لندن – «القدس العربي»: مضى على حصار قطر شهر كامل واستطاعت خلال الفترة الماضية أن تتحمل تبعاته وتتجاوزه عبر حلول عدة وإن لم تكن مرضية للسكان وبثمن دفعه البعض، فمنهم من اضطر لإلغاء إجازات له إلى السعودية ودبي. وهناك من اشتكى من طعم الحليب التركي الذي يختلف عن حليب «المراعي» السعودي الذي تعود عليه القطريون طوال السنوات الماضية. واشتكت صاحبة محل من تأخر آخر تشكيلة من الأزياء. وقرر أحد رجال الأعمال القطريين التغلب على المشكلة من خلال استيراد 4.000 بقرة لتسهم في حل المشاكل الناجمة عن الحصار. وتعلق صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لمراسلها من الدوحة أنه عندما قررت السعودية والدول المتحالفة معها فرض حصار على قطر وقدمت قائمة مطالب منها إغلاق قناة «الجزيرة» ووقف العلاقات مع الجماعات الإسلامية وتخفيفها مع إيران، شعر القطريون بالذعر لكن سرعان ما تراجع بعدما قامت الدولة الثرية باستخدام ثروتها لتخفيف حدة الحصار المفروض على مواطنيها. وتشير الصحيفة إلى أن الدولة التي تبدو على الخريطة مثل إصبع الإبهام البارز على الخليج تعتمد على السعودية في الممر البري الوحيد لها الذي أغلق الآن. ووجد العمال الوافدون والجمال على الطرف الثاني عندما اندلعت الأزمة.
وتقوم الخطوط الجوية القطرية التي أجبرت على تغيير مجالها والسفر فوق الأجواء الإيرانية بتسيير ثماني رحلات إضافية يوميا لجلب المواد الغذائية. وطلب مدراء الشركة طائرات جديدة. وقال الموظفون في مطار الدوحة إنهم لن يجدوا صعوبة في التعامل مع الرحلات الجوية المتزايدة. ومن المتوقع أن يبدأ مطار الدوحة الذي بدأ عملياته في كانون الأول (ديسمبر) وكلف 7 مليارات دولار لديه القدرة للتعامل مع الزيادة في الإمدادات القادمة من إيران والهند ومناطق أخرى. ونقلت الصحيفة عن الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني قوله إن الدولة لديها القدرة للتعامل مع الجانب المالي بدون أن تمس بالاستثمارات. وتقول الصحيفة إن حالة قطر تقدم صورة عن صعوبات فرض حصار على دولة غنية، وهو جانب على ما يبدو لم تنتبه إليه الدول الأربع التي فرضته وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
لا تفاوض على الاستقلال
وفي 22 حزيران (يونيو) قدمت هذه الدول قائمة من 13 مطلباً منها إغلاق القاعدة العسكرية التركية. وترى الدوحة أن مطالب كهذه محاولة لتجريد الدولة من استقلالها وسيادتها. وكانت دول المحور السعودي قد منحت قطر حتى امس الاثنين مهلة لتنفيذ مطالبها إلا أن وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الثاني أشار إلى أن بلاده مستعدة لمواجهة أية تبعات. فيما نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن سفير قطر في أستراليا الشيخ ناصر الخليفة قوله إن بلاده ترفض فرض قيود على استقلالها وسيادتها إلا أنها مستعدة للتعاون في المطالب منها السماح لمسؤولين من وزارة الخزانة الأمريكية لمراقبة