قيادات من المعارضة السورية لـ«القدس العربي»: الغزو الروسي نجح بالمجازر وفشل عسكرياً ويحاول فرض نصر سياسي للنظام بتخاذل أمريكي

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكدت قيادات من المعارضة والائتلاف السوري في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أنه وبعد أكثر من 100 يوم على التدخل الروسي في سوريا، فشلت موسكو في تحقيق نصر عسكري لصالح نظام بشار الأسد، معتبرين أن ما وصفوه بـ»الغزو الروسي» نجح فقط في ارتكاب سلسلة كبيرة من المجاز بحق المدنيين وتهجير أكثر من نصف مليون سوري إلى تركيا، بالتزامن مع محاولة فرض «نصر سياسي» للنظام بتخاذل أمريكي.
من جهته اعتبر الصحافي السوري المعارض أحمد كامل أن نظام الأسد بحاجة إلى 700 إلى 800 عام من القصف الروسي المكثف من أجل استعادة جميع الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، كونه لم يتمكن بعد 105 أيام من الغارات سوى من استعادة قرية سلمى في ريف اللاذقية، على حد وصفه.
نشار: لا تقدم عسكريا والعملية السلمية تتأرجح
سمير نشار عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض شدد على أن «التقدم البسيط» الذي حققه النظام في الأيام الأخيرة من خلال احتلال مدينة سلمى في الريف الشمالي للاذقية هو الإنجاز الأكبر لروسيا بعد أكثر من 100 يوم من التدخل العسكري، وهو انجاز متواضع جداً قياساً بحجم الغارات والقصف الجنوني الذي تنفذه الطائرات الروسية على مدار الساعة، على حد تعبيره.
وأكد نشار لـ«القدس العربي» أن الجانب الروسي كان له هدفين رئيسيين من التدخل العسكري، الأول هو الدفاع عن الأسد ونظامه ومنعه من السقوط والثاني هو محاولة إضعاف الثوار قبل موعد محادثات جنيف المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وقال: «روسيا تريد أن يذهب وفد الثوار وهو ضعيف ولا يملك أوراق قوة لكن المحاور الهامة ما زالت مشتعلة في الساحل وريف حلب ولم يحقق النظام سوى تقدم طفيف جدا».
وعن مصير جهود الحل السلمي في سوريا «العملية السياسية تتأرجح ولا توجد مؤشرات أن المحادثات سوف تعقد في تاريخها المحدد.. توجد جهود دولية لإزالة المعيقات أمام المحادثات حيث عقدت جلسة في جنيف بين وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في محاولة لتذليل العقبات لكن ما علمناه أنه لم يحدث تقارب في مواقف البلدين لا سيما وأن روسيا ما زالت تطالب باستبعاد حركتي أحرار الشام وجيش الإسلام من وفد المعارضة ونحن لن نقبل أي تدخل روسي أو خارجي في تشكيل الوفد».
كامل: صواريخ التاو قادرة على هزيمة روسيا
من جهته، قال الصحافي السوري المعارض أحمد كامل إنه «بعد 100 يوم من الغزو الروسي الإجرامي لسوريا تحقق الكثير من الضحايا المدنيين والدمار ولكن عسكريا تحقق فقط أن النظام استعاد بلدة سلمى إلى سلطته، وفي حسبة بسيطة يتضح أن النظام على هذا الحال يحتاج من 700 إلى 800 سنة من القصف الروسي حتى يستعيد كل الأراضي السورية التي خسرها».
وشدد كامل في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» على أن «الحصيلة العسكرية قريبة من الصفر وضعيفة للغاية أمام خسائر إنسانية كارثية ومرعبة» مضيفاً: «العالم كله وافق سياسياً على هذا الغزو ولا أحد يعارضه إلا 3 دول حصراً وهي السعودية وقطر وتركيا».
وعن كيفية مواجهة التدخل الروسي، قال كامل: «الثورة السورية يمكنها التغلب على هذا الحلف من خلال تزويدها بالأسلحة.. المقاتلون السوريون بحاجة في الحد الأدنى إلى صواريخ التاو.. إذا توفر لهم السلاح فهم قادرون على هزيمة موسكو تماماً كما هزمت في أفغانستان وكما هزمت أمريكا في العراق.. الشعب السوري بحاجة إلى السلاح فقط ولا شيء آخر على الإطلاق».
رمضان: سوريا تُقسم فعلياً إلى 4 مناطق نفوذ
في سياق متصل، اعتبر رئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف أحمد رمضان أن ما سماه «العدوان الروسي» على سوريا اتخذ مسارين منذ إنطلاقه قبل أكثر من 100 يوم، (سياسي وعسكري) فعلى الصعيد السياسي هدفت روسيا إلى العمل على تجاوز مرجعية جنيف بشكل أو بآخر وإيجاد مرجعية دولية موازية تقوض أهم ركائز جنيف والقرارات الصادرة بشأنها، وعملت على إيجاد مرجعية أخرى لا تتماثل مع ما تم الاتفاق عليه في جنيف بتساهل أمريكي واضح الأمر الذي صعب من إمكانية الوصول إلى حل سياسي.
وقال رمضان لـ«القدس العربي»: «هدفت روسيا سياسياً أيضاً إلى تجاوز الائتلاف الوطني كممثل دولي للسوريين تعترف به 120 دولة، وإيجاد مرجعية أخرى لا تحظى بالاعتراف الدولي ووصلت روسيا بالفعل لهذا الهدف من خلال التساهل الأمريكي وعدم تنبه أصدقاء الشعب السوري له، حيث أنه وبعد إنشاء هيئة التفاوض العليا وجدنا أن روسيا لم تعترف بها» معتبراً أنه وبالنتيجة تمكنت روسيا من تحقيق مكاسب سياسية لأسباب عديدة أهمها الإرتباك في الأداء الأمريكي.
عسكرياً، يرى رمضان أن روسيا سعت لتحقيق هدفين على الأرض، أولهما محاولة السيطرة على الوضع داخل سوريا وبالفعل بات الروس هم الطرف الأساسي في المعادلة بعد إزاحة التصدر الإيراني وباتت روسيا الجهة التي تتحدث نيابة عن النظام ولها الوجود الأكثر تأثيراً عسكرياً وبالتالي سياسياً أيضاً، ثانياً محاولة السيطرة على الساحل ووسط سوريا وصولاً لحمص وحماة وحلب في الشمال وبالفعل حققت روسيا والنظام بعض النتائج في ظل استمرار الحظر الأمريكي على تزويد الثوار بالأسلحة النوعية التي يمكنها تغيير موازين القوى بشكل جذري على الأرض.
وشدد على أن روسيا استهدفت المدنيين في الدرجة الأولى وهجرت أكثر من نصف مليون مدني سوري إلى تركيا، موضحاً أن معلوماتهم تشير إلى وجود أكثر من 8 آلاف جندي روسي في سوريا و900 مدرعة وأسراب كبيرة من الطائرات وفرق من القوات الخاصة «وهذا يعني أن روسيا تجاوزت فكرة القاعدة العسكرية وصولاً لإقامة منطقة نفوذ ضخمة في العمق السوري وتهيئة لاحتلال طويل الأمد يشبه ما حدث بالقرم» مشدداً على أن «الثوار حققوا انتصارات كبيرة في مواجهة الغزو الروسي والإيراني».
ورأى رمضان أن هناك تقسيما فعليا يتم في سوريا، بحث تصبح أربع مناطق، الأولى في الجنوب وتكون لإسرائيل اليد العليا فيها مستقبلاً، والثانية من دمشق لحدود لبنان وتكون خاضعة للنفوذ الإيراني، والثالثة في الساحل وأرياف حمص وحماة وصولاً لحلب وتكون تحت النفوذ الروسي، والرابعة في الشمال وتضم خليطا من تنظيم الدولة والميليشيات الكردية وتبقى منطقة نزاعات.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن هولندي:

    نداء إلا خادم حرمين الشرفين سلمان بن عبد العزيز: روس و الصفويين و حزب الله و و و و تكلبوا على أمة الاسلامية. مستقبل سوريا على طريق: حرار الشام و جبهة الاسلامية و جبهة النصرة و فيلق الشام و جناد القوقاز و اتحاد الاسلامي و التركستاني وجيش الفتح و جيش الاسلام و جيش السنة

    و الله والله والله انا نبكي الدم

    شكرًا يا القدس العربي

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    آلاف الطلعات الروسية تتكلف مليارات عزيزة على روسيا
    فالإقتصاد الروسي بطريقه للإنهيار كما إنهار الإقتصاد السوفيتي من قبل
    والسؤال هو :
    متى سيشعر المواطن الروسي بفداحة ما يفعله بوتين من مغامرات خارجية ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول ahmad:

    Anything short of the complete collapse of the Russian economy will not move the Russians . The Russians are backward and want to believe the illusion that Putin is selling them: that Russia is again an important country on a par with the USA

إشترك في قائمتنا البريدية