حلب – «القدس العربي»: يشهد محيط مدينة معدان في ريف الرقة الشرقي شمال شرق سوريا معارك عنيفة بين قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية وعشائرية وتنظيم الدولة الإسلامية، وسط أنباء عن قرب فرض النظام كامل سيطرته على شرقي الرقة.
وقالت مصادر محلية لـ «القدس العربي»، إن المعارك تدور بين قوات النظام وتنظيم الدولة على أطراف مدينة معدان شرق محافظة الرقة يستخدم في مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن غطاء جوي وفرته طائرات الروسية الداعم للنظام، وأن أياماً قليلة فقط تفصلها عن السيطرة على مدينة معدان.
وأشارت المصادر إلى سيطرة قوات النظام على عدد من القرى والتجمعات السكنية الواقعة بين بلدة غانم العلي ومدينة معدان التي باتت على بعد أقل من 4 كيلومترات من أسوارها، وآخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف المحافظة الشرقي. وكان الطيران الحربي الروسي قد استهدف أمس الاثنين مدينة معدان ومواقع أخرى بعشرات الغارات الجوية، مما تسبب في دمار بالمحلات التجارية والآلات الزراعية والمباني السكنية، بالإضافة إلى حركة نزوح جماعي لأهالي المنطقة إلى مناطق سيطرة قسد على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
وفي هذا السياق أيضاً، أفادت مصادر لـ «القدس العربي» بغرق عائلتين في نهر الفرات يوم الأحد الماضي، أثناء هروبهما من قصف طائرات النظام والروس على مدينة معدان الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة» في ريف الرقة الشرقي.
وقالت المصادر إن عائلتي «فواز عبد الله حسن المختار» و»علي محمد البرجس»، قضتا غرقاً في نهر الفرات، أثناء محاولتهما العبور من ضفة النهر الجنوبية إلى الضفة الشمالية، هرباً من القصف على مدينة معدان، والعائلتان من قرية السويدة في الريف الشرقي للرقة. وأضافت المصادر إن الضحايا هم: آلاء عبد الغني عطرة مع طفلها أمير، وثلاثة أشخاص من عائلة علي محمد البرجس وزوجته وطفله وطفلته، بالإضافة إلى عائلة حسن المختار الأم وابنتين وشاب.
يشار إلى أن القصف المكثف على مدينة معدان يأتي بالتزامن مع اقتراب قوات النظام منها بعد سيطرتها على بلدات الحردان، سالم الحمد، العطشانة، مقلة كبيرة، مقلة صغيرة، الدعمة، إضافة إلى محطتي «البوحمد والمغلة» لضخ المياه الواقعـتين بالقرب من المديـنة حيـث باتت قـوات النظاـم تبعد كيلومترات قليلة عن المدينة التي تعد آخر مدينة يـسيطر عليها تنـظيم الدولة في ريف الرقة الشـرقي.
وفي سياق منفصل ذكرت مصادر إعلامية بوقوع انفجارات ضخمة في مستودع للذخيرة في ثكنة طارق بن زياد الواقعة في حي مساكن السبيل في مدينة حلب شمالي سوريا، مما أدى إلى انهيار مبنى يحتوي على ذخائر بالإضافة إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى. وتبنت كتائب أبو عمارة أحد الفصائل التابعة للمعارضة السورية مسؤولية العملية، حيث قال قائد سرية أبو عمارة «مهنا جفاله»، في منشور على حسابه على مواقع التواصل الجتماعي، «فيسبوك»، «من داخل مدينة حلب المحتلة سرية أبو عمارة للمهام الخاصة تقوم بتنفيذ عمل نوعي»، وذلك في إشارة واضحة لتبنيه للتفجير الذي أدى لوقوع العديد من القتلى في صفوف نظام الأسد.
في حين ذكرت مصادر إعلامية موالية إن مراسلة قناة «سما»، «كنانة علوش» المعروفة بصاحبة (سلفي الجثث)، تعرضت لإصابة خلال تغطيتها الميدانية لحادثة الانفجار الذي حصل في ثكنة طارق بن زياد، وتم نقلها إلى المستشفى. وأشارت مصادر موالية إلى أن الانفجار تسبب بانهيار مبنى وسقوط قتلى وجرحى، في حين هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان التفجير لإخلاء الضحايا، وحذّرت صفحات موالية أهالي حي السريان الجديدة وخلف جامع الرحمن والسبيل الذين تقع منازلهم بقرب الثكنات من الخروج إلى الشرفات والشوارع إلا للضرورة، ريثما تهدأ الأوضاع بعد الانفجار الثاني.
عبد الرزاق النبهان