المالية القطرية لو وافقت دول الخليج الأخرى على الأمر نفسه. وعبر عن استعداد بلاده لتعديل خط الجزيرة بشكل يتعامل مع مظاهر قلق الدول الجارة ولكنه أكد أن القناة لن تغلق. واعترف أن بلاده «ارتكبت أخطاء» في بداية الربيع العربي ولكن الدول الأخرى ارتكبت أخطاء «في البداية ارتكب الجميع أخطاء» و «لهذا لا يمكنهم اتهامنا بشيء كانوا يفعلونه». وتعلق صحيفة «نيويورك تايمز» إن القطريين وإن استطاعوا تجاوز المصاعب الاقتصادية إلا أن طول أمد الأزمة قد يزيد من مصاعب المنطقة بشكل عام ويهز الوحدة الخليجية كما يقول الخبراء. بل وخرجت تداعيات الأزمة أبعد من منطقة الخليج حيث وقفت تركيا مع الدوحة فيما تحاول روسيا أن تلعب دور الوسيط. وقال الرئيس فلاديمير بوتين إنه تحدث مع قادة قطر والبحرين يوم السبت لدفعهم نحو الحوار. ولم تعد الولايات المتحدة طرفاً يمكن الاعتماد عليه في حل الأزمة بسبب موقفها المتحيز منها ودعم ترامب الطرف السعودي-الإماراتي، رغم الوجود العسكري الكبير في قطر. ولاحظت الصحيفة الانقسام الحاد في المواقف بين البيت الأبيض والخارجية، فمن جهة انتقد ريكس تيلرسون متأخرا المطالب السعودية-الإماراتية أما ترامب فوقف بصلابة معهما. بل وزاد من وتيرة التوتر يوم الأربعاء عندما قال في حفلة جمع تبرعات خاصة بواشنطن « لدينا خلاف مع قطر» و«كنت أفضل لو لم يدعموا الإرهاب» ويقصد القطريين. ويرى عدد من المسؤولين الأمريكيين أن سياسة ترامب يقف وراءها مستشاراه ستيفن بانون، مسؤول الاستراتيجيات في البيت الأبيض وسبستيان غوركا، مستشاره في شؤون الإرهاب. ويقف هذان بشدة مع المعسكر السعودي ويريان أن معاقبة قطر يمثل تحذيرا لأي دولة تدعم الإرهاب. وتشير الصحيفة إلى أن الخلاف الحالي ليس جديدا ففي عام 2014 اندلعت أزمة دبلوماسية استمرت سبعة أشهر، كما أن لقطر علاقات قبلية مع السعودية حيث قضت أشهرا من أجل التحرر من تأثير جارتها عليها.
صورة
وعلى خلاف الأزمة السابقة التي كانت بين دبلوماسيين فهذه المرة أصبح المواطنون جزءاً منها ويشعرون بالمرارة لأنها صارت شخصية. وتقول الصحيفة إن القطريين يتوافدون كل ليلة لتوقيع أسمائهم على رسم للشيخ تميم بن حمد. وأصبح الرسم الذي رسمه فنان قطري أيقونة عن المقاومة القطرية للحصار. وصار يزين ناطحات السحاب والسيارات والهواتف المحمولة حول العاصمة. وينقل عن الفنان أحمد المعاضيد الذي رسم الصورة قوله إن قطريا عرض عليه مبلغ 5 ملايين دولار للصورة الأصلية لكنه رفض بيعها لأنها «قطعة من التاريخ». وأشار إلى أن الشيخة ميسا بنت حمد بن خليفة آل ثاني، التي تعتبر من أهم جامعي الفن في العالم قدمت دعمها للفنان. ورغم ما ولدته الأزمة من حس وطني إلا أن الأزمة كانت مصدراً للحزن للكثير من العائلات التي مزقتها الأزمة.
وتقول أم حسن إن قريبا لها في البحرين توفي ولم يستطع أحد السفر لحضور جنازته. وتقول:» كان ثمن الأزمة إنسانياً، وهي بين الحكومات إلا أنها بين الشعوب أيضا».
