كارما

هل يأتي دونالد ترامب خطابا مخالفا للخطاب الذي يقدمه المسلمون والذي في أذهان الكثيرين أصبح هو الخطاب الرسمي للدين الإسلامي؟ دونالد ترامب هو الرئيس الأمريكي الأول، لربما يأتي بعده جورج بوش الابن، الذي مزق المجتمع الأمريكي بهذه الصورة المرعبة بسبب من أطروحاته العنصرية ومذهبه العنيف في إدارة الدولة.
لربما يجدر هنا ذكر ابراهام لينكولن الذي انقسمت أمريكا كذلك إبان حكمه بسبب سعيه الدؤوب في موضوع إنهاء العبودية والذي قاومته الولايات الجنوبية بشدة بسبب من حاجتها الماسة للعبيد كأيدي عاملة رخيصة إلى معدومة التكلفة في مزارعها الشاسعة. لينكولن قسم أمريكا حول مبدأ نبيل، بوش قسم أمريكا حول حرب بشعة، ويبقى ترامب، الرئيس الأمريكي الأكثر ضراوة في أسلوبه والأكثر بشاعة في عنصريته، قسم بلده لا حول مبدأ ولا سياسة خارجية، قسمها بحس عنصري يخاطب من خلاله الآخرين من حيث أبشع أنانياتهم وعنصرياتهم وتطرفاتهم.
هو خطاب الكراهية للآخر والعزل للمختلف والأنانية البحتة الذي استخدمه ترامب ليصل، والذي سيودي به ذات يوم بعد أن يخترق هذا الخطاب المجتمع الأمريكي ويحدث أضراراً يصعب ترميمها.
في هذه الفترة البسيطة من دخول ترامب معترك السياسة، أحدث هذا الرجل أضراراً فادحة بمجتمعه، ولنا أن نتخيل إذا ما استمر خطابه هذا لألف سنة مقبلة مثلاً، ماذا سيفعل هذا الخطاب في المجتمع الأمريكي؟ لربما في هذا المثال تفسير لمعاناتنا المستمرة في عالمنا العربي والإسلامي، فنحن ننحني ومنذ ألف وأربعمئة سنة على نسج خطاب مشابه لخطاب ترامب، خطاب موغل في الإقصاء، ممعن في التطرف، حتى مزقنا مجتمعاتنا تمزيقاً لا ينفع معه إصلاح ولا ترقيع.
كيف نلوم على الرجل إقصاءه للمسلمين وعنصريته تجاههم ونحن نأتي الأفعال ذاتها ونخاطب بالمنطق ذاته؟ أعلنا أنفسنا خير أمة أخرجت للناس، وأن ديننا هو الدين الحق الأخير، فرقته الحقة (لم نحزم أمرها بعد) هي الفرقة الناجية التي ستدخل الجنة. المسلم في الجنة وغيره في النار، الحق عندنا والباطل عند غيرنا، لا نقبل نقداً، لا نتقبل تساؤلاً، لا نرضى بتشـــكك، دع عنك الرفض، بل ونؤمن بمبدأ قتل المرتد عن الديـــن، كيف اختلف خطابنا الديني الإقصائي العنيف عن خطاب ترامب السياسي إن لم يفوقه عنفاً وإقصاءً؟ لقد صنعنا خلال الألف سنة الماضية حائطاً ضخماً منيعاً أفظع من ذاك الذي يرغب فيه ترامب آلاف المرات، حائطاً منعنا نحن عن الدنيا، حجب عنا هواءها النقي وأبقانا في حيزنا الضيق نعتقد أننا وحدنا على الحق في الدنيا ووحدنا إلى الجنة في الآخرة، فأي غضب نغضب من حائط ترامب العنصري وحائطنا امتد حولنا ولا سور الصين العظيم؟
