قوات صينية تصل إلى طرطوس السورية… وأخرى روسية وأمريكية تتحضر للمغادرة

حجم الخط
4

عواصم – «القدس العربي»- من عبد الرزاق النبهان ووكالات: وصلت قوات خاصة صينية إلى ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك من أجل محاربة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلامية روسية مؤخراً. وتزامناً أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جار لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك» وتزامناً أيضاً أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.
وكانت شخصيات في المعارضة السورية قد انتقدت في حديثها لـ»القدس العربي»، في وقت سابق الأنباء التي تداولها الإعلام الروسي حول نية الصين إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا، لمحاربة ما سمته «حركة تركستان الشرقية الإسلامية».
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية الخميس أن وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب تابعة للقوات المسلحة الصينية يُطلق عليها اسم «نمور الليل المظلم» وصلت إلى ميناء طرطوس، دون ذكر تفاصيل أخرى.

الاحتمالات

ويرى الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية الدكتور عبد المنعم زين الدين: إن وصول قوات صينية إلى سوريا يحمل في طياته احتمالات عدة إن صحت، وهي فتح معركة جديدة شرسة ضد السوريين، قد يكون هدفها الغوطة الشرقية، حيث أن هذا الاحتمال تقويه التصريحات الروسية الملفتة للانتباه منذ يومين عن وجود داعش في الغوطة الشرقية.
ولفت إلى التصريحات المنسوبة لـ»بثينة شعبان» عن رصد تواجد للحزب التركستاني في ريف دمشق في زيارتها التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام، والتي طلبت فيها من الصين إرسال قوات لقتال التركستان في سوريا.
وأضاف لـ«القدس العربي»، إن الاحتمال الثاني قد يكون دعائياً لتدعيم موقف روسيا أمام الأمريكيين وتهديدهم بهذا الحلف الجديد (الروسي – الصيني) رداً على التصريحات الأمريكية -التي أزعجت روسيا- والتي قالت فيها إنها لا تنوي الخروج من سوريا حتى ولو تم القضاء على داعش.
وأردف زين الدين إن الاحتمال الثالث أن تكون مهمة هذه القوات إقامة قواعد عسكرية صينية في سوريا، مقابل السماح للصين بالمشاركة في مشاريع إعادة الاعمار التي صرحت أنها جاهزة لها، واستغل النظام والروس فرصة قدوم هذه القوات لاظهار قوتهم بحليف جديد.
وأوضح أن هذه الأخبار إن صحت فهي تمثل جريمة جديدة بحق الشعب السوري، بوضعه تحت رحمة دولة أخرى ساندت العصابة الأسدية ودعمت مواقفه وحمته من المحاسبة في مجلس الأمن عبر استخدامها المتكرر لحق النقض (الفيتو) ضد القرارات التي تدين نظام الاسد.
وشدد على أن موقف السوريين الشرفاء يرفض دخول هذه القوات، حيث ينظر إليها على أنها قوات احتلال، لأن مهمتها لن تختلف عن مهمة القوات الروسية التي قتلت الشعب ودمرت المدن بذريعة القضاء على الإرهاب، فيما كان هدفها ضمان مصالحها، والإبقاء على نظام قوات بشار التي تستمد منها مشروعية الاحتلال.
واستطرد أن هذه القوات لن يختلف مصيرها عن مصير من سبقها من القوات الغازية المحتلة، سيدافع الشعب السوري عن أرضه وبلده بكل قوته، ولن يثنيه عن ذلك قدوم عدو جديد معلن يضاف إلى الأعداء الكُثر الذين نهشوا في لحم الشعب السوري، وطعنوه ودمروا بلاده.
بدوره رأى المحلل والباحث السياسي السوري أحمد رياض غنام ، أن وصول وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب من الصين يدل على فقدان النظام السوري للسيادة، وبالتالي السقوط بيد الإحتلال متعدد الجنسيات، يضاف إليه الميليشيات الطائفية المستقدمة من العراق ولبنان وافغاتستان وباكستان.

الاختراق المخابراتي

وأكد في حديثه لـ»القدس العربي»، أنه ليس مستغرباً اليوم قدوم قوات النخبة الصينية لمقاتلة الميليشيا التركستانية الإسلامية، التي هددت الصين في أمنه واستقراره، لافتاً إلى أنه دليل على الاختراق المخابراتي لهذه الميليشيات حيث شكلت بتهديداتها جسر العبور لقوات النخبة الصينية لدخول لسوريا، الأمر الذي يضع الجميع أمام مشهد درامي ليس له سابقة في تاريخنا الحديث وفق تعبيره.
وكانت حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تتواجد داخل الأراضي السورية قد هددت الصين على لسان قائدها «الشيخ عبد الحق»، في مطلع الشهر الماضي، وذلك خلال استعراض عسكري ضم عشرات المدرعات العسكرية.

القوات الروسية

من جهة أخرى أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جار لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك». وقال باتروشيف ردا على سؤال حول موعد سحب القوات من سوريا: «عند الجاهزية، التحضير جار بالفعل»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. وفي وقت سابق، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية، الجنرال فاليري غيراسيموف، إن تقليص عدد القوات المسلحة في سوريا قد يبدأ قبل نهاية العام الحالي.

…والأمريكية

كما أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.
وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون على حسابه على تويتر أن «أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأمريكية يستعدون للعودة إلى بلادهم بعد توفيرهم دعماً دقيقاً بالمدفعية لقوات سوريا الديمقراطية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عاصمتهم السابقة». ووصلت وحدة قوات مشاة البحرية المذكورة إلى سوريا في 15 أيلول/سبتمبر لتستبدل وحدة سابقة، وفق ما جاء في بيان للتحالف الدولي الذي أضاف أن «بعد تحرير المدينة وفرار تنظيم الدولة الإسلامية، أتت الأوامر لهذه الوحدة للعودة». وأوضح التحالف أنه «تم وقف ارسال وحدة بديلة».
وبعد معارك استمرت أكثر من أربعة أشهر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي في 17 تشرين الأول/اكتوبر على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً في سوريا. وكان مسؤولا كردي أكد لوكالة فرانس برس أنه «سيكون هناك تعديل بخصوص تقديم الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على داعش».
وكانت تركيا أعلنت أنها تلقت تطمينات من البيت الأبيض بوقف تسليم الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تصنفها بـ»الارهابية». وتحدث البيت الأبيض عن «تعديلات» متصلة بالدعم العسكري لشركاء واشنطن على الارض في سوريا بعد انتهاء معركة الرقة.
وأكد مدير العمليات في التحالف جوناثان براغا في البيان أن «مغادرة هؤلاء العناصر المتفوقين من مشاة البحرية إشارة إلى التقدم الكبير في المنطقة»، مضيفاً «نقلل من قواتنا المقاتلة حيث ينبغي ذلك، ولكن نواصل جهودنا لمساعدة الشركاء السوريين والعراقيين على الحفاظ على الأمن». وأضاف «قواتنا المتبقية ستواصل العمل إلى جانب القوات الحليفة لهزيمة ما تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية، ومنع أعادة ظهوره». ويدعم التحالف الدولي بالغارات والمستشارين والسلاح قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تتركز حالياً في ريف محافظة دير الزور (شرق) الشمالي الشرقي.

قوات صينية تصل إلى طرطوس السورية… وأخرى روسية وأمريكية تتحضر للمغادرة
هل تنسق بكين ضمن «اللعبة الروسية» في سوريا في وجه واشنطن؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    أنا مستغرب لموقف الصين من التدخل العسكري بسوريا !
    ألا يكفي إضطهاد الحكومة الصينية للمسلمين بالصين ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عبدالله:

    انا مستغرب من قدوم ارهابيين من الصين الا يكفي ماموجود عندنا من ارهابيين

  3. يقول chad:

    من بساند ارهابي قانل فهو ارهابي من يساند مجرم فهو مجرم من بساند ظالم فهو ظالم من يوافق اولا السوريين ظلموا ومن يساعدهم ليس ارهابي الارهابي من وقف ضدخم وظلمهم وكل الشعوب المقهوره

  4. يقول .الحرحشي _المفرق -الاردن:

    يا ليت الصين لا تلوث سمعتها لدى العرب. فالصين ليس لها ارث استعماري والنظرة اليها عند الشعوب العربيه ايجابية

إشترك في قائمتنا البريدية