الحرب على وسائل التواصل
وبالنسبة للآخرين فالحرب تدور على وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر مستخدمون سعوديون الحليب الذي يشربه القطريون من تركيا هو «حليب حمير» أما القطريون فاستخدموا «سنابتشات» للتعليقات الساخرة. ويرى الكثيرون أن المسؤول عن الأزمة هو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الجديد. وتنقل الصحيفة عن حصة، المحللة في هيئة الاستثمار القطرية أن الأزمة حولت كل شخص إلى سياسي. وتشعر بأن الامور تغلي منذ سنين. ويقول المحللون إن الازمة ستزيد سوءاً قبل ان تتحسن حيث يتمرس كل طرف ويحضر للجولة المقبلة. وفي هذا السياق حذرت صحيفة «التايمز» البريطانية في افتتاحيتها من مخاطر الأزمة قائلة إن المستفيد الاول والأخير منها هما تنظيم «الدولة» (داعش) وإيران.
وقالت إن الحرب ضد تنظيم «الدولة» وصلت منعطفاً حرجاً وتعيش قوات التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا حالة تراجع «وللأسف فإن العالم العربي الذي يجب أن يحضر لهجوم متماسك على الجهاديين منخرط في تناحر يستنزف الطاقة». ووصفت الصحيفة القائمة التي قدمتها السعودية إلى قطر بأنها لا تتعلق بالحرب الدولية على الإرهاب بل تثير انقساماً كبيراً في الشرق الأوسط. ودعت هنا كل الأطراف لإظهار أن «الوحدة العربية ليست مجرد سفسطة.
لأن البديل سيكون التصعيد الخطير الذي يعرض تدفق الغاز والنفط العالمي ويؤثر على الحرب ضد الإرهاب».
المشكلة… ترامب
واتهمت الصحيفة ترامب بأنه «ختم» للسعوديين ودعم طموحاتهم الإقليمية. وتقول الصحيفة إن قطر أغضبت جيرانها لأنها راهنت على الانتفاضات العربية الجديدة، على أمل أن تكون في الجانب الصحيح. ومارست تأثيرًا على حماس للتأثير على النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي. وتعلق الصحيفة: «ومع ذلك فالمطالب التي وضعت من المستحيل على دولة ذات سيادة أن تفي بها. فإسكات قناة تلفزيونية لن يحقق أي شيء. وما تهدف منه المطالب هو تأكيد التبعية الكاملة لإرادة السعودية. والتأكيد على الرقابة المالية المنظمة لا يهدف إلا لإهانة الأمير».
ومن هنا ترى أن «النزاع يستدعي تدخلاً خارجياً» إلا أن وقوف ترامب مع السعوديين جعل من مهمة وزير خارجيته مستحيلة، مشيرة إلى أن للولايات المتحدة قاعدة عسكرية مهمة في قطر. ولو تم نقلها إلى مكان آخر فسيؤدي إلى إبطاء الحرب ضد تنظيم «الدولة». وتقول إن التوتر لم يخف بعد، ولو تم طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي فسيتم دفعها بقوة لأحضان إيران وهي نتيجة لن تخدم إلا رجال الدين في طهران. ويجب والحالة هذه أن تتصرف السعودية وقطر بعقلانية قبل أن يفوت الوقت.