كيف يختلف ما يقترحه ترامب من مفاهيم عنصرية عن مفهوم الجزية مثلاً الذي يعتقده المسلم حق «لإمبراطوريته» حتى تقبل بوجود غير المسلم فيها؟ أي منطق يفرق بين المواطنين ويميز بينهم على أساس الدين أشد من هذا؟ كيف نقبل استمرار منطق غنيمة المسلم لمال وجسد الغير مسلم إلى اليوم في كتب تراثنا وأي مفهوم تمييزي عنصري أنكى من هذا؟ ترامب يرمي لعزل وبهذلة المسلمين، هذين الهدفين لا يمكن أن نخطأهما في تقييمنا للمنحى الترامبي، ولكن قبل أن نرميه بالحجر، ألا ننظر في بيتنا الزجاجي؟ ألا نقيم معاملتنا مع الآخر غير المسلم أولاً؟
ألا ننظر في بلداننا كيف نعزل ونميز بل ونضطهد ولنا في أقباط مصر ويهود العراق والخليج خير مثال؟ ألا ننظر في معاملتنا بل وحتى تفكيرنا تجاه أصحاب الديانات الشرق آسوية والذي ننحدر به لاعتبارهم أنجاسا عبدة حيوانات جهلاً وتعنصراً تجاه معتقداتهم الفلسفية النبيلة؟ ألا ننظر لخطابنا تجاه من نرميهم من منابرنا بالقردة والخنازير كيف عزز الفرقة العنصرية والاضطهاد اللفظي والتعالي الجاهل؟ غضبى نحن، ولكننا اليوم نذوق من الكأس ذاته، وفي حين أن المسلمين تعرضوا سابقاً لاضطهادات مختلفة، إلا أنه لم يسبق لأحد أن خاطبهم بتعال وتمييز صارخين كما يفعل ترامب اليوم، فبكل الأفكار المنتشرة حول المسلمين، لم يجرؤ ساسة العالم الغربي في يوم أن يصرخوا بعنصرياتهم كما يفعل ترامب، لربما حفاظاً على الواجهة المتحضرة والمبادئ الليبرالية لمجتمعاتهم أو لربما لمصالح خاصة بهم، فعاملنا العالم وكأننا أطفال الكرة الأرضية، نصرخ عنصرياتنا وهو لا يلتفت لنا. هذا إلى أن وصل ترامب، طفل أمريكا الثري المدلل، فبادلنا الصراخ، وراشقنا العنصريات، وخاطبنا من عقر منطقنا، والآن نغضب؟ إنها أفعالنا ردت لنا، فلنجلس ولنشاهد كيف تبدو أشكالنا ونستمع كيف يظهر خطابنا، فها نحن نرى إنعكاس قولنا وشكلنا في ترامب الذي رماه القدر الساخر في طريقنا، ترامب الذي تعاقبنا الدنيا به، ترامب الذي هو درس نأبى أن نتعلمه.

