قل لي أي قناة تشاهد أقل لك من أنت… بين دينا وأنجلينا جولي… وطناجر «فتافيت» المعاكسة

حجم الخط
3

الراقصة دينا، أتحفتنا عبر قناة «تين» ومن خلال برنامج له إسم مثير وهو «أسرار الحريم»، برأيها في زميلتها في الفن الغرائزي «المحترم» لهيفاء وهبي.
وإختصرت دينا قول كل خطيب يتغزل بهيفاء حين قالت إنها – أي دينا لا فض فوها – لو كانت رجلا لتزوجت من هيفاء!!
معلومة مهمة جدا من سيدة مهمة تتعلق بسيدة أكثر «أهمية» في زمن مهم وصعب يعيشه العالم العربي، وهذه العبارة الجوهرية التي نطقت بها فريدة زمانها، ستعلق في بال الأجيال القادمة طويلا.. وطويلا جدا!!
كيف وصلنا إلى حالة من ساعات بث فضائي تكلف المال والجهد والعرق، لننفقها على حوارات من هذا النوع؟ بل كيف وصلنا إلى حالة نجد فيها آلافا من المتابعين وبشغف لتلك الحوارات ويتفاعلون معها على وسائل التواصل الإجتماعي بحوارات تمتد ربما لأيام، وقد تنتهي بنزاعات بين معجبي هذا أو معجبي تلك؟
وكيف وصلنا إلى حالة، في الإعلام العربي الرديف للفضائيات، فتصبح مثل هكذا مواضيع خبرا تتداوله غرف التحرير ويعتبر «شغل صحافة»؟
أنا لا ألوم القناة، فهي ربحية في النهاية وتبحث عن فرص لتحقيق ذلك، وهذا البرنامج ليس جديدا في عالم الفضاء العربي، بل هو تفريخ لبرامج هنا وهناك متعددة، تتناسب على ما يبدو مع ذائقة جمهور «الخبز والحشيش والقمر» ..
حتى إسم البرنامج، المهين من خلال توظيف كلمة «حريم» بكل إسقاطاتها الجندرية المقيتة، إسم مناسب لعالم عربي ترفض فيه النساء الخروج من عقلية الحريم، مع تخمة فائضة في ذهنية التحريم.

أنجيلينا جولي الأكبر من الأمم المتحدة
طبعا أنا لا أتحدث عن حضور وشكل دينا، فهذا لم يكن يوما معيارا لدي على الأقل في تقييم الحالة أمامي، والدليل أني أحترم جدا وبصدق سيدة «إنسانة» مثل أنجيلينا جولي، وأتابع أخبارها وأقدر كيف إستطاعت هذه السيدة أن توظف شهرتها الفنية ونجوميتها العالمية في قضايا تؤمن بها، عنوانها «الإنسان» أينما كان.
أنجيلينا جولي وصلت إلى مرحلة تخاطب فيها العالم عبر أكبر وأهم محافله، وبلغت حدا يستمع فيه العالم إليها بإهتمام.. وأنجلينا تذكرني بزمن جميل كانت فيه «المقاومة» مفهوما واضحا لا خلط فيه ولا التباسات مثل اليوم، ذلك الزمن المحترم والذي كان فيه نجوم عالميون مثل البريطانية فانيسيا ريدغريف، والتي إندلعت مظاهرات قام بها بعض اليهود ضد حصولها على جائزة الأوسكار عن فيلمها «جوليا»، وضد حضورها الحفل لتسلم الجائزة، وذلك لمشاركتها سابقا في فيلم وثائقي يتناول القضية الفلسطينة عام 1977. فأثارت الجدال أثناء كلمة شكرها في حفل الأوسكار وهاجمت تلك الحفنة من السفاحين الصهاينة الذين إعترضوا على مشاركتها في الفيلم الوثائقي.

قلي ماذ تشاهد أقل لك من أنت
لدي، على قائمة القنوات المفضلة في جهاز الريسيفر، طريقة تصنيف خاصة بي، بحيث أني وضعت قنوات الأخبار في قائمة مستقلة، ويقوم الجهاز طبعا بترتيبها حسب التسلسل الأبجدي.
متابعة الأخبار في العالم العربي صارت لعبة مسلية أشبه بلعب الأحجيات التركيبية (Puzzles)، وهذا ما ألعبه يوميا أثناء متابعة أخبار العالم العربي عبر القنوات العربية المختلفة.
فلكي أفهم ما يحدث في اليمن مثلا، أذهب إلى «العربية»، التي ستعطيك الصورة الكاملة، لكن من جانب واحد، بل صورة فائضة عن الحاجة في المعلومات تبدأ من إنتصارات ويتخللها الظهور اليومي للعسيري بكل هدوئه الشديد وهو يسرد بشكل ممل العمليات الميدانية، وليس انتهاء بفقرات إبداعية على «العربية» لتعليقات «التويتريين العرب» وبعض القصائد على الـ»يوتيوب» التي تمجد «عاصفة الحزم».
منها، ولغايات التوازن الموضوعي المفقود أنتقل إلى الميادين فورا، لأتابع انتصارات «أنصار الله» الخرافية ومقاومة شرسة مبالغ بها كلفت تحالف «عاصفة الحزم» الكثير، فأجدني أذهب إلى «الجزيرة»، التي تركز بشدة على الدور المصري في الموضوع!!
باقي القنوات مثل «سكاي نيوز» و «بي بي سي» وغيرها تكمل الأحجية بالتقارير التي تتفاوت موضوعيتها وحجم المعلومات التي فيها بما يكفي لأكمل الصورة في ذهني.
طبعا، لا بد أن أختم بـ»الفراعين» وتحليلات عكاشة، لا للفائدة الموضوعية طبعا، لكن لكسر الرتابة في الأخبار والتمتع بفاصل كوميدي يكسر وحشة الموت بوحشة الجهل والتخلف.