قمع
إلا أن الوضع مرشح للتصعيد ليس مع قطر ولكن مع كل الأصوات التي تواجه التحالف الذي يجد دعما من ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت أن خلافات الرأي بين ولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف والجديد بشأن التعامل مع الأزمة القطرية عجلت بالتعديل الذي قام به الملك سلمان وغير فيه شكل الولاية بعده، وأصبح متسلسلاً في عائلته بدلاً من تداوله بين أبناء المؤسس الملك عبد العزيز بن سعود. وفي تقرير جديد نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إن حملة القمع السابق زادت في الأسابيع القليلة الماضية في محاولة منه لإسكات الناشطين ورجال الدين وكذا ولي العهد السابق الذي أطيح به قبل أسبوعين. وقال أحد المسؤولين:» يريدون التأكد من عدم وجود مؤامرة». إلا أن ممثلاً للبلاط الملكي أخبر الصحيفة في رسالة هاتفية أن لا قيود مفروضة على تحركات الأمير بن نايف «داخل السعودية أو خارجها». وأشار إلى أن الأمير استقبل ضيوفا منذ التغيير في القيادة. وقال المسؤولون الذين تحدثت إليهم الصحيفة أن جهوداً لتكميم الأصوات داخل السعودية تشمل مراقبة واختراق وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات الناشطين والمدونين. كما واستدعت وزارة الداخلية بعض الناشطين ورجال الدين الذين يخشى من دعوتهم الاحتجاج على وسائل التواصل إلى الوزارة للتحقيق معهم. وطلب من أحدهم السكوت وإلا واجه السجن حسب بعض الأشخاص العارفين بالأمر. وتقول الصحيفة إن حملة القمع الأخيرة تتبع التغير في القيادة والحصار الذي فرض على قطر بدرجة جعلت العديد من المسؤولين الأمريكيين والمراقبين السياسيين يعبرون عن قلقهم من حدوث اضطرابات جديدة، مضيفة أن حصار قطر يدعمه ولي العهد الذي قوى الملك من سلطاته، في وقت كان يدعو فيه بن نايف للحلول الدبلوماسية الهادئة، مشيرة إلى أن خلافات الرأي بين الأميرين أدت إلى تحرك الملك سلمان وتغيير القيادة. ويشعر الدبلوماسيون الأمريكيون المجربون بالخوف من صعود أمير يدعم سياسة خارجية متشددة، ذلك انهم ظلوا ينظرون إلى المملكة كمصدر للاستقرار بالمنطقة. وتقول الصحيفة إن الشكاوى بشأن التصعيد مع قطر أدت بالسعوديين لزيادة جهودهم في مراقبة المعارضين واتصالاتهم وذلك في الاسابيع التي أدت لعملية تغيير ولاية العهد. واستخدم مسؤولون يعملون مع محمد بن سلمان خدمات «هاكينغ تيم»، الشركة الإيطالية التي توفر أجهزة رقابة للحكومات. وأشارت إلى أن عددا من النقاد توقفوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وأخبر الشيخ بدر العامر أتباعه أنه سيتوقف عن استخدام التوتير وغيره من وسائل التواصل. وجاء توقفه بعد تغريدة قال فيها إن الكثير من المشايخ والمثقفين يعتقدون بما تقوله قطر وأنها لا تدعم الإرهاب. وقال المحامي إبراهيم المديميغ في 27 حزيران (يونيو) إنه سيترك التعامل بالتويتر ولأسباب صحية وعبر عن أمله من قيام القيادة السعودية بالإفراج عن السجناء السياسيين.
وتكشف الصحيفة أن أحد العناصر الرئيسية المحركة لجهود ملاحقة الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي موظف يعمل لدى ولي العهد الجديد وهو سعود القحطاني. وهو مستشار للبلاط الملكي حصل على رتبة وزير عام 2015 وشن حملة على التويتر ضد قطر. واتهمها مع بدء الحصار في 4 حزيران (يونيو) بالتخطيط قبل سنوات لاغتيال الملك الراحل عبد الله. وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين في وزارة الداخلية يلعبون دورًا في ملاحقة الناشطين والأصوات المعارضة. وبدأوا قبل أسابيع باستدعاء الناشطين والصحافيين والخطباء وغيرهم ممن ينظر إليهم كتهديد للمقابلة وطلب منهم التوقف عن الحديث. وفي هذا السياق تشير «وول ستريت جورنال» إلى أن ولي العهد السابق حظي بثقة من المسؤولين الأمريكيين مع أن الرئيس ترامب مال نحو الأمير بن سلمان حيث قابله في كل من الرياض وواشنطن. ونقلت عن ستيفن سايمون، الذي تولى مهام تتعلق بالشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي في عهد كل من كلينتون وأوباما إن محمد بن نايف «ونظراءه الأمريكيين كانوا يتفقون مع بعضهم في الأمور». وقال دبلوماسي آخر إن الجهاز الأمني كان يعتمد على الأمير الذي تم تهميشه.
إبحث عن الغاز
وبعيداً عن اتهامات الإرهاب، يرى تقرير في موقع «VOX» أن السبب الحقيقي للخلاف السعودي مع قطر نابع من امتلاك هذا البلد احتياطياً هائلاً من الغاز الطبيعي. فهذه المنحة الطبيعية هي التي أدت لصعودها على المسرح العالمي وبناء ثروتها لا النفط. وهو السبب الذي يفسر استقلالية هذا البلد الصغير عن باقي دول المنطقة. فكون اقتصاد قطر ليس مرتبطًا بالنفط يعني أنها ليست مقيدة بسياسات السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم وزعيمة منظمة أوبك التي تعتبر «كارتل» يقنن سياسات انتاج النفط وتصديره. وتحصل قطر على أربعة أضعاف مما تحصل عليه من تصدير النفط ولهذا فهي ليست مقيدة بالإملاءات السعودية.
وهناك عامل آخر يؤكد استقلالية قطر هو أن الغاز الطبيعي «مسال» ويتم شحنه بالسفن التجارية لا أنابيب الغاز بشكل لا يجعلها أسيرة لسياسات الدول الغاضبة منها. بالإضافة لهذا فالغاز يستخرج من حقول في البحر تشترك فيها مع إيران، منافسة السعودية التقليدية.
لكل هذا تحولت استقلالية قطر في مجال الطاقة لاستقلالية في السياسة الخارجية بحيث باتت لاعباً على المسرح العالمي ووسيطاً في النزاعات ومؤثرة على الأحداث من خلال «الجزيرة». ولان السعودية لم تكن قادر على التحكم بقطر فإنها تقوم الآن باستخدام تأثيرها الدبلوماسي لإلحاق الضرر بهذه الدولة الصغيرة. وكانت قطر قد اكتشفت الغاز الطبيعي عام 1969 إلا أنه لم يكن مثيراً لاهتمام المستثمرين في حينه قدر اكتشاف حقل نفط.
وتغير الوضع في عام 1995 عندما قام الشيخ حمد بتقديم بلاده على انها المصدر الأول للغاز المسال الذي يشحن بالسفن، وحول بلاده لأكبر مصدر له في العالم. ومع تحديث اقتصاديات المنطقة باتت دول الخليج تعتمد على قطر في الغاز الذي يرسل إليها عبر الأنانيب. ويتم توليد نسبة 40% من الكهرباء في الإمارات اعتماداً على الغاز القطري.
واستطاعت قطر بناء سياسة مستقلة بالإضافة للحصول على تحالف مع الولايات المتحدة ودعوتها لأن تنتقل إلى قاعدة العديد بعد مطالب السعودية للأمريكيين الخروج من أراضيهم. يقول جيم كرين، من معهد بيكر في جامعة رايس «كان الإنجاز الاستراتيجي الرئيسي للشيخ حمد هو أنه أقنع البنتاغون للانتقال إلى قاعدته التي بناها».
واشترى الأمير بوليصة تأمين لبلاده بالتحالف مع أمريكا إلا أن الوضع الآن يختلف في ظل الهجوم الشرس للتحالف السعودي – الإماراتي على قطر. وعليه فاستمرار الأزمة قد تخلق فراغاً وتقوي المنافسين وبحسب ألن فرومهيرز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة ولاية جورجيا ومؤلف كتاب «قطر: تاريخ حديث».
وقال: «كلما كانت هذه القوى في الخليج منقسمة وضعيفة لم تكن قادرة على قمع النشاطات المتطرفة علاوة على تمويل المتطرفين».
كما أن الولايات المتحدة لا تريد بالتأكيد سيناريو تتنازل فيه لإيران «وهو ما ستنتهي إليه الأوضاع لو لم تستطع دول الخليج التوصل لحل سلمي».
إبراهيم درويش