كارما

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احسان الكاتب - بريطانيا:

    للأسف اختلطت الامور على الكاتبة المحترمة “كنتم خير امة اخرجت للناس” هذا كلام الله وليس إدعاء المسلمين كذلك يقول المولى عز وجل “إن الدين عند الله الإسلام” وأيضآ “ومن يبتغ غير الاسلام دينآ فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”. من الطبيعي ومن حق كل إنسان أن يعتقد أنه على الحق وأن دينه ومعتقده هو الصواب ولكن الاسلام يعطي الانسان الحرية في اختيار دينه ولا يجوز إجبار أحد على دخول الاسلام والآية في هذا صريحة “لا إكراه في الدين”

  2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    نحن و فقط. و فقط نحن. نحن في الجنة و الآخرون في النار. دار الاسلام و دار الكفر.
    ياجوج و ماجوج ربما من آسيا الصفراء. انا احسن منه، انا مسلم.
    ممنوع لغير المسلم الدخول الى الاماكن المقدسة، لانهم نجسين. لكننا نحن ندخل الى مقدساتهم …

    تتكلم، يخرجون لك حديث الرويبضة !!
    تتساأل، تسمع من تكون انت امام الشيخ الفلاني الحافظ المغوار.
    تشكك في حديث، يخرجونك الملة. رحت في ستين داهية.
    .
    نحن و فقط، نحن الشيعة و فقط. نحن السنة و فقط. نحن داعش و فقط.
    لا طبعا، نحن القاعدة و فقط و داعش في النار.
    .
    العنصرية فينا حتى النخاع، حتى مع بعضنا … اما عن الآخر، فلا حرج …
    انظروا كيف نخرج احاديث من جيبنا لنقدف بها اخوتنا الشيعة. و هناك من يقول هذا شرعنا !!!
    انظروا الى الشيعة كيف يخرجون احاديث من جيبهم لقدف اخوانهم السنة. فداك يا حسبن !!!
    .
    بالله عليكم، هل الله العدل المطلق تعالى ربط فعلا مصائر شعوب باكملها، بنا نحن حتى نبلغهم الرسالة؟
    .
    لا اظن. و اكاد اجزم بلا. هل هو إذا خطأ في فهم الرسالة؟ ام الرسالة مغايرة عما نعتقد؟
    هل الرسالة هي … و الصلاة و الزكاة وحج بيت الله؟ لا اضن، لان هذا لنا لوحدنا، و ان كان،
    فقد ربط الله مصائر آخرين بنا. و هذا ليس من العدل المطلق تعالى. اين الخلل أذا؟
    العدل هو ان كل الناس وصلتهم الرسالة و لهم حرية الاعتقاد. و بدون انتظارنا. فاي رسالة إذا؟
    .
    انها “لا الاه الا الله” و فقط.
    .
    و من هذا المنطلق، فلسنا وحدنا في الجنة، و لسنا احسن الخلق، و لسنا انظف الناس.
    نحن إذا مثل الكثير من الناس على وجه البسيطة، و ما يميزنا اننا بعد الله تعالى نأمن بمحمد (ص).
    فلا جرم إذا ان لم نستطع ايصال ايماننا بمحمد (ص) و فضائل رسالته لكل الشعوب، نحن لا زلنا لم نجد خطابا
    عالميا نخاطب به كل الناس. خطابا يفهمه الياباني و الهندي و و و … خطاب محبة و سلام، و ليس خطاب دار الكفر.
    المنطق يتبث اليقين بان الله تعالى لم يربط مصائرهم بنا و هذا هو العدل.
    .
    و هكذا نبقى احسن امة اخرجت للناس، احسن في مقوماتها الى ان تستخدم على صواب.
    كي تكون اولا امة تظهر للناس، تخاطبهم بمكارم الاخلاق و قيم رسالة محمد (ص). و الى ان نفعل، فل نتواضع.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    ” كيف نلوم على الرجل إقصاءه للمسلمين وعنصريته تجاههم ونحن نأتي الأفعال ذاتها ونخاطب بالمنطق ذاته؟ أعلنا أنفسنا خير أمة أخرجت للناس، وأن ديننا هو الدين الحق الأخير، ” إهـ
    نعم يا دكتورة فنحن خير أمة أُخرجت للناس وأن ديننا هو الدين الحق الأخير, شاء من شاء وأبى من أبى
    والذي لا دين له فاليتباهى بما يشاء ولكن لا يطعن بما يشاء إلا بدليل وإلا فهو همز ولمز لا يسمن ولا يغني من جوع
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول صوت من مراكش:

    من ديليب كومار الى السيدة ابتهال الخطيب
    _

    وما ذنب المكسيكيين حتى يضرب عليهم بجدار وهم كارهون
    _
    ويطلب منهم تحمل نفقاته؟ هل هي مكرمات الكارما في ملاحقتها لمتعالين مثلنا

    فلو كان هم ترامب و شغله هو المسلمون لوافقناك ولكن الرجل نكل حتى بأقرب الناس اليه مذهبا

    ثم ان خصك المسلمين وحدهم بذلك الشعور بالاستعلاء على باقي البشر غير دقيق وانا لست بمدافع عنهم ولا بمبرئهم

    ونصوص الثرات تشهد على ما قلته فكل الديانات لديها ذلك التعالي و تبخيس الاخرين وان منها من يعتبر
    _
    غير المنتمين لها بالغويم اي الحيوانات
    _
    الطوائف الغير مسلمة التي تقاسم المواطن العربي و المسلم اوطانه يجب الا تشعر بتمييز على اساس ديني

    او عرقي فالمواطنة هي الضامن وليس شيء اخر

    تحياتي

  5. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    ما اسهل وابسط رمي احجار الكراهية العمياء المعتادة تجاه الاسلام
    *اولا الجنسية : اذا اراد مجتمع ما في الكون رسم حدود مواطنيه بناء على العرق فهذه ليست عنصرية!!! فالجنسية الاميريكية للاميريكيين والكويتية للكويتين ولا يحصل عليها سواهم الا بعد شروط لا يلزم بها الاميريكي او الكويتي الاصلي اما في دولة الاسلام وليس المسلمين ! (فمنتهى العنصرية) ان يقوم تجمع ثقافي بتجاوز العرق وتنظبم نفسه بحسب مرجعيته الاغلبية وهي المعتقد و قوانين الاسلام ويعطي المواطنة لابناء الديانات الاخرى رغم اختلاف الدين فالمسيحيون واليهود وابناء الديانات الاخرى هم مواطنو دولة الاسلام ويحملون جنسيتها وتشن الحرب على العدو اذا تعرض لهم احد باذى
    *اما الجزية فهي تسمية لضريبة مالية يؤديها المواطن غير المسلم في دولة الاسلام اذا كان ذكرا حرا بالغا قادرا بدلا عن الخدمة في جيش قد يتوجه لمهمة عقاءدية (كحماية الاقليات المسلمة من الاضطهاد في دول اخرى ) رعاية لخصوصيته الدينية ولا يلزم بها بدلا عن دينه ! والا لكلفت بها المراة القادرة الغير مسلمة من مواطنات دولة الاسلام ويعطى المواطنون الغير مسلمون ثمن الناتج القومي للزكاة بما فيها زكاة البترول ويؤدي المواطن المسلم الزكاة وقيمتها اعلى من قيمة الجزية لانها فريضة اسلامية ويؤدي الخدمة الزاما في الجيش لان المهمات قد تكون ذات طابع عقاءدي ويحق للمواطن الغير مسلم في دولة جنسيتها الاسلام ان يخدم في الجيش ان اختار وتسقط عنه الجزية في هذه الحال فالجزية هي خيار لكي لا يلزم مواطن غير مسلم يحمل جنسية دولة الاسلام بفراءض لا يلزمها له دينه ! في الجيش الامريكي الزم الجنود المسلمون بقتل اخوتهم في الدين في العراق وافغانستان اما في جيش دولة الاسلام فلا يلزم المواطن الغير مسلم بقتال ابناء دينه من العدو وله المشاركة في المهمات الحربية المتعلقة بالامن القومي ان اختار ذلك اذن هي رعاية لخصوصيته الثقافية
    *في دولة الاسلام تتمتع الاقليات الغير مسلمة باحقية الحكم الذاتي وابتحاكم الى قوانينها الخاصة في الزواج والطلاق والارث وفي دولك التي تسميها ديمقراطية يمنع المواطن المسلم من الزواج والارث والطلاق حسب قانونه ..يتبع

  6. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    قبل ان أقدف بصواريخ قواعد النحو، و أجر الى آبار اصول الكلم، اسأل السادة و السيدات،
    .
    لماذا قال الله تعالى “كنتم خير امة …” و لم يقل “انتم خير أمة …” و لماذا نطوع الجملة الاولى لنفهم الثانية فقط؟
    و هل الآية تخاطب امة حصرا؟ و ماذا ان لم تكن هناك امة اصلا كواقعنا؟ هل الله تعالى يخاطبنا نحن كما نحن عليه
    ام ما قد نكون عليه لو …

    1. يقول عادل:

      وظاهر كان هنا أنها الناقصة ، و ” خير أمة ” هو الخبر . ولا يراد بها هنا الدلالة على مضي الزمان وانقطاع النسبة نحو قولك : كان زيد قائما ، بل المراد دوام النسبة كقوله : ( وكان الله غفورا رحيما ) ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) وكون كان تدل على الدوام ومرادفه ، لم يزل قولا مرجوحا ، بل الأصح أنها كسائر الأفعال تدل على الانقطاع ، ثم قد تستعمل حيث لا يراد الانقطاع . وقيل : كان هنا بمعنى صار ، أي صرتم خير أمة . وقيل : كان هنا تامة ، ( وخير أمة ) حال . وأبعد من ذهب إلى أنها زائدة ؛ لأن الزائدة لا تكون أول كلام ، ولا عمل لها . وقال الزمخشري : كان عبارة عن وجود الشيء في زمن ماض على سبيل الإبهام ، وليس فيه دليل على عدم سابق ، ولا على انقطاع طارئ . ومنه قوله تعالى : ( وكان الله غفورا ) . 
      (تفسير البحر المحيط)

  7. يقول غادة الشاويش المنفى:

    وضيح هام حول حد الردة في الاسلام :
    * لم يكن ما يعرف بحد الردة في الاسلام يوما امرا يتعلق بحرية العبادة ففي دولة الاسلام وهي دولة تمثل تجمعا ثقافيا اغلبيته تؤمن بالاسلام عقيدة ومصدرا للتشريع ودستورا وليس كل مواطنيه مسلمون ففيهم المسيحي واليهودي والمجوسي وهم مواطنون في دولة الاسلام وليس دولة المسلمين يتمتعون بحرية العبادة والضمان الاجتماعي وبحق كامل في ادارة انفسهم كمجموعة ثقافية لها خصوصية بحسب قوانين الطلاق والزواج والارث التي تخصهموهي صورة مدنية تحترم حتى اختلاف المواطنين مع التشريع الذي تم اختياره باغلبية وهو امر لا يتوفر في ارقى مدنيات عالمنا فلا المسلم ولا المسيحي ولا اليهودي يتحاكم الى قوانينه التشريعية في المدنيات الليبرالية المعاصرة بل عليه ان يخضع حتى في خصوصيته للقانون الاغلبي واذا كان الاسلام قد احترم حرية الاعتناق لكل هذه المجموعاتالثقافية فكيف يسمح بقتل المسلم المرتد عن دينه ويقر كل هذه المجموعات الثقافية على دينها ؟
    *)لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) قال تعالى(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
    *لم يثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المبعوث رحمة للعالمين عاقب الردة على احد والروايات جميعا الواردة في انه صلى الله عليه وسلم اقام حد الردة على احد كلها ضعيفة الاسناد وضعف اسنادها الامام الشوكاني في كتابه القيم نيل الاوطار .
    *ثبت برواية البخاري ومسلم ان اعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلب منه بعد ذلك اقالته من الاسلام وهذه حالة تحول عقاءدى (ردة ) علنية وظاهرة فلم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه يخرج من المدينة سالما كما اراد .
    3-روى البخاري عن انس ان رجلا نصرانيا اسلم ثم عاد بعد ذلك الى النصرانية وحدث هذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبه !
    4-حدث في عهد.رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ارتد جماعة من اليهود .. كانوا قد دخلو في الاسلام ثم ارتدوا عمدا ليفتنوا المسلمين عن دينهم ويردوهم عن الاسلام ولم يعاقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    5حد الردة بوصفه الاعدام لم يرد في القرءان الكريم وما ورد فيه احاديث احاد ومعلوم ان احاديث الاحاد ظنية الثبوت وتفيد غلبة الظن ولما كانت الحدود تدرا باقل شبهة فان عدم ثبوت حد الردة بوصفه اعداما ثبوتا قطعيا شبهة كافية لدرءه رعاية لحرمة

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      تتمة لموضوع الردة …
      رعاية لحرمة الارواح
      ارتد قوم فكتب ميمون ابن مهران الى عمر بن عبد العزيز فاجاب (رد عليهم الجزية ودعهم )
      *اما التابعون فقد راى ابراهيم النخعي في المرتد انه يستتاب ابدا وقد رواه عنه سفيان الثوري وقال انه هو الذي ناخذ به (اي يبقى يعرض عليه الاسلام ويحاور ولا يقتل )
      *استقراؤنا لقانون العقوبات في الشريعة الاسلامية الغراء يظهر ان الاعمال التي تتعلق بالاخرة عقابها اخروي وان العقوبات المعروفة بالحدود والقصاص في الشريعة الغراء تتعلق بالامن الاجتماعي وبحفظ الضرورات الخمس النفس والمال والدين والعرض (النسل )والعقل وهي ما تضر بالامن الاجتماعي والاخلاقي للمجتمع كالسرقة والزنا وشرب الخمر
      *نقل عن ابي حنيفة النعمان انه لا يوجب قتل احد على ترك واجب اصلا حتى الايمان فانه لا يقتل الا المحارب (المعتدي قتاليا على مواطني دولة الاسلام بمسلميهم ومسيحييهم ويهودهم ومجوسهم )وذلك لوجود الحراب (الاعتداء بالقتال ) منه وهو فعل المنهي عنه ..ويسوي بين الكفر الاصلي والكفر الطاريء (بالردة ) فلا يقتل المرتد لعدم الحراب (الاعتداء بالقتال والحرب ) منه ولا يقتل من ترك الصلاة او الزكاة الا ان كان في طاءفة ممتنعة ( اي مسلحة منظمة منشقة محاربة لكيان الدولة )فيقاتلهم لوجود الحراب (الاعتداء بالسلاح والقوة ) كما يقاتل البغاة .
      *يقسم شيخ الاسلام ابن تيمية الردة فينقل (ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل توبة جماعة من المرتدين وامر بقتل جماعة اخرى ضموا الى الردة امورا اخرى تتضمن الاذى والضرر مثل امره بقتل مقبس بن حبابة لانه ضم الى ردته قتل مسلم .
      *روى عبد الرزاق والبيهقي وابن حزم ان انسا عاد من سفر فقدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فساله ما فعل الستة الرهط (اي المجموعة) من بكر بن واءل والذين ارتدوا عن الاسلام ولحقو بجيش المشركين ؟ قتلو في المعركة فاسترجع عمر (قال انا لله وانا اليه راجعون تاسفا ) ..قال انس وهل كان سبيلهم الا القتل وفي رواية ما كنت صانعا اليهم لو اخذتهم (كنت عارضا عليهم الباب الذي خرجو منه (الاسلام ) ان يدخلو فيه فان فعلو ذلك قبلت منهم والا استودعهم السجن ) وهذا ليس لكفرهم والا لحبست الحكومة الاسلامية الراشدة كل اليهود والنصارى والمجوس من رعاياها بل لانهم مشروع فتنة وخيانة قومية يلحقون بعدو الدولة ويحاربون مواطنيهم من المسلمين وغيرهم في دولة الاسلام وليس المسلمين

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      أحسنت يا أخت غادة وما ذكرتيه هو هو الصحيح فالفرق كبير بين المرتد المسالم والمرتد المحارب
      أتمنى منك كذلك البحث في حد الزنا لأن الله سبحانه وتعالى نسخ آية الرجم وأصبحت العقوبة الجلد 100 جلدة فقط للمحصن أيضاً
      ولا حول ولا قوة الا بالله

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      حياك الله اخي داوود وحيا الله اصلك الطيب بحثت في هذه المسالة واتفق مع حد الرجم بعد ان استمعت لراي د عدنان ابراهيم وراي العلامة محمد ابو زهرة والعلامة القرضاوي وهناك كلام طويل ومناقشة عقلية واصولية ارى انها وبكل امانة علمية ترجح رجم الزاني المحصن رغم شدته
      والنقاش الحقوقي في هذا الحد ايضا له وجاهته ولا اريد الخوض في النقاش الان مع كل الحب والمودة اخي داوود لانه طويل جدا
      لكن اهم ما احب تسجيله ان الاسلام اعتبر الوقاية في التشريع والاصلاح الاخلاقي قبل تشريع العقوبة وقد يدرء حد كهذا في ايامنا بالف شبهة وشبهة لان الحدود تدرء بالشبهات ومتى استكملت وساءل الوقاية من الزنا وتم العدل الاجتماعي فساعتها فقط تطبق الحدود اما قبل ذلك فهو ظلم صريح ان نسمح باباحية الاعلام واعلام اللحم العاري ونشجع على الرذيلة في كل مسلسلاتنا ولا نوجه الاناث الى الحشمة والعفاف بل الى المنافسة في التعري والاباحية ونغرق في الفساد المالي بحيث لا يجد الشباب المساكين لقمة لتسد رمق عاءلاتهم ولا يستطعيون الزواج وتفتح عليهم كل الدواعي ال الزنا والفجور ثم ناتي نجلد ونرجم ما كان هكذا يوما شرع الله
      وعلى طريقتك المحببة وطريقة الاخ بلنوار لاحول ولا قوة الا بالله ولله في خلقه شؤون

  8. يقول رياض- المانيا:

    ارى هنا محاولة بائسة جدا ، بل ومثيرة للشفقة  لربط الاسلام بالعنصرية والاضطهاد. كيف يمكن مقارنة ديانة سماوية يعتنقها مئات الملايين من البشر المسالمين بافكار شخص عنصري من سلالة رعاة البقر الذين اقاموا دولتهم على جثث الهنود الحمر؟  ان ترمب يمثل الوجه الحقيقي للامبريالية العالمية التي شنت حروبا ادت الى قتل الملايين من البشر. الفرق  الوحيد بينه وبين غيره من الرؤساء ، انه اخرج سياسات عنصرية استعلائية  معمول بها اصلا الى العلن. ما يثير الانتباه، هو الافتراء على الاسلام برميه بفرية اضطهاده لليهود والاقباط؟!! مع ان المسلمين هم من حموا اليهود الذين تعرضوا للقتل في محاكم تفتيش اقيمت لهم وللمسلمين  في الاندلس وهذا معروف وموثق!! ثم ما هو نوع (الاضطهاد) التي يتعرض له الاقباط في مصر؟ الاقباط  ومنذ مئات  السنين كانوا ومازالوا جزء من النسيج المجتمعي في مصر  وبقوا محتفظين باسمائهم وكنائسهم ويمارسون شعائرهم الدينية بمنتهى الحرية، فهلا تم توضيح نوعية الاضطهاد التي تعرضوا ويتعرضون لها؟ ( ام هو كلام وخلاص؟) هلا تكرمت الكاتبة وتحدثت لنا عن الاضطهاد الفعلي الذي يتعرض له الفلسطينيين من دولة عنصرية،  اسستها في الماضي وتدعمها الى الان ماليا وسياسيا  دول غربية تمثل اللبرالية والعلمانية العالمية . شتان بين الشعارات الرنانة عن الحريات وحقوق الانسان التي احتلت باسمها دول واستعبدت باسمها ومازالت شعوب وبين مبدأ طبق بالفعل فجلد فعلا ابن عمرو بن العاص الذي ضرب الرجل القبطي امام عمر بن الخطاب والخليفة يردد ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا). العجيب الغريب، ان المؤرخين والمفكرين الغربيين الذين درسوا التاريخ الانساني، ورغم بغض بعضهم للاسلام من الناحية الايديلوجية، اعترفوا  بالدور المحوري العظيم الذي لعبه الاسلام في رقي وازدهار الحضارة الانسانية، ثم يأتي البعض يريد الغاء هذا التاريخ ، بل واثبات عكسه بجرة قلم، المثير للغرابة ان هذا يحدث دون الرجوع الى اي اساس منهجي علمي في دراسة واستنباط الاشياء، فهل وصل الافلاس واليأس الى هذا الحد؟ اعتقد ذلك. جمعتكم مباركة.

  9. يقول رياض- المانيا:

    عفوا تصحيح: الاضطهاد الذي وليس ( التي) وردت للاسف في التعليق مرتين خطأ. شكرا..

  10. يقول Ghaith-Jordan:

    مبدعة و رائعة في كتاباتك. ما الحل سيدتي؟ وهذه العقول مغلقة، مضطربة، متناقضة ).

1 2 3 6

إشترك في قائمتنا البريدية