قلق من تزايد سيطرة «داعش» على الأنبار واقترابه من بغداد

بغداد – «القدس العربي»: مع تصاعد قلق العراقيين من الأخبار المتعلقة بسيطرة تنظيم «داعش» على معظم مدن ومناطق الأنبار واقترابه من بغداد هذا الاسبوع، تتوالى أخبار عدم توافق القوى السياسية على اختيار الوزراء الأمنيين.
وبسبب قلق سكان العاصمة من تقدم «داعش» وضعف الثقة في البيانات الرسمية حول السيطرة على جبهات القتال وتزايد التفجيرات الدامية في أحياء العاصمة، فقد حرص رئيس الوزراء حيدر العبادي أثناء زيارته كلية عسكرية في الجنوب على تطمين العــراقيــين بأن القوات الحكومية استطاعت دفع خطر «داعش» عن العاصمة وأن النصر عليه قريب وخاصة في صلاح الدين.
ومع تصاعد التحديات الأمنية لـ«داعش» فشل النواب مجددا في اختيار الوزراء الأمنيين بسبب اصرار كتلة بدر على ترشيح زعيمها هادي العامري لهذا المنصب رغم اعتراض السنة والأمريكان عليه، فقرروا تأجيل ذلك الى الأسبوع المقبل. وجرت استضافة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري في جلسة مجلس النواب الخميس لبيان طبيعة ودور التحالف الدولي وما دار في المؤتمرات والمحافل الدولية بخصوص محاربة «داعش» في العراق. فأكد الجعفري أن هناك اتفاقا دوليا لدعم العراق في الحرب على «داعش» منوها الى أن العراق لن يدفع تكاليف الغارات الجوية للتحالف. وفي تطور لافت بدأ وصول الخبراء العسكريين الأمريكان الى الأنبار وأتخذوا من قاعدة الحبانية معسكرا لتدريب القوات الحكومية وشباب العشائر على كيفية مواجهة تنظيم «داعش» الذي سيطر على 80٪ من أراضيها، ومن المؤمل وصول أعداد أخرى من الخبراء والمستشارين الأمريكان رغم اعلان أمريكا مرارا عن عدم نيتها الزج بقوات برية في المعركة مع «داعش» والإكتفاء بالضربات الجوية.
وشهد هذا الأسبوع تحركات كردية لتكريد كركوك رغم الإعلان عن دعم الإقليم لحكومة حيدر العبادي، حيث جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارازاني تمسكه بالاستفتاء على إستقلال كردستان، إذ أعلن إن «الاستفتاء على إستقلال الإقليم عن العراق بما في ذلك كركوك، لا رجعة فيه، وإن كانت الحرب على تنظيم الدولة تمثل أولوية في الوقت الحالي». وقام رئيس برلمان كردستان بزيارة الى كركوك وافتتح مكتبا للبرلمان فيها مؤكدا على كردية كركوك في إجراء أعتبره المراقبون زيادة ربط كركوك إداريا بالإقليم وجعله أمرا واقعا.
كما أعلن النائب شوان قلادزي في تصريح نقلته فضائية روداو الكردية، إن «الدولة الكردية قريبة جدا إذا عمل المسؤولون الكرد على إعادة اللحمة الوطنية» مؤكدا أن «المواطنين في أجزاء كردستان الاربعة جاهزون وحاضرون لإقامة الدولة الكردية» في إشارة الى الأكراد في العراق وسوريا وايران وتركيا.
وتكررت أمام بوابات المنطقة الخضراء عدة تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي في بغداد نظمها أنصار المرجع الديني الشيعي الحسن الصرخي وعائلات الضحايا من الجنود الذين قتلوا أو فقدوا في قاعدة سبايكر، إضافة الى قيام أعضاء في مجلس النواب بجمع تواقيع 124 نائبا لاستجواب المالكي عن دوره في مأساة سبايكر في تكريت.
ومن جهة أخرى تتصاعد الشكاوى من التجاوزات والجرائم التي ترتكبها الميليشيات في العراق هذه الأيام تحت غطاء الحشد الشعبي وسط ادانات دولية لتلك الجرائم.
فقد عقد نواب محافظة ديالى مؤتمرا صحافيا في مقر مجلس النواب حذروا خلاله من كارثة تتعرض لها المحافظة عبر تزايد حالات الخطف والتهجير والقتل الطائفي على يد الميليشيات في مدن المحافظة.
كما اتهمت منظمة العفو الدولية، ميليشيات تقاتل
ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية الى جانب الجيش العراقي بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين من مكونٍ آخر. واتهمت المنظمة غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الإنسان خصوصاً، الحكومة العراقية بدعم وتسليح مقاتلين يخطفون ويقتلون مدنيين. منظمة العفو الدولية أعلنت في بيان، أنها تملك أدلة بان تلك الميليشيات ارتكبت عشرات عمليات القتل التي تعتبر اعدامات عشوائية، بحق مدنيين في العراق.
وضمن الفعاليات الثقافية المميزة في العراق، تم افتتاح مهرجان بغداد السينمائي في دورته السادسة وبمشاركة عراقية وعربية ودولية أكبر من الدورات السابقة. وقد أعتبر العراقيون من المهتمين بهذا الفن، المهرجان فرصة للتعرف على الأفلام الحديثة والقضايا الملتزمة التي تناولتها.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    السلام عليكم أستاذ العبيدي وشكراً لمقالات ” المتابعة ” المتواصلة عن العراق الحبيب و جزاكم الله كل الخير…

    تعليقاً على مقالك أعلاه كنت قد علّقت على مقالك المنشور في القدس العربي يوم 13/10 المنصرم أرجو أن تسمح لي بأعادة نشرها لانها تتعلق بنفس الموضوع…ألا وهو داعش في العراق…

    هل المخاوف التي يعرب عنها قاطنو ” أعظم وأعرق ” عاصمة عربية أسلامية قي التأربخ !!! جادّة ؟؟؟ كيف يمكن لعاقل (له شيئ من المنطق) أن يتخيل أو حتى يتوقع أن تحتل ” شرذمة من ماووثي العقول ” لايزيد تعدادهم على 100 ألف مقاتل (في حال أن تم أستجماعهم من أينما تواجدوا أي أخلائهم من مواقعهم الحالية) وحشدهم وأسلحتهم على أسوار” عاصمة المنصور” ؟؟؟ ولنفترض أن يحصل شيئ من ذلك… أليس قاطنوا بغداد الشرفاء والغيارى والسلاح المتوفر لديهم كافٍ لسحق الدواعش عن بكرة أبيهم ؟؟؟

    لو أفترضنا أن قاطنوا بغداد هم 5 بدل 8 ملايين كما معلن فأن المواجهة – أن حصلت – ستكون ما بين 1 مهاجم مقابل 50 مدافع…وما النصر ألا من عند الله العليّ العظيم !!!!

إشترك في قائمتنا البريدية