حلب ـ «القدس العربي»: واصلت قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية خلال الأيام الماضية تقدمها في جنوب الرقة، شمالي سوريا، حيث أعلنت تمكنها من السيطرة على مناطق جديدة من تنظيم «الدولة» (داعش)، وسط توقعات بقرب وصولها إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور.
وقال الناشط الإعلامي ياسر الأحمد لـ «القدس العربي»: إن قوات النظام والميليشيات المساندة لها تقدمت في مناطق واسعة من جنوب مدينة الرقة على حساب تنظيم «الدولة»، في إطار المعارك التي فتحتها من أجل الوصول إلى محافظة دير الزور.
وأضاف، أن قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية قد سيطرت خلال الأيام الماضية على قرى عدة من بينها مشرفة أنباح، خربة مهند، حليمة، سوح البوخميس، شويحان، أبو القطط، سميحان، أبو قطاش، بالإضافة إلى حقول وآبار نفطية منها دبيسان، الفهد، الكبير، القصير، أبو القطط، أبو قطاش، وكذلك سيطرت على حقل كدير جنوب بئر الزناتي، وخربة الحالول شرق حقل كدير جنوب مدينة الرصافة الأثرية.
وأشار الأحمد إلى سيطرة قوات النظام وميليشياته في 10 تموز/يوليو الجاري على محطة (الهيل) للغاز، بعد انسحاب تنظيم «الدولة» منها، في حين تحاول الوصول إلى السخنة التي تُعد أهم ما تبقى للتنظيم من معاقل في ريف حمص الشرقي، ومركزاً للانطلاق باتجاه الحدود الإدارية لمدينة دير الزور. من جهته، يقول الصحافي وعضو «شبكة الفرات بوست» صهيب جابر: إن قوات النظام تقدمت فعلاً من محاور عدة باتجاه مدينة ديرالزور، من الناحية الجنوبية لبادية البوكمال ومناطق التنف بالإضافة إلى الجهة الأخرى لمدينة السخنة غرب مدينة ديرالزور، في حين تحاول الآن التقدم من الشمال الغربي.
وأشار في لقائه مع «القدس العربي» إلى أن قوات النظام باتت تفصلها عن مدينة دير الزور من جهة البادية الجنوبية نحو 50 كم، وكذلك المسافة نفسها عن ناحية السخنة، لافتاً إلى استغلال قوات النظام قصف طيران التحالف الدولي في ريف الرقة الشرقي والتقدم بصورة غير مباشرة، حيث سيطرت لأول مرة منذ سنتين على المحطة الثانية T2 في جنوب شرق ديرالزور وذلك بعد استهداف طيران التحالف لمواقع تنظيم «الدولة» في المنطقة.
ويرى جابر أن احتمالات وصول قوات النظام إلى مدينة دير الزور أصبح وارداً ومنطقياً لأسباب عدة أبرزها أن تنظيم «الدولة» الآن يُستنزَف في الرقة، ويحاول الصمود في وجه ميليشيات قسد التي تتقدم باستمرار وتسيطر على مناطق نفوذه.
وأضاف «يبدو أن حلفاء النظام توصلوا بصيغة ما إلى اتفاق مع الأمريكان إلى إضعاف الجيش الحر في الجنوب وشبه التخلي عنه بعدما رفض فصيل مغاوير الثورة المتمركز في قاعدة الشدادي البدء بمعركة باتجاه دير الزور»، بسبب عدم قبوله بالتنسيق والتعاون مع ميليشيات قسد، بالإضافة إلى الوضع الصعب والضغط المتواصل على فصيل أسود الشرقية، وإشغاله بمعارك مع ميليشيات إيرانية الطائفية في القلمون الشرقي.
يشار إلى أن قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية كانت قد سيطرت على قرى في غرب محافظة الرقة شمالي سوريا في 10 حزيران/ يونيو الماضي، في حين تواصل قوات النظام تقدمها باتجاه مدينة دير الزور من محاور عدة، انطلاقاً من منطقة السخنة التي تحاول السيطرة عليها، فضلاً عن مواقعها الجديدة بالقرب من حميمية في ريف دير الزور الجنوبي.
عبد الرزاق النبهان