فيصل القاسم ضيف لـ «فتافيت»
طبعا، قناة «فتافيت»، التي أحب التحدث عنها دائما لها قائمتها الخاصة والمنفردة لوحدها، فهي لا تدخل في أي تصنيف مع الفضائيات العربية، وإن كنت أحبذ منطقيا وضعها في تصنيف الأخبار، فالقناة فعليا خبرية، تقدم لك معلومات واضحة لا جدال فيها ولا رأي آخر حول الطبيخ.
الطبيخ السياسي في نشرات الأخبار العربية له أكثر من طباخ، مما يجعل الطبخات السياسية العربية محروقة بالضرورة، لكن الطبيخ الحقيقي في قناة «فتافيت» يقدمه طاه واحد، يعرف ماذا يفعل، ولا يخضع لأي أجندات.. أو على الأقل أن يتم اتهامه بالتبعية لأجندات.
أحيانا يقوم الطاهي الشرقي بإضافة لمسات من المطبخ الصيني، أو يعمل صانع الحلويات الإيطالي على تجربة محليات بنكهة أفريقية، وبكل حرية يتم ذلك دون المساس بهيبة المطبخ الأصلية ولا هوية الطعام.
وبشطحة فانتازية سريعة، فلنتخيل لو سلمنا لو لمرة واحدة الدكتور فيصل القاسم، حلقة كضيف على برامج «فتافيت»، ولتكن تحت عنوان « طناجر متعاكسة».. فإنني أتخيل أن الدكتور وبحكم العادة الطويلة سيتفحص المقادير بشكل تحليلي، وقد يرفض الزعفران الإيراني لأنه أجندة غير محتملة أو قد يقبل وجود الزعفران بحذر على شرط تغطية نكهته بالبهار الأندونيسي!!
وفي حال وجود ضيفين من الطهاة، كل يمثل مطبخه مع الدكتور، فقد يوجه الدكتور أسئلة لأحدهما من قبيل «..يقولون إن طنجرتك صناعة صينية وليست أصلية، والضيف أمامك يقول إن حمصك «بيروتي» وليس سوري.. ماذا ترد؟».. وقد يستفز هذا السؤال الطاهي الضيف، فيتهم زميله أن الفول الذي يصنعه مصري، لكن الفلفل غزاوي.. وهات حلها بعدين.

إعلامي من الأردن يقيم في بروكسل

مالك العثامنة:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    حتى إسم البرنامج، المهين من خلال توظيف كلمة «حريم» بكل إسقاطاتها الجندرية المقيتة، إسم مناسب لعالم عربي ترفض فيه النساء الخروج من عقلية الحريم، مع تخمة فائضة في ذهنية التحريم. – انتهى الاقتباس –

    معنى كلمة حريم من معجم الرائد اللغوي
    – ما حرم انتهاكه.
    – ثوب المحرم.
    – ما يحميه الإنسان ويدافع عنه.
    – نساء الرجل.
    – موضع إقامة نساء الرجل

    أين الاهانة للنساء بهذه الكلمة هدانا وهداك الله يا أستاذ مالك

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سهاد الجزائر:

    انجلينا جولي من مرارة معاناتها من سرطان الثدي احست بتعاسة الاخرين فبنت في افغانستان مدرسة للبنات بكفالتها التامة ماليا لليوم و زارت مخيمات اللاجئين عديد المرات لتواسيهم مالم يفعله الفنانون العرب المتخمون فشتان بين سلوك من استأصل ثديه وسلوك من ينفخه بعمليات التجميل و ابر البوتاكس

    1. يقول ر الجزائر:

      تحيه الى سهاد
      انجيلينا جولي بدات في الاعمال الخيريه و الانسانيه و تبنت 3 اطفال بالرغم من ان لديها اطفال قبل ان تصاب بالسرطان فحب الخير لديها راجع لانسانيتها و قلبها الطيب و ليس لانها مريضه و اتمنى لها الشفاء لانني معجبه بها كانسانه

إشترك في قائمتنا البريدية