تظاهـــرة تلمسان عاصمة للثقـــافة الإســلامـــية، وبعد الجزائر عاصـــمة للثقــافة العربية سنة2007.
مدينة قسنطــينة أو «ســيرتا» التي بنــــيت فوق صـــخرة كبـــيرة تعتــبر واحدة من أجمل المدن الجزائرية، الجسور السبعة التي تربــــط بين جنباتها أعطتها صبغة جمـــيلة غير موجودة في أي مدينة أخـــرى من المـــدن الجزائرية، جسر ثامن أطلق عليه اسم «جسر الاستقلال»، أو «الجسر العملاق» والذي يفوق طوله الـ 750 مترا، وهذا المشروع قيد الإنجاز، وسيفتتح أمام حركة المرور قريبا، وسيربط ضفة المدينة الشمالية مع الشرقية، وسيفك الخناق عن المدينة التي تعاني من ازدحام مروري.
تاريخ حافل
كما أن تاريخ هذه المدينة يجعل منها محطة ثقافية لا يمكن تجاوزها، فقد اشتهرت منذ القدم بمثقفيها وفنانيها وعلمائها، كما كانت أيضا رمزا من رموز المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي.
ويعتبر قصر الحاج أحمد باي الذي فتح أبوابه سنة 1835 واحدا من رموز المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي، هذا القصر الذي تحول سنة 2010 إلى متحف للتعابير الثقافية، وهو يخضع حاليا لعملية ترميم استعدادا لإستقبال جانب من النشاطات التي ستشهدها قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
وأحمد باي هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي ولد سنة 1786 وتوفي سنة 1850، وعين «بايا» (واليا) على قسنطينة سنة 1826، وبقي في هذا المنصب إلى سنة 1837 تاريخ سقوط المدينة بيد قوات الإستعمار الفرنسي، وقد خاض الباي معارك ضد القوات الإستعمارية الفرنسية، وتمكن من الصمود سبع سنوات بعد توحيد القبائل الكبيرة والقوية، وخاض ضدها معركتين ضاريتين، سنتي 1836 و1837، ولجأت قوات الإحتلال لعدة طرق وحيل من أجل القضاء على هذه المقاومة، ومنها تضييق الخناق على قسنطينة وقطع المدد والحيلولة دون وصول الذخيرة والأسلحة إلى قوات الباي، ورغم إنهزام قواته، إلا أن الباي رفض الإستسلام، وراح يتنقل بين مناطق الشرق والجنوب محرضا القبائل على عدم الرضوخ للإستعمار، محاولا تكوين جيش جديد لمحاربة المستعمر، وواصل على هذا النحو، إلى أن حوصر في أحد الحصون، واضطر لتسليم نفسه، بعد أن استنفد كل وسائل المقاومة، ووضعته السلطات الفرنسية تحت الإقامة الجبرية، إلى أن وافته المنية سنة 1850.
تحضيرات وزيارات
جمال فوغالي مدير الثقافة في مدينة قسنطينة هو المسؤول عن التحضير لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، ولهذا الغرض زار في شباط/فبراير الماضي مدينة تلمسان، التي كانت عاصمة للثقافة الإسلامية للإطلاع على ما تم إنجازه فيها من مشاريع ثقافية.
وقال لـ«القدس العربي» إن قسنطينة ذهبت إلى تلمسان لتتعلم منها، وللتطلع على ما تم إنجازه من منشآت مثل معهد الدراسات الاندلسية، وكذا عملية الترميم التي خضعت لها الأحياء القديمة في تلمسان، مثل حي المشور، الذي شهد افتتاح معهد لتفسير اللباس التقليدي، أشرفت عليه وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي.
وحتى وإن كان المسؤولون عن قطاع الثقافة لا يعلنون ذلك صراحة، فإن هذا المعهد، جاء بهدف حماية اللباس التقليدي الجزائري من الإندثار، والأهم من ذلك، حمايته من عملية «سطو» منظمة (على حد تعبير المسؤولين الجزائريين) من طرف دول جارة تريد أن تنسب لنفسها مظاهر من التراث والثقافة الجزائريين، وهو ما استدعى فتح هذا المعهد، الذي يحتوي على مجموعة من الألبسة التقليدية الجزائرية نسائية ورجالية وحتى لباس الأطفال والتي ترمز كل منها إلى منطقة معينة.
في قسنطينة، التقينا جمال فوغالي وهو يتجول في المدينة، للوقوف على مدى تقدم المشاريع التي ستستضيفها مدينة الجسور المعلقة، مؤكدا على أن الجسور في حد ذاتها ستكون مزارا للعرب وغير العرب من ضيوف قسنطينة، التي تربط بين جنبات المدينة، وأقدمها هو جسر باب القنطرة الذي بناه الرومان، وقام الأتراك بترميمه سنة 1792، ثم هدمه الفرنسيون، وأعادوا بناء جسر آخر مكانه، يليه جسر سيدي راشد الذي يخضع حاليا لعملية ترميم، وقد صممه المهندس الفرنسي أوبين أيرولت، ويضم 27 قوسا، ويقدر علوه بـ 105 مترا، وطوله 447 مترا، ويعتبر أعلى وأضخم جسر حجري في العالم، ويأتي بعده أيضا جسر سيدي مسيد وقد صممه المهندس الفرنسي فرديناند أرنودان عام 1912، وهو جسر معلق، يبلغ علوه 175 مترا وطوله 168 مترا، وهو الجسر الأعلى في المدينة وفي القارة الإفريقية عموما.
كل هذه الجسور، بالإضافة إلى «جسر الاستقلال» العملاق ستكون محطات مهمة في التظاهرة، لأن هذه الجسور تحكي تاريخ قسنطينة، وتعبر عن خصوصية تضاريسها وجغرافيتها، التي لا نجد لها مثيلا في الجزائر.
وكانت المدينة في الماضي محصنة بسبعة أبواب، تغلق بعد مغيب الشمس، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لأبواب العاصمة، من بين تلك الأبواب نجد باب الحنانشة، الذي يقع في مخرج المدينة الشمالي ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في الأحواض الواقعة في سفح جسر سيدي مسيد، وكذا باب القنطرة الذي يصل المدينة بضفتها الجنوبية، ثم باب الجبابية الذي يؤدي إلى سيدي راشد، وباب الجديد وباب الوادي، وهي التسميات نفسها التي تحمل جسور العاصمة.
ثوب جديد
وأكد جمال فوغالي على أن ورشات عديدة تم فتحها تحسبا لهذا الموعد الثقافي المهم بالنسبة للمدينة، منها إعادة ترميم دار الثقافة، ومنشآت عديدة أخرى مثل المسرح الجهوي، وكذا الأحياء القديمة في قسنطينة، والتي ستكون مزارا لضيوف المدينــــة خلال هـــذه التظاهرة، كما سيتم بناء مكتبة، وقاعة عروض ضخمة سميت «زينيت» ومن المتوقع أن تتسع لأكثر من 3000 متفرج، إضافة إلى إنشاء 6 دور ثقافة في 6 بلديات.
ورغم أن البرنامج النهائي لهذه التظاهرة الثقافية لم يضبط بعد، إلا أنه بحسب المنظمين، فإن البرنامج سيتضمن عروضا فنية غنائية ومسرحية، وإصدار أكثر من ألف كتاب في مختلف المجالات.
ومن أجل ذلك تم تأسيس لجنة قراءة تستقبل مشاريع الكتب المقترح إصدارها في هذا الإطار، وخاصة تلك التي تحكي عن تاريخ قسنطينة الممتد على ثلاثة آلاف سنة، ويرتقب أيضا إنتاج ثلاث مسرحيات كبيرة لعــــرضها بهــــذه المناسبة، فضلا عن عــــروض مسرحية أخرى، ويرتقب أيضا إنجاز متحف يؤرخ للمسرح القسنطيني ويسلط الضوء على أهم الأعمال المسرحية التي أنتجت في المدينة، كما ينتــظر أن تفتتح بقصر أحمد باي دارا للشعر وأخرى للموسيقى، وقاعة أخرى للفنون التشكيلية، وقاعة لعرض الكتب الأجنبية.
وسيتم أيضـــا إنجاز 20 فيلما سينمائيا، وتنظيم 14 ملتقى دوليا، وكذا 8 معارض كبرى، و11 معرضا للفنون البصرية، وترسيم 15 مهرجانا يتم تنظيــــمها بصفــــة دورية ابتـــداء من سنة 2015، وأن عدد المشاركين في هذه التظاهرة سيتجاوز أربعة آلاف مشارك من الدول العربية.
كمال زايت
كان جدير بالمسؤولين في الجزائر الذين ينفقون الأموال الكبيرة على المهرجانات والمناسبات العديدة التافهة تحت مسميات معينة لا معنى لها كتلمسان عاصمة الثقافة العربية والسنة الثقافية الجزائرية في فرنسا واليوم اعتبار مدينة قسنطينة عاصمة جديدة للثقافة العربية ان يوجهوا هذه الموال في خدمة التنمية والحفاظ على المحيط و تنظيف المدن الجزائرية التي غزتها الأوساخ في كل شارع وفي كل حي وفي كل مكان حتى صارت الحياة لا تطاق في هذه المدن التي تدهورت فيها الأوضاع بشكل غير مسبوق في تاريخ الجزائر المستقلة كما يمكن تسخير هذه الأموال في تهىئة وتعبيد الطرقات المهترئة أتي صارت لا تصلح لاستعال السيارات داخل المدن وخارجها كيف تقام مهرجانات للثقافة في المدن الجزائرية وهي تعيش ظروفا بيئة سيئة جداً لان النظافة من أولى أولويات تطور ثقافة المجتمع وتحضره وهي من اهم متطلبات الحياة في اي مجتمع من المجتمعات وهي سمة من السمات التي تميز الشعوب المتحضرة عن غيرها
نقول للمسؤولين الجزائريين الذين يتبجخون بالإنجازات الوهمية التي حققوها ان يهتموا اولا بالنظافة ثم بالثقافة التي يدعونها وان ينظروا الى ما حققه غيرهم في مجال الحفاظ على المحيط واليئة ولهم العبرة في الكونغو الديمقراطية وروانده وغيرهما من الدول التي خطت خطوات عملاقة في تنمية بلدانها بالفعل وليس بالقول والديماغوجية
لا ثقافة بلا نظافة والثقافة والأوساخ طريقان متوازيان لا يلتقيان على الإطلاق
انا من قسنطينة واشكركم علي هده الاعمال