الناصرة ـ «القدس العربي»: حذر كاتب صحافي بارز في إسرائيل من أن هجرة العقول تهدد بقاءها، ويقدم عشر أفكار رئيسية لكيفية تفاديها. ويوضح جاي رولنيك رئيس تحرير صحيفة «دي ماركر» وخبير التسويق البارز بمقال مطول بعنوان «كيف ترجع المهاجرين ونقنعهم بالبقاء أن الحل يكمن بثورة قيمية حقيقية لأن وضع إسرائيل اليوم لا يطاق».
يشار أن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل كشفت قبل أيام عن وجود نحو 800 ألف إسرائيلي يقيمون خارجها ثمانون ألفا منهم في مدينة برلين وحدها. ورد على من يشككون يقول إن إسرائيل باتت دولة ناضجة وقوية وعادية داعيا لإدارة جدل عادي حول هجرة الإسرائيليين المتزايدة في إطار محادثة اقتصادية،اجتماعية وثقافية.
ويقول رولنيك إنه بالنسبة لأغلبية الإسرائيليين لديهم دولة ثانية عدا «القطاع الصغير على ساحل البحر المتوسط بين غزة وصور لكنه يشدد على ضرورة استمرار إسرائيل بالتطور مقابل الخطر الداهم والفوري بفقدانها الشباب والأدمغة وكل القادرين على بناء حياة جديدة لهم خارج البلاد.
معتبرا أن إسرائيل تقف اليوم أمام تحد كبير وخطر إستراتيجي لأن دول الغرب تملك امتيازات نسبية هائلة منوها لعجزها عن منافسة الأسواق الكبرى،الشركات الضخمة،الجامعات،معاهد البحث والتطوير العظيمة وفرص العمل الكبيرة.
على غرار مراقبين آخرين يقول رولنيك إن الشباب المتميزين يستطيعون تحقيق قدراتهم خارج البلاد بشكل أفضل مما هو في إسرائيل.
ويقدم رولنيك 10 نصائح لكيفية إبقاء المتميزين في إسرائيل واستعادة من تركها : ويدعو أولا للتخلص من الفكرة بأن الطريق لتسوية كافة مشاكل الإسرائيليين تمر عبر السلام مع العرب لأن هذا غير مرتبط بهم. ويتابع « علينا السعي لإنهاء الاحتلال وإحراز سلام لكن دون اعتبار ذلك السيناريو المركزي للخطة بتحويل إسرائيل لدولة متطورة وجذابة مقارنة مع الفرص خارج البلاد» ،منوها أن الصراع استغل من قبل ساسة إسرائيل كحاجز دخاني لإعفائهم من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ويدعو لإصلاح اقتصادي يكفل تأمين مستقبل اقتصادي جذاب ليس للعاملين بالهاي تاك بل لمئات آلاف المواطنين العاملين بالسوق المحلي بالتجارة والخدمات والتربية والصحة ويضيف « لن ننجح برفع مستوى المعيشة في إسرائيل طالما عاش فيها مئات آلاف الناس ممن يعلمون في سوق يبدو كالعالم الثالث
ويشدد على ضرورة تطوير رأس المال الاجتماعي ومكافحة الفساد والقيام بإصلاحات في القطاع العام وإطلاق المنافسة في السوق الحرة ورفع مستوى التعليم بعكس التوجهات السائدة اليوم ويتابع « نحن بحاجة لذلك إذا كنا راغبين بالحياة والبقاء».
وقال إن الشباب في البلاد أو من هاجر منها يحتاجون لرؤية نوع جديد من السوق « سوق حر يعتمد على الكفاءات،ليس حكرا على المقربين ولأبناء العائلات الثرية فحسب لافتا لضرورة كسر المركزية وللانفتاح على القطاع العام. ويكشف أن آلاف الإسرائيليين ينهون كل عام تعليمهم الأكاديمي خارج البلاد ويبقون هناك نتيجة ما ذكر.
ويشير أيضا للحاجة بتخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل وزيادة خدمات الرفاه الأساسية وهذا يتم برأيه من خلال زيادة الحرفية وتنجيع النظام الاقتصادي وكسر الاحتكار فيه ومحاربة التوجهات المركزية والبيروقراطية. ويشدد أيضا على ضرورة خفض أسعار الشقق السكنية بـ 30% على الأقل ،منوها لحاجة الشاب للعمل 20 عاما كي يتمكن من اقتناء شقة، منبها لضرورة القيام بثورة في جهاز التربية والتعليم من خلال إخراج المعلمين السيئين واجتذاب كفاءات شابة متفوقة ورفع مكانة المعلم وجعل التعليم مهنة مطلوبة ويضيف « ينبغي أن يكون جهاز التعليم ممتازا ومبدعا بعكس ما هو اليوم»، داعيا لمواجهة العنف داخل المدارس بيد من حديد لأنه يضرب العملية التعليمية ويتفشى لبقية المجتمع. داعيا لتفكيك نظام العائلات المالكة للمصارف ومكافحة الإقطاع الجديد الذي ازداد في إسرائيل بالعقد الأخير.
ويقول إن دول الغرب تعاني من بعض هذه المظاهر لكن الفرص الكبيرة فيها هناك تكفي لمن هم بعيدون عن المركز وذوي القرار. كذلك يشير للحاجة بخفض نفقات المواصلات ورسوم المراكب وصيانتها،ولبناء بنى تحتية داعيا أيضا لإعلان حرب على الفساد في الحكم المحلي وفي سوق العقارات. وأخير يدعو لتقليص نفقات الجيش وتنجيعه كي يتبقى لإسرائيل ميزانية تكفي لتقديم خدمات الرفاه وتمويل الإصلاحات المذكورة.
ويتابع « الميزانية التي اتفقا عليها اليوم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير المالية يئير لبيد هي عكس ما نريد ونتانياهو يراهن على رغبة الإسرائيليين بقائد أمني قوي فيما يراهن لبيد على انسجامه مع سحر شخصيته وعلاقاته مع وسائل الإعلام. وفوق كل ذلك يضيف رولنيك أن دول الغرب تملك ما هو غير متوفر في إسرائيل: الضخامة،المساحات الخضراء،التنوع،الهدوء والسكينة والنظافة.
وفي ختام مقال مطول جدا في ملحق « هآرتس» الأسبوعي يقول إن الفساد في إسرائيل يخز كالشوكة في العين ويبعث على اليأس ويثقل على المواطنين بشكل لا يحتمل.مشددا على حاجة إسرائيل اليوم لقادة لا لناشطين سياسيين يبادرون لما ذكر ويتصدون لتفشي بلادة الإحساس الواسعة ويعززون تبلور مجتمع مدني متماسك يشهد إصلاحات واسعة بكل الميادين بما في ذلك الناحية القييمية وإلا هاجرت العقول وتبدأ ساعتنا الرملية بالنفاد.
وديع عواودة
البلاد العربية هي أكثر حاجة إلى تطبيق ما جاء في هذا المقال والعمل به.مقال لو كتب في بعض الدول العربية لوضع ناشره وكاتبه في غياهب السجون.أما في إسرائيل فقد انتهت الهجرة بالقدوم،وبدأت الهجرة بالخروج،ليتم وعد الله.
هذه النصائح و الاجراءات تصلح لكل بلاد العالم ما عدا ما يسمى اسرائيل. السبب هو “ايش تعمل الماشطة”. اسرائيل الى زوال مهما تزينت و استقوت و بذلت لان وجودها عكس التاريخ و الجغرافيا و ستؤول الى ما آلت اليه دولتهم الاولى و الصليبيون من قبل و لكنهم لا يتعلمون.
الغريب ان اقوى حججهم هي ايمانهم بحقهم الالهي في فلسطين على الرغم من ان اغلبهم اما لا يؤمن بالله اساسا او غير متبع لدينه
ان كل ما يبذله اليهود من بناء في فلسطين اليوم سيؤول الى اهالي البلاد تعويضا عما عانوه و لكن بعدما يتعلموا الدرس و يعرفوا قيمة بلادهم و يعرفوا كيف يستردوها و يحافظوا عليها