دهوك ـ «القدس العربي»: أكد قيادي كردي عراقي أن جهودا تبذل لإعادة الأوضاع بين الأحزاب الكردية في الإقليم إلى ما كانت عليه قبل اندلاع التظاهرات وإبعاد قيادات حركة التغيير عن البرلمان والحكومة.
وذكر صباح بابيري رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في محافظة دهوك أن جهود الاتحاد نجحت في لملمة الخلافات بين الأحزاب الكردية العراقية وإبعاد الإقليم عن شبح الإدارتين، مؤكدا أن محاولات حصلت لاستبعاد حركة التغيير عن الحكومة في الإقليم ولكن الأحزاب الأربعة الأخرى رفضت هذا التوجه واصرت على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أحداث التظاهرات في 23 حزيران الماضي، إلا أن هناك نقاشات حول احتمال حصول بعض التغييرات وإعادة توزيع بعض المناصب وبما يرضي الجميع.
واشار لـ «القدس العربي» إلى أن الأحزاب الكردية في الإقليم موزعة في علاقاتها الخارجية والإقليمية بين المحورين الرئيسيين في العالم وهما محور الشرق الروسي والغرب الأمريكي، لذا فليس من السهل على الأحزاب ان تلتقي وتتفق بسرعة، لكنها تبقى حريصة على استقرار الأوضاع في الإقليم، وتعمل من أجل الشعب الكردي الذي ضحى بالآلاف من أجل تحقيق ما وصل اليه، منوها إلى الدور الكبير الذي بذله الاتحاد الإسلامي من أجل تخليص الإقليم من أزمة كبيرة قد تؤدي إلى انقسام الأحزاب وظهور ادارتين في الإقليم ( بين أربيل والسليمانية )، وأن الاتحاد جعل نفسه ضحية من أجل تهدئة الأمور في الإقليم.
ومن جانب آخر، دعا حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية، إلى استمرار الحوار بين الأطراف السياسية كافة من أجل معالجة المشاكل والأزمات في اقليم كردستان.
وأشار بيان على موقع الإعلام المركزي للاتحاد الوطني، ان وفدي الحزبين عقدا، الثلاثاء، اجتماعاً مشتركاً في مدينة السليمانية، لبحث آخر المستجدات السياسية في الإقليم.
وقال البيان ان الجانبين اتفقا حول عدة محاور، مشيرا إلى انه فيما يخص الأوضاع السياسية والأزمات التي يشهدها إقليم كردستان، أكدا بأن معالجة المشاكل والأزمات في الإقليم لا تتم إلا عبر الحوار وتقارب وجهات النظر بين الأطراف السياسية ومواصلة المساعي من أجل انهاء الأزمات في الإقليم.
وكان النائب عبد العزيز كامران من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني، أعرب عن عدم وجود اي بادرة لحل الأزمة في إقليم كردستان.
وأكد أنه «لا توجد أي أطراف دولية في الوساطة لإنهاء إزمة الإقليم»، مشيرا إلى ان» الأطراف الكردية الأربعة ما زالت مستمرة في اجتماعاتها لغرض حل الأزمة، ولكن لحد الآن ليس هناك بادرة لحلها».
ويشهد إقليم كردستان منذ نحو ثلاثة أشهر أزمة سياسية حول رئاسة الإقليم والأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى خروج تظاهرات غاضبة في محافظة السليمانية هاجم المتظاهرون خلالها مقار أحزاب عدة، بعضها عائد للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
وعقب تلك التظاهرات، منعت السلطات في اربيل، رئيس برلمان كردستان يوسف محمد، المنتمي لحركة التغيير، من الدخول إلى أربيل، كما عزل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أربعة وزراء من حركة التغيير، وعين آخرين بدلا منهم بالوكالة.
ومنذ ذلك التاريخ بقيت الأوضاع في الإقليم على ما هي عليه دون تقدم رغم محاولات بعض الأحزاب والقوى في بغداد والإقليم لتسوية الخلافات.
مصطفى العبيدي