حلب – «القدس العربي» : أكد قيادي عسكري في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى، سيطرة قواتهم الأحد على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في شمالي سوريا بكاملها، وذلك عقب خروج جميع عناصر التنظيم بإتجاه دير الزور ضمن اتفاق عقد بينهما مؤخراً. تزامناً مع ذلك قُتل شخصان وجرح 9 آخرون، أمس الاثنين، في قصف جوي ومدفعي شنته قوات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي (وسط) المحاصرتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة.
وعودةً الى الرقة فقد أوضح القيادي العسكري في حديثه لـ«القدس العربي»، أن نحو أربعة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة (الأنصار والمهاجرين) خرجوا مع عائلاتهم على دفعات باتجاه دير الزور، حيث تم نقلهم عبر قاطرات مقطورة وحافلات إضافة إلى سيارات خاصة بالتنظيم.
ورداً على سؤال «القدس العربي» حول أسباب تأخر قوات سوريا الديمقراطية في إعلان سيطرتها على كامل مدينة الرقة بعد خروج عناصر تنظيم الدولة من الرقة، قال القيادي أن عدم إعلان قيادة قسد السيطرة على كامل مدينة الرقة ربما يعود لأسباب سياسية أو أمور أخرى لم تتضح بعد، لافتاً إلى إلى أن عناصر قوات سوريا الديمقراطية تقوم الآن بتمشيط أحياء المدينة. وكانت قوات سوريا الديمقراطية المكونة اساساً من وحدات الحماية الكردية قد بدأت بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في أواخر 2016 حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من الرقة، معقل التنظيم الأبرز وعاصمة خلافته ومركز القرار لقيادته، حيث تمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة. من جهة أخرى وحسب وكالة الاناضول فقد قُتل شخصان وجرح 9 آخرون، اليوم الاثنين، في قصف جوي ومدفعي شنته قوات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي (وسط) المحاصرتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة. ويأتي القصف بالرغم من أن المنطقتين مشمولتان في اتفاقية «خفض التوتر» التي تم التوصل إليها في اجتماعات العاصمة الكازاخية أستانة، وأعلن عنها منتصف الشهر الماضي. وأفاد محمود أدهم، المسؤول في الدفاع المدني ببلدة «عين ترما» في غوطة دمشق لمراسل الأناضول، أن قوات النظام نفذت قصفا جويا ومدفعيا استهدف حي «جوبر» وبلدة «عين ترما» ما أسفر عن مقتل طفل وامرأة وإصابة 3 آخرين بجروح. وأشار أدهم إلى أن القصف أسفر كذلك عن تدمير عدد من المنازل في الأحياء السكنية المستهدفة. وتحاول قوات النظام السوري منذ أشهر التقدم في بلدة «عين ترما» وفصلها عن حي «جوبر» لمحاصرة الحي القريب من العاصمة. ومنذ خمس سنوات، تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي يقطنها نحو 500 ألف نسمة.
من جانب آخر، استهدف طيران النظام السوري مدينة «تلبيسة» في ريف حمص الشمالي ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص، وإلحاق أضرار في منازل المدنيين، وذلك حسب تصريحات مصادر في الدفاع المدني للأناضول. ويسكن ريف حمص الشمالي، نحو 250 ألف شخص بينهم 20 ألف نازح، ويحاصره النظام منذ 5 سنوات، ويتعرض لقصف مدفعي وجوي بشكل متواصل. «الأناضول»
عبد الرزاق